أسرىانتهاكات الاحتلال

فتى محرر: “ضرب والجرب أنهكني” بسجون إسرائيل

"في إحدى المرات عندما تم أخذي إلى المحكمة طلبت من القاضية تقديم العلاج لي، وأوعزت هي بنقلي إلى العيادة، ولكن عندما عدت إلى السجن تم تجاهل هذا القرار".

شبكة المسار الاخباري: رغم فرحة عائلة الفتى رضا عبيد (18 عامًا) من بلدة العيسوية في القدس الشرقية المحتلة، بالإفراج عن ابنها، ضمن تفاهمات صفقة التبادل مع المقاومة في غزة، فإنها صدمت عندما شاهدت جسده متأثرًا بمرض “السكايبوس” الجلدي أو الجرب.

ما أن شاهده والده محمد أمام سجن “المسكوبية” بالقدس المحتلة، حيث أفرج عنه، حتى سارع إلى نقله للمستشفى من أجل الفحص الطبي قبل أن يعود به إلى منزله.

تحرر الشاب رضا، الخميس، إضافة إلى 19 آخرين من القدس الشرقية المحتلة، ضمن 110 أسرى فلسطينيين أطلق سراحهم في الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى، مقابل إطلاق حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” سراح 3 إسرائيليين، بالإضافة إلى إفراج المقاومة عن 5 تايلانديين كـ “بادرة إنسانية” غير مشروطة.

اعتقال ومعاناة

الشاب رضا، اعتقلته إسرائيل في 21 آب/ أغسطس 2024، بداية في قسم الأشبال، ومن ثم نقلته إلى قسم الرجال، ويصف المعاملة في المكانين بأنها “سيئة للغاية”.

يقول رضا في حديث لوكالة “الأناضول” بمنزله بالعيسوية إن “التجربة في السجن صعبة من ناحية الأمراض والتغذية والضرب والنوم (..) فالأسير لا يجد سوى الذل والإهانة والضرب”، وإنه “حتى عندما كنت مسجونًا في سجن الأشبال الوضع كان سيئًا حيث يواجهون كذلك الضرب والشتم”.

ويوضح أنه “عندما نقلتُ إلى سجن الكبار أيضًا واجهت كباقي الأسرى الضرب والسباب والإهانات، فإذا ما وجه السجان سؤال، ولم تجب عنه ينهال عليك بالضرب”.

وأردف “لمّا كنتُ في سجن مجدو، ولم يكن هناك مرتبات كافية، لمدة 10 أيام في بداية سجني، كنت أنام دون غطاء”.

حكاية مع المرض

أشار رضا إلى أن علامات المرض الجلدي (السكايبوس) ظهرت على جسده بعد مدة وجيزة من اعتقاله.

ويوضّح أنه “في إحدى المرات عندما تم أخذي إلى المحكمة طلبت من القاضية تقديم العلاج لي، وأوعزت هي بنقلي إلى العيادة، ولكن عندما عدت إلى السجن تم تجاهل هذا القرار”.

وأكمل الفتى أن “مسؤولاً في السجن شاهد المرض على جسدي، ولكنه لم يفعل أي شيء”، مشيرًا إلى أن “عددًا كبيرًا من الأسرى كانوا يعانون من ذات المرض الجلدي، وكل ما كنا نحصل عليه هو دهون وحبات دواء، ولكنها لا تفيد”.

فرحة، ولكن

لم يتوقع رضا أن يكون ضمن قائمة الأسرى المحررين، وعندما علم بأنه مشمول فيها يقول إنه “فرح كثيرًا”، خاصة “وأنني كنت أظن سوف أسجن 5 سنوات، وعندما سمعت أنني ضمن القائمة شعرت بسعادة بالغة.. سأعود على عائلتي وأخضع للعلاج لأن المرض (الجرب) أنهكني ولا يهتم بي أحد في السجن”.

والده محمد، يقول إنه شعر بالسعادة بسبب إطلاق سراح ابنه رضا، وبغصة أيضًا كون ابنه الآخر ضياء (19 عامًا) سيبقى في السجن.

وأوضح أنه “كان لرضا عدة محاكم قبل اتفاق تبادل الأسرى، وتوقعت أن يخرج هو وضياء، ولكن خرج رضا، وكان من المقرر أن يحكم بالسجن 5 سنوات”.

وأشار على أنه “اتصلت بي المخابرات الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح الخميس، وطلبوا مني المثول. فرحتي كانت غامرة، فلم أتوقع هذه الصفقة من قبل”.

وتابع أنه كان يشاهد (رضا) فقط في المحاكم، “لم أتمكن من التواصل ومعرفة أخباره في السجن لم أعرف ماذا كان يأكل، وكيف ينام ولم أكن أتلقى أخبارا عنه”، و”الآن ابني ضياء ما زال في السجن، ولا أعرف أي أخبار عنه وظروف اعتقاله، لكنه قال لي في المحكمة إنه تعرض للضرب، وكانت الآثار واضحة على جسده”.

وأشار الوالد إلى أنه صدم عندما شاهد علامات المرض الجلدي على ابنه، “لم أشاهد شيئًا كهذا من قبل.. وبعد مماطلة طويلة أخذت ابني في سيارة إسعاف إلى المستشفى من أجل فحصه والحصول على العلاج”.