الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

معاريف 26/4/2024

فلنكن حكماء: ايران قوة عظمى لن نتمكن التصدي لها وحدنا

بقلم: يورام دوري

مستشار شمعون بيرس في أعوام 1990 – 2016

من بداية سنوات الالفين، عندما بدأ الخطاب الجماهيري والسياسي عن التحول النووي لإيران وعن كونها الراعية الرئيس لمنظمات “الإرهاب” في ارجاء العالم، أتذكر جيدا الخط السياسي الذي رسمه شمعون بيرس، سواء كوزير الخارجية في حكومة شارون وفي حكومة أولمرت ، وبموجبه ایران ليست مشكلة إسرائيل وحدها بل هي تهدد العالم الحر كله. أتذكر جيدا بان عندما كنت الناطق بلسانه في تلك السنوات وجه بيرس تعليماته لي (نعم هو أيضا يوجه تعليمات) لاطلاق وسائل الاعلام الدولية والإسرائيلية في هذا الاتجاه.

في عشرات اللقاءات السياسية التي اجراها بيرس في تلك السنوات وشاركت فيها، كرر المرة تلو الأخرى العبارة بان ایران تعرض السلام العالمي للخطر. وقد وضع الواحد الى جانب الآخر مدى اطلاق الصواريخ الباليستية والمسافة بين عواصم مختلفة في أوروبا. في لقاء مع الرئيس بوش عرض بيرس معلومات استخبارية عن صواريخ باليستية تصل الى واشنطن. كما أنه حذر بوتين من الميول الامبريالية لإيران التي لن تتجاوز موسكو في محاولاتها لفرض “التشيع” على العالم.

لقد فهم بيرس من تجربته السياسية عظيمة السنين بان ايران هي قوة عظمى وبصفتها هذه لن يكون سهلا علينا التصدي لها وحدنا.

لقد أوضح بيرس لكل محادثيه في العالم وأنا كمن حرص على نشرها، بان روما، برلین، لندن وباريس أيضا في خطر من الإيرانيين وبالتأكيد عمان، القاهرة ، أبو ظبي، الرياض والمنامة عاصمة البحرين مهددة بقدر لا يقل – بل وربما اكثر من نباطيم ومن القدس.

هجمة الصواريخ الإيرانية على إسرائيل (بالمناسبة وليدة اخفاق استخباري إسرائيلي آخر) فتحت لإسرائيل ثغرة استثنائية لتطبيق سياسة حكيمة (تبناها شارون أيضا حين كان رئيسا للوزراء) – لعزل نظام آيات الله ولنكون جزء من تحالف إقليمي ودولي يعرف كيف يتصدى ويهزم مظاهر السيطرة من طهران على مدى سنين عملت القيادة السياسية حسب هذا النهج وامتنعت عن مواجهة ايران جبهويا وذلك أيضا بسبب فرص نجاح غير واضحة وكذا بسبب الثمن السياسي الذي سندفعه والذي سيبقينا وحدنا في مثل هذا التصدي.

كلي أمل في أن يعرف كابينت الحرب أعضاء الكابينت الواسع لا يهتمون الا بالغمزات لجمهور ناخبيهم) كيف يوجه سياسة الخارجية والامن لإسرائيل ولا يتخذ قرارات تبقينا وحدنا مع الخطر الإيراني.

———————————————

هآرتس 26/4/2024

بعد فيديو “القسام”.. إسرائيل لنتنياهو: أنت من يعرقل الصفقة.. والسنوار غير مسؤول عن حمايتنا

بقلم: أسرة التحرير

الشريط الذي نشرته حماس أول أمس وبدا فيه هيرش غولدبرغ – بولين، الشاب ابن الـ 23 من القدس الذي اختطف من منطقة الحفلة في “رعيم” في 7 أكتوبر، يذكر الإسرائيليين وحكومتهم ورئيسها بأن ليس لنا الحق في التخلي عن المخطوفين ويعزز حاجة عاجلة لتحقيق صفقة لتحريرهم.

“خرجت لقضاء الوقت مع أصدقائي، فوجدت نفسي أقاتل في سبيل حياتي مع جراحات خطيرة في جميع جسدي بعد أن حاولت الدفاع بجسدي عن نفسي وعن أناس آخرين، لم يكن هناك من يحمينا في ذاك اليوم”، روى هيرش في الشريط الذي بدا فيه بيد مبتورة. لا يمكن أن نجمل بالشكل الأكثر إيجازاً ما اجتازه كثيرون في 7 أكتوبر. على دولة إسرائيل أن توفر الآن ما فشلت في توفيره في ذاك السبت: حماية مواطنيها. المعنى من ناحية هيرش ومن ناحية كل الـ 133 مخطوفاً الذين يذوون في أيدي حماس، واحد: صفقة تؤدي إلى تحريرهم.

محظور إلغاء أقوال هيرش وكأنها إرهاب نفسي “فقط”. هذا إنسان حقيقي، مخطوف إسرائيلي، هذا صوته، هذا مظهره، صرخته صرخة نجدة ينبغي أن تصم آذان كل من أتاحوا اختطافه، بل وأكثر فإنهم على الرغم من أنهم يملكون فرصة تحريره يمتنعون عن عمل ذلك بناء على كل أنواع الحسابات الأخلاقية والاعتبارات الاستراتيجية التي تبدو كلما مر الوقت عديمة الأساس.

فليس مهماً أن يبث هذا الشريط للجمهور، بل ويجدر بثه مرة تلو الأخرى لأعضاء الحكومة، لزوجاتهم وأبنائهم، ليقض مضاجعهم إلى أن يفعلوا ما هو على عاتقهم ويعود هيرش وكل الآخرين إلى الديار.

إن الادعاء بأن حماس ليست مستعدة لتحريرهم، ادعاء غير ذي صلة، لأن المسؤول عن سلامة مواطني الدولة ليس السنوار بل حكومة إسرائيل. يبدو هيرش حياً في الشريط. وعلى دولة إسرائيل ألا تتخلى عنه. إذا كانت الحكومة ترفض القيام بواجبها الأساس تجاه مواطنيها، فعلى مواطني الدولة الخروج إلى الشوارع بجموعهم ليطالبوها خصوصاً رئيسها بإعادتهم إلى الديار ووقف الحرب.

———————————————

هآرتس 26/4/2024

الولايات المتحدة.. الدولة الوحيدة في العالم التي تعارض حل الدولتين

بقلم: كارولينا ليندسمان

الدولة الوحيدة التي ما زالت تمنع حل الدولتين هي الولايات المتحدة، التي استخدمت مؤخراً الفيتو ضد مشروع قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن. أي تفويت للفرصة هذا! أي دفعة عظيمة نحو الاتجاه الصحيح – العودة إلى الدبلوماسية – كان يمكن للعالم أن يعطيها للإسرائيليين والفلسطينيين لولا الفيتو الأمريكي.

“أي خطوات سابقة لأوانها… لن تحقق للفلسطينيين الاعتراف بهم كدولة”، قال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكي. هل هذا صحيح؟ بعد بضع سنوات نقول للفلسطينيين “حتى الآن لا”، والنظر في المرآة. نائب السفير الأمريكي في الأمم المتحدة أوضح بأن “قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة يجب أن يكون نتيجة المفاوضات مع إسرائيل. وأي أمر سيشوش على ذلك، سيؤجل حل الدولتين الذي نريده جميعاً”. يكفي أن نسمع هذه الأقوال من سفيرنا الصبياني في الأمم المتحدة، جلعاد اردان، هنيئاً له أنه نجح في كبت الابتسامة عندما حذر مجلس الأمن من المصادقة على مشروع القرار بحجة أنه سيضر بفرص الحوار مع الفلسطينيين في المستقبل. ولكن ماذا عن الأمريكيين؟ كفى، هذه هراءات. يجب أن تبقى في عالم ما قبل 7 أكتوبر مع كل الأكاذيب التي أمتعنا بها الفلسطينيين.

