انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين بدورته الثانية

انطلقت اليوم السبت، أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثانية بالدوحة، التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، خلال الفترة 10–12 شباط/ فبراير 2024.

يُعدّ المنتدى السنوي لفلسطين الحدث الأكاديمي السنوي الأبرز عالميًا المخصص للقضية الفلسطينية؛ وذلك لناحية الجودة الأكاديمية للأوراق البحثية المقدمة فيه، وتنوّع المقاربات البحثية والباحثين المساهمين من مختلف أنحاء العالم.

وتشمل هذه الأوراق مروحةً واسعةً من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد.

أصبح هذا المنتدى يمثّل رافدًا مهمًّا للبحث العلمي بشأن فلسطين، واكتسب سمعةً عربية ودولية، ويجذب حضورًا واسعًا من المهتمين بقضيتها وسياقاتها الإقليمية والعالمية، وهو يُعدّ مكانًا للالتقاء وتبادل وجهات النظر بشأن فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.

ستقدَّم في دورة المنتدى الثانية لهذا العام نحو 70 ورقة علمية محكّمة، اختيرت من ضمن 520 طلبًا للمشاركة (قُبل منها 200 مقترح) تُعرض في جلساتٍ متخصّصة توزّع في مسارات متوازية، إضافةً إلى عدد من الندوات العامّة.

ينعقد المؤتمر هذا العام في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، وقد كُرّست الندوات العامة فيه لتناول الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

وبدأت أعمال برنامج المنتدى بكلمة افتتاحية، من د. طارق متري، رئيس مجلس أمناء معهد الدراسات الفلسطينية، ويتلوها محاضرة افتتاحية، يقدمها د. عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

وقال بشارة في المحاضرة التي افتتح بها أعمال المنتدى إن “تعقيد قضية فلسطين يعود لتداخلها مع قضايا المسألة اليهودية في الغرب، والمسألة العربية في الشرق”، مشيرا إلى أن “استمرارها هذه المدة الطويلة دون حلّ أدّى إلى تداخلها مع قضايا إقليمية ودولية يصعب حصرها، وقد طرح العدوان على غزة تحديات جديدة على مستويات القضية الفلسطينية كلّها، وأيضا على صعيد العلاقات الدولية والإقليمية والأبعاد الثقافية والسياسية والقانونية التي تتداخل معها”.

واعتبر بشارة أن “الحرب كشفت على نحو أوضح من أي وقت مضى الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية، ليس فقط للعلاقة بين الحركة الصهيونية والشعب الفلسطيني، بل لطابع دولة إسرائيل ذاتها”، موضحا أن “المجتمع الإسرائيلي تصرّف مثل قبيلة موحّدة، كما في كلّ الأزمات الكبرى، بحيث تشدّه عصبية تنبذ أي رأي مخالف، وطغت غريزة الانتقام على تفكيره”.

وقال رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، طارق متري، في كلمته الافتتاحية في المنتدى، إن “الضغوط المعنوية والسياسية لا تزال قاصرة في وضع حدّ للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفرض وقف لإطلاق النار”، مشيرا إلى أن “التدمير يهدف إلى جعل قطاع غزة غير قابل للعيش، معتبرا في الوقت نفسه أنه بات جليا أن تهجير أهل غزة غير مستطاع، رغم كلّ ما حلّ بهم، وذلك بسبب إصرارهم على البقاء في أرضهم”.

وقال: “نشهد بالتزامن مع العنف الواسع ومنقطع النظير في غزة، تعرّض فلسطينيي الضفة الغربية لاعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين الذين يحظون بدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية”.

وأضاف: “نسمع كلاما كثيرا عما بعد غزة من القول الملتبس حول حل الدولتين، والذي يتردد هنا وهناك، ويبدو الاهتمام بلون من التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل أولى عند الولايات المتحدة من وقف الحرب، ومن العمل الجاد من أجل حل الدولتين المذكور”.

وهذا، وفق ما قاله، يدفع إلى الخشية من أن يأتي الوعد الجديد بدولة فلسطينية، أو تأتي استعادة وعود قديمة لم يتحقق منها شيء، وهما لا يعيش طويلا، أو ذريعة للتطبيع المذكور.

وخلص إلى أننا “لسنا اليوم أمام تصديق الوعود أو الوفاء بها من قبل الولايات المتحدة، بل نحن أمام اختبار المواقف العربية والدولية، ولعل المدخل إلى ذلك هو الضغط الفعلي على إسرائيل، الذي لم يمارس بعد، لإرغامها على وقف النار”.

الجلسة الأولى

وبعد الكلمة والمحاضرة الافتتاحية، عقدت الجلسة الأولى والتي توزعت على 4 مسارات، ومنها المسار الأول والتي كانت تحت عنوان: “فلسطين وحركات التضامن العربية”، إذ كان في رئاسة الجلسة، محمد حمشي، وتحدث خلال الجلسة كل من عمر إحرشان حركات التضامن مع فلسطين، دراسة حالة المغرب، ومن ثم أحمد صاري وتحدث القضية الفلسطينية بين الموقف الشعبي والخطاب الرسمي الجزائري في مقاربة تاريخية، ومن ثم تحدث مصطفى بوصبوعة الألتراس في الجزائر ودعم القضية الفلسطينية، مجتمع التهميش وسرديات النضال.

