برلين وباريس تبدآن عمليات إنزال مساعدات على غزة جواً الأربعاء

Loai Loai
5 Min Read

المسار : أعلنت ألمانيا وفرنسا، اليوم الثلاثاء، أنهما ستبدآن عمليات إنزال مساعدات على قطاع غزة جواً، وفيما قالت برلين إنها ستقوم بذلك بدءاً من يوم غدٍ الأربعاء، أكد مصدر دبلوماسي أنّ باريس ستفعل الأمر نفسه في الأيام المقبلة. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إنّ طائرتين ألمانيتين ستنقلان مساعدات من الأردن لإسقاطها جوّاً في غزة بدءاً من يوم غد الأربعاء، واصفاً ذلك بأنه إشارة بسيطة، ولكنها مهمة. وأضاف ميرز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في برلين: “قد لا يسهم هذا العمل إلا بشكل طفيف في المساعدات الإنسانية، لكنه يرسل إشارة مهمة: نحن موجودون هنا، نحن في المنطقة”.

وأردف قائلاً إنّ طائرتين من طراز “إيه 400 إم” في طريقهما الآن إلى الأردن حيث ستتزودان بالوقود ثم تكملان مهمتهما الإغاثية في نهاية الأسبوع على أبعد تقدير، بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، مرحّباً بالخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، لكنه أكد ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات.

من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ضرورة أن تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلاً إنّ “الكارثة الإنسانية في القطاع وصلت إلى مراحل لا يمكن وصفها”. ونقلت قناة المملكة الأردنية عن الملك عبد الله قوله، خلال المؤتمر الذي جمعه مع المستشار الألماني، أنّ مشاهد الأطفال الجائعين في غزة أغضبت الناس حول العالم، والسماح باستمرار هذا الوضع وصمة عار على الإنسانية جميعاً.

وأكد ضرورة أن يدفع الانتشار المقلق للمجاعة والمعاناة بين المدنيين في غزة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وموحدة. وقال إنّ من الضرورة ألا يتم تسييس الجهود الإغاثية، مشدداً على أن استهداف المدنيين الجوعى خلال محاولاتهم للحصول على المساعدات “أمر غير مقبول”. وأكد العاهل الأردني المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والاحترام التام للقانون الإنساني الدولي، ووصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في غزة دون اعتراض. وأوضح أن الأردن قاد جهوداً إقليمية عبر إرسال قوافل المساعدات لغزة، والتنسيق لها، وتوفير الدعم الطبي الحثيث، وتسهيل الإجلاء الطبي الآمن للمصابين، معرباً عن امتنانه الكبير للدعم الذي قدمته ألمانيا للاستجابة الإنسانية في غزة.

وعن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، قال العاهل الأردني: “يجب أن يتوقف التصعيد المستمر والخطير في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس”، مؤكداً أن الوضع حرج، ويهدد بإشعال أزمة إقليمية أوسع. ودعا الجميع إلى العمل معاً للدفع باتجاه وقف الحرب وإنهاء التصعيد، من أجل توفير أفق سياسي يمهد الطريق للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، معرباً عن تقديره لدعم ألمانيا لحل الدولتين.

في الشأن ذاته، نقلت وكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي، قوله إنّ فرنسا ستقوم “في الأيام المقبلة” بعمليات إلقاء مساعدات من الجو فوق غزة “لتلبية الاحتياجات الأساسية والملحة للسكان المدنيين”. وأكد المصدر أنه “ستُتخذ أقصى الاحتياطات لضمان سلامة السكان خلال هذه العمليات”.

وأوضح المصدر “أن هذه العمليات لا تهدف إلى أن تكون بديلاً لزيادة ملحوظة في حجم المساعدات التي تتطلب من إسرائيل فتح المعابر البرية من دون تأخير. وفرنسا تعمل أيضاً على عمليات إيصال (مساعدات) برّاً، وهو السبيل الأكثر نجاعة على الإطلاق لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية بكميات وفيرة ومن دون عوائق، والتي يحتاجها السكان بشدة”.

ويرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار محكم تفرضه إسرائيل منذ بدء حربها على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأعلن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” IPC، المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الذي وضعته الأمم المتحدة، الثلاثاء أن “أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن” في قطاع غزة، وذلك بعدما حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأيام الأخيرة من خطر انتشار المجاعة.

والأحد الفائت، استؤنف إلقاء المساعدات من الجو في غزة، فيما أعلنت إسرائيل “تعليقاً تكتيكياً” يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع. والاثنين، أعلن المستشار الألماني أنّ بلاده ستقيم مع الأردن “جسراً جوياً للمساعدات الإنسانية” مع قطاع غزة، مشيراً إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة مستعدتان للانضمام إلى هذه المبادرة. والاثنين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يتطرّق إلى الآن بإسهاب إلى الكارثة الإنسانية في غزة، إن هناك مؤشرات على “مجاعة حقيقية” في قطاع غزة، معلناً أن واشنطن “ستُنشئ مراكز لتوزيع الطعام”.

Share This Article