
المسار الإخباري : مواكبة للحراك العالمي ضد سياسة التجويع واستمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، بعثت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برسالة إلى مئات الأحزاب والأطر الشعبية والسياسية العالمية، دعت فيها إلى رفع شعار “وقف حرب التجويع ورفع الحصار عن غزة” وتصعيد التحركات الشعبية في الشارع من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غز بشكل عاجل. (ويمكن الحصول على نص الرسالة باللغتين العربية والإنكليزية على موقع الدائرة: https://dflp.org/en )
وقالت الرسالة: تتعدد أشكال المعاناة الإنسانية في قطاع غزة ، من قتل المدنيين في منازلهم وفي مراكز الإيواء والمدارس والمقرات الدولية وفي الطرقات وأثناء الحصول على المساعدات الغذائية.. إلى أكثر أشكال الموت الذي بدأ ينتشر في القطاع على نطاق واسع خاصة في أوساط الأطفال هو الموت جوعاً.. وقد وثقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان استشهاد 798 من منتظري المساعدات في قطاع غزة خلال أقل من شهر ونصف.
وارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية في غزة إلى 85 طفلاً، ليصل عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء إلى أكثر من 660 شخصاً. وذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة وجهات دولية أن قطاع غزة بأكمله يواجه خطراً كبيراَ لحدوث مجاعة في استمرار إغلاق المعابر، وندرة الغذاء بشكل خطير.
إن الصمت على ما يحدث في قطاع غزة هو خيانة للضمير الإنساني وخيانة للأخلاق والدين وكافة قيم الإنسانية.. ففي وقت تعمل الأمم المتحدة على الحد من الفقر على مستوى العالم، يناضل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أجل البقاء على قيد الحياة، من تصدقون: اداعاءت إسرائيل ومزاعمها أنها تدافع عن نفسها، أم وجوه الأطفال والنساء والمرضى في قطاع غزة.. أحاديث المسؤولين الأمريكيين ووعودهم بوقف الحرب أم مئات الشهداء الذين يسقطون في الشوارع وفي مراكز الإيواء والنزوح، تصدقون مواقف المسؤولين الغربيين في إدانتهم لحصار غزة من قبل إسرئيل، أم تصدقون تقارير المؤسسات الدولية التي تجمع على أن ما يحدث في قطاع غزة يفوق الوصف نظراً لهول المأساة الإنسانية.
الحرب في قطاع غزة ليست ضد فصائل فلسطينية، أو حتى ضد الشعب الفلسطيني، بل هي حرب ضد الإنسانية التي تصرخ بأعلى صوتها مطالبة إنقاذها من حقد الفاشية الإسرائيلية.. ليست حرباً عسكرية.. وليست مواجهات مسلحة، بل هي حرب إنتقامية يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وأمم العالم تشاهد المأساة على الشاشات دون أن يتحرك ضميراً إنسانياً.. ألم يصلكم بعد نداء غزة!
لقد تحوّلت “مؤسسة غزة الإنسانية” إلى غطاء لتسييس العمل الإغاثي، وفرض معادلة لا أخلاقية عنوانها “الموت مقابل الغذاء”، ما يتطلب ضرورة الوقف الفوري لأي آليات موازية خارج مظلة الأمم المتحدة، وتكليف وكالة الأونروا ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية بتولي مسؤولية إدارة وتوزيع المساعدات في قطاع غزة.
إن “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” وإذ تحيي كافة المؤسسات والأطر السياسية والشعبية والقانونية والإنسانية على جهودها من أجل وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، تعتبر بأنه لم يعد كافيا إدانة تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، أو تحميل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استخدام الجوع كوسيلة لاستدراج المدنيين، بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن، إلى مناطق مكشوفة يتم استهدافها بالقصف، في جريمة متكررة تُضاف إلى سجل الجرائم بحق شعبنا. فقد باتت غزة اليوم عنوانا لكل القيم الإنسانية، والدفاع عنها هو دفاع عن إنسانية كل صاحب ضمير.
لذلك ندعو كافة أحرار العالم وكل صاحب ضمير إلى بذل كل جهد ممكن، بالتحرك الميداني، وبالكلمة والصورة، وبمختلف أشكال التعبير .. من أجل إيصال صوت أطفال غزة الجياع إلى من لا زالوا يصمون آذانهم. ندعوكم إلى أشكال غير تقليدية في دعمكم لمطلب إيصال الغذاء إلى الأطفال والنساء وإلى المدنيين في قطاع غزة.. فالتاريخ لن يغفر لأحد صمته وعجزه وتواطئه في قتل الطفولة والإنسانية.
20/7/2025