وفي المسار الثاني، والذي كان تحت عنوان: “فلسطين في السياق الدولي”، وتحدث خلال المسار، إيلان بابيه عن السلطة والمال والأخلاق، اللوبي المؤيد للصهيونية على ضفتي الأطلسي، تلاه ماندي تيريز والذي تحدث عن “الصراع” الإسرائيلي الفلسطيني في المملكة المتحدة، وفهم صراعات الهيمنة ومكافحتها، 7 تشرين أول/ أكتوبر، 11 تشرين الثاني نوفمبر 2023، ومن ثم يان بوصة والذي تحدث عن الدبلوماسية الفلسطينية وصناعة النظام الدولي، تأثير دبلوماسية الدول المتنازع عليها في السياسة الدولية”.

وفي المسار الثالث، والذي حمل عنوان “في حق العودة الفلسطيني”، رئيسة الجلسة، آية رندال، وتحدث فيها عبد الحميد صيام، والذي تحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومحاولات الالتفاف عليه، ومن ثم تحدث ناصر ثابت عن إنكار حق اللاجئين في العودة جريمة ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم تحدثت نورس المناصرة عن، قرية وادي فوكين المهجرة في الفترة بين 1953- 1972، نموذج لتحقيق العودة في ظل استعمار استيطاني.

وفي المسار الرابع وحمل عنوان “استعادة الأرشيف المسروق” وكان رئيس الجلسة عصام نصار، تحدث خلال الجلسة عزة الحسن حول أيد على يد السرقات، ونحو منهجية جديدة لاستكشاف الصور والأفلام الناجية من النهب الاستعماري، ومن ثم تحدث نظمي الجعبة عن أرشيف دائرة الآثار الفلسطينية في حقبة الانتداب البريطاني ومجالات استخدامه في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، وفي الختام تحدثت رولا شهوان عن الأرشيف الفلسطيني المنهوب موضوعًا رئيسًا في الأفلام الوثائقية.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية، والتي شملت 4 مسارات، حيث حمل المسار الأول عنوان: “رؤى من خلال سجلات الأرشيف”، وكانت في رئاسة الجلسة تمارا خروب، وتحدث خلال الجلسة بلال شلش، عن مراجعات في ظل البنادق، وعن رؤية المقاتلين لدور أهل فلسطين في الحرب (كانون أول/ ديسمبر 1947، أيار/ مايو 1948)، ومن ثم د. محمود محارب عن “جاحل وماحل”، المجندون من خارج البلاد للجيش الإسرائيلي في حرب 1948، ومن ثم هاشم أبو شمعة حول محو التاريخ ومجزرة الطنطورة.

وفي المسار الثاني تحت عنوان: “الاستيطان في الضفة الغربية”، حيث كان رئيس الجلسة نديم روحانا، وفي المسار تحدث إمطانس شحادة وإيناس خطيب حول، دولة إلى جانب دولة، السياسات الاقتصادية والاجتماعية الإسرائيلية تجاه المستوطنات في الضفة الغربية منذ عام 2009، ومن ثم ملكة عبد اللطيف والتي تحدثت عن: الاستيطان الصهيوني الديني في القدس ودراسة حالة جميعة “إلعاد”، ومن ثم تحدث فراس القواسمي حول الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة، قراءة سياسية.

وخلال المسار الثالث من الجلسة الأولى، والذي حمل عنوان: “القدس: سياسات المحو والمقاومة”، وأدارت الجلسة دينا طه، حيث تحدثت في الجلسة نادرة شلهوب- كيفوركيان، الإهالة بوصفها منظومة لولبية لخنق الفلسطينيين واماتتهم في القدس المحتلة، وتلتها كيت روحانا والتي تحدثت عن الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، سكّان محرومون وغير ممثلين، ومن ثم تحدثت سبينوزا نجار عن المجتمع المدني وتهويد القدس الشرقية.

وفي المسار الرابع الذي كان تحت عنوان: “نظام الأبرتهايد والهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية”، وكان رئيس الجلسة معين الطاهر، حيث تحدث في المسار نزار أيوب عن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القانون والممارسة، نظرة عامة، ومن ثم تحدث ساري عرّاف، عن المعضلة الديمغرافية نشأة الفصل العنصري، في جنوب أفريقيا والجزائر وفلسطين، ومن ثم أريج صباغ خوري، والتي تحدثت عن الوعي المنفصم والدفاع عن الديمقراطية الكولونيالية”.

* لمزيدٍ من المعلومات حول جلسات المنتدى وندواته، يرجى الاطلاع على جدول الأعمال

* لتفاصيل المنتدى والمشاركين، يرجى الاطلاع على كتيب المنتدى

د. طارق متريد. عزمي بشارةالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياساتمؤسسة الدراسات الفلسطينيةالحرب على غزةالمنتدى السنوي لفلسطين