الرسالة الأهم التي يجب على الولايات المتحدة أن ترسلها لإسرائيل هي أن إقامة الدولة الفلسطينية أو عدم إقامتها هي أمر لا يخضع لقرارنا، حتى لو قررنا ذلك بشكل “ديمقراطي”، أي من خلال التصويت في الكنيست أو من خلال استفتاء شعبي. يجب على أصدقائنا الأمريكيين تعديل الرؤية المشوشة في إسرائيل، التي تقول بأن أغلبية ديمقراطية تعطي شرعية لكل شيء، والتوضيح لنا بأن الإجماع اليهودي غير كاف لكي يقرر بأنه لا دولة للفلسطينيين.

العقوبات التي تفرضها أوروبا وأمريكا على اليمين المتطرف في إسرائيل ممتازة ومهمة، لأنها ترسم حدود الشرعية لإسرائيل. كانت نوعا لنداو على حق عندما قالت إن العقوبات قد تعمق إقصاء التيار العام في إسرائيل، الذي “لو اختفت هذه الظواهر المتطرفة من حياتنا ستعود إسرائيل ديمقراطية – ليبرالية فاخرة” (“هآرتس”، 24/4)، في الوقت الذي فيه الاحتلال والمستوطنات هي مشروع حياة إسرائيل كلها.

لذا، ولكيلا يعود التيار العام في إسرائيل إلى حضن الإقصاء، يجب إضافة اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. العقوبات ستضع الحدود لمعايير إسرائيل، والاعتراف سيوجه الإسرائيليين نحو الحل الوحيد الذي يحصل على الشرعية الدولية، أي حل الدولتين.

الاعتراف أحادي الجانب ستكون له عدة أهداف؛ فهو سيوضح للإسرائيليين أن هذا ليس قرارهم، وسيحررهم من وهم الاختيار وعبئه (أن نعطي أو لا نعطي)، وسيلزم الحوار السياسي بالعودة إلى الانشغال بحل النزاع بعد سنوات طويلة انشغل فيها بكل المواضيع، باستثناء الاحتلال، وسيدفع التيار العام نحو العودة إلى حل الدولتين بدون الاعتذار وبدون خوف. الاعتراف سيحتاج إلى مناقشة كيف، وليس مناقشة ماذا. ماذا ستكون الحقيقة المسلم بها: دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. أي دولة بالضبط؟ ما حدودها؟ ما طبيعة العلاقات معها؟ ستتركز المفاوضات بين الطرفين حول كل ذلك، ولكن لن يكون شك حول الهدف النهائي.

قرر العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كان هذا في 29 تشرين الثاني 1947 عندما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على “خطة التقسيم”. صحيح أن العرب لم يوافقوا في حينه على ذلك، وتدفقت مياه كثيرة في النهر، وسفكت دماء كثيرة بين النهر والبحر. الحدود الأهم الآن هي حدود 1967. مع ذلك، جلب ذاك القرار إلى العالم دولة إسرائيل. وقد حان الوقت لإنجاب توأمها.

———————————————

يديعوت أحرونوت 26/4/2024

صفقة.. رفح.. مراوحة: السنوار يريد الأولى ونتنياهو يريد “غوش قطيف”.. وخلافات مع الجيش

بقلم: ناحوم برنياع

بعد أسابيع طويلة من المراوحة في المكان، تتغير الأمور في جبهة غزة وتستدعي الانتباه. مقاولون محليون يهيئون الأرض بين خان يونس ورفح، من شاطئ البحر شرقاً لأربع مدن خيام. جاء التمويل من منظمات إغاثة دولية. مددت إسرائيل خط مياه. بمعنى ما، حلم الاستيطان في “غوش قطيف”، الذي طاف من جديد في بداية الحرب، يتحقق أمام ناظرينا: من الشاطئ الجميل المزين بالنخيل إلى المواصي، من فندق “نافه دكاليم” عبر “غان أور” و”بدلوح وموراغ” و”عتصمونا”، وربما أيضاً عبر بلدتي “نافيه دكاليم” و”نافيه طال”.

هذه هي الخطة. يقدر الجيش بأن نقل السكان، أو ما يسمى بالأجنبية “ترانسفير”، سيتطلب بين عشرة إلى عشرين يوماً. وقبيل الانتقال ستوسع البنية التحتية الطبية: ستتعزز المستشفيات القائمة، وستقام إلى جانبها مستشفيات ميدانية. سفن قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية ستبني في البحر، أمام المدخل الغربي لممر “نتساريم”، رصيفاً طويلاً يسمح برسو السفن. سيبنى إلى جانب الرصيف الصغير الذي بناه الفلسطينيون هناك. والجيش الإسرائيلي سيحرس البناء. شهراً ونصف الشهر يتطلب تقويض كتائب حماس الثلاث المرابطة في رفح. ستختفي حماس كجيش، لكنها ستتواصل كعنصر إرهاب وكعنصر سلطوي. المقاولون المحليون ليسوا سوى مقاولين. ترفض إسرائيل الآن السماح بتموضع إداري فلسطيني. لا ضمانة لتصفية السنوار أو إلقاء القبض عليه أو الفرار إلى سيناء. قد يواصل العمل في شبكة تحت أرضية، بين خان يونس ورفح. تجري من تحت ضجيج الجرافات لعبة تراشق بين نتنياهو ورجاله والجيش. يدعي المستوى السياسي بأنه كان سيدخل إلى رفح منذ زمن بعيد، لكن لأسفه، الجيش غير مستعد؛ أما الجيش فيدعي بأنه مستعد منذ زمن بعيد، لكن المستوى السياسي لا يصدر الأمر. تبادل الرسائل جزء من التصدي العام للمسؤولية عن الحرب ومصاعبها. أما الحقيقة فهي أن القرارات اللازمة في المرحلة الحالية ليست عسكرية. هي حزبية ودبلوماسية. كل شيء مترابط: مصير المخطوفين، والدخول إلى رفح، والعلاقات مع الولايات المتحدة، ومكانة إسرائيل في المنطقة.

رئيسا الأركان و”الشاباك” سافرا أول أمس إلى القاهرة. رئيس الأركان بسبب رفح؛ و”الشاباك” بسبب المخطوفين. المصريون لاعب حيوي في كل عملية عسكرية تجري بمحاذاة حدودهم. هم الوسيط الأهم في المفاوضات مع حماس، والآن أساساً، حين تبتعد قطر. لم تسجل أي بشائر في الموضوعين.

ثمة تفاؤل، وثمة شرخ. غمر الإسرائيليون لأسبوعين القول إن حماس لا تريد صفقة، أي صفقة. ليست الحقيقة: حماس تريد صفقة بشروطها الصعبة. الشريط الذي نشر أول أمس، والذي يتحدث فيه المخطوف هيرش غولدبرغ – بولين، يدل على رغبة السنوار الحقيقية.

وها هو، رغم الأقوال الحماسية، إسرائيل مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات. في هذه اللحظة، يدور الحديث عن نبضة إنسانية: صفقة تضم نحو 20 إسرائيلياً، مجندات وشيوخاً ومرضى. إذا كانت صفقة، سيتوقف القتال ولن يكون اجتياح لرفح.

هناك ثلاث إمكانيات، قال لي مصدر مطلع على التفاصيل: صفقة بدل رفح؛ رفح بدل صفقة؛ استمرار المراوحة بدون صفقة وبدون رفح. والثالثة هي الأسوأ.

الوضع في حدود لبنان هو أحد الأسباب التي تحرك الجيش الإسرائيلي لتأييد صفقة المخطوفين: الصفقة ستسمح لاتفاق في الشمال وعودة السكان. هذا موضوع يقلق الجيش. لشدة المفاجأة، هو لا يقلق الحكومة. لا توجد زيارات للوزراء، لا توجد مداولات. يصعد غالنت إلى صفد مرة كل بضعة أيام، يطلق تهديدات ويعود.

