معارضة وائتلاف إسرائيل يهاجمان نتنياهو عقب اعتذاره لقطر

المسار : انتقادات لاذعة طالت نتنياهو من المعارضة واليمين بعد اعتذاره لقطر عن العدوان على الدوحة. قادة في المعارضة وصفوا الخطوة بـ”الإذلال”، فيما ربط مسؤولون في الائتلاف بين قطر وهجوم السابع من أكتوبر 2023.

تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، لانتقادات حادة من مسؤولين في الائتلاف والمعارضة، بعد أن اعتذر لقطر هاتفيًا عن الهجوم العدواني الإسرائيلي على الدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر الجاري، والتي استهدفت قيادات من حركة حماس وأدت إلى استشهاد ضابط أمن قطري.

وخلال المكالمة التي جرت أثناء لقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، أعرب نتنياهو لرئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن “أسفه لمقتل ضابط الأمن القطري” واعتذر عن “المساس بسيادة قطر”، بحسب مصدر مطّلع. وأفادت مصادر بأن الاعتذار كان “شرطًا قطريًا أساسيًا” لاستئناف الوساطة القطرية.

كما أوضحت المصادر التي تحدثت للقناة 12 الإسرائيلية أن الاعتذار قد يتبعه تعويض مالي إسرائيلي، مشيرة إلى أن الأزمة التي نشبت عقب الهجوم على الدوحة “أشد خطورة مما قدّر تل أبيب في البداية”، وأن طلب الاعتذار جاء مباشرة من أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.

في المقابل، شنّ رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، هجومًا حادًا على نتنياهو، وقال: “لا يُعقل أن يعتذر نتنياهو أمام القطريين الذين لم يدينوا حتى اليوم مجزرة السابع من أكتوبر، بينما لم يعتذر يومًا أمام الشعب الإسرائيلي على آلاف الإسرائيليين الذين قُتلوا واغتُصبوا وخُطفوا خلال ولايته”.

أما وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، اعتبر أن الغارة التي استهدفت الدوحة “كانت مهمة، عادلة، وصحيحة أخلاقيًا”. وأضاف: “من يرسل الإرهابيين لاغتصاب النساء وقتل الرضع لا يحق له أن يشعر بالأمان في أي مكان في العالم”. وتابع بالقول: “قطر دولة راعية للإرهاب، وممولة له، ولا ينبغي أن تُمنح أي أموال”.

من جانبه، عقّب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على الاعتذار بقوله: “اليوم هو ذكرى توقيع اتفاق ميونيخ عام 1938. وكما آنذاك، عندما حذّر تشرشل من أن إنجلترا تستطيع أن تختار بين الخزي والحرب، فاختارت الخزي وتلقّت الحرب أيضًا، فإن الاعتذار الموجّه اليوم أمام دولة داعمة ومموّلة للإرهاب هو خزي”.

وقالت عضو الكابينيت المصغر وزيرة الاستيطان والمهمات القومية الإسرائيلية، أوريت ستروك (“الصهيونية الدينية”)، عبر حسابها على منصة “إكس”: “هل اعتذر أمير قطر لنتنياهو عن السابع من أكتوبر؟”، في إشارة إلى المزاعم الإسرائيلية بضلوع قطر في هجوم القسام.

في السياق نفسه، تساءل رئيس حزب الديمقراطيين (تحاف العمل وميرتس)، يائير غولان، “أي إذلال”، في إشارة إلى اعتذار نتنياهو عن الهجوم على قطر. وأضاف “من أجل هزيمة حماس يجب استبدال بيبي (نتنياهو) وقطر”.

وتأتي هذه الانتقادات في وقت تشير فيه التقارير الإسرائيلية إلى أن قطر تبقى الوسيط المركزي بين إسرائيل وحماس، وأن بدون تدخلها سيكون من الصعب التوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب، ما يفسر إصرار إدارة ترامب على إعادة إشراكها في الوساطة.

البيت الأبيض: نتنياهو اعتذر لقطر عن استهداف الدوحة وأكد عدم تكراره

وأعلن البيت الأبيض في بيان، مساء الإثنين، أن “الرئيس دونالد ترامب أدار مكالمة ثلاثية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، موضحًا أن ترامب “عبّر عن رغبته في وضع العلاقات الإسرائيلية – القطرية على مسار إيجابي بعد سنوات من الخلافات وسوء الفهم”.

وجاء في البيان أن “نتنياهو أعرب خلال الاتصال عن أسفه العميق لمقتل أحد أفراد الأمن القطريين عن طريق الخطأ خلال الضربة الصاروخية الإسرائيلية ضد أهداف لحماس في قطر”، مضيفًا أنه “أبدى ندمه على انتهاك السيادة القطرية، وأكد أن إسرائيل لن تنفذ مثل هذا الهجوم مرة أخرى في المستقبل”.

وأشار البيان إلى أن “رئيس الوزراء القطري رحّب بهذه التطمينات، مؤكدًا استعداد بلاده لمواصلة الإسهام بشكل فعّال في الاستقرار والأمن الإقليميين”. وأضاف أن “الزعماء ناقشوا مقترحًا لإنهاء الحرب في غزة، وآفاق تحقيق أمن أكبر في الشرق الأوسط، والحاجة إلى مزيد من التفاهم بين بلدانهم”.

Share This Article