الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحفي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                              الثلاثاء 11/6/2024

 صحيفة هآرتس:

– إسرائيل قصفت في عمق لبنان

– استقالة غانتس جاءت بعد توقف نتياهو عن إعطاء أي اهتمام للمقترحات الخاصة بالهدنة

– صدام بين سموتريتش وأهالي الأسرى إذ قال لهم: ماذا لو أن السنوار طلب منا 20 مستوطنا لكي يقتلهم مقابل الإفراج عن أبنائكم فهل كنتم ستوافقون؟

 صحيفة معاريف:

– هكذا انهار المبنى على 4 من الضباط والجنود في رفح

– الكشف عن خطط السنوار من خلال رسائله إلى زملائه: إسرائيل موجودة في المكان الذي نريدها أن تكون فيه

– ضابط أصيب إصابة بالغة في حرب غزة وصف عضو الكنيست المتشدد ألموغ كوهين بأنه عنصري وقذر

– بعد إسقاط طائرة دون طيار إسرائيلية من قبل حزب الله الجيش يطور خططه في هذا المجال

– لا مجال للتفاوض وفقا للشروط الحمساوية فيما يتعلق بصفقة التبادل

– عضو الكنيست موشيه فيجلين فقد حفيده أمس في رفح

– مأساة في رفح.. أربعة جنود قُتلوا

– 63 مقابل 57 ضد تم تمرير قانون التجنيد أمس في الكنيست

– خلال مناقشة الالتماس المقدم للعليا من أجل الإفراج عن جثمان الشهيد دقة: سموتريتش يقول يجب جر جثث الفلسطينين والتمثيل بها

– نائب رئيس الوزراء الإسباني التي طالبت بقيام دولة فلسطينية من البحر إلى النهر قدمت استقالتها

صحيفة يديعوت:

– صحيفة وول ستريت جورنال: رسائل من السنوار إلى هنية تؤكد استهانته بأرواح البشر، ويعترف بأن الأمور خرجت عن السيطرة يوم السابع من أوكتوبر، كما قال في رسالته تعليقا على اغتيال أبناء هنية إن دماءهم هي التي ستمنح الحياة للبقية وإن الازدياد في عدد الشهداء هو خدمة للقضية وضغط على إسرائيل

– ضابط و3 جنود قُتلوا في حي الشبورة في قطاع غزة

– بعد قصف لبنان صافرات إنذار في حيفا وإسقاط طائرة مسيرة فوق خليج حيفا.. حزب الله أعلن مقتل أحد عناصره الليلة جراء ضربة إسرائيلية

– بلينكن: نتياهو ملتزم بالمقترح الإسرائيلي ورد حماس على قرار مجلس الأمن يبعث الأمل

– 50 قذيفة أُطلقت من لبنان باتجاه هضبة الجولان ولا خسائر في الأرواح

– غانتس قال لبلنكين: سأدعم أي اقتراح من شأنه أن يعيد الأسرى حتى وأنا خارج الحكومة

– مصدر في حماس: نقبل قرار مجلس الأمن وجاهزون للبدء بمفاوضات حول التفاصيل

– قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي زار إسرائيل واجتمع مع رئيس الأركان وبحث معه الحرب في غزة

– بعمق 150 كم داخل لبنان الطيران الحربي قصف شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله

– حاخامات في الصهيونية الدينية يدعون إلى تجنيد المتدينين ويقولون نحن في خطر وجودي

– غالانت صوت ضد قانون التجنيد وموظف بارز في مكتب نتنياهو قال يجب فصله من الحكومة

– ميري ريجف وزيرة المواصلات حاولت منع الشرطة من أخذ ملفات من وزارتها بدعوى أنها تملك حصانة دبلوماسية

 

 

 

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

عن “معهد بحوث الأمن القومي” 11/6/2024

جامعة تل أبيب

رؤى أولية حول عملية الإنقاذ في النصيرات

بقلم: تمير هايمن

أخيراً! الفخر والراحة بعد أسابيع من الإحباط. يعكس إنقاذ الرهائن قدرة جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” والوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب ومديرية المخابرات العسكرية. الذكاء الرفيع، والمكر العملياتي، والشجاعة – أحسنت.

أربع رؤى:

  1. بعد الكثير من النقاش حول فائدة الضغط العملياتي، نرى أنه قد قدم مساهمة. ورغم أننا لن نتمكن من إنقاذ الجميع بهذه الطريقة، فمن المؤكد أن الادعاء بأن خفض الضغط العملياتي سيكون أكثر فائدة لا بد من إعادة النظر فيه.
  2. لقد شهدت “حماس” فشلاً ذريعاً. وربما، للمرة الأولى، يتم تقويض الاستنتاج القائل إن الزمن يعمل لصالح “حماس”. لكن من دون مزيج من الضغوط العملياتية والمفاوضات بشأن صفقة الرهائن، فإن فشل “حماس” لن يترجم إلى تسوية في مواقفها.
  3. الأبعاد – دعونا لا ننتقل من الفضيحة إلى المهرجان. الطريق ما زال طويلاً، والتحديات الإستراتيجية لم تتقلص (ضغوط دولية، تخل عن الشمال، “حماس” تستعيد قدراتها في ظل غياب أي منافسة في مجال الحكم المدني على القطاع، وما زال هناك 120 رهينة في غزة).
  4. عدم التسرع في استخلاص النتائج حول ظروف أسر الرهائن لدينا. لا أحد منا يعرف ما حدث لهم ولا ينبغي لنا أن نتعامل معه الآن. دعونا نتركهم يتعافون بسلام، حتى يكونوا مستعدين لرواية ما حدث لهم.

——————————————–

 هآرتس 11/6/2024

التحالف الدفاعي بين السعودية والولايات المتحدة أصبح أسيراً لسموتريتش وبن غفير

بقلم: تسفي برئيل

“هذه حرب كانت ضرورية للمنطقة، لأنها أفشلت محاولة التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيطرته في المنطقة”، هذا ما قاله الزعيم الأعلى في إيران، علي خامنئي، عن الأهمية الاستراتيجية للحرب في غزة، حسب رأيه. وقد وجه إليه انتقاد شديد على هذه الأقوال من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أوضح بأنه مستاء لأن آخرين يديرون الحروب على حساب دماء الفلسطينيين. ولكن أقوال خامنئي لم تستهدف الأذن الفلسطينية بشكل عام، أو حماس بشكل خاص فقط، فبعض المتحدثين بلسان حماس أوضحوا قبل بضعة أشهر بأن أحد أهداف الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول كان إفشال خطة التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

مقاومة التطبيع بين دول عربية وغير عربية وبين إسرائيل لا تستند إلى أسس أيديولوجية فقط، بل هي جزء من النضال على الهيمنة الإقليمية، الموجه بالأساس ضد الولايات المتحدة. خطاب إيران غير جديد. وحتى إن خامنئي أمر الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادثة الطائرة الشهر الماضي، بإلغاء زيارة له إلى تركيا في تشرين الثاني الماضي احتجاجاً على عدم قطع أنقرة علاقاتها مع إسرائيل. ولكنه يعرف في الوقت نفسه، حدود قوة إيران السياسية. ورغم انتقاده الشديد للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل في 2020 لم يشترط خامنئي استئناف العلاقات بين طهران وأبو ظبي بإلغاء “اتفاقات إبراهيم”.

حتى إنه أمر بمواصلة النضال على تحسين العلاقات مع مصر، المنقطعة عقب التوقيع على اتفاق كامب ديفيد، وكانت فيها فترة دفء قصيرة بعد ثورة الربيع العربي، وتولي الإخوان المسلمين للحكم. ولكن سعي إيران لافشال اتفاق الدفاع المتبلور بين السعودية والولايات المتحدة أكثر من سعيها لإفشال التطبيع مع إسرائيل، يبدو أن نابع من رضاها عن أن إسرائيل أصبحت شريكة لها في هذه الجهود.

