
المسار الاخباري….
أكد الرفيق علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن إدخال ست شاحنات فقط من المواد الغذائية إلى قطاع غزة في ظل مشهد إنساني كارثي لا يُعدّ مساعدة بل إهانة وإمعاناً في سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، بتواطؤ إقليمي وعجز دولي
إن هذه الخطوة ليست سوى استفزاز فجّ للمشاعر الإنسانية واستخفاف بالمؤسسات الدولية وتنكر صارخ لكل القيم والمبادئ التي يُفترض أن تشكّل مرجعية العالم الحر.
وأضاف أن ما يُسمى “مساعدات إنسانية” يتزامن مع تدفق عربات “جدعون” العسكرية التي تشق أحياء غزة وتدمر ماتبقى من الحياة، في مشهد يجمع بين تجويع البشر وقتلهم. فمن جهة تُدفن غزة تحت الركام والجوع، ومن جهة أخرى تُستباح بآليات الموت الصهيونية والأمريكية، وسط غيابٍ تام لأي موقف رادع من الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي. والمفارقة المأساوية أن من بين الشاحنات التي دخلت، كانت اثنتان محملتين بالأكفان، وكأن المطلوب تجهيز غزة للموت لا لإنقاذ الحياة.
وشدد فيصل على أن استمرار هذا المشهد المهين وتسويق مثل هذه الخطوات على أنها “إغاثة”، لا يعدو كونه غطاءً سياسياً وإعلامياً لخطة الاحتلال في التهجير والتجويع، ومحاولة التفاف على النداءات الدولية بوقف الحرب وفتح المعابر. وهو تكريس لرؤية فاشية ترى في الفلسطيني مشروع دفن جماعي لا شعباً يستحق الحياة والحرية.
وثمّن الرفيق علي فيصل قرار الحكومة البريطانية باستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، واعتباره خطوة مهمة تعكس تصاعد الرفض الأخلاقي والدبلوماسي للعدوان الإسرائيلي. ورأى أن هذا الموقف، إلى جانب إعلان وزير الخارجية البريطاني تعليق مفاوضات التجارة الحرة وفرض عقوبات على متورطين في عنف المستوطنين، يشكل تحولًا نوعيًا يجب البناء عليه، مجددا دعوته إلى أوسع تحرك عاجل وفعلي لكسر الحصار، وفرض إدخال المساعدات الإغاثية والطبية بكميات كافية، ومن دون الرضوخ للاشتراطات الإسرائيلية. فالصمت في هذا السياق هو تواطؤ، والغياب تقصير لا يُغتفر.
وختم بتوجيه التحية إلى الدول الأوروبية السبعة وكندا على موقفها الداعي لوقف الإبادة، مطالباً بوضع موقفها حيّز التنفيذ المباشر، بما يعيد الاعتبار للقانون الدولي ويضع حداً للإفلات من العقاب، مجدداً دعوة الشعوب العربية وأحرار العالم لتوسيع التحركات ورفع الصوت وكسر جدار الصمت، والضغط على الأنظمة لطرد سفراء الاحتلال وقطع العلاقات معه، وأن الوقوف إلى جانب غزة التي لا تحتاج إلى أكفان بل إلى إرادة شجاعة تضع حداً للإبادة الجماعية، وتعيد الاعتبار للكرامة العربية والإنسانية التي تُدفن كل يوم في تراب فلسطين.