
المسار …
ندّد جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي الأسبق (2017-2022)، والمبعوث الشخصي الحالي للرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان، بالوضع في قطاع غزة والسياسة التي تتبعها إسرائيل في هذا الملف.
وقال في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”: “لقد تجاوزنا حدود ما لا يُقبل. استخدام السلاح الإنساني، وسلاح التجويع كأداة للعمل العسكري أمر مأساوي للغاية”. فحالياً، لا يسمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا بدخول كمية محدودة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد حصار استمر شهرين.
واعتبر الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية أن “نتنياهو، من خلال سياساته، يجعل إسرائيل على شفا الهاوية. وهذا معاكس تمامًا للمبادئ التي قامت عليها إسرائيل، لأنها كانت تمثل الديمقراطية، واحترام القانون، والقيم الإنسانية”، وفق لودريان.
كما رأى لو دريان أن “إسرائيل تعيش اليوم انهياراً أخلاقياً، وهي في طريقها، بسبب سياسات نتنياهو، لأن يصبح دولة منبوذة على الساحة الدولية، وهذه وضعية مأساوية للغاية”.
وتابع قائلاً: “عندما ننتقد سياسة حكومة نتنياهو، نتهم فورا بمعاداة السامية. هذا أمر غير مقبول أبدا، وهذا الخلط مدان بشدة. عندما يتدخل رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) مطالباً بوصول المساعدات الإنسانية (إلى غزة)، يتم اتهامه بأنه متواطئ مع حماس. هذا لم يعد مقبولا”.
كما قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق إنه لا يرى اليوم مخرجا آخر سوى أن يضع الشعب الإسرائيلي نفسه حداً لهذا الانحراف الخطير الذي سيقود إسرائيل خلال السنوات القادمة إلى وضع مأساوي.
وعند سؤاله عن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، قال جان إيف لو دريان إنه يفضل عدم استخدام هذا المصطلح، معتبرا أن له “دلالة قانونية وتاريخية”.
وأضاف قائلا : “نحن نسير نحو تطهير عرقي”، مكرراً بذلك كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت.
وفي إطار الضغوط الدولية المتزايدة التي تواجهها إسرائيل لإنهاء الحرب المدمرة في غزة؛ تم هذا الجمعة في فرنسا تقديم شكوى ضد مجهول بتهمة القتل والإبادة الجماعية من قبل جدة تتهم السلطات الإسرائيلية بالمسؤولية عن مقتل حفيديها الفرنسيين في غزة في شهر أكتوبر عام 2023.