نشرت “وول ستريت جورنال” بأن صيغة الاتفاق وصلت إلى المرحلة الأخيرة. وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، الذي وصل أمس إلى إسرائيل، أكد قبل أسبوعين في لجنة الخارجية والأمن التابعة لمجلس الشيوخ في واشنطن، أن الاتفاق قريب من الاستكمال، “لكن ربما لن تكون إسرائيل جزءاً منه”. انزعجت إسرائيل من هذا التصريح، لكنها حصلت على حبة مهدئ بعد فترة قصيرة عندما أوضح جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة مع “فايننشال تايمز” بأن الولايات المتحدة “لن تدخل إلى اتفاق دفاع مع السعودية إلا إذا كانت إسرائيل جزءاً منه”.

خامنئي يمكنه الهدوء. فالسعودية تربط التطبيع بخطوات قابلة للتحقق ولا يمكن التراجع عنها، التي ستدل على استعداد إسرائيل لتبني حل الدولتين. حتى لو كانت الرياض مستعدة في المرحلة الأولى للاكتفاء بتصريح علني للإعلان عن النوايا، فمشكوك فيه إذا كان في التشكيلة السياسية الحالية في إسرائيل أن يتجرأ رئيس الحكومة، نتنياهو، على لفظ مفهوم “الدولتين”، خصوصاً بعد استقالة غانتس من الحكومة وزيادة وزن سموتريتش وبن غفير. اتفاق الدفاع بين الولايات المتحدة والسعودية، وهي الدولة العربية الوحيدة التي ستحصل على هذه المكانة، يقتضي مصادقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. لكن في الوقت الحالي، ما دامت إسرائيل غير شريكة في العملية فلا احتمالية لتحقيق ذلك.

ليس فقط الحماية من إيران

إن رفض إسرائيل التعامل مع خيار إقامة الدولة الفلسطينية بجدية، حتى في المستقبل البعيد، يضمر ضرراً كبيراً وخطيراً لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وسياستها العالمية، بالأساس حزام الدفاع الإقليمي عن إسرائيل. اتفاق الدفاع مع السعودية لا يستهدف فقط إمكانية إعادة وضع قوات أمريكية في المملكة التي انسحبت منها في 2003 وانتقلت إلى قاعدة العديد في قطر، ولا في أن يكون منظومة دفاع جوي إقليمية، لأنها منظومة موجودة بالفعل، وحتى إنها أظهرت نجاعة وضرورة ضد هجوم الصواريخ والمسيرات الإيرانية على إسرائيل في نيسان.

اتفاق الدفاع يعني تعهداً متبادلاً من قبل الدولتين أن تدافع إحداهما عن الأخرى في حالة أي هجوم. عملياً، هذا التزام أمريكي بتوفير مظلة دفاع إذا ما هوجمت السعودية. العدو الفوري والمتوقع هو إيران، لكن الحماية منها ليست الهدف الوحيد من الاتفاق. الهدف الاستراتيجي هو كبح تأثير الصين، العدوة العالمية للولايات المتحدة. فهي ليست الحليفة الاقتصادية الأهم بالنسبة لإيران، بل أيضاً لا تتوقف عن توسيع نفوذها في الشرق الأوسط وتسعى إلى الهيمنة الإقليمية.

زيارة الرئيس الصيني للرياض في كانون الأول 2022 تبدو حدثاً استعراضياً، فقد استقبل هناك بسرب طائرات وضيافة ملكية، أحدثت قشعريرة في ظهر من يجلس في البيت الأبيض. في الحقيقة، لم تكن هذه زيارته الأولى للسعودية، لكن المحادثات تناولت في هذه المرة حلفاً استراتيجياً بهدف بناء مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء باستثمار يبلغ عشرات مليارات الدولارات وبالتعاون العسكري. عرضت الرياض هذه الاتفاقات في إطار رؤية “السعودية 2030” التي بادر إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بعد ثلاثة أشهر، في آذار 2023، توسطت الصين بين السعودية وإيران، اللتين أعلنتا استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. اختراق الصين الواضح لهذه المنطقة، التي كانت طوال عشرات السنين مجال عمل شبه حصري للولايات المتحدة، ظهر وكأنه خطر واضح وفوري، يقتضي “إعادة النظر” في سياسة واشنطن تجاه الرياض وتذويب طبقة الجليد السميكة التي غطت العلاقات بين الرئيس الأمريكي بايدن وولي العهد محمد بن سلمان.

في الحقيقة، بدأ تغيير السياسة قبل نصف سنة من ذلك، عندما كلف بايدن نفسه، للمرة الأولى، عناء الذهاب إلى السعودية. التفسير الرسمي والعلني لهذه الزيارة كان بذل الجهود لإقناع المملكة بإنتاج المزيد من النفط في أعقاب أزمة الطاقة العالمية التي أحدثتها الحرب في أوكرانيا. تعرض بايدن لصفعة عندما رفضت السعودية طلبه. ولكن كان للزيارة هدف آخر. فقبل شهر من ذلك، نشرت “وول ستريت جورنال” بأنه في آذار من نفس السنة التقى قادة كبار من إسرائيل ومصر وقطر والسعودية والاردن والبحرين والإمارات والولايات المتحدة في شرم الشيخ، حيث ناقشوا طرق تعاون دفاعي أمام تهديد الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

من غير المستبعد أن لقاء الرئيس الأمريكي ومحمد بن سلمان، ناقش أيضاً خطة لتحويل هذا التعاون إلى خطة عمل مشتركة، حلف دفاع إقليمي أوسع من “حلف دفاع جوي في الشرق الأوسط”. لم يرفض بن سلمان هذه الفكرة، لكنه وضع أمام بايدن ثمناً آخر يجب عليه دفعه، وهو تعاون الولايات المتحدة في تطوير مشروع نووي في السعودية لأهداف مدنية. الرياض في الحقيقة كانت قد وقعت في 2016 على مذكرة تفاهم مع الصين فيما يتعلق ببناء المفاعل النووي لإنتاج الكهرباء، لكن تفضيلها الأوضح كان الحصول على التكنولوجيا والمساعدة الأمريكية. “خيار الصين” يبدو أنه استخدم كتهديد لدفع الولايات المتحدة نحو تسريع القرار الذي لم يتخذ لاحقاً. ولكن احتمالية إصدار قرار بالمصادقة على مساعدة أمريكية في تطوير مشروع نووي في السعودية ستكون أفضل بكثير إذا ما تم التوقيع على اتفاق دفاع بين الدولتين.

بما يشبه اتفاق الدفاع بين أمريكا والسعودية، فالمشروع النووي في السعودية الذي سيكون برقابة وتوجيه الولايات المتحدة، بدلاً من مشروع بالتعاون مع الصين، هو مصلحة حيوية لإسرائيل، ولكلتيهما مبرر حتى بدون التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ولكن يبدو أن هذه المصالح محبوسة الآن داخل مصفوفة عوالم علم الخيال. والاتفاقات والتحالفات التي خدمت نظرية الأمن الإسرائيلية واستراتيجية الولايات المتحدة، تصطدم برؤية مسيحانية يمليها وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل، الذين يهددون بقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السياسي.

لم يبق إلا رؤية متى ستقرر الولايات المتحدة بأن مصالحها الاستراتيجية، التي تخدم إسرائيل أيضاً، مثل حلف الدفاع الإقليمي، باتت مهمة أكثر من التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ومتى ستقوم بقطع العلاقة التي أوجدتها هي نفسها بين الرياض، ورام الله، وغزة، والقدس.

——————————————–

 هآرتس 11/6/2024

تحقيق: تحت جنح الظلام.. قطار جوي من الأسلحة والمتفجرات شديدة الخطورة بين صربيا وقاعدة “نفاتيم” بإسرائيل

بقلم: آفي شراف وساشا درغفيلو

كانت الثانية ظهرا تقريباً حسب توقيت بلغراد، عندما سمعت صافرة أخذ صوتها في الارتفاع قرب مطار نيكولا تسلا.

