المسار الإخباري :في تطور غير مسبوق داخل كيان الاحتلال، فجّر رئيس جهاز “الشاباك”، رونين بار، عاصفة سياسية برسالة وجهها إلى “المحكمة العليا”، كشف فيها عن ضغوط مارسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتوظيف الجهاز الأمني في خدمة مصالحه الشخصية، بما في ذلك محاولات تأجيل محاكماته الجارية في قضايا فساد.
ووفق ما نقلته صحيفة “معاريف”، حذّر بار في رسالته من تهديدات تمس استقلالية الشاباك و”ديمقراطية إسرائيل”، متهماً نتنياهو بالسعي لتعيين مسؤولين بناء على الولاء الشخصي وليس الكفاءة، وتحويل نظام الحكم إلى ما يشبه “الملكي” بدلاً من الديمقراطي.
الرسالة كشفت كذلك عن رفض بار المتكرر تنفيذ طلبات لنتنياهو تتعلق بإغلاق جلسات محاكمته أمام الجمهور، بل وصل الأمر إلى مطالبة بار باستخدام “الشاباك” ضد إسرائيليين، وهو ما رفضه.
وأكد بار أن الإصرار على إقالته مرتبط مباشرة برفضه تقديم “الولاء الشخصي”، موضحًا أن العلاقة مع نتنياهو شهدت انهيارًا تامًا منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما بدأ الأخير بمحاولات إخضاع الجهاز الأمني لمصالحه السياسية.
ووفق الرسالة، فإن نتنياهو طلب من بار إصدار مواقف أمنية لتأجيل محاكماته، لكنه رفض، ما أدى إلى قرار بإقالته، في وقت يواجه فيه نتنياهو ثلاث قضايا فساد، تشمل الرشوة وخيانة الأمانة، ويُجبر على المثول أسبوعيًا أمام المحكمة.
تأتي هذه التطورات في توقيت حساس تشهده المؤسسة الأمنية في كيان الاحتلال، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول استقلالية الأجهزة الأمنية ومستقبل الحكم في “إسرائيل” وسط أزمة داخلية غير مسبوقة.
