
المسار : كشف موقع أكسيوس الأميركي أنّ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حذر كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أنّ إيران قد تنفذ “رداً واسعاً يسبب خسائر بشرية كبيرة” إذا أقدمت إسرائيل على قصف منشآتها النووية. ونقل الموقع، اليوم الخميس، عن مصادر أميركية مطلعة قولها إنّ ويتكوف أبلغ خلال اجتماع مغلق مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الأسبوع الماضي، بأنّ إيران قد تطلق مئات الصواريخ الباليستية في حال نفذت إسرائيل عملية عسكرية، محذراً من أنّ “الدفاعات الجوية الإسرائيلية قد لا تكون قادرة على التعامل مع هذا الحجم من الردّ”.
وقال ويتكوف إنّ الضربات العسكرية الإسرائيلية مطروحة إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق. وبحسب “أكسيوس”، تأتي هذه التحذيرات في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم محتمل إذا فشلت جولة المفاوضات السادسة مع إيران، المتوقع عقدها الأحد المقبل في سلطنة عُمان. واليوم نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع قوله إنّ ويتكوف يعتزم التوجه إلى مسقط يوم الأحد لحضور الجولة السادسة من المحادثات مع إيران. وبحسب التقديرات الاستخباراتية الأميركية، فإنّ إيران باتت تنتج نحو 50 صاروخاً باليستياً شهرياً، فيما تطوّر صواريخ يمكنها حمل رؤوس متفجرة تصل إلى 4000 رطل، في وقت يمتلك فيه الإيرانيون، وفق التقديرات الاستخباراتية الأميركية، نحو 2000 صاروخ باليستي.
كما أوضح الموقع أنّ الجيش الأميركي بدأ بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارته في بغداد، وعائلات العسكريين من قواعد في المنطقة، وسط تصاعد التوترات. وأفاد بأنّ القيادة المركزية الأميركية تتابع الوضع من كثب، فيما يتوقع وصول قائدها الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل، السبت، للتباحث بشأن احتمالات التصعيد.
وأورد “أكسيوس” أنّ ويتكوف سيجتمع، الأحد، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط، لمناقشة الرد الإيراني على المقترح الأميركي. وأشار إلى أن هذه المحادثات قد تحدد ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستُستكمل أو ما إذا ستبدأ عملية عسكرية. في المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنّ بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم رغم مطالب واشنطن، مهدداً بأن “أي تدمير للمنشآت النووية الإيرانية سيقابله رد مدمر”. وأفاد الموقع أيضاً بأنّ إيران كثّفت تدريباتها العسكرية.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إنّه منذ الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، زادت إيران بشكل كبير من إنتاجها من الصواريخ الباليستية إلى نحو 50 صاروخاً شهرياً، والهدف الإيراني هو إنتاج عدد من الصواريخ يفوق عدد منظومات الدفاع الصاروخي لدى إسرائيل.
إسرائيل تستعد لتنفيذ الهجوم بدعم أميركي
إلى ذلك، ذكرت شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية، نقلاً عن مصادر متعددة، أنّ إسرائيل على أهبة الاستعداد لشنّ هجوم على إيران. وأفادت الشبكة بأنّ واشنطن تتوقع ردّاً إيرانياً يستهدف بعض مواقعها في العراق، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأميركية إلى إصدار أوامر بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بغداد، بينما سمحت وزارة الدفاع لعائلات العسكريين بمغادرة قواعد في الشرق الأوسط طواعيةً.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن إدارة ترامب تدرس خيارات لدعم أي عمل عسكري إسرائيلي دون قيادته، من بينها التزوّد بالوقود جواً وتبادل المعلومات الاستخباراتية، فيما يُستبعد حالياً استخدام قاذفات بي-2 الأميركية. وذكرت الشبكة أن تقييمات البنتاغون ترجح أن ضربة إسرائيلية منفردة لن تكون قادرة على تدمير المنشآت الإيرانية المحصنة بالكامل.
ومن غير المرجح أن يتمكن العمل العسكري الإسرائيلي من تدمير الأجزاء تحت الأرض من برنامج إيران النووي، من دون هذا النوع من الضربات التي تنفذها قاذفات بي-2 الأميركية، وبالتالي فإن العمل العسكري الإسرائيلي المنفرد، بحسب الشبكة الأميركية، من المفترض أن يكون محدوداً في قدرته على القضاء على البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي قوله إنّ الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية في حال تعرّضها لهجوم مضاد، كما فعلت خلال المرتين السابقتين في إبريل/ نيسان 2024 وأكتوبر/ تشرين الأول 2024.
من جهته، استبعد السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، يوم الخميس، شنّ تل أبيب هجوماً عسكرياً على إيران دون تنسيق مسبق مع بلاده، في ظل التلميحات الإسرائيلية بشأن توجيه ضربة عسكرية. وقال هاكابي في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة: “لا أعتقد أن إسرائيل ستهاجم إيران دون ضوء أخضر أميركي أو تنسيق مسبق معنا”. واعتبر أنه “ليس واقعياً أن تتحرك إسرائيل بشكل أحادي في هذا الملف الحساس”.
وأضاف مستدركاً: “لكن القرار النهائي في هذا الخصوص يعود لإسرائيل في نهاية المطاف”. ولفت هاكابي إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا يسعى إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران بصيغته السابقة. وأكد أن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي أو بتخصيب اليورانيوم” في أي اتفاق قد يُبرم معها. وتابع: “ترامب كان واضحاً جداً في خطه الأحمر، فهذا لن يحدث”.