اللاعب الإضافي، المهم جداً، في الاتصالات عن رفح والمخطوفين، هو واشنطن. سيسر بايدن سماعه أن إسرائيل قوضت ثلاث كتائب حماس، لكن مصير السكان في رفح – الفلسطينيين الذين نزحوا من الشمال و400 ألف من سكان المكان، يقلقه أكثر. صور الأخبار عن الدمار والقتل في رفح بمثابة سم لفرصته في الفوز من جديد.

سمر لي، هي عضو كونغرس إفروأمريكية من بتسبورغ، بنسلفانيا. تنتمي لمجموعة مناهضة لإسرائيل في الكتلة الديمقراطية. هذا الأسبوع تنافست في انتخابات تمهيدية. جفري ياس، السيد السابق لمنتدى “كهيلت”، استثمر 600 ألف دولار في تنحيتها. رغم ذلك، فازت بسهولة، بينما جعلت تبرع الملياردير اليهودي شعارها الانتخابي. الكراهية لإسرائيل لا تتوقف في الحرم الجامعي.

———————————————

هآرتس 26/4/2024

هل سيكون اجتياح رفح سبباً في نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل؟

بقلم: تسفي برئيل

“بسبب الظروف نتخذ خطوات حذرة، وفي هذه السنة سنستخدم الألاعيب في أماكن محددة وليس في جبل لبنان كله”، هكذا كتب في موقع السياحة اللبناني ليبانون ماوتن تريل. “سواء كنت لبنانياً أو أجنبياً، انضم إلينا لتطلع على التراث الثقافي والطبيعي وعالم الطبخ، وادعم المجتمع القروي في لبنان”. هؤلاء، الذين لا تعتبر رحلات السير على الأقدام في الطبيعة جزءاً من قائمة رحلات استجمامهم، يمكنهم إيجاد الكثير من العروض للاستجمام في فصل الربيع في موقع “ليبتفتي”، وفيها أسبوع الجاز اللبناني الذي افتتح في 16 نيسان وسيستمر حتى نهاية الشهر الحالي، الذي ستقدم فيه عروض مسرحية باللغتين العربية والفرنسية؛ معارض وحفلات موسيقية ستعرض في نيسان وأيار؛ وثمة سوق للفلاحين سيستمر أسبوعاً تعرض فيه مأكولات “أصلية”. في موقع “بيروت” يمكن إيجاد توصية بثمانية شواطئ للسباحة والاستجمام، والدخول إليها بالمجان. ومثلما في مناطق قتال أخرى في العالم، وفي إسرائيل، أثبت لبنان بأنه عندما تطلق المدافع أو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وتقصف جنوب لبنان، فإن الجنيات في بيروت لن تصمت بالضرورة. ولكن التوتر كبير، وعندما يعلن وزير الدفاع يوآف غالنت بأن “الفترة القريبة القادمة ستكون حاسمة” وأن إسرائيل قد تهاجم لبنان كله، فسيدرك اللبنانيون أن النار قد تصل إلى العاصمة أيضاً.

ما زال لبنان يتحدث عن “حرب الرسائل” التي تديرها إسرائيل وحزب الله، وليس عن حرب شاملة. عمق الهجمات ازداد في الحقيقة، وكثافتها أيضاً. وتصريحات شخصيات كبيرة في حزب الله وإسرائيل أكثر عدوانية، لكن الطرفين في الوقت نفسه ما زالا يتحدثان عن “بدائل” للحرب. “هدفنا الرئيسي كان وما زال التواصل إلى أن يسود وضع أمني مختلف، وسكان شمال إسرائيل يمكنهم العودة إلى بيوتهم بصورة هادئة وآمنة. نفحص عدة بدائل من أجل تسوية هذا الأمر، وستكون الفترة القريبة القادمة حاسمة في هذا السياق”، قال غالنت. هذه بدائل ناقشها رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي أيضاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقاه في باريس الأسبوع الماضي، وعرض عليه خطة لزيادة قوة الجيش اللبناني في إطار الاستعداد قبيل انتشاره في جنوب لبنان في حالة تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والبدء في تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701. في الوقت نفسه، يزداد الضغط العربي والدولي على لبنان لفصل الساحات، وألا يشترط البدء في المفاوضات مع إسرائيل بتطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. حتى الآن، حزب الله يملي هذه المعادلة ويفرضها على الحكومة، إلى درجة أن المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، الذي كان متفائل جداً قبل شهر رمضان عندما اعتقد أن وقف النار في غزة على الباب، اعترف أنه لا فائدة من مجيئه إلى المنطقة للمضي بالمفاوضات، وأن الحرب في قطاع غزة ليست على وشك التوقف. ليس هذا فقط، بل هي قد تتوسع إزاء خطة احتلال رفح. ورغم ذلك، نشرت تقارير في الأسبوع الماضي تفيد بأن هوكشتاين ينوي القدوم مرة أخرى للدفع قدماً بجهود الفصل بين الساحات.

وسائل الإعلام المقربة من حزب الله، مثل صحيفة “الأخبار”، وصفت هذه الجهود الدولية والضغوط و”التخويف” المستخدمة على الحكومة اللبنانية أشبه بـ”محاولة للضغط على لبنان من أجل إغلاق جبهة دعم حماس، كما حدث في الأسابيع الأولى للحرب”. ومن أجل إزالة رعب هذه الضغوط، تقتبس الصحيفة تقارير من وسائل إعلام إسرائيلية، التي تصف حياة سكان شمال إسرائيل وحجم النزوح وتصريحات رؤساء مجالس محلية في الجليل، الذين يتهمون الحكومة بالتخلي عن مواطني الدولة. هذا بنية الإقناع بوجوب عدم التأثر من الضغوط المستخدمة على لبنان، لأنها تهدف إلى خدمة مصالح إسرائيل. بالطريقة نفسها توصف المعركة القريبة في رفح كجزء من “جهود التخويف” ذاتها. يبدو أنه لا يوجد وراءها أي تهديد حقيقي على لبنان، كتب، لأن إسرائيل ستجد -حسب تقدير المصادر التي تحدثت مع الصحيفة- صعوبة في إدارة حربين واسعتين: لبنان ورفح. بعض المحللين يعتبرون عملية الضغط الأخيرة استعداداً قبل زيارة متوقعة لوزير الخارجية الفرنسي ستيفن سيغورنا، السبت. وفي هذا السياق، يذكر لبنان تهديدات الحرب “المؤكدة” المتوقعة ضد لبنان، وتهديدات سيغورنا سمعت في شباط الماضي. على أي حال، المتحدثون بلسان حزب الله يؤكدون أنه مهما كانت الضغوط، لا ينوي الحزب قطع جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة ما استمرت الحرب في القطاع.

لكن وراء منافسة التصريحات والتمسك بصيغة “الرد مقابل الرد”، يصعب تشخيص اتجاه استراتيجية حزب الله، الذي يتعرض لخسائر كبيرة في حرب الاستنزاف التي يديرها مع إسرائيل، حيث إنه أعطى للحكومة اللبنانية تفويضاً لإجراء المفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البرية بشكل يأخذ في الحسبان النقاط المختلف عليها، مع فهم بأن الجيش اللبناني سينتشر على طول الحدود المتفق عليها، وبذلك استكمال هذا الجزء من قرار 1701. يطلب حزب الله أيضاً بوجوب أن يشمل أي اتفاق مع إسرائيل ضمانات دولية لتطبيقه، إضافة إلى التعهد بإعادة إعمار لبنان، وبالأساس استئناف التنقيب عن الغاز والنفط على طول الشاطئ في المقاطع التي انتقلت إلى سيطرة لبنان في إطار اتفاق ترسيم المياه الإقليمية. توقف التنقيب في هذه المقاطع عند اندلاع الحرب، ويقول حزب الله إنه من غير المعقول أن تستخرج إسرائيل الغاز من حقل “كاريش” الملامس لحدود لبنان، في حين أن الشركات التي تعهدت بالتنقيب عن الغاز في لبنان أوقفت نشاطاتها. هذه الطلبات، إضافة إلى امتناع حزب الله عن مهاجمة منشآت التنقيب في حقل كاريش أو إطلاق المسيرات قربها كما فعل أثناء المفاوضات على المياه الإقليمية، ربما تدل على أن حزب الله يعدّ ورقة مساومة قبل الخطوات الدبلوماسية. ولكن إذا كانت هناك مثل هذه النية فهي تتعرض للتهديد من قبل تكتيك السير على الحافة، الذي يديره مع إسرائيل، بصورة تنقل إليها القرار حول نطاق إدارة الحرب.

