نشر موقع مجلة “بوليتيكو” تقريراً أعدّته إيلينا شنايدر وميلاني ميسون، قالتا فيه إن لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية، المعروفة بإيباك، خصّصت 100 مليون دولار من “ميزانية حرب” تهدف لهزيمة المرشحين التقدميين في الحزب الديمقراطي.
وأضاف التقرير أن اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل يستند على نجاحاته وجماعات أخرى في الانتخابات النصفية، عام 2022، يقوم باختيار أهدافه، وعددهم كبير هذه المرة. فقد وجد ديف مين، المرشح الديمقراطي في كاليفورنيا، لكي يمثل المقعد الذي تحتله حالياً النائبة الديمقراطية كاتي بورتر نفسه أمام حملة غير متوقعة من الإعلانات السلبية ودعمتها إيباك. ولهذا قام بإرسال رسالة إلكترونية إلى الممثل عن ميتشغان أندي ليفين طالباً منه النصيحة. فقد هزم ليفين في 2022، وخسر السباق بعدما أنفقت إيباك 4 ملايين دولار في حملات ضده. وكان ليفين واحداً من الذين خسروا مقاعدهم بعدما استهدفتهم إيباك في الدورة الانتخابية الماضية، عندما سعى اللوبي المؤثر للإطاحة بالمرشحين التقدميين، وبسبب مواقفهم من إسرائيل.
تستهدف إيباك المرشحين في ما يعرف بـ “الفرقة” في مجلس النواب، والتي تمثّل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، والتي طالب ممثلوها الإدارة بالتحرك لوقف إطلاق النار
وكانت نصيحة ليفين لمين، الذي لم يطالب بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، ولكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضرورة التواصل مع الجماعات اليهودية التقدمية، وهو ما كان يجب عليه فعله في الدورة السابقة للحفاظ على مقعده. لكن ليفين اعترف بأن النفقات الخارجية “تُغرق” الجميع في الانتخابات التمهيدية، وأن ديف مين قد يواجه نفس المصير.
ونقلت المجلة عن ليفين قوله إن “معظم” المرشحين لن يستطيعوا النجاة أمام وابل الإنفاق، و”أخشى أن ينجحوا في سحقهم جميعاً”. وفي هذه الدورة الحملة أكبر، حيث خصصت إيباك ميزانية 100 مليون دولار في كل الكيانات السياسية لحملات 2024، حيث تستهدف فيها المرشحين الذين ترى أنهم ليسوا داعمين بما هو كاف لإسرائيل، وذلك حسب ثلاثة أشخاص على معرفة بالمبلغ.
وترى المجلة أن الإستراتيجية أخذت بُعداً جديداً وملحّاً في هذه الانتخابات، وخاصة أن حرب غزة تحرّك المانحين.
وتستهدف إيباك المرشحين في ما يعرف بـ “الفرقة” في مجلس النواب، والتي تمثّل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، والتي دفع ممثلوها الإدارة إلى التحرك والمطالبة بوقف إطلاق النار.
لكن طموحات إيباك أكبر فـ “المشروع الديمقراطي المتحد” وهي الجماعة التابعة لإيباك، وتهدف لرصد ما بين 15- 20 مرشحاً في المناطق الانتخابية، وذلك حسب شخص على معرفة بخطط المجموعة هذه، وقال مستشار ديمقراطي لمانح: “لديهم الكثير من المال، وينتهزون أي فرصة تلوح أمامهم”. وتشير المجلة إلى أن الحرب في غزة، والتي أدت لمقتل أكثر من 30.000 فلسطيني بسبب الرد الانتقامي الإسرائيلي على هجمات “حماس”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدّت لانقسام عميق داخل الحزب الديمقراطي والانتخابات التمهيدية التي سيعقدها في كل أنحاء البلاد.
وهناك تنافس حاد في جمع التبرعات للحملات الانتخابية، حيث قامت رشيدة طليب، النائبة الديمقراطية عن ميتشغان، والفلسطينية الأمريكية الوحيدة في مجلس النواب، بجمع مبلغ 3.7 مليون دولار، في الأيام الأخيرة لعام 2023، وهو أكبر مبلغ تجمعه على الإطلاق في ربع عام، وجاء هذا في وقت تعرضت فيه للانتقاد في مجلس النواب بسبب دعواتها لوقف النار في غزة. وأنهى “المشروع الديمقراطي المتحد”، عام 2023، بمبلغ 41 مليون دولار محفوظة في البنك، وهو ضعف المبلغ الذي أنفقه في الدورة الانتخابية لعام 2022.
