
المسار الإخباري : – في مشهد مأساوي يتجاوز حدود الإنسانية، حذّرت الأمم المتحدة من أن قطاع غزة يعيش “مجاعة كارثية”، وسط صمت عربي رسمي وشعبي، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، في انتهاك فاضح للقانون الدولي.
وفي يوم هو الأكثر دموية لطالبي المساعدات منذ بدء الحرب، استُشهد ما لا يقل عن 93 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات في أنحاء القطاع، بينهم 79 شهيدًا سقطوا برصاص قوات الاحتلال بالقرب من معبر زيكيم شمال غزة، خلال تدافع للوصول إلى قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن الجوعى “يُجبرون على المخاطرة بحياتهم”، ويُقتلون رميًا بالرصاص أثناء بحثهم عن الطعام، ما يضيف بعدًا مرعبًا على المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان في القطاع المحاصر.
وأشعلت صور الأطفال الجوعى مواقع التواصل، حيث توفي الطفل يحيى النجار بسبب سوء التغذية، بينما نُشرت صورة للرضيع فادي (3 أشهر) الذي فارق الحياة جوعًا في خان يونس. وكتب الطبيب محمد أبو صلاح: “غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة – جوعًا، لا قصفًا.”
وفيما تحذّر المستشفيات من نفاد الوقود وتوقف المولدات، أكد مستشفى الأقصى أن العلاجات الحرجة على وشك التوقف، مما يُنذر بانهيار النظام الصحي بالكامل.
سياسيًا، قال مصدر في حركة حماس لوكالة رويترز إن ارتفاع عدد الضحايا وتدهور الأوضاع قد يُعرقل محادثات وقف إطلاق النار الجارية في قطر، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني.
وسط هذا الجحيم، تواصل آلة التجويع الإسرائيلية حصد أرواح الفلسطينيين، بينما يقف العالم متفرجًا، غير آبه بصوت أمّ تحتضن رضيعها الجائع، أو أب يحفر قبرًا لطفله الوحيد.