سلم الأولويات

عملياً، حبس حزب الله نفسه في صيغته هو نفسه، في حين أنه يلتزم باستراتيجية إيران التي لا توصلها إلى أي إنجازات، وهي موجهة بالأساس لمنع توسيع جبهة القتال. في الحقيقة، يعتبر حزب الله المواجهة مع إسرائيل إسهاماً مهماً في نضال حماس، لكنه يقول علناً إن هذه المواجهة تهدف إلى الدفاع عن أمن لبنان، وإنه لو لم يعمل ضد إسرائيل وقام بـ “ردعها” لغزت لبنان. أي أن المنظمة تعطي أهمية جماهيرية كبيرة لصورتها كحركة لبنانية، التي دوافع نشاطاتها لبنانية وليست أجنبية. في الوقت نفسه، يعترف حزب الله بأنه فكرة “وحدة الساحات” تنقص بعض الأرجل. نشاطات المليشيات الشيعية في العراق لا تملى بسبب اعتبارات سياسية متعلقة بعلاقة إيران مع العراق، وعلاقة العراق مع الولايات المتحدة، أكثر مما هي وفقاً للتطورات في قطاع غزة؛ وأن الحوثيين أنفسهم يديرون أجندة مستقلة من غير الواضح إلى أي درجة تستطيع إيران التحكم بها؛ أما الجارة سوريا، حليفة إيران والتي لها حساب طويل مع إسرائيل، فليست عضو شرف في “محور المقاومة”.

حسب تقارير في صحيفة “اللواء” اللبنانية، التي نفتها حماس، توجهت إيران لسوريا لفحص إمكانية استضافة قيادة حماس التي تعيش في قطر، في حالة قررت قطر طردها من أراضيها. حسب هذه الصحيفة، رفض بشار الأسد هذا الطلب بشدة، بل ورفض الالتقاء مع خالد مشعل واسماعيل هنية، وأوضح لهما بأن أي مساعدة للفلسطينيين ستكون من خلال إيران، وليس مباشرة مع قيادة حماس. لم يتم البت حتى الآن بمستقبل قيادة حماس في قطر، لكن للأسد موقفاً حاسماً جداً. في مقابلة مع موقع “سكاي العربية” في آب 2023 قال: “أرغب في توضيح نقطة صغيرة، وهي أن بعض قادة حماس قالوا إن سوريا طلبت منهم الوقوف إلى جانبها. كيف يمكنهم الوقوف إلى جانب سوريا، فهم لا جيش لهم، وعددهم في سوريا بضع عشرات الأشخاص. هذا الموقف خليط بين الخيانة والنفاق. علاقتنا مع حماس الآن هي في إطار المبدأ العام الذي يقول نقف إلى جانب أي طرف فلسطيني يعمل ضد إسرائيل من أجل استعادة حقوقه. هذا مبدأ عام… علاقتنا مع حماس لن تعود كما كانت. لا يوجد لحماس الآن أي مكاتب في سوريا، ومن السابق لأوانه التحدث عن ذلك. لدينا سلم أولويات، والمعركة في سوريا على رأس سلم أولوياتنا”.

ليس وحده غياب التعاون مع الأسد ما يحطم فكرة “وحدة الساحات”، بل في لبنان نفسه تعلم حزب الله بأن حماس لا يمكنها العمل عسكرياً ضد إسرائيل. وتجربة كانون الأول لتشكيل مليشيا حمساوية مسلحة في لبنان باسم “رواد طوفان الأقصى”، استقبلت بانتقاد عام صاخب ومعارضة سياسية من جميع الأحزاب، ما أدى إلى تفكيك هذه الميليشا بعد فترة قصيرة على إقامتها. السؤال المهم الذي ما زال يحلق هو كيف ستؤثر الحرب في رفح على قوة رد حزب الله، وهل سيتجاوز الإطار الذي حدده لنفسه مع إيران، بصورة قد تجر إسرائيل ولبنان، وربما كل المنطقة، إلى حرب شاملة. هذه معضلة معقدة بشكل خاص، يتعين على إيران فيها أن تقرر إذا كانت ستعطي لحماس الحق في قرار فتح جبهة واسعة بين إسرائيل ولبنان، بالذات بعد أن حقق حزب الله في المواجهة مع إسرائيل فائدة سياسية في الساحة الداخلية، إلى درجة أن لا أحد يتحدث الآن عن نزع سلاحه، بل فقط عن انسحابه إلى خط الليطاني.

———————————————

إسرائيل اليوم 26/4/2024

من غولدا مائير حتى نتنياهو: لا أمن لإسرائيل من دون حل الدولتين

بقلم: يوسي بيلين

كلما مرت الأشهر أمكننا النظر بمنظور أوسع إلى مذبحة “فرحة التوراة”، والاندهاش لوجه الشبه المذهل بين “المفهومين” – ذاك الذي لم يمنع حرب يوم الغفران، وهذا الذي كاد لا يترك قوات أمام السياج في 7 أكتوبر.

كان التعبير الأدق لسنوات الغرور والعمى الستة التي بين 1967 و1973 هو قول وزير الدفاع في حينه موشيه دايان، الذي جاء فيه أنه “شرم الشيخ بدون سلام خير من سلام بدون شرم الشيخ. ولو وافقت غولدا مائير على اقتراح مبعوث الأمم المتحدة يرينغ في شباط 1972، لمنعت حرب يوم الغفران.

لكن حكومة غولدا تبنت مفهوماً يقضي بأن الأراضي الهائلة التي احتللناها في الأيام الستة تحمينا من هجوم عربي؛ يدنا هي العليا؛ لا يلح علينا شي؛ نحن نحب السلام لكننا السلام الذي يقبل فيه الطرف العربي مطالبنا. هكذا كان بوسع غولدا أن تتجاهل تحذيراً صريحاً على لسان الحسين ملك الأردن من هجوم متداخل على إسرائيل، وكذا المعلومة الدقيقة التي نقلها الجاسوس المصري أشرف مروان إلى رئيس الموساد عشية الحرب. المفهوم يعمي العيون.

رؤساء الوزراء الليكوديون الذين وصلوا إلى المنصب بعد مناحيم بيغن (الذي كان اتفاقه للسلام مع مصر خطوة سياسية هي الأهم في إسرائيل) عرضوا السلام كشيء ما ساذج ومنقطع عن الواقع المتطرف للشرق الأوسط. من يحب الحياة هنا ملزم أن يعيش على السيف وأن يسكن وحده ويسلم بعداء العالم، وباللاسامية القديمة التي اتسعت إلى لا إسرائيلية. العرب بصفتهم عرباً ليسوا مستعدين للتسليم بوجودنا، لذا نحن ملزمون بجدران حديدية تفصل بيننا وبينهم. أما المحاولات المثيرة للشفقة لصنع السلام معهم، فليست سوى مؤشرات تدل على ضعف إسرائيلي، ولو فهمنا العرب لاتضح لنا أيضاً، نحن رجال معسكر السلام، كأنهم يبحثون عن نقاط ضعفنا كي يدمرونا. مشكلتنا الحقيقية هي رفض الدول العربية الاعتراف بحق الوجود لإسرائيل. وقد عادوا وشرحوا لنا بأنه يمكننا قيادة إسكندنافيا بسياستنا هذه.