بعض المصورين الهاوين الذين كانوا على المدرج، رفعوا عدسات الكاميرات ووثقوا طائرة الـ “بوينغ 707” القديمة، ذات المحركات الأربعة وتحدث ضجة كبيرة وتلوثاً للهواء، وهي تستعد للهبوط. “أي قصة كلاسيكية رائعة ونادرة”، كتب أحدهم في فيلم نشره على “يوتيوب”. كانت طائرة “رام 272” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، التي هبطت في عاصمة صربيا بصورة استثنائية.

التاريخ 5 شباط. بعد مرور أربعة أشهر على نشوب الحرب في غزة. طائرة التزويد بالوقود القديمة بقيت على الأرض أربع ساعات بالضبط. بعد ذلك، حلقت في السماء الحمراء بسبب غروب الشمس الشتوي المدهش. من هناك، واصلت طريقها مباشرة إلى قاعدة “نفاتيم” قرب بئر السبع. وستعود إلى صربيا مرتين في الأشهر القادمة، كجزء من قطار جوي إلى إسرائيل.

تحقيق مشترك بين “هآرتس” وتجمع الباحثين في البلقان “بيرن”، كشف أن تصدير السلاح من صربيا إلى إسرائيل قفز منذ نشوب الحرب في غزة، في موازاة الهبوطات الاستثنائية لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي في صربيا.

ثمة معلومات رسمية تم الحصول عليها من سجل الضرائب والتصدير في صربيا، تظهر أن منتج السلاح الرسمي الرئيسي صدر لإسرائيل سلاحاً بمبلغ نصف مليون يورو في شباط. بعد شهر من ذلك، قفز المبلغ عندما تم عقد صفقة بمبلغ 14 مليون يورو في موازاة هبوط طائرتين عسكريتين إسرائيليتين في بلغراد. ازدادت المبيعات من صربيا رغم دعوات كثيرة في العالم، بما في ذلك دعوات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من أجل وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، الذي يساعد على “الاستمرار في خرق القانون الدولي”.

هذا التحقيق الذي يرتكز إلى تحليل معطيات طيران علنية، شخص سبع طائرات عسكرية من صربيا إلى إسرائيل منذ تشرين الأول الماضي، ورحلة أخرى في طائرة لديها تصريح لنقل مواد متفجرة إلى إسرائيل.

إضافة إلى موضوع الأموال، لصربيا مكاسب جيوسياسية هنا. حسب أقوال بوسكو جيكسيتس، الخبير في السياسة الخارجية لصربيا، فإن الرئيس ألكسندر فيتسيس يستخدم صناعة السلاح في الدولة لتعزيز مكانته في الغرب. “لكن الإرساليات إلى إسرائيل قد تجعل صربيا شريكة في الإبادة الجماعية. زيادة التصدير إلى إسرائيل في الوقت الحالي لا تعتبر مصدراً للتفاخر والكرامة الوطنية”.

دعم إسرائيل بالأقوال والأفعال

في نهاية شباط، بعد بضعة أسابيع على الإرسالية الأولى، تحدث فوتشفيتش ورئيس الحكومة نتنياهو هاتفياً. في منشور في الانستغرام قال رئيس صربيا بأنهما تحدثا عن “استمرار الدفع قدماً بالعلاقات”. ظهر نتنياهو أكثر حماسة وغرد بأن “فوتشفيتش هو صديق حقيقي لإسرائيل. وقد شكرته على دعمه غير المشروط بالأقوال والأفعال”. بعد ثلاثة أسابيع، في 18 آذار، هبطت طائرة الـ “رام” الإسرائيلية مرة أخرى في بلغراد. وبعد أربع ساعات، أقلعت تحت جنح الظلام إلى “نفاتيم”. بعد 40 دقيقة على إقلاعها، هبطت هناك طائرة “هيركوليس” إسرائيلية تحمل الرقم 662. بيانات الضرائب في صربيا أظهرت أن منتجة السلاح الرسمية “اس.بي.دي.آر” قامت في ذلك الشهر بتصدير سلاح إلى إسرائيل بمبلغ 14 مليون يورو، المبلغ الأعلى منذ سنوات كثيرة.

بعد شهرين، في 26 أيار، هبطت ثلاث طائرات نقل إسرائيلية في بلغراد: الأولى تحمل الرقم 272، بعد أربع ساعات أقلعت، وبعد نصف ساعة هبطت طائرة هيركوليس تحمل الرقم 427، وعندما أقلعت، هبطت طائرة أخرى تحمل الرقم 662. هذه الطائرات الثلاث عادت إلى “نفاتيم”. بيانات الضرائب في صربيا لشهر أيار تدل على إرساليات سلاح أخرى لإسرائيل، بمبلغ 1.17 مليون يورو.

لم تعط الحكومة الصربية أي تفاصيل حول الإرساليات، ورفضت وزارة التجارة طلباً قدمته حرية المعلومات للحصول على تفاصيل عن السلاح الذي تم تزويده، بذريعة أن الأمر يتعلق بمعلومات “سرية جداً”.

منذ نشوب الحرب في غزة، هبطت في قاعدة “نفاتيم” التابعة لسلاح الجو حوالي 200 طائرة، نقلت إلى إسرائيل كمية خيالية من السلاح، لا سيما من مخازن الولايات المتحدة الاستراتيجية في أرجاء العالم، لتعويض الاستخدام غير المسبوق لمئات آلاف القذائف والصواريخ والقنابل وصواريخ الاعتراض ضد حماس وحزب الله.

كما نشرت “هآرتس”، فقد بدأت المدافع في غزة في مرحلة معينة من القتال، تستخدم القذائف للتدريب ومواد متفجرة هندية، خرجت من المصانع قبل 71 سنة، رغم أن فترة صلاحيتها 40 سنة. “كانت الأكياس ممزقة، لها رائحة كريهة، وازداد تمزقها عندما رفعناها”، قال أحد الجنود.

حسب أقوال فلادا رادولوفيتش، الخبير العسكري، فإن قذائف الـ 155 ملم التي تنتجها صربيا، عليها طلب كبير في العالم. “صربيا تبيع أنواع ذخائر للسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، بما في ذلك قذائف المدفعية التي تهم إسرائيل”. خبير عسكري آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أشار إلى أن صربيا قد تبيع مواد متفجرة لإسرائيل، يتم تركيبها على السلاح الذي تنتجه البلاد.

تصدير السلاح من صربيا لإسرائيل قبل الحرب كان محدوداً. في السنة الماضية، صدر المصنع الرسمي “برفي بارتزان” سلاحاً لإسرائيل بمبلغ مليون يورو. والمنتج الخاص “أي.دي.برو” صدر سلاحاً بمبلغ ربع مليون يورو. ورد ذكر إسرائيل للمرة الأولى في سجل تصدير السلاح الصربي في 2020، في حينه تم إرسال “قنابل وصواريخ وقذائف وطوربيدات ومواد متفجرة وصواعق” بمبلغ نصف مليون يورو. بعض هذا السلاح استهدف الزبائن في السنغال وسلوفاكيا.

من قال إبادة جماعية؟

في السابق تدفق السلاح باتجاه معاكس. ووفقاً لتقارير كثيرة، أرسل السلاح الإسرائيلي إلى القوات الصربية أثناء الحرب البوسنية في الأعوام 1992 – 1995، مع خرق حظر الأمم المتحدة لتصدير السلاح إليها. في 2016 رفضت المحكمة العليا التماساً قدمه المحامي ايتي ماك والبروفيسور يئير اورون، من أجل الكشف عن معلومات حول تصدير السلاح من إسرائيل إلى يوغسلافيا السابقة.

قبل شهرين أجرى السفير الإسرائيلي في صربيا، ياهيل فيلان، مقابلة مع قناة الكرملين “سبوتنيك” قال فيها إن إسرائيل لا تعترف بالمذبحة في سربرنيتسا، حيث قتلت هناك القوات البوسنية والصربية 8 آلاف رجل وطفل مسلم، بأنها إبادة جماعية، خلافا لما قالته هيئة محكمة جرائم الحرب في المحكمة الدولية في لاهاي والمحاكم في البوسنة.