وأعادت جي ستريت، وهي اللوبي اليهودي التقدمي، النظر في إستراتيجيّتها، حيث قالت إن من غير المثمر تضييع المصادر على الخلافات الحزبية الداخلية، وذلك حسب رئيس جي ستريت جيرمي بن عامي. وبدلاً من ذلك ستركّز المجموعة على الانتخابات العامة، وتنفق 10 ملايين دولار عليها. ويقول النائب الديمقراطي عن وينسكنس مارك بوكان، والناقد الحاد لإيباك، إن قرار جي ستريت هو اعترافٌ من التقدميين بأنهم لن يستطيعوا “التنافس مع إيباك في الإنفاق”. وأضاف بوكان: “الناس منزعجون من مصدر الأموال”، و”عندما تأخذ الأموال من المانحين لدونالد ترامب، أو المانحين لنيكي هيلي، أو رون دي سانتيس، ويستخدمها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، فهذه طريقة مخادعة لاستخدام المال”.
وقال رئيس مجموعة مؤيدة لإسرائيل، وهي “الغالبية الديمقراطية لإسرائيل”، مارك ميلمان إن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر أدت إلى تنشيط المانحين المؤيدين لإسرائيل ومشاركتهم بمستويات غير مسبوقة.
قال رئيس مجموعة مؤيدة لإسرائيل إن هجمات 7 أكتوبر أدت إلى تنشيط المانحين المؤيدين لإسرائيل ومشاركتهم بمستويات غير مسبوقة
وبحسب تحليل “بوليتيكو”، فقد قامت إيباك بجمع 19 مليون دولار لحملات مجلسي النواب والشيوخ، وذلك وفقاً لتحليل ملفات تمويل الحملات الانتخابية. ومِن المستفيدين منها شخصيات رفيعة المستوى في الحزب الديمقراطي، وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، النائب عن نيويورك، حكيم جيفريز، ورئيس التجمع الديمقراطي في المجلس بيت أغيلار عن كاليفورنيا، وعدد آخر من المؤيدين الأقوياء لإسرائيل مثل النائب الديمقراطي عن نيويورك ريتشي توريس ومايك ماكول، النائب الجمهوري عن تكساس.
وقال مستشار لمانح ديمقراطي إن “7 تشرين الأول/أكتوبر أدت إلى حشد مانحين بآلاف الدولارات، وبالتأكيد ليسوا من عائلة ميريام أديلسون”، في إشارة إلى أرملة المانح الجمهوري شيلدون أديلسون.
وأشعلت الحربُ حماسَ جماعاتٍ مؤيدة لإسرائيل لم تكن ناشطة، مثل أمريكا الداعمة لإسرائيل، ومنذ عودة نشاطها، في كانون الثاني/يناير، قامت بدعم 38 مرشحاً، نصفهم من الديمقراطيين والنصف الآخر من الجمهوريين.
وقالت سامنثا غارليك، المديرة التنفيذية للمجموعة: “بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر كانت هناك حاجة لمضاعفة [الجهود] والعثور عن قادة لدعمهم”.
وأشار عددٌ من المستشارين لمانحين، أو مقرّبين من إيباك، إلى أن النائبة عن مونتانا، كوري بوش وجمال بومان، الديمقراطي عن نيويورك، هما من أهم أهداف إيباك في الانتخابات التمهيدية، وذلك نظراً للدعم القوي لهما، وقد دعمت مرشحين ضدهما في الانتخابات التمهيدية.
وتواجه بوش، التي تعتبر من أكبر الناقدين للحكومة الإسرائيلية، ويزلي بيل، الذي يملك رصيداً لحملته في البنك بـ 400,000 دولار، مقابل بوش التي لديها 215,000 دولار.
وفي نيويورك جنّدت إيباك جورج لامار ليواجه جمال بومان، وجمعت إيباك لحملته 350.000 دولار.
وقالت بوش، في بيان، إن “إيباك والمانحين الجمهوريين الكبار يستخدمون نفس أساليب اليمين المتطرف من أجل استهداف النواب السود والبنّيين في كل أنحاء البلاد”.