في اتفاقات إبراهيم اقترح نتنياهو “السلام مع السلام”، بدون ثمن إقليمي (أي ثمن إقليمي كان يمكن دفعه للمغرب أو الإمارات؟) وما تبقى الآن عمله هو إقامة جبهة إسرائيلية – عربية في وجه إيران من جهة، وم.ت.ف من الجهة الأخرى. وكانت النية المعلنة هي إبقاء الفلسطينيين الأخيرين في الطابور ونبين لهم أنه لا مفر أمامهم غير قبول كل شروط إسرائيل للسلام الدائم.

إن إضعاف م.ت.ف بمنع حل المسألة الفلسطينية، وتعزيز حماس غير المستعدة للاعتراف بإسرائيل، أدى بنا إلى الأزمة الحالية. إذا كان من سيقود إسرائيل بعد نتنياهو هم أناس مثل غانتس (الذي يتحدث عن “كيانين” ويقصد دولتين)، ويئير لبيد (الذي يتحدث صراحة عن حل الدولتين) أو يوسي كوهن، الذي لا يستبعد دولة فلسطينية، ستزداد الفرصة للحل. ربما يمر زمن طويل إلى أن يسود أمن ذو مغزى، لكن واضح أن تقسيم البلاد قد يضمن إسرائيل في المستقبل كدولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية. قد يواصل نتنياهو الحلم بإسكندنافيا عن تحقيق الرؤية الصهيونية دون أن يأبه بالفلسطينيين.

تبنى الكثيرون في إسرائيل هذا الأمر مدة ست سنوات، مثل غولدا التي قضت بأن شيئاً لن يحصل بسبب سيطرتنا على “المناطق” [الضفة الغربية]. وتبناه كثيرون أيضاً أربع سنوات، منهم نتنياهو الذي قضى بأنه يمكن تجاوز حل الدولتين والعيش في ظل إسكندنافيا دون دفع ثمن. والآن سيكون هذا، أغلب الظن، الجمهور الإسرائيلي الذي سيبعث به لقيادة إحدى دول إسكندنافيا.

———————————————

معاريف 26/4/2024

بايدن و17 زعيما عالميا لحماس: اقبلوا الصفقة

بقلم: آنا برسكي

نشر الرئيس الأميركي جو بايدن و17 زعيم دولة أخرى تحتجز منظمة حماس مواطنيها في غزة بيانا، أمس، دعوا فيه حماس لقبول صفقة المخطوفين التي على الطاولة والتي ستؤدي إلى وقف نار في غزة.

وقع على البيان بايدن وزعماء الأرجنتين، النمسا، البرازيل، بلغاريا، كندا، كولمبيا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، هنغاريا، بولندا، البرتغال، رومانيا، صربيا، إسبانيا، تايلندا وبريطانيا.

ويدور الحديث عن البيان الأكثر أهمية الذي تنشره الأسرة الدولية منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي حول تحرير المخطوفين، في محاولة للضغط على حماس. وجاء من لجنة عائلات المخطوفين ترحيب ببيان زعماء العالم الذي يضع مسألة المخطوفين على رأس سلم الأولويات العالمي.

وقال مسؤول أميركي، في حديث مع المراسلين الصحفيين “إن القتال في غزة يتواصل لأن زعيم حماس في غزة السنوار يرفض تحرير المخطوفين. ليس صحيحا أن إسرائيل هي التي تضع المصاعب. في هذه اللحظة توجد صفقة على الطاولة تستجيب لكل مطالب حماس الأساسية وعليها أن توافق عليها. المصريون والقطريون أيضا يتفقون على أن جواب حماس من غزة لم يكن مجديا. وجاءت مؤخرا من حماس أنهم لم يقصدوا رفض الصفقة وأنهم مستعدون للمفاوضات. السنوار قال لا للصفقة الأخيرة وهو يتخذ القرارات النهائية. وقد رفض شخصيا الاقتراح وهو سيدفع الثمن على أفعاله”.

إلى جانب ذلك، بحث كابنت الحرب، أول من أمس، بتوسع مسألة الجهود لصفقة تبادل الأسرى مع حماس. وحسب المحافل المطلعة، قيل في المداولات إنه توجد قدرة من الجانب الإسرائيلي لتحريك المفاوضات مجددا. وذلك ضمن أمور أخرى لإبداء الاستعداد من جانبنا ودفع حماس لأن ترد على اقتراح آخر يطرح قريبا على الطاولة. وحسب هذه المحافل، في إسرائيل يتبلور اقتراح جديد سيرفع إلى الوسطاء قريبا.

في لقاء قبل يومين في القاهرة مع رئيس الأركان هليفي ورئيس الشاباك رونين بار، عرض رئيس المخابرات المصري الجنرال عباس كامل عليهما خطة جديدة لتحرير كل المخطوفين وإنهاء الحرب.

وحسب الاقتراح، تتخلى إسرائيل عن الدخول إلى رفح وتوافق على وقف نار لسنة يعلن فيها عن تنفيذ خطوات لإقامة دولة فلسطينية. هليفي وبار لم يردا لكنهما تعهدا بطرح العرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

في موضوع آخر، أقر الكابنت، أول من أمس، السماح لقاض إسرائيلي ومراقبين أجنبيين اثنين زيارة مقاومي النخبة في السجون الإسرائيلية،  وجاءت الخطوة بناء على طلب بريطانيا، وأقر بتأييد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومعارضة وزير المالية بتسليل سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير. بعد القرار هاجمه بن غفير ووصفه بأنه “خطأ جسيم”.

———————————————

هآرتس 26/4/2024

لكذب بالإيهام أن الحرب انتهت في غزة

بقلم: جاكي خوري

في إسرائيل يحاولون البث طوال الوقت بأن الحرب انتهت، وأن معظم القوات انسحبت، وكل ما يحدث الآن هو هجمات محدودة من الجو، أو ما يعتبرونه في إسرائيل عمليات جراحية، ويصورون الغزيين على الشاطئ وكأن الحياة عادت إلى الروتين، لكن عمليا هذا تشويه وكذب.

غضب داخل القطاع يتصاعد ويقولون “نحن ما نزال في حرب وحشية وهجمات لا تترك أي مجال للراحة لأحد، في الشمال والجنوب”، أكد أحد الغزيين. “نحن لا نشعر بأن الحرب أصبحت وراءنا، بالعكس”. كان يتحدث وقد سمع انفجارا كان على بعد بضع عشرات الأمتار من بيته. ويقول “الشعور هو أنه لا يوجد أي مكان آمن، وكل بيت ومبنى هو هدف للهجوم”. في الحقيقة، بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس تدل على أن عشرات الأشخاص ما يزالون يقتلون كل يوم، بالأساس في الهجمات الجوية. أول من أمس، تم الإبلاغ عن 43 قتيلا خلال 24 ساعة، بالإجمال تم الإبلاغ في هذا الأسبوع عن موت 256 شخصا.

“هذه أرقام حرب وليس وقف إطلاق نار”، قال الغزي، “وحقيقة أن قوات كثيرة انسحبت من القطاع لا تعني أن الحرب قد انتهت”. وحسب قوله، فإنه لا يهم سكان القطاع إذا كانت عمليات القصف من الجو تحدث مرة في كل ساعة أو مرة كل ساعتين. السؤال البسيط هو من الذي سيموت اليوم ومن الذي سيبقى على قيد الحياة. ولا يوجد أي فرق بين المواطن العادي أو من يعد من مقاتلي حماس، أو ذراعا عسكرية أو سياسية.

مواطنة أخرى في غزة أم لولدين يعيشون في المدينة، قالت إنه في الفترة الأخيرة كانت شاهدة على هجمات يومية في شمال القطاع، وفي عدد من الأحياء في غزة، مثل الشجاعية ووسط المدينة. صورة الوضع التي يرسمها سكان مناطق أخرى في القطاع مثل مخيم النصيرات في وسط القطاع وخانيونس، متشابهة تماما. “عائلتي غير مرتبطة بأي شيء سياسي أو عسكري. مع ذلك، عمارتها تم قصفها بالكامل ولم يبق منها أي شيء”، وأضافت، “الآن أبناء عائلتي يعيشون في الخيام في مدينة رفح، ولا يعرفون ماذا سيكون مصيرهم”.