قبل أسبوعين كانت إسرائيل من بين الـ 22 دولة التي لم تشارك في التصويت في الجمعية العمومية على قرار تحديد يوم عالمي لذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا. صودق على الاقتراح بأغلبية 84 دولة مع و19 دولة ضد، و68 دولة امتنعت. رئيس صربيا فوتشفيتش أدان القرار “المنحاز سياسياً”، الذي سيفتح صندوقاً أسود، وقال: “ستواجهون عشرات الطلبات للاعتراف بإبادة جماعية”.

سلطات بلغراد ووسائل الإعلام المقربة منها فسرت خطوة إسرائيل في الأمم المتحدة كبادرة حسن نية لدعم صربيا، كما أوضح جيكسيتش، وقال إن “إسرائيل لن تعترف بالإبادة الجماعية في البوسنة حتى تستطيع حماية نفسها من تهمة تنفيذها إبادة جماعية في غزة”.

تحطم غامض في اليونان

باستثناء الرحلات الجوية الستة من بلغراد، تم توثيق رحلتين إسرائيليتين من مدينة نيش في جنوب صربيا منذ نشوب الحرب في غزة. في 28 كانون الأول، هبطت هناك طائرة هيركوليس إسرائيلية تحمل الرقم 420، وأقلعت بعد أربع ساعات متوجهة إلى “نفاتيم”. ظروف هذه الرحلة الجوية غامضة.

في 15 أيار الماضي، أقلعت من نيش إلى مطار بن غوريون طائرة نقل غريبة من نوع انتونوف 12. هذه الطائرة المسجلة في أوكرانيا باسم “يو.آر.سي.جي.في” حصلت في السابق من سلطات الطيران المدني في إسرائيل على مصادقة لنقل مواد متفجرة إلى إسرائيل. من غير الواضح ما الذي نقلته هذه الطائرة في الرحلة الحالية إلى إسرائيل.

مع ذلك، هذه الطائرة وطائرات أخرى من شرق أوروبا من نفس النوع، يتم بيعها لنقل مواد خطيرة، بما في ذلك السلاح. في تموز 2022 أقلعت طائرة انتونوف 12 أخرى من نيش إلى سلطنة عمان، وهي تحمل 12 طناً من الذخيرة من إنتاج صربيا، المخصصة كما يبدو لبنغلاديش. بعد ساعة تحطمت هذه الطائرة بانفجار كبير في مطار مفتوح في اليونان، وقتل طاقم الطائرة الثمانية. أسئلة كثيرة حول هذه الرحلة وحمولتها والانفجار لم يجب عنها بعد.

———————————————

يديعوت أحرونوت 11/6/2024

إسرائيل لليمين الأوروبي: أنقذوا فرنسا وبرلمانكم الجديد من
“لاسامية” ريما حسن

بقلم: بن – درور يميني

ليس هناك ما يدعو إلى الاحتفال. حزبا اليمين المتطرف حظيا بإنجاز غير مسبوق – مكان أول في فرنسا، مكان ثانٍ في ألمانيا. لكن كتلة أحزاب الوسط احتفظت بأغلبيتها في البرلمان، وحزب اليسار اللاسامي في فرنسا حظي بإنجاز لا بأس به مع 10 في المئة، ومع ريما حسن، شابة ولدت في مخيم لاجئين فلسطيني في سوريا. حسن هي العدو البارز لليهود ودولة اليهود في الخطاب الفرنسي. إلى جانب ذلك، تشهد نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي على اتجاه الريح.

سبب إنجازات اليمين المتطرف الأساسي هم المهاجرون. نعم، مسلمون أساساً، كثيرون منهم يرفضون الفهم. في ألمانيا تظاهرات إسلامية تدعو لفرض قوانين الشريعة. في معظم دول الاتحاد، هذا هو العنف المتصاعد، وهذه هي التحرشات الجنسية، وهذه هي الجريمة، وكذا مظاهرات تأييد لحماس وتصفية إسرائيل أيضاً. في منهايم في ألمانيا، قبل أسبوعين، قتل مخرب إسلامي شرطياً وطعن أربعة نشطاء يمين. وحُوّل التحقيق إلى دائرة جرائم الإرهاب. ألمانيا هي الدولة القوية في أوروبا، هي التي تصدرت استقبال المهاجرين واستوعبت مليون لاجئ بالورود وبالسكن وبميزانيات طائلة. بعضهم أعاد للألمان الشر لقاء الخير.

وهناك يهود صوتوا أيضاً لأحزاب اليمين المتطرف. لكن ثمة حاجة إلى الحذر؛ يكاد يكون لكل هذه الأحزاب جذور لاسامية أو فاشية تحاول إخفاءها، أحياناً بنجاح. لا توجد أيديولوجيا واحدة. حيرتس فلدر، الذي وصل حزبه إلى المكان الأول في انتخابات هولندا، هو المتحدث الأبرز في تأييد إسرائيل في أوروبا. لكن أصواتاً لاسامية لا تزال تصدح في أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا وفرنسا. فاغشوش براون، لاسامي، وهو عضو البرلمان البولندي انتخب أمس للبرلمان الأوروبي. لا شك أنه سيرتبط بحسن من فرنسا. اللاساميون من القطبين يجدون لغة مشتركة دوماً.

خطاب الحقوق أدخل أوروبا إلى سبات. فالسلامة السياسية منعت بحثاً جدياً وموضوعياً في مسائل الهجرة والثقافة والاندماج. قبل عقدين بالضبط، كتب ديفيد غودهارد المثقف البريطاني الليبرالي، عن التناقض بين التنوع والتكافل. كلما استوعبنا أجانب أكثر، ادعى، سنفقد التكافل أكثر. أثار المقال عاصفة في حينه. فمحظور قول أمور كهذه. أما الواقع فوفر المزيد من علامات التحذير، ولم تجدِ. تحدثت النخب بلغة واحدة. أما الشارع فشعر بشكل مختلف. هذا هو سبب صعود اليمين إياه الذي يضع وقف الهجرة على سلم جدول الأعمال. عنصرية؟ رئيس حكومة بريطانيا، ابن لعائلة مهاجرين هنود، بادر بنفسه إلى تشريع ضد الهجرة. لا تناقض. حزب كبير من مصوتي اليمين في أوروبا لا يعارضون المهاجرين بصفتهم هذه. هم يعارضون المهاجرين الذين يرفضون الاندماج أو يصرخون في ساحات المدن الكبرى برغبتهم في فرض قوانين الشريعة. إذا كان الحال سيئاً في بلادكم، يسأل الأوروبيون، فلماذا تريدون جعل المكان الجديد مكاناً فررتم منه؟ لا يتلقون جواباً، لكنهم يتوجهون إلى صناديق الاقتراع.

هل يتعين على إسرائيل الترحيب بالنتائج؟ البرلمان الأوروبي محكوم في السنوات الأخيرة من كتلة أحزاب الوسط، وسيكون الآن أكثر يمينية بكثير. كيف يحدث أن يتواصل تمويل لأجسام فلسطينية تعنى بالتحريض وترفض حق إسرائيل في الوجود، مع برلمان كهذا؟ بالفعل، البرلمان ليس الجسم الأقوى. مفوضية الاتحاد، على مسافة دقائق عن البرلمان، تتخذ سياسة خاصة بها. هذه هي “الدولة العميقة” لأوروبا. كنت التقيت مع الموظفين الذين يوزعون الميزانيات. لهم معاذيرهم دوماً. ولا تغيير في القريب. في المدى الأبعد؟ ربما.

