
المسار الإخباري :في مشهد أقرب إلى ساحات الحرب، تحولت أحياء كاملة في الضفة الغربية إلى أنقاض خاوية من السكان، ضمن أكبر حملة تهجير تشهدها المنطقة منذ احتلال عام 1967، وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن مدينتي جنين وطولكرم تشهدان عملية تهجير جماعي غير مسبوقة، حيث غطّت الأنقاض منازل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وأُغلقت الطرق بأكوام الركام، في مؤشر على تدمير واسع النطاق وتغيير ديموغرافي قسري.
وتفيد التقارير بأن الجيش الإسرائيلي كثّف وجوده العسكري منذ يناير، خاصة في جنين، بينما أعلن مؤخرًا عن خطط لهدم المزيد من المنازل في طولكرم بحجة تسهيل العمليات العسكرية ومنع “المسلحين” من العودة.
الأمم المتحدة أفادت بأن نحو 40 ألف فلسطيني نزحوا من الضفة الغربية منذ بداية العام، في ظل سياسة ممنهجة من الحصار والترويع والهدم، دفعت السكان قسرًا إلى مغادرة بيوتهم.
تقول كفاح سهيل، 52 عامًا، من مخيم جنين: “حلقت طائرة مسيرة فوق منزلنا وأمرتني عبر مكبر الصوت بالمغادرة فورًا… شعرت أنهم سيقتلوننا إن تأخرنا”. بينما تقول سليمة السعدي (83 عامًا): “أخشى ألا أعود إلى بيتي كما حدث قبل 8 عقود”.
ويتزامن هذا التوسع العسكري مع تراجع واضح لدور السلطة الفلسطينية، إذ تستعد قوات الاحتلال للبقاء في جنين وطولكرم حتى 2026، في خطوة تقوّض ما تبقى من الحكم الذاتي الفلسطيني.
قيادات محلية مثل محمد جرار وعمار أبو بكر حذروا من أن ما يحدث يشير إلى نية لضم الضفة فعليًا، مع إنهاء دور الأونروا وتحويل المخيمات إلى “أحياء مدنية” خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من أن ما يجري ليس حملة أمنية عابرة، بل عملية ترحيل منظم تُعيد رسم الخريطة السكانية للضفة الغربية بقوة السلاح.