في منطقة رفح، يزداد الخوف من عملية عسكرية ستبدأ في الفترة القريبة المقبلة إزاء تهديدات إسرائيل وتوقف الاتصالات حول عقد صفقة لإطلاق سراح المخطوفين. السكان يعتقدون أن الهجمات المتزايدة من الجو في المدينة ومحيطها هي الدليل على ذلك، إضافة إلى التقارير عن استعداد اسرائيل لدخول المدينة وتنسيق ذلك مع الولايات المتحدة ومصر. “أي فلسطيني في القطاع يعرف شيئا واحدا، وهو أن وقف الحرب يعني أنه لن يكون أي هجوم أو أي نشاطات، سواء عمليات جراحية أو غيرها”، قال أحد سكان المدينة. “نحن لا نقيس الحرب بحجم القوات الإسرائيلية أو بعدد الجنود على الأرض”. وحسب قوله، فإن الخوف الآن أكبر بكثير مما كان في بداية الحرب. “إذا كان للناس في حينه مكان ليذهبوا إليه، بالأساس نحو الجنوب، الآن لا يوجد أي مكان ليذهبوا اليه”.

جميع السكان الذين تحدثوا مع “هآرتس” أكدوا أنهم لا يقلقون فقط من النشاطات العسكرية، بل أيضا من الأضرار الشاملة للحرب على المديين القصير والبعيد. “في إسرائيل يقيسون 40 درجة والجو خماسيني ويتذمرون”، قالت امرأة من مخيم النصيرات. “ينشرون صورة على الشاطئ ويقولون إن الغزيين خرجوا للاستجمام. ربما لا توجد لنا أي طريق أخرى عدا الجلوس على الشاطئ من أجل التخفيف قليلا من شدة الحرارة”. هذه المرأة هي أم لولدين، وقد قالت إنهم لم يذهبا إلى المدرسة أبدا. أيضا الأدوية نفدت. وحسب قولها، فإن الحرب سترافق الناس في القطاع، على الأقل لجيل أو جيلين مقبلين. “الجيش الإسرائيلي يواصل القصف والهجمات، لكن أيضا إذا توقف ذلك الآن، ولا يبدو أن هذا هو التوجه، فنحن سنعيش في وضع الحرب والمعاناة لسنوات كثيرة”.

———————————————

“ديكلاسيفايد”: “خريطة الطريق” بين لندن و”تل أبيب”

تكشف دعم بريطانيا لإبادة غزة

بقلم: مارك كورتيس

الدعم البريطاني لـ”إسرائيل” في حرب الإبادة على غزة يأتي بموجب “خريطة طريق” وقّعها الطرفان في آذار/مارس من العام الماضي، التي تجاهلها الإعلام البريطاني بصورة شبه تامة.. ما تفاصيلها؟ وكيف تجلّى ذلك؟

موقع “ديكلاسيفايد يو كيه” يتحدث عن الدعم البريطاني للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها على قطاع غزة، موضحةً أنّ لندن تنفّذ بذلك ما تنصّ عليه “خريطة الطريق” الموقّعة مع “إسرائيل”، العام الماضي، وهو اتفاق تجاهله الإعلام البريطاني بصورة كاملة تقريباً.

من خلال مساعدة الهجمات الإسرائيلية الجماعية على الفلسطينيين في غزة، تنفّذ بريطانيا اتفاقاً موقّعاً علناً مع ائتلاف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليميني المتطرف، وهو اتفاق تمّ تجاهله بالكامل تقريباً، في وسائل الإعلام الوطنية في المملكة المتحدة.

“العلاقات الثنائية اليوم أقوى من أي وقت مضى”. هكذا بدأت “خريطة الطريق” التاريخية التي وقّعتها بريطانيا و”إسرائيل” في آذار/مارس من العام الماضي. ويلزم الاتفاق الطرفين “بمعالجة التهديدات المشتركة”، كجزء من “شراكة استراتيجية وثيقة، مع تعاون دفاعي وأمني واسع النطاق”.

كما التزمت لندن و”تل أبيب” باتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة ضدّ “المصنّفين عالمياً على أنّهم إرهابيين وكيانات إرهابية”، في إشارة إلى حماس وحزب الله. وكان هذا جزءاً من “علاقة دفاعية قوية ومتطورة، تكرّس التدريبات والتمارين المشتركة المستمرة التي ستستمر في إفادة الطرفين من خلال تعزيز العلاقات العسكرية”.

وفي غضون 7 أشهر فقط، تم وضع “خريطة الطريق” هذه موضع التنفيذ بكل تأكيد. وقد وثّق “ديكلاسيفايد يو كيه” مجموعةً من الدعم العسكري البريطاني لـ”إسرائيل”، في أثناء حربها على غزة.

منذ بدء الهجوم، قام سلاح الجو الملكي بعشرات مهمات التجسس فوق غزة، وتلقّى 6 عسكريين إسرائيليين على الأقل تدريباً في المملكة المتحدة.

وتوجهت 9 طائرات عسكرية إلى “إسرائيل”، ورفضت الحكومة البريطانية الإفصاح عما على متنها. ووجد “ديكلاسيفايد يو كيه” أيضاً أنّ الجيش الأميركي كان يزوّد “إسرائيل” بالأسلحة عبر استخدام قاعدة المملكة المتحدة في قبرص.

لم يزعج أي من هذا وسائل الإعلام الوطنية في المملكة المتحدة. وكل هذا يتفق مع التعهدات الواردة في “خريطة الطريق”.

وخلال الشهر الجاري، طار سلاح الجو الملكي البريطاني من أجل الدفاع عن “إسرائيل”في وجه الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي غير القانوني على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.

وفي قسم منفصل عن إيران، تنصّ “خريطة الطريق” على أنّنا “نعمل بشكل وثيق من أجل مواجهة التهديد الحالي الذي تمثّله إيران، سنسعى لمواجهة نشاط طهران الإقليمي المزعزع للاستقرار”.

ويضيف الاتفاق المبرم بين القوتين النوويتين: “سنعمل على ضمان عدم امتلاك إيران قدرات أسلحة نووية أبداً”.

“حماية إسرائيل في العالم”

تعود “خريطة الطريق” لعام 2023، إلى ما هو أبعد من مذكرة التفاهم السابقة بين المملكة المتحدة و”إسرائيل”، الموقعة في عام 2021.

وهي تنصّ صراحةً على أنّ الجانبين “حليفان طبيعيان”، متجاهلةً وضع “إسرائيل” المنبوذ بين معظم دول العالم، بسبب احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية، ونظامها القائم على “الفصل العنصري”، والذي يمارس التمييز ضدّ الفلسطينيين.

ومن الجدير ذكره أنّ “خريطة الطريق” تحتوي قسماً بعنوان “معاداة السامية، ونزع الشرعية، والتحيّز ضدّ إسرائيل”، والذي تتنبّأ صياغته بشكل مباشر بالاعتذارات البريطانية غير العادية عن الفظائع التي ارتكبتها “إسرائيل” في غزة، في المحافل الدولية.

وتدعو الخريطة إلى “معالجة التركيز على إسرائيل في الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى، بما في ذلك محاولات نزع الشرعية عنها أو حرمانها من حقها في الدفاع عن النفس”.

ومنذ الهجمات الإسرائيلية، قام الوزراء البريطانيون بوضع هذا الأمر موضع التنفيذ بدقة. لقد اعتذروا باستمرار عن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل باسم “الدفاع عن النفس”، ورفضوا مراراً وتكراراً إدانة انتهاكات “إسرائيل” للقانون الدولي.

ودعت “خريطة الطريق” أيضاً إلى “تعزيز التعاون والتنسيق في الأمم المتحدة والمنتديات المتعددة الأطراف، بما يتماشى مع المصالح والأولويات الوطنية، وتعزيز التوافق بين إسرائيل والمملكة المتحدة بشأن التحديات العالمية الرئيسية”.