——————————————–

هآرتس 11/6/2024

ماذا وراء زيارة بايدن الأخيرة للسعودية إن لم تقتصر على حثها لإنتاج المزيد من النفط؟

بقلم: تسفي برئيل

“هذه حرب كانت ضرورية للمنطقة، لأنها أفشلت محاولة التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيطرته في المنطقة”، هذا ما قاله الزعيم الأعلى في إيران، علي خامنئي، عن الأهمية الاستراتيجية للحرب في غزة، حسب رأيه. وقد وجه إليه انتقاد شديد على هذه الأقوال من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أوضح بأنه مستاء لأن آخرين يديرون الحروب على حساب دماء الفلسطينيين. ولكن أقوال خامنئي لم تستهدف الأذن الفلسطينية بشكل عام، أو حماس بشكل خاص فقط، فبعض المتحدثين بلسان حماس أوضحوا قبل بضعة أشهر بأن أحد أهداف الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول كان إفشال خطة التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

مقاومة التطبيع بين دول عربية وغير عربية وبين إسرائيل لا تستند إلى أسس أيديولوجية فقط، بل هي جزء من النضال على الهيمنة الإقليمية، الموجه بالأساس ضد الولايات المتحدة. خطاب إيران غير جديد. وحتى إن خامنئي أمر الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادثة الطائرة الشهر الماضي، بإلغاء زيارة له إلى تركيا في تشرين الثاني الماضي احتجاجاً على عدم قطع أنقرة علاقاتها مع إسرائيل. ولكنه يعرف في الوقت نفسه، حدود قوة إيران السياسية. ورغم انتقاده الشديد للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل في 2020 لم يشترط خامنئي استئناف العلاقات بين طهران وأبو ظبي بإلغاء “اتفاقات إبراهيم”.

حتى إنه أمر بمواصلة النضال على تحسين العلاقات مع مصر، المنقطعة عقب التوقيع على اتفاق كامب ديفيد، وكانت فيها فترة دفء قصيرة بعد ثورة الربيع العربي، وتولي الإخوان المسلمين للحكم. ولكن سعي إيران لافشال اتفاق الدفاع المتبلور بين السعودية والولايات المتحدة أكثر من سعيها لإفشال التطبيع مع إسرائيل، يبدو أن نابع من رضاها عن أن إسرائيل أصبحت شريكة لها في هذه الجهود.

نشرت “وول ستريت جورنال” بأن صيغة الاتفاق وصلت إلى المرحلة الأخيرة. وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، الذي وصل أمس إلى إسرائيل، أكد قبل أسبوعين في لجنة الخارجية والأمن التابعة لمجلس الشيوخ في واشنطن، أن الاتفاق قريب من الاستكمال، “لكن ربما لن تكون إسرائيل جزءاً منه”. انزعجت إسرائيل من هذا التصريح، لكنها حصلت على حبة مهدئ بعد فترة قصيرة عندما أوضح جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة مع “فايننشال تايمز” بأن الولايات المتحدة “لن تدخل إلى اتفاق دفاع مع السعودية إلا إذا كانت إسرائيل جزءاً منه”.

خامنئي يمكنه الهدوء. فالسعودية تربط التطبيع بخطوات قابلة للتحقق ولا يمكن التراجع عنها، التي ستدل على استعداد إسرائيل لتبني حل الدولتين. حتى لو كانت الرياض مستعدة في المرحلة الأولى للاكتفاء بتصريح علني للإعلان عن النوايا، فمشكوك فيه إذا كان في التشكيلة السياسية الحالية في إسرائيل أن يتجرأ رئيس الحكومة، نتنياهو، على لفظ مفهوم “الدولتين”، خصوصاً بعد استقالة غانتس من الحكومة وزيادة وزن سموتريتش وبن غفير. اتفاق الدفاع بين الولايات المتحدة والسعودية، وهي الدولة العربية الوحيدة التي ستحصل على هذه المكانة، يقتضي مصادقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. لكن في الوقت الحالي، ما دامت إسرائيل غير شريكة في العملية فلا احتمالية لتحقيق ذلك.

ليس فقط الحماية من إيران

إن رفض إسرائيل التعامل مع خيار إقامة الدولة الفلسطينية بجدية، حتى في المستقبل البعيد، يضمر ضرراً كبيراً وخطيراً لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وسياستها العالمية، بالأساس حزام الدفاع الإقليمي عن إسرائيل. اتفاق الدفاع مع السعودية لا يستهدف فقط إمكانية إعادة وضع قوات أمريكية في المملكة التي انسحبت منها في 2003 وانتقلت إلى قاعدة العديد في قطر، ولا في أن يكون منظومة دفاع جوي إقليمية، لأنها منظومة موجودة بالفعل، وحتى إنها أظهرت نجاعة وضرورة ضد هجوم الصواريخ والمسيرات الإيرانية على إسرائيل في نيسان.

اتفاق الدفاع يعني تعهداً متبادلاً من قبل الدولتين أن تدافع إحداهما عن الأخرى في حالة أي هجوم. عملياً، هذا التزام أمريكي بتوفير مظلة دفاع إذا ما هوجمت السعودية. العدو الفوري والمتوقع هو إيران، لكن الحماية منها ليست الهدف الوحيد من الاتفاق. الهدف الاستراتيجي هو كبح تأثير الصين، العدوة العالمية للولايات المتحدة. فهي ليست الحليفة الاقتصادية الأهم بالنسبة لإيران، بل أيضاً لا تتوقف عن توسيع نفوذها في الشرق الأوسط وتسعى إلى الهيمنة الإقليمية.

زيارة الرئيس الصيني للرياض في كانون الأول 2022 تبدو حدثاً استعراضياً، فقد استقبل هناك بسرب طائرات وضيافة ملكية، أحدثت قشعريرة في ظهر من يجلس في البيت الأبيض. في الحقيقة، لم تكن هذه زيارته الأولى للسعودية، لكن المحادثات تناولت في هذه المرة حلفاً استراتيجياً بهدف بناء مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء باستثمار يبلغ عشرات مليارات الدولارات وبالتعاون العسكري. عرضت الرياض هذه الاتفاقات في إطار رؤية “السعودية 2030” التي بادر إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بعد ثلاثة أشهر، في آذار 2023، توسطت الصين بين السعودية وإيران، اللتين أعلنتا استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. اختراق الصين الواضح لهذه المنطقة، التي كانت طوال عشرات السنين مجال عمل شبه حصري للولايات المتحدة، ظهر وكأنه خطر واضح وفوري، يقتضي “إعادة النظر” في سياسة واشنطن تجاه الرياض وتذويب طبقة الجليد السميكة التي غطت العلاقات بين الرئيس الأمريكي بايدن وولي العهد محمد بن سلمان.

في الحقيقة، بدأ تغيير السياسة قبل نصف سنة من ذلك، عندما كلف بايدن نفسه، للمرة الأولى، عناء الذهاب إلى السعودية. التفسير الرسمي والعلني لهذه الزيارة كان بذل الجهود لإقناع المملكة بإنتاج المزيد من النفط في أعقاب أزمة الطاقة العالمية التي أحدثتها الحرب في أوكرانيا. تعرض بايدن لصفعة عندما رفضت السعودية طلبه. ولكن كان للزيارة هدف آخر. فقبل شهر من ذلك، نشرت “وول ستريت جورنال” بأنه في آذار من نفس السنة التقى قادة كبار من إسرائيل ومصر وقطر والسعودية والاردن والبحرين والإمارات والولايات المتحدة في شرم الشيخ، حيث ناقشوا طرق تعاون دفاعي أمام تهديد الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

من غير المستبعد أن لقاء الرئيس الأمريكي ومحمد بن سلمان، ناقش أيضاً خطة لتحويل هذا التعاون إلى خطة عمل مشتركة، حلف دفاع إقليمي أوسع من “حلف دفاع جوي في الشرق الأوسط”. لم يرفض بن سلمان هذه الفكرة، لكنه وضع أمام بايدن ثمناً آخر يجب عليه دفعه، وهو تعاون الولايات المتحدة في تطوير مشروع نووي في السعودية لأهداف مدنية. الرياض في الحقيقة كانت قد وقعت في 2016 على مذكرة تفاهم مع الصين فيما يتعلق ببناء المفاعل النووي لإنتاج الكهرباء، لكن تفضيلها الأوضح كان الحصول على التكنولوجيا والمساعدة الأمريكية. “خيار الصين” يبدو أنه استخدم كتهديد لدفع الولايات المتحدة نحو تسريع القرار الذي لم يتخذ لاحقاً. ولكن احتمالية إصدار قرار بالمصادقة على مساعدة أمريكية في تطوير مشروع نووي في السعودية ستكون أفضل بكثير إذا ما تم التوقيع على اتفاق دفاع بين الدولتين.

