المسار : قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز “كان بايدن مخطئًا في دعمه لحرب إسرائيل على غزة، لكن ترامب أسوأ منه بكثير”.
وجاء قرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي، يوم الجمعة، بتوسيع الهجوم العسكري على غزة، بعد أيام من منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة ضمنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي في خطة الاحتلال الكامل للقطاع، بقوله إن الأمر “متروك إلى حد كبير لإسرائيل”.
هذا الموقف قوبل بانتقادات لاذعة من محللين ونواب ديمقراطيين، فيما أعرب قادة دول أخرى، بينهم حلفاء لإسرائيل، عن رفضهم لمصادقة المسؤولين الإسرائيليين على السيطرة العسكرية الكاملة على غزة.
وقال السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ميريلاند): “خطة نتنياهو لإعادة احتلال غزة هي جزء أساسي من هدف اليمين المتطرف بالسيطرة على غزة والضفة الغربية وطرد الفلسطينيين منها. وفي الوقت نفسه، يحوّلنا ترامب إلى مقاول ثانوي في هذه العملية. لا ينبغي لدافعي الضرائب الأمريكيين تمويل ما يُعادل التطهير العرقي بمسمّى آخر”.
أما النائبة براميلا جايابال (ديمقراطية من واشنطن)، فوصفت توسيع الحرب على غزة بأنه “خطير وغير قانوني”، مضيفة أن “هذا تحديدًا سبب ضرورة وقف دعمنا العسكري لهذه الحكومة الإسرائيلية”.
وخلال الأسبوع الجاري، أبدى ترامب وأعضاء إدارته لامبالاة واضحة عند سؤالهم عن هدف نتنياهو المعلن بالسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، الذي دُمّر بفعل نحو عامين من القصف الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا والعمليات البرية.
وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء، قال ترامب إن “إسرائيل ستساعدنا” في توزيع الغذاء على الفلسطينيين الجائعين، رغم أن قوات الاحتلال كانت تواصل عرقلة وصول المساعدات وارتكاب المجازر بحق المدنيين. وقد زعم نتنياهو أن “المجاعة واسعة النطاق” لا تحدث في غزة، وهو ادعاء كاذب حتى أن ترامب نفسه ناقضه علنًا.
وعند سؤال أحد الصحافيين حول خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل، قال ترامب: “فيما يخصّ باقي الأمور، لا أستطيع القول. هذا متروك إلى حد كبير لإسرائيل”.
السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، كرر موقف الرئيس في مقابلة مع شبكة CBS قائلًا: “ليس من وظيفتنا أن نملي عليهم ما يجب أو لا يجب فعله”، مضيفًا: “بالطبع، إذا طلبوا النصح أو المشورة، فسيقدّمها الرئيس، لكن القرار في النهاية بيد الإسرائيليين وحدهم”.
وتُعدّ الولايات المتحدة الحليف الأبرز لإسرائيل، والمزوّد الأول لها بالسلاح. ومنذ توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني، رفضت إدارة ترامب استخدام نفوذها للضغط من أجل إنهاء إراقة الدماء في غزة، ووافقت على مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية، ورفعت تجميد إدارة بايدن عن بعض الأسلحة المدمرة، بما في ذلك قنابل زنة ألفي رطل.
وقال مات دَس، النائب التنفيذي لرئيس “مركز السياسة الدولية”، لموقع كومون دريمز يوم الجمعة: “الدعم الأمريكي لسيطرة إسرائيل على غزة اعتراف بأن ترامب، مثل بايدن من قبله، يفتقر للإرادة الحقيقية للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب”، مضيفًا: “كان هناك اتفاق لوقف إطلاق النار نقضه نتنياهو في مارس/ آذار. على الولايات المتحدة أن تدفعه للعودة إلى ذلك الاتفاق، لا البحث عن آخر سيخرقه حتمًا”.
أما ساندرز، الذي حاول الأسبوع الماضي دون جدوى منع صفقتين لبيع السلاح لإسرائيل، فكتب على وسائل التواصل: “كان بايدن مخطئًا في دعمه لحرب إسرائيل على غزة، وترامب أسوأ منه. الشعب الأمريكي، ديمقراطيون وجمهوريون ومستقلون، لا يريدون إنفاق مليارات الدولارات من أموال الضرائب لتجويع الأطفال”.
بدوره، قال النائب رو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا)، الذي يقود حملة لحث إدارة ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية، إن “خطة نتنياهو لاحتلال غزة خط أحمر”، مشددًا: “من الضروري أن تعترف الولايات المتحدة، كما فعلت فرنسا وبريطانيا وكندا، بدولة فلسطينية. يجب أن يكون هذا موقف الحزب الديمقراطي. حتى الآن وقّع 18 نائبًا على رسالتنا، وينبغي على كل ديمقراطي أن يوقّع”.