وتماشياً مع هذا الالتزام، دافعت المملكة المتحدة مراراً وتكراراً عن “إسرائيل” ضدّ الانتقادات الدولية بشأن غزة في الأمم المتحدة، وصوّتت مراراً وتكراراً أيضاً ضدّ قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تطالب بوقف إطلاق النار، أو امتنعت عن التصويت عليها.

محكمة العدل الدولية

وهناك قسم آخر من “خريطة الطريق” يعد بالحماية البريطانية لـ”إسرائيل” في الهيئات القانونية الدولية مثل محكمة العدل الدولية.

وفي إشارة إلى قضية سابقة تتعلّق بالضفة الغربية، أوردت الوثيقة التالي: “تعتقد المملكة المتحدة وإسرائيل أن الإحالة الأخيرة لمحكمة العدل الدولية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تمثّل لجوءاً غير مناسب إلى آلية الرأي الاستشاري، لأن هذا يقوّض الجهود المبذولة لتحقيق تسوية من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين”.

ومن المقرر أن يستخدم الوزراء البريطانيون صيغةً مماثلةً من أجل تقويض قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ “إسرائيل” في محكمة العدل الدولية، والتي بدأت في كانون الثاني/يناير الماضي.

وقال أندرو ميتشل، وهو نائب وزير الخارجية وكبير المدافعين البريطانيين عن الجرائم الإسرائيلية، إن “قرار جنوب أفريقيا برفع القضية كان خاطئاً واستفزازياً”، ورفض تهمة الإبادة الجماعية ضدّ “إسرائيل”، واصفاً إياها بـ”الشنيعة”.

اتفاق سري

ثم هناك الاتفاقية العسكرية السرية الموقّعة بين المملكة المتحدة و”إسرائيل” في كانون الأول/ديسمبر 2020.

اكتشف “ديكلاسيفايد يو كيه” وجود هذا الاتفاق من خلال تغريدة لـ”الجيش” الإسرائيلي. ولم تعلن حكومة المملكة المتحدة عن ذلك مطلقاً.

ورفض الوزراء بعد ذلك إعلان الاتفاق “لأسباب تتعلق بالأمن القومي”.

وقال وزير الدفاع، جيمس هيبي، للبرلمان إن “الاتفاق جزء مهم من الدبلوماسية الدفاعية التي تضفي طابعاً رسمياً على التعاون وتعمّقه”، لكنه لم يقدم سوى ملخص سريع لمحتوياته، في رده على سؤال برلماني.

ما الذي تلزمه الاتفاقية المملكة المتحدة عسكرياً؟ فهل تنفّذ المملكة المتحدة هذه الالتزامات الآن فيما يتعلق بغزة؟ إذا كان الأمر غير ضارٍّ إلى هذا الحد، فلماذا تبقيه الحكومة سراً؟

وعلى حدّ علم “ديكلاسيفايد يو كيه”، لم يتم ذكر هذا الاتفاق إلا مرة واحدة في جميع وسائل الإعلام البريطانية الرئيسية.

واتهم بن والاس، وزير الدفاع، الذي وقع الاتفاق السري مع “إسرائيل” في عام 2020، حليفته في كانون الأول/ديسمبر الماضي بالشروع في “الغضب القاتل” في غزة، مضيفاً أن هجماتها على حماس كانت “فظةً وعشوائية”.

وعندما سأله كبير مراسلينا على “إكس” عما إذا كانت صفقته السرية تجعل بريطانيا متواطئةً في المذبحة، أجاب: “من الواضح أن الأمر ليس كذلك”.

في الواقع، قدمت بريطانيا لـ”إسرائيل” منذ فترة طويلة الدعم للعمليات القتالية ضد الفلسطينيين، لكن هذا لم يتم ملاحظته مرة أخرى عبر الصحافة الوطنية البريطانية بأكملها.

———————————————

“ذي غارديان”: نحن بحاجة إلى هجرة جماعية من الصهيونية!

بقلم: نعومي كلاين

في عيد الفصح هذا، لا نحتاج صنمًا زائفاً للصهيونية ولا نريده، بل نريد أن نتحرر من المشروع الذي يرتكب إبادة جماعية باسمنا.

تكتب أستاذة العدالة المناخية في جامعة كولومبيا البريطانية والكاتب في صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، نعومي كلاين، تكتب مقالاً تتنصل فيه، كيهودية، من الصهيونية، التي تعتبر أنها ترتكب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وتعتبر أنها تحولت إلى صنم زائف استخدم اليهودية لتبرير كل ممارساته الشاذة.

كنتُ أفكر في موسى وحنقه، عندما نزل من الجبل ليجد بني “إسرائيل” يعبدون عجلاً ذهبياً.

لطالما كانت النسوية البيئية بداخلي غير مرتاحة بشأن هذه القصة: فأيّ إله يغار من الحيوانات؟ وأيّ إله يريد أن يكتنز كل مقدسات الأرض لنفسه؟

ولكن هناك طريقة أقل حَرفية لفهم هذه القصة، وهي تتعلّق بالصنم الزائف وميل الإنسان إلى عبادة كل ما هو دنيويّ وبرّاق والنظر إلى كل ما هو صغير ومادي بدلاً من كل ما هو كبير ومترفّع.

ما أرغب في إيصاله إليكم هذه الليلة، في مأدبتنا الثورية والتاريخية في الشوارع بمناسبة عيد الفصح، هو أنّ الكثير من أبناء شعبنا يعودون لعبادة صنم زائف مجدداً. لقد انخدعوا بسحره، وأغرموا بخمره، وتلطخوا برجسه.

وهذا الصنم الزائف يُعرف بالصهيونية.

الصهيونية صنم زائف أخذ فكرة الأرض الموعودة وحوّلها إلى صك بيع لدولة عسكرية قائمة على نظام إثنيّ.

إنّها صنم زائف يأخذ أعمق القصص في كتابنا المقدّس التي تتحدّث عن العدالة والتحرر من العبودية، قصة عيد الفصح بحد ذاتها، ويحولها إلى أسلحة وحشية للسرقة الاستعمارية للأراضي، وخرائط طرق لارتكاب التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

إنّها صنم زائف اتخذ الفكرة السامية للأرض الموعودة، وهي استعارة لتحرير الإنسان الذي سافر عبر ديانات متعددة إلى كل ركن من أركان هذا العالم، وتجرأ على تحويلها إلى صك بيع لدولة عسكرية قائمة على نظام إثنيّ.

إنّ صيغة التحرر التي تطرحها الصهيونية السياسية هي في حد ذاتها دنيئة. فمنذ البدء، تطلّب الأمر الطرد الجماعي للفلسطينيين من منازلهم وأراضي أجدادهم خلال النكبة.

منذ البدء، أنتجت الصهيونية السياسية نوعاً غير عاديّ من الحرية يصوّر الأطفال الفلسطينيين على أنّهم ليسوا بشراً بل تهديداً ديموغرافياً لها؛ تماماً كما تصرّف فرعون في سفر الخروج خشيةً من تنامي عدد السكان الإسرائيليين، فأمر بقتل أبنائهم.

لقد أوصلتنا الصهيونية إلى اللحظة الراهنة للكارثة، وقد حان الوقت لنقول بوضوح إنّها لطالما كانت تقودنا إلى هذه اللحظة.

إنها صنم زائف قاد الكثير من أبناء شعبنا إلى اتباع طريق غير أخلاقي تماماً، ما جعلهم اليوم يبررون تمزيق الوصايا الأساسية: لا تقتل. لا تسرق. لا تطمع.

نحن في هذه الشوارع منذ عدّة أشهر، نحن النزوح. الخروج من الصهيونية!

الصهيونية صنم زائف يساوي الحرية اليهودية بالقنابل العنقودية التي تقتل الأطفال الفلسطينيين وتشوّههم.