بما يشبه اتفاق الدفاع بين أمريكا والسعودية، فالمشروع النووي في السعودية الذي سيكون برقابة وتوجيه الولايات المتحدة، بدلاً من مشروع بالتعاون مع الصين، هو مصلحة حيوية لإسرائيل، ولكلتيهما مبرر حتى بدون التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ولكن يبدو أن هذه المصالح محبوسة الآن داخل مصفوفة عوالم علم الخيال. والاتفاقات والتحالفات التي خدمت نظرية الأمن الإسرائيلية واستراتيجية الولايات المتحدة، تصطدم برؤية مسيحانية يمليها وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل، الذين يهددون بقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السياسي.

لم يبق إلا رؤية متى ستقرر الولايات المتحدة بأن مصالحها الاستراتيجية، التي تخدم إسرائيل أيضاً، مثل حلف الدفاع الإقليمي، باتت مهمة أكثر من التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ومتى ستقوم بقطع العلاقة التي أوجدتها هي نفسها بين الرياض، ورام الله، وغزة، والقدس.

——————————————–

جنرال إسرائيلي: معسكر الوسط لا يمكنه تجاهل القضية الأكثر مصيرية لمستقبلنا.. الصراع مع الفلسطينيين

القدس العربي: دعا السكرتير العسكري لرئيس حكومة الاحتلال سابقاً الجنرال في الاحتياط آفي غيل، معسكر الوسط، أو المركز في إسرائيل، للكفّ عن تحاشي تبنّي موقفٍ وتصورٍ لتسوية القضية الفلسطينية، بدلاً من التزام الغموض والمراوغة.

ويتساءل غيل، في مقال تنشره صحيفة “هآرتس” العبرية، إن كان تيار الوسط السياسي يحمل بشائر إلى إسرائيل؟

عن ذلك يقول نظرياً: ما يصلح للمستنيرين في الدول المتنوّرة، يجب أن يصلح لنا أيضاً. ففي دولة مشتعلة بالصراعات القبلية والخلافات الجوهرية، يبدو طريق الوسط مغرياً، فهو يعني التقريب بين الأطراف، وخلق التوازن بينهم، والتجسير في ما بينهم، وبالتالي، هو يمثّل صبّاً لغراء العقلانية على الصدع الناشىء في النسيج الاجتماعي.

غيل: الوصول إلى أرضية مشتركة أفضل من التعصب الأيديولوجي والعناد الميسيائي. من دون تسوية، سيزداد الشقاق والاحتراب، ويرفع كل إنسان سلاحه على أخيه، وتحلّ الفوضى

كما يقول إنه لدى الوسط الإسرائيلي ما يستند إليه؛ فـ “الطريق الوسط” هي فكرة ترافق الفكر الإنساني منذ مئات السنين، ويمكن العثور على مظاهرها في العديد من الثقافات. لافتاً إلى مقولة أرسطو القائلة إن الفضيلة تقع دائماً بين قطبين مؤيدَين بارزَين، منهما الرامبام موسى بن ميمون، وحكماء البوذية، وتيار الوسط في الإسلام. ويرى غيل أن إجراء تعديل طفيف على المقولة المأثورة المنسوبة إلى برنارد شو يجعلها تنطبق على حالتنا: “إذا لم تكن شيوعياً في العشرينيات، فأنت بلا قلب، لكن إذا لم تكن شخصاً وسطياً في الثلاثينيات من عمرك، فأنت بلا عقل”. في الواقع، هل هناك ما هو أكثر نضجاً من السلوك البراغماتي الذي يسعى لحلّ الخلافات من خلال التسوية؟

ويمضي في استنتاجاته: “إن مَن ينضج، ويودّع عاصفة شبابه الأيديولوجية، يتعلم أن يتصالح مع الطبيعة البشرية. إنه يدرك أن التوترات والتعقيدات والتناقضات متجذّرة فينا. لذلك، فإن التسوية هي روح التنظيم البشري. والوصول إلى أرضية مشتركة أفضل من التعصب الأيديولوجي والعناد الميسيائي. ومن دون تسوية، سيزداد الشقاق والاحتراب، ويرفع كل إنسان سلاحه على أخيه، وتحلّ الفوضى محل النظام الاجتماعي”.

الخيط الرفيع

ويزعم أن الوسط السياسي في إسرائيل يسعى جاهداً  للعثور على الخيط الرفيع الفاصل بين المواقف المتضاربة والمصالح المتنافسة: بين المحافظة والليبرالية، بين المسؤولية الاجتماعية وحقوق الفرد، بين العالمية والقومية، بين دولة الشريعة والفصل بين الدين والدولة، بين الاقتصاد الحر والاهتمام بالفئات المستضعفة.

ويقول إن الروح المستنيرة التي تشع من الوسطية تغري كثيرين في إسرائيل، ومن بين هؤلاء، مَن دفعت بهم الحرب الراهنة نحو القطب الأيمن من الطيف الأيديولوجي، وما زالوا يبحثون عن ملجأ سياسي في الوسط، الذي يُنظر إليه على أنه أكثر عقلانية ومسؤولية من القطبين.

ويتابع: “لكن واقعنا الفريد يعقّد حياة الوسط؛ إنه يفتقر إلى إجابة عن التحدي الأكبر الذي يعترض إسرائيل: الصراع مع الفلسطينيين. لقد نجحت السياسة، على مدار سنوات، في تهميش القضية الفلسطينية، لكن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أعادها إلى صدارة جدول الأعمال. ما هي إجابة الوسط عن السؤال الذي يترك بصماته على كل مجال من مجالات حياتنا؟ إن الجهد المبذول لاستخلاص إجابة واضحة محكوم عليه بالفشل”.

حل الدولتين

ويرى غيل أنه في القضايا الحاسمة المتعلقة بحلّ الدولتين وبقاء الفلسطينيين تحت الاحتلال، ينصبّ تركيز التيار الوسطي على احتساب موقفه، بحيث يكون في النقطة الوسطى من الطيف الذي يمثل الكيانات الأيديولوجية، لكن في القضية الفلسطينية، لا يوجد لدى الوسط فكر أيديولوجي خاص به، فمواقفه تتولد من المسافة النسبية التي تفصلها عن أيديولوجيات الآخرين.

ويمضي في نقد الوسط الإسرائيلي: “هكذا، فإن التحولات الفكرية للتيار الوسطي في القضية الفلسطينية مستمدة من ازدياد قوة التيارين اليميني أو اليساري، أو تفاقُم ضعف أحدهما على حساب الآخر. وعلى الرغم من أن القطبَين الأيديولوجيَّين هما اللذان يسبغان على التيار الوسطي جوهره، بصفته وسطياً، إلا إن أتباعه يميلون دائماً إلى إطلاق ألقاب مسيئة على أتباع القطبين: ميسيانيون، موهومون، متطرفون. السؤال هنا: ألا يوجد بعض الأوهام أيضاً لدى الوسطيين؟ أليس من الجنون أن نفترض أن الموقف الصحيح في الشأن الفلسطيني يجب أن يكون في منتصف الطريق بين اليمين واليسار؟

غيل: لقد نجحت السياسة في تهميش القضية الفلسطينية، لكن السابع من أكتوبر أعادها إلى صدارة جدول الأعمال

بعد هذه التساؤلات، يرى غيل أيضاً أنه يجب على الوسط الإسرائيلي أن يوضح إجاباته عن الأسئلة الرئيسية المرتبطة بوجودنا: كيف يمكن ضمان الإبقاء على الطابع اليهودي والديمقراطي لإسرائيل من دون تقسيم الأرض؟ هل من الممكن استمرار واقع الاحتلال إلى الأبد؟ إن التخبط تحت شعارات وسطية فاشلة لإدارة الصراع وتقليصه لا يقلل من العداء الفلسطيني، بل يقوي أولئك الذين ينكرون وجود إسرائيل، ويُضعف أولئك الذين هم على استعداد لتقديم تنازلات. ويقول أيضاً إن المماطلة والتردد في اتخاذ موقف لا يمهّدان الطريق إلى تسوية مستقبلية، بل يشتريان وقتاً لترسيخ الاحتلال، وتعميق الاستيطان، وجعل تقسيم الأرض مستحيلاً، وبالتالي يؤديان إلى تدمير إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

ويضيف: “نُقل عن شيمعون بيرِيز طرفة، ففي إحدى زياراته لفرنسا، تم حجز موعد له مع زعيم حزب وسطي جديد. اهتم بيريز بمبادئ الحزب الأيديولوجية. فوجّه سؤالاً إلى محدثه، الذي فوجئ بالسؤال، فتلعثم الرجل، ثم قال: “يتمثل فكرنا في تمثيل التغييرات الجارية على الواقع”. عندما يتخلى التيار الوسطي عن هذا الأسلوب المراوغ في الإجابة التي نطقها الفرنسي، ويكشف خياراته الأيديولوجية بوضوح: هل هو مع تقسيم البلد، أم الحفاظ على وحدة ترابه، فإنه يفقد هويته الوسطية، ويتم امتصاصه في أحد القطبين المتنافرَين”.

