أهم الاخبارعربي

تقرير: القاهرة تُقنع واشنطن بعدم واقعيّة نزع سلاح الفصائل الفلسطينيّة في غزة

الإدارة الأميركية شرعت في "دراسة مجموعة من الحلول المطروحة ضمن التصور المصري في واقعيتها، وتلبيتها لجانب كبير من المطالب والأهداف الإسرائيلية من جهة، ومراعاة خصوصية الوضع في القطاع من جهة أخرى"

المسار الاخباري: تولّدت قناعة لدى واشنطن، بعدم واقعية الأهداف الإسرائيلية، المتعلّقة بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بحسب ما أوردت صحيفة “العربي الجديد”، عبر موقعها الإلكترونيّ، مساء الخميس، نقلا عن مصادر مصريّة.

يأتي ذلك وسط مؤشرات إيجابية، بشأن جولة المفاوضات التي تشهدها العاصمة القطرية الدوحة، بشأن استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ إذ قالت مصادر إسرائيلية مطلعة على المحادثات في الدوحة، إن المفاوضات تشهد “تقدما”، في حين لفتت إلى عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد. وفي المقابل أعلنت حركة حماس، أنها تتعامل “بإيجابية ومسؤولية مع الوسطاء، لضمان تنفيذ جميع مراحل وقف إطلاق النار، بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني في وقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار القطاع”.

كما يأتي فيما قدّم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، مقترحا محدّثا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لعدّة أسابيع، مقابل إطلاق حماس سراح خمسة رهائن إسرائيليين أحياء على الأقلّ، وعدد من الرهائن القتلى الذين تحتجزهم الحركة، بحسب ما أورد موقع “واللا” الإسرائيليّ، مساء الخميس.

وذكرت المصادر المصرية، أن هناك اقتناعا لدى الجانب الأميركيّ، تولّد مؤخرا على ضوء الخطة التي قدمتها القاهرة واعتمدتها الجامعة العربية، خلال القمة الطارئة في الرابع من آذار/ مارس.

ولفت التقرير إلى أن الإدارة الأميركية قد شرعت في “دراسة مجموعة من الحلول المطروحة ضمن التصور المصري في واقعيتها، وتلبيتها لجانب كبير من المطالب والأهداف الإسرائيلية من جهة، ومراعاة خصوصية الوضع في القطاع من جهة أخرى”.

وأشار مصدر مصري إلى أن القاهرة أبلغت واشنطن مؤخّرا، بأنه من غير الواقعي أو المنطقي إلزام الوسطاء، أو الأطراف العربية، بتحقيق ما فشلت فيه إسرائيل خلال العمليات العسكرية التي استمرت على مدار 15 شهرا، في ظلّ إمكانيات عسكرية غير محدودة.

وشدد المصدر ذاته على استحالة تنفيذ الهدف الإسرائيليّ، بالصيغة والتصوّر الذي تطرحه تل أبيب، لافتا إلى أنه في المقابل، ارتفعت نسب تقبل الجانب الأميركي للتصور المصري المطروح بشأن إدارة القطاع خلال الفترة المقبلة، وتنحية حركة حماس، عن صدارة المشهد؛ سواء على مستوى الإدارة المدنية، أو الإدارة الأمنية.

إطلاع واشنطن على تصوّر شامل بشأن عمل اللجنة الإدارية المُقترحة

وذكر المصدر أن القاهرة أطلعت واشنطن على تصوّر شامل، بشأن عمل اللجنة الإدارية المقترحة لتولي إدارة الشؤون المدنية بالقطاع، والتي ستتشكّل من شخصيات غير فصائلية، وليست لها أي انتماءات، لأيّ من الفصائل في القطاع.

ووفقا للمصدر، فإن التصوّر الخاص باللجنة، وكذلك الشرطة، يلبّي إلى حد بعيد الأهداف المعلنة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتياهو، بالشكل الذي يمكن معه تسويقه لهذا التصور لدى ائتلافه الحكومي، ومن ثم التقدم في المفاوضات الخاصة بالمرحلة الانتقالية لوقف إطلاق النار.

وبالإضافة إلى ذلك، أطلعت القاهرة الجانب الأميركي، على ما تم التوصل له مع قيادة حركة حماس خلال المفاوضات الأخيرة، والتي اقتنع خلالها المسؤولون بالحركة، بضرورة أن تشمل موافقة الحركة على السماح بعمل اللجنة الإدارية المؤقتة، الجوانب الأمنية أيضا، ورفع يد الحركة عن قوات الشرطة وعناصرها بالقطاع، حيث تتولى مصر والأردن في الوقت الراهن تدريب عدد من الكوادر الشرطية، الذين سيمثلون الهيكل الإداري الأعلى لجهاز الشرطة بالقطاع، وذلك كخطوة أولية ضمن جهود بناء جهاز شرطي غير فصائلي.

وذكر المصدر أن تحوّلا آخر جرى في الموقف الأميركي، لافتا إلى أن الدوائر الأميركية ذات الصلة بمفاوضات غزة، قد بدأت مؤخرا في دراسة المقترح الذي طرحته حركة حماس، بعقد هدنة طويلة المدى، كمخرج يلبّي أهداف كافة الأطراف، بحيث تصل الحركة من خلاله لإنهاء الحرب الحالية، فيما يسمح لنتنياهو، بتجاوز الضغوط الداخلية عليه، والمطالب الرافضة لإنهاء الحرب بشكل كامل.

ونقلت “العربي الجديد” عن الناطق باسم حركة حماس، جهاد طه، أن الحركة “تثمن وتقدر الجهود والمساعي التي يقوم بها الوسطاء وتؤكد على ضرورة التزام الاحتلال بالانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق ووقف سياسية المماطلة والتهرب من تنفيذ ما تمر التوافق عليه، مضيفا أن الحركة “ملتزمة بالاتفاق وتنفيذه، ومنفتحة على كافة القضايا التي تخدم شعبنا وحقوقه”.

وعبّر عن تأمل الحركة أن تخدم مخرجات المفاوضات في القاهرة والدوحة، تنفيذ الاتفاق وتلزم الاحتلال بما يتم التوافق عليه، ورفع الحصار الذي يفرضه على قطاع غزة، ويمنع من خلاله إدخال القوافل الإغاثية، مما يفاقم الوضع الإنساني والاجتماعي لشعبنا.

وشدّد على أن ثوابت حماس في المفاوضات، تتمثل في ضرورة الانسحاب ووقف لإطلاق النار، والعمل لإعادة الإعمار ومعالجة أثار العدوان الذي تسبب بكارثة إنسانية واجتماعية، نتيجة ممارسة الاحتلال لجرائمه ومجازره المتواصلة بحق شعبنا، خاصةً في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار مطبق.

ومنذ أيّام، تشهد القاهرة والدوحة لقاءات سياسية وتفاوضية، بمشاركة مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بهدف ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ والأربعاء، اجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في العاصمة القطرية الدوحة، واتفقوا مع المبعوث الأميركي، ويتكوف، على مواصلة التشاور بشأن الخطة العربية، كأساس لإعادة إعمار غزة.