الصهيونية صنم زائف خان كل القيم اليهودية، بما في ذلك القيمة التي نعلقها على الاستجواب، وهي ممارسة متأصلة في عيد الفصح بأسئلته الأربعة التي يطرحها أصغر طفل.

بما في ذلك الحب الذي نملكه كشعب للنصوص والتعليم.

واليوم، يبرر هذا الصنم الزائف قصفه لجامعات غزة؛ وتدميره لعدد لا يحصى من المدارس والمطابع؛ وقتله لمئات الأكاديميين والصحفيين والشعراء. وهذا ما يسميه الفلسطينيون “الإبادة التعليمية”، أي القضاء على جميع وسائل التعلّم.

في غضون ذلك، تستدعي الجامعات في هذه المدينة شرطة نيويورك وتحصن نفسها ضد التهديدات الخطيرة التي يشكلها طلابها، الذين يجرؤون على طرح أسئلة أساسية عليها، مثل: كيف يمكنكم ادّعاء الإيمان بأي شيء على الإطلاق، على الأقل بنا نحن، بينما تقومون بتمكين هذه الإبادة الجماعية والاستثمار فيها والمساهمة في ارتكابها؟

لقد سُمح لصنم الصهيونية الزائف بالتنامي من دون أي رادع لفترة طويلة جداً.

لذلك، نقول هذه الليلة: كفى.

فلا يمكن ليهوديتنا أن تكون دولة إثنية، لأنها أممية بطبيعتها.

ولا يمكن للمؤسسة العسكرية الجامحة لهذا الكيان أن تحمي يهوديتنا، لأنّ كل ما يفعله الجيش هو زرع الحزن وحصد الكراهية، بما في ذلك ضدنا كيهود.

ويهوديتنا ليست مهددة من قِبل الأشخاص الذين يرفعون أصواتهم تضامناً مع فلسطين، من مختلف الأعراق والإثنيات والقدرات الجسدية والهويات الجنسية والأجيال.

يهوديتنا هي أحد تلك الأصوات وتُدرك أنّ في هذه الجوقة تكمن سلامتنا وتحررنا الجماعي.

يهوديتنا هي يهودية عشاء عيد الفصح، حيث نجتمع للاحتفال ونتشارك الطعام والنبيذ مع الأحباء والغرباء على حد سواء. وهي طقوس محمولة بطبيعتها وخفيفة بما يكفي لحملها على ظهورنا، ولا نحتاج إلى شيء سوى بعضنا البعض. لا نحتاج جدراناً ولا معابد ولا حاخامات بل دوراً للجميع، ولا سيما لأصغر أطفالنا. يُعدّ عشاء عيد الفصح بمثابة تقنية الشتات، إنْ وجدت، وهي مصممة للحزن الجماعي والتأمل والتساؤل واستعادة الذكريات وإحياء الروح الثورية.

لذا، انظروا حولكم؛ هنا تكمن يهوديتنا. وبينما ترتفع المياه وتحترق الغابات ولا شيء مؤكد، نصلي على مذبح التضامن والمساعدة المتبادلة، مهما كان الثمن.

نحن لا نحتاج صنماً زائفاً للصهيونية ولا نريده، بل نريد أن نتحرر من المشروع الذي يرتكب إبادة جماعية باسمنا. نريد التحرّر من عقيدة لا تملك خطة لإرساء السلام سوى بالتعامل مع الدول النفطية الثيوقراطية القاتلة المجاورة، بينما تبيع تقنيات الاغتيالات الآلية للعالم.

نحن نسعى لتحرير اليهودية من الدولة الإثنية التي تريد لليهود الشعور بالخوف على الدوام، وتريد لأطفالنا الشعور بالخوف، وتريد منا أن نعتقد بّأن العالم ضدنا من أجل أن نحتمي في حصنها وتحت قبتها الحديدية، أو على الأقل من أجل الحفاظ على تدفق الأسلحة والتبرعات إليها.

ذلك هو الصنم الزائف!

ولا يقتصر الأمر على نتنياهو فحسب، بل على العالم الذي صنعه هو والذي كوّن شخصيته، وهو الصهيونية.

فماذا نكون إذاً؟ نحن سفر الخروج في الشوارع منذ عدّة أشهر. نحن سفر الخروج من الصهيونية!

ولأمثال تشاك شومر في هذا العالم، لا نقول: “دعوا شعبنا يرحل”.

بل نقول: “لقد رحلنا بالفعل. فماذا عن أطفالك؟ إنهم معنا اليوم”.

———————————————

صحيفة عبرية: إسرائيل تؤيد إعطاء دور أكبر للوسيط المصري عن القطري

لندن- عربي21

الاحتلال الإسرائيلي يفضل دورا أكبر لمصر عن قطر

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن قطر لم تستخدم كل آليات الضغط لإعادة المحتجزين الإسرائيليين.

وبحسب الصحيفة، فإن وزن المفاوضات يتحول من وجهة النظر الإسرائيلية إلى مصر، خاصة مع الاستعداد لاجتياح رفح، الأمر الذي يتطلب تنسيقا وتعاونا كاملين.

وفي هذا السياق، أكدت الصحيفة العبرية أن وفدا من المخابرات المصرية سيصل اليوم الجمعة إلى تل أبيب، وذلك بعد حصول الفريق الإسرائيلي المفاوض على “ضوء أخضر”، لإبداء المزيد من المرونة بالموقف الإسرائيلي تجاه الصفقة الجديدة المقترحة.

وكما ذكرت أن المجلس الوزاري المصغر المعني بشؤون الأمن القومي، اجتمع أمس، الخميس، لبحث الخطوط العريضة الجديدة لكسر الجمود في المفاوضات مع حركة حماس، وذلك بالتزامن مع الكشف عن اقتراح مصري جديد.

وأضافت أن الحكومة تؤكد أن التحرك إلى رفح ضروري ومطلوب، وستبقى القدم على دواسة الوقود العسكرية؛ لأن ذلك سيؤدي إلى ممارسة ضغوط عسكرية شديدة على حماس لحملها على الموافقة على الصفقة.

رئيس الأركان جيش الاحتلال اللواء هرتسي هاليفي، ومدير جهاز الأمن الداخلي الشاباك رونان بار، زارا القاهرة الأربعاء الماضي٬ واجتمعا مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل٬ بهدف تهدئة مخاوف المصريين، من أن تؤدي عملية عسكرية في رفح إلى تدفق السكان إلى الأراضي المصرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد الليلة؛ إن “هناك رفضا دوليا للنشاط في رفح؛ لأنه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يستطيع أحد تحملها”.

كما ذكرت تقارير مصرية، أن القاهرة ترى أن اجتياح رفح سيؤدي إلى بقاء قوات الاحتلال في محور صلاح الدين، وهو ما يعد خرقا لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وأضاف أبو زيد أن أي محاولة لتفجير الأوضاع في غزة وزيادة الضغط على الفلسطينيين، يؤدي إلى توتر في العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، لكن هذا التوتر لن يمنع مصر من مواصلة التواصل مع الأطراف كافة لمحاولة حل الأزمة.

ويذكر أن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري٬ قال؛ إن وزير الاقتصاد الإسرائيلي يهاجم الوسطاء، بدلا من دعم جهود التوصل إلى اتفاق.

ووصف الأنصاري الوزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات بأنه “سياسي آخر بإسرائيل، يسعى للظهور عبر مهاجمة قطر لتعزيز مستقبله السياسي”.

وأضاف الأنصاري، أن نشر الأكاذيب بشأن قطر “التي ساعدت في إطلاق الرهائن، علامة على تهور سياسي وأنانية”.

يشار إلى أن نتنياهو انتقد قطر الشهر الماضي، وقال؛ إن “دورها في الوساطة يمثل إشكالية”، في وقت استنكرت فيه الدوحة تلك التصريحات، واعتبرتها “غير مسؤولة لكنها غير مفاجئة”.

——————انتهت النشرة——————