ويخلص غيل للقول: “بناءً على ما تقدّم، ولكي يكون المرء وسطياً في إسرائيل، عليه أن يتبنّى الغموض الأيديولوجي في أهم المواضيع المتعلقة بمستقبل إسرائيل: النزاع مع الفلسطينيين. وبعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر، أصبح الثمن الوطني لهذا الغموض أثقل من أن يُحتمل، ولذا، من الواجب على تيار الوسط أن يوضح بصورة دقيقة وحادة تصوره في ما يتعلق بحلّ النزاع، حتى لو أدى ذلك إلى فقدان تصنيفه كتيار وسطي”.

——————————————–

سموتريتش يوعز بخصم 35 مليون دولار من المقاصة الفلسطينية

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط

أوعز وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بخصم 35 مليون دولار أمريكي من أموال الضرائب الفلسطينية “المقاصة”، وتحويلها إلى عائلات إسرائيلية تزعم أن أفرادا منها قتلوا بهجمات نفذها فلسطينيون، بحسب إعلام عبري.

وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” الثلاثاء، إن سموتريش أمر الاثنين مصلحة الضرائب بـ”خصم مبلغ 130 مليون شيكل (نحو 35 مليون دولار) من أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، وتحويلها إلى 28 عائلة إسرائيلية، تقول إن أفرادا منها قتلوا بهجمات فلسطينية”.

وأضافت: “من خلال هذا القرار، يتيح سموتريش تطبيقا بأثر رجعي لعشرات الأحكام القانونية التي ظلت ميتة (غير مفعلة) لسنوات عديدة، بعضها منذ 20 عاما”.

وأشارت إلى أنه بعض المبالغ “يصل إلى ملايين وستحول لكل أسرة، خلال الأيام المقبلة”.

واعتبرت الصحيفة أن قرار سموتريتش مدفوعا بـ “رفض السلطة الفلسطينية دفع تعويضات للعائلات (التي تزعم مقتل أفرادا منها) رغم أن المحاكم في إسرائيل أمرتها بذلك”.

ونقلت عن وزارة المالية الإسرائيلية قولها إن قرار سموتريتش يفتح “طريقا أخضر” لمصادرة أموال السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يؤدي إلى موجة من الدعاوى القضائية الجديدة ضدها.

ويعد هذا القرار هو الأحدث في سلسلة قرارات اتخذها سموتريتش في الأشهر الماضية والتي أدخلت السلطة الفلسطينية في أزمة مالية خانقة.

ولم تعلق السلطة الفلسطينية فورا على القرار لكنها عادة ما تصف الإجراءات الإسرائيلية بأنها “قرصنة”.

وفي 23 مايو/أيار الماضي حذر البنك الدولي من أن “وضع المالية العامة للسلطة الفلسطينية تدهور بشدة في الأشهر الثلاثة الماضية، مما يزيد بشكل كبير من مخاطر انهيار المالية العامة”.

وأموال المقاصة، هي الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون على السلع المستوردة من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية الإسرائيلية، بمتوسط شهري 220 مليون دولار.

وتستخدم الحكومة الفلسطينية أموال المقاصة بشكل أساسي، لصرف رواتب الموظفين العموميين، وتشكل نسبتها 65 بالمئة من إجمالي الإيرادات المالية للسلطة الفلسطينية.

لكن اعتبارا من 2019، قررت إسرائيل اقتطاع مبلغ 600 مليون شيكل (165 مليون دولار) سنويا من أموال المقاصة، مقابل ما تقدمه السلطة الفلسطينية من مخصصات شهرية للأسرى والمحررين.

وزاد الرقم السنوي لهذا الاقتطاع المتعلق بمخصصات الأسرى والمحررين ليصل إلى متوسط 700 مليون شيكل سنويا (195 مليون دولار).

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم تتمكن السلطة الفلسطينية من دفع رواتب موظفي القطاع العام بنسب كاملة وإنما بنسب تتراوح ما بين 50-90 بالمئة من الرواتب الشهرية.

وسبق وحذر أيضا جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” من “انهيار” السلطة الفلسطينية إذا ما استمرت الأزمة المالية.

لكن سموتريتش أكد مرارا تصميمه على احتجاز وخصم الأموال الفلسطينية، كأحد تداعيات الحرب الدائرة ضد قطاع غزة.

——————————————–

هآرتس 11/6/2024

للإسرائيليين: لا تتركوا اليمين المتطرف يضحي بالمخطوفين لتحقيق تطلعاته المسيحانية

بقلم: أسرة التحرير

“أين كان الجيش الإسرائيلي؟” من الصعب إحصاء عدد المرات التي طرح فيها هذا السؤال منذ 7 أكتوبر. هذا السؤال لا يزال مفتوحاً، لكن بفضل عملية إنقاذ أربعة مخطوفين من أيدي حماس، التي نجحت فيها قوات الأمن في إعادة نوعا ارغماني، وشلومي زيف، والموغ مئير – جان، واندريه كوزلوف، ترمم إحساس الثقة العامة بعض الشيء بقدرة الجيش على حماية مواطني الدولة بعد تحطيمها إلى شظايا.

غير أن سبيل تحرير الـ 120 مخطوفاً الذين لا يزالون لدى حماس، ونصفهم على قيد الحياة، لن يكون إلا من خلال صفقة. كما أن هذا هو موقف الجيش وموقف كبار مسؤولي أذرع الأمن. ينبغي عدم التنبه للمخاطر الأمنية فحسب، بل أيضاً عدد القتلى الفلسطينيين المدنيين بمن فيهم الأطفال الذين جبتهم هذه العملية.

لقد أثبتت أشهر الحرب الثمانية أن الضغط العسكري سيقود لتحرير المخطوفين هو كذب مطلق. لن نسمح لمؤيدي استمرار الحرب استغلال نجاح العملية لمواصلة وضع استمرار الحرب على رأس سلم الأولويات الوطني، قبل إعادة المخطوفين. ومحظور السماح لهم بزرع وهم بإمكانية إعادة باقي المخطوفين من خلال عمليات إنقاذ إضافية، مثلما سارع وزير الأمن القومي بن غفير عمله حين غرد بأن “الضغط العسكري الكبير والمتواصل وحده سيمكننا من إعادة باقي المخطوفين إلى ديارهم”. بتغريدته هذه، ينثر بن غفير الرمال في عيون الجمهور. هكذا يتحدث من هو مستعد للتضحية بالمخطوفين على مذبح خطته بإعادة استيطان غزة وترحيل الفلسطينيين.

اليمين المتطرف لا يهمه المخطوفون وعائلاتهم. وفي الزمن الأخير، لم يعد ممثلوهم قادرين حتى على تمويل هذا. وقد اصطدم وزير المالية سموتريتش أمس مع عائلات مخطوفين في مداولات لجنة المالية، وقال إنه لن يؤيد الصفقة التي يجري العمل عليها الآن مع حماس. “ما يطلبه السنوار الآن هو تحرير مئات القتلة كي يحرر مخطوفين. هذا الأمر قد يؤدي إلى قتل الكثير من اليهود”، وأضاف: “سنقلب كل حجر لإعادة المخطوفين كلهم، ولكننا لن ننتحر جماعياً”. في نقاش آخر، اصطدم النائب إسحق فيندروس من “يهدوت هتوراه” مع استر بوخشتاف، أم المخطوف ياغف بوخشتاف. بعد أن طلبت الأم حق الحديث في اللجنة التي يترأسها فيندروف: “تريدون ممارسة السياسة؟” ولاحقاً قال لها، “هنا ليست قناة 2”.

محظور السماح لأناس اليمين المتطرف التضحية بالمخطوفين المتبقين على مذبح تطلعاتهم المسيحانية. بعد العملية الناجحة، على إسرائيل التعاون مع الولايات المتحدة للمضي بصفقة مخطوفين بكل جدية.

——————————————–

هآرتس 11/6/2024

تفسير محتمل للاحتجاج في الجامعات

بقلم: ايتسيك الفاسي

في هذه الأيام صدرت باللغة العبرية نسخة جديدة من الكتاب الكلاسيكي للمحلل النفسي اليهودي – الألماني اريك بروم، “الهرب من الحرية”. في الكتاب الذي نشر للمرة الأولى في 1941 حلل بروم الدافع النفسي لصعود الأنظمة الفاشية في أوروبا في النصف الأول للقرن العشرين. ادعاءه الرئيسي هو أن سبب صعود الفاشية في تلك الفترة يكمن فيما يسمى “أزمة الحرية في العصر الحديث”. فروم شرح بأن الإنسان نجح في تحقيق شيء حارب من أجله خلال سنوات، التحرر من قيود الديكتاتوريات الممأسسة، على رأسها الدين والسلطة الملكية. ولكن، كما يحدث في مرات كثيرة أيضا على المستوى الشخصي، بالتحديد عندما يحقق الإنسان ما يتوق إليه دائما يكتشف أن مشاكله فقط بدأت. سبب ذلك، حسب بروم، هو أن التحرر من قيود الديكتاتوريات التقليدية جلب معه في الواقع الحرية، وأيضا درجة كبيرة من الاغتراب والعزلة.

صحيح أن السلطات الممأسسة التقليدية قيدت الحرية الشخصية والقدرة على التعبير عن الإمكانيات الكامنة وعن التفرد، لكن في المقابل هي أرضت احتياجات نفسية حيوية مثل الشعور بالانتماء والهوية والمعنى. بعد تفكك هذه الأطر بقي الإنسان معزولا ومشوشا أمام واقع الحياة الذي هو في أساسه مليء بعدم المصالحة والعشوائية والصدفية. لذلك فإنه بحث كي يعيد هدية الحرية التي أعطيت له بآلام كبيرة من قبل الأجيال التي سبقته.

الأنظمة الفاشية، والزعماء الديكتاتوريون على رأسها، عرضت على مواطنيها آلية للهرب من الحرية، كما حدد ذلك بروم. الأيديولوجيا وطريقة النظام الفاشي عرفت لهم العالم بمفاهيم بسيطة، الخير والشر، الأسود والأبيض، المخلصين والخونة، وساعدتهم في العثور مرة أخرى على المنطق والتصالح في واقع الحياة الفوضوي.

بعد مرور 83 سنة على نشر هذا الكتاب للمرة الأولى فإن المشكلة التي أشار إليها بروم في كتابه “الهرب من الحرية”، ما تزال مهمة أكثر من أي وقت مضى. في البحث الذي أجريته مؤخرا في أوساط الطلاب في الولايات المتحدة قمت بفحص العلاقة بين الرؤية التقدمية والموقف من النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وهجوم 7 تشرين الأول والدور الذي تلعبه المتغيرات النفسية في هذا السياق. وقد شارك في هذا البحث 1038 طالبا، الذين يعتبرون أنفسهم كأصحاب مواقف سياسية ليبرالية، ويتعلمون في مؤسسات أكاديمية مختلفة في الولايات المتحدة.

أحد المتغيرات التي قمت بفحصها في البحث هو “سيلف ماستري”، الذي يتناول الدرجة التي يعتبر فيها الناس أحداث حياتهم باعتبارها خاضعة لسيطرتهم (ولا يشعرون بالعجز أو الخضوع لرحمة قوى خارجية). هذه الصفة النفسية تعتبر عاملا مهما في مواجهة ناجعة مع تحديات الحياة. الأشخاص الذين لديهم شعور بالسيطرة المتدنية على الأغلب ينظرون إلى حياتهم وكأنه تم التحكم بها من القدر أو من ظروف خارجية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعجز، الذي يزيد التعرض للضغط ويقلل نجاعة إستراتيجية المواجهة النفسية.

متغير الشعور بالسيطرة على الحياة قمت بقياسه بواسطة استبيان تم تطويره من قبل علماء النفس ليونارد بيرلن وكارمي شومر من المعهد الوطني للصحة النفسية في الولايات المتحدة. المستطلعون طلب منهم تصنيف درجة موافقتهم على عبارات مثل “لا توجد لدي أي سيطرة على ما يحدث معي”، “لا يمكنني فعل الكثير من أجل تغيير أشياء كثيرة تهمني في الحياة”.

البحث وجد أن الطلاب الذين يشعرون بمستوى منخفض من السيطرة على حياتهم يميلون أكثر إلى رؤى تقدمية، ورؤية هجوم حماس في 7 أكتوبر كعمل مشروع للمقاومة.

عندما يتعلم الشباب في الولايات المتحدة منذ سن صغيرة بأن الثقافة والقيم التي تربوا عليها هي قمعية وضارة وتتسبب بالضعف، وأن الآباء والأجداد هم كولونياليون وسارقون للأراضي، وأنهم هم أنفسهم “بيض لديهم امتيازات”، الذين يجب عليهم الاعتذار عن مجرد وجودهم، فإن الطريق ممهدة إلى أزمة هوية خطيرة. وكما يحدث في سن البلوغ فإن الشباب في أزمة هوية هم الذين يسهل جدا تجنيدهم لتأييد أفكار وحركات متطرفة، لأن الأمور التي يحتاجونها بشكل كبير هي نوع من الأفكار البسيطة التي ترتب وتنظم لهم الواقع الداخلي المشوش الذي يعيشون فيه، وتجعلهم يشعرون بأنهم جزء من شيء. هذا عرفت حركة “ووك” كيفية توفيره لهم بشكل ممتاز، وهذا هو سر قوتها.

——————————————–

 هآرتس 11/6/2024

نتنياهو فشل في حمايتنا

بقلم: حجاي إلعاد

“أنا كنت أريد تذكري كحامي إسرائيل. هذا يكفيني. درع إسرائيل”، هذا ما قاله رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في أحد أقواله الذي أصبح أيقونة. هذا قيل بلغة نتنياهو، أي اللغة الإنجليزية، في الخارج، في المنتدى الاقتصادي في دافوس، كنوع من الدمج بين الوقاحة والتواضع المصطنع. منذ قول هذه الأقوال في كانون الثاني 2016 مرت ثمان سنوات. ومنذ المذبحة في 7 تشرين الأول برز جنون العظمة المدحوض لهذه الأقوال.

من بين كل تصريحات نتنياهو لماذا نقشت في الوعي بالذات هذه الأقوال، حتى قبل الحرب الحالية في غزة؟. صحيح أنه من المبرر الاستخفاف بنتنياهو الذي فشل خلال سنوات في بناء الحماية لإسرائيل أمام الأعداء. ولكنه في مجال حاسم واحد هو لم يفشل. فنتنياهو، الذي يقوم بحمايتنا، قام بحماية الإسرائيليين، بمهارة كبيرة، من الواقع. الوهم الذي نجح في بيعه لمعظم اليهود الذين يعيشون هنا كان سحر تهدئة كاذبا، لكن يجب الاعتراف بأن الطلب الكبير لهذه البضاعة لم يكن نتيجة مهارة تسويق البائع، حيث إنه بالنسبة للمشتري كان وما يزال يوجد اهتمام كبير.

“البضاعة” هي مجموعة من الأكاذيب السهلة التي مكنتنