المسار :أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس أن ما يجري حاليًا في قطاع غزة لا يُعتبر وقفًا لإطلاق النار بالمعنى الكامل، بل انتقالًا إلى مرحلة “التهدئة”، مشيرًا إلى أن الحرب دخلت طورًا جديدًا بعد أشهر من الإبادة والدمار.
وأوضح أبو العدس في حديث أن المرحلة الثالثة من الحرب ستكون مختلفة في شكلها وأدواتها، إذ ستعتمد على الضربات الجوية والاغتيالات المركّزة، مع استمرار الحصار والتضييق ومحاولات التوغّل البري المحدود شرق وشمال القطاع.
وأضاف أن الحرب انتقلت من وتيرة الإبادة الجماعية إلى وتيرة الاشتباك الطويل منخفض الكثافة، وهو ما يعكس إدراك الاحتلال لاستحالة تحقيق نصر عسكري حاسم ضد المقاومة الفلسطينية
وفيما يتعلق بمستقبل غزة، شدّد أبو العدس على غياب أي تصور واضح لدى الحكومة الإسرائيلية حول ما بعد الحرب، موضحًا أن “الصفقة الأخيرة تمت على عجل وتحت ضغط دولي كبير لإنقاذ إسرائيل من أزماتها الداخلية ومن نتنياهو نفسه”.
وأشار إلى أن إسرائيل تواجه اليوم عزلة دولية غير مسبوقة، واصفًا وضعها الخارجي بأنه “كارثي”، وسط تنامي الدعوات لفرض عقوبات ومقاطعة أكاديمية وسياحية، وازدياد الضغط للتحقيق في جرائم الحرب أمام محكمة العدل الدولية.
واختتم أبو العدس بالقول إنّ إسرائيل تتجه نحو مرحلة طويلة من الارتباك والعزلة السياسية، في ظل تراجع صورتها عالميًا، وتنامي الوعي الشعبي الدولي تجاه جرائمها في غزة.

