ما نشر اليوم (الخميس) في صحيفة «واشنطن بوست»، عن حكومة مؤقتة في قطاع غزة اتفقت عليها إسرائيل وحماس ، يشير إلى تحول دراماتيكي، يقود إلى انتهاء الحرب .
أولاً، تقول صحيفة يديعوت احرنوت يشير إلى أن إسرائيل تعتزم جدياً إنهاء الحرب كجزء من صفقة الرهائن المخطط لها والانتقال إلى “اليوم التالي”، في حين تتخلى حماس عن الحكم المدني في قطاع غزة بعد الحرب، مما يتيح على الأقل على الورق تحقيق أحد أهداف الحرب الإسرائيلية، وهو إسقاط حكم حماس في قطاع غزة.
وبحسب “واشنطن بوست” فإن ذلك يجب أن يحدث بدءا من المرحلة الثانية من الصفقة، ولن تعود حماس -إذا صح التقرير- هي الحاكم المدني في القطاع.
ويذكر أن حماس وافقت على التخلي عن الحكم المدني في القطاع، والذي سينتقل مؤقتا إلى عناصر فلسطينية ليست من حماس ولا تمثل السلطة الفلسطينية، بل أشخاص موثوقين قامت إسرائيل بفحصهم. يقول المحلل العسكري للصحيفة الإسرائيلية.
وفق صحيفة واشنطن بوست فأن إسرائيل لن تسيطر على القطاع بأي حال من الأحوال، مما يعني إسقاط خيار الاحتلال العسكري الإسرائيلي المؤقتة في القطاع وكذلك استبعاد مخططات عودة الاستيطان للقطاع كما يخطط سموتريتش وبن جفير.
من ستكون تلك العناصر الفلسطينية؟
وفق الصحيفة الإسرائيلية لم يتضح الأمر بعد، وهي مسألة ربما لا تزال محل تفاوض – ولكن يبدو أن هؤلاء هم مسؤولون سابقون في السلطة الفلسطينية، من سكان غزة، الذين عملوا في ظل حكومتي ياسر عرفات وأبو مازن حتى استيلاء حماس على السلطة في عام 2008. وهؤلاء من أنصار حركة فتح، ويتلقون حتى يومنا هذا راتباً من السلطة الفلسطينية رغم أن معظمهم لا يعملون.
وبحسب المخطط الذي نشرته “واشنطن بوست”، ستكون هناك قوة أمنية مساندة للقوة الفلسطينية سيتم تمويلها وإدارتها من قبل الأميركيين والجهات الفاعلة الإقليمية – أي الدول العربية مثل الإمارات ومصر والإمارات العربية المتحدة. الأردن وربما دول مثل المغرب وغيرها.
تضيف يديعوت احرنوت : القوة الأمنية المساندة ربما تكون شركات أمنية يتم الاستعانة بها من الخارج كما فعلت الولايات المتحدة خلال احتلت العراق. ويبدو أن هذا هو النموذج الذي تنوي الولايات المتحدة تطبيقه في قطاع غزة.
حماس تريد نقل نموذج حزب الله إلى غزة
تزعم الصحيفة العبرية بأن لدى حماس نية قديمة لتقليد نمط سلوك حزب الله في لبنان، بحيث لا يكون للحركة سيطرة مدنية على القطاع ولا يُطلب منها الاهتمام برفاهية السكان. والاحتياجات – وبدلا من ذلك ستكون قادرة على تركيز واستثمار كل أموالها في المقاومة، أي الاستعداد للحرب مع إسرائيل.
وبما أنها القوة العسكرية الأقوى في القطاع، تضيف الصحيفة ، فهي في الواقع من سيملي من وراء الكواليس ما يحدث، والمسؤولون المدنيون سينفذون أوامرها. وهذا هو ما يفعله حزب الله في لبنان، وهذا هو ما تريد حماس أن تكون عليه في غزة في اليوم التالي للحرب ـ ولهذا السبب فهي على استعداد للتخلي عن الحكم المدني.
والسؤال في هذا السياق هو من سيضمن عدم قيام حماس، برعاية الحكومة المدنية والعسكرية الجديدة، باستعادة قواتها العسكرية في كتائب عز الدين القسام، وعدم حفر الأنفاق، وعدم قيامها بحفر الأنفاق؟ الجواب بحسب الخطة الإسرائيلية هو أنه في المرحلة الثالثة من القتال – بعد انتهاء الحرب – سيعمل الجيش الإسرائيلي وسيشن غارات من خلال حرية العمل الاستخباراتي داخل القطاع، كما يفعل في الضفة لمنع حماس والحهاد من إعادة بناء قدراتهم العسكرية.