المسار : أحيا ملايين المسلمين، أمس الخميس، مراسم زيارة «أربعينية» الإمام الحسين في مدينة كربلاء، وسط إجراءات خدمية وأمنية مشددة.
وفيما كشفت السلطات الأمنية العراقية عن دخول نحو 4 ملايين زائر أجنبي أغلبهم إيرانيون يمثّلون 140 جنسية إلى البلاد لأداء الزيارة، وثّقت 44 ألف مخالفة مرورية تتعلق بالسرعة، خلال المناسبة ذاتها.
اللجنة الأمنية العليا لتأمين الزيارة «الاربعينية»، ذكرت في بيان صحافي، إن «مديرية المرور العامة سجّلت من خلال أجهزة الرادار المنصوبة على الطرق الدولية ما يقارب (44,000) مخالفة سرعة خلال فترة الزيارة المليونية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50٪ عن الزيارة الماضية، أي ضعف عدد المخالفات التي تم تسجيلها العام الماضي، نتيجة لزيادة عدد أجهزة الرادار هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة».
وأكدت أن «مديرية المرور العامة مستمرة في متابعة ورصد المخالفات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق السائقين غير الملتزمين، حفاظًا على سلامة المواطنين وانسيابية الحركة المرورية».
وكانت اللجنة قد أشارت إلى ضبط أكثر من 210 سيارات قادها سائقوها بسرعة جنونية.
وقال الناطق باسم اللجنة العميد مقداد ميري في بيان، إن «مديرية المرور العامة تمكنت خلال فترة الزيارة الأربعينية من ضبط أكثر من (210) سيارات كان سائقوها يقودون بسرعة جنونية تراوحت بين (200) و(250) كيلومترًا في الساعة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة أرواحهم وأرواح مستخدمي الطريق».
وأضاف: «تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وفق الضوابط المرورية النافذة»، داعيا جميع السائقين إلى «الابتعاد نهائيًا عن السرعة الزائدة والالتزام التام بتعليمات المرور وإجراءات السلامة، حفاظًا على أمن وسلامة الجميع».
وسجّلت الزيارة «الأربعينية» حوادث مرورية عدّة هذا العام، راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، كان أبرزها انقلاب حافلة تقل زائرين على الطريق السريع ضمن الرقعة الجغرافية لقضاء الزبير التابع لمحافظة البصرة الجنوبية، فجر الأربعاء.
وحسب بيان للدفاع المدني، فإن «الحادث أسفر عن إصابات متعددة بين الركاب، جرى نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، فيما تم نقل جثامين الضحايا إلى دائرة الطب العدلي».
وأشار البيان إلى أن «فرق الإنقاذ استخدمت أجهزة القطع والفصل والمعدات المتخصصة للوصول إلى العالقين داخل الحافلة، وسط جهود مكثفة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح».
أغلبهم إيرانيون… تشديد أمني… وعشرات آلاف المخالفات المرورية
يتزامن ذلك مع حادث تصادم بين عجلة تعود لرئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم عليوي، وحافلة تقل زواراً أيضاً، في محافظة الديوانية الجنوبية.
وحسب المصادر، فإن الحادث أودى بحياة نجلي النائب وأحد أفراد حمايته، بالإضافة إلى اثنين من الزائرين وأكثر من 10 جرحى.
وشهدت زيارة «الأربعين» هذا العام، دخول نحو 4 ملايين زائر أجنبي موزعين على 140 جنسية مختلفة، إلى البلاد، حسب احصائيات رسمية لوزارة الداخلية العراقية.
ويشكّل الزوار الإيرانيون غالبية أعداد الزائرين الأجانب المشاركين في «الأربعينية»، إذ أعلن القائد العام لقوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد أحمد رضا رادان، عن مغادرة 3 ملايين و300 ألف زائر إيراني البلاد للمشاركة في زيارة الأربعين، مشيراً إلى أن 75٪ من هؤلاء الزوار قد عادوا إلى إيران.
وقال العميد رادان، خلال زيارة أجراها إلى معبر شلمجة الحدودي مع العراق، إنه «حتى الآن (في اليوم) غادر 211 ألف زائر أجنبي عبر المعابر الحدودية المخصصة للأربعين».
وأوضح أن «عدد الزوار المغادرين عبر معبر شلمجة تجاوز 840 ألف شخص»، مشيراً إلى أن «80٪ من الزوار الذين غادروا هذه الحدود قد عادوا إلى البلاد».
وتستنفر الحكومة الاتحادية طاقاتها الخدمية والأمنية منذ أسابيع، لتأمين زيارة «الأربعين» وضمان عدم حدوث أي خرق من شأنه تعكير أجوائها.
وأعلنت الشركة العامة لإدارة النقل الخاص في وزارة النقل، انطلاق عملية «التفويج العكسي» من كربلاء إلى مختلف محافظات البلاد، فيما أشارت إلى أن أكثر من 2500 مركبة متنوعة تشارك في التفويج عبر محور النجف.
وقال مدير عام الشركة أحمد الموسوي للوكالة الرسمية، إن «الشركة باشرت عملية التفويج العكسي تنفيذًا لتوجيهات وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، لنقل الزائرين من كربلاء المقدسة إلى جميع محافظات العراق بعد إتمام مراسم الزيارة»، مشيرًا إلى، أن «فرق الشركة تنتشر حاليًا في مرآب ساحة سيد جودة، أحد أكبر المرائب التي تضم آلاف المركبات وتشهد كثافة عالية من الزائرين».
وأضاف أن «العملية تعتمد على مركبات كبيرة ومتنوعة وبسعات مختلفة، فيما تعاقدت هيئة الحج والعمرة مع شركات نقل خاصة لتوفير 1300 حافلة بسعة 45 راكبًا دعمًا لجهود التفويج»، مؤكدًا، أن «حركة النقل تجري بانسيابية من دون تسجيل معوقات تُذكر».
وحول الإجراءات في مرآب «كنطرة السلام»، أوضح أن «لجنة خاصة برئاسة معاون المدير العام وعضوية مديري الأقسام الميدانيين، تتولى تأمين انسيابية العمل وتوفير الدعم اللوجستي المطلوب، مع وجود مكثف للمركبات في المرآب».
ولفت إلى أن «التوافد على مرائب كربلاء بلغ ذروته خلال الساعات الماضية، ما استدعى تفعيل خطة الطوارئ لتسهيل عملية التفويج»، مبينًا، أن «بعض المركبات تتوجه حتى مناطق القطع مع محافظة النجف، التي استكملت استعداداتها منذ عدة أيام».
وأشار إلى أن «عدد المركبات المشاركة في التفويج العكسي في محافظة النجف بلغ 2507 مختلفة ومتنوعة، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتأمين عودة الزائرين بكل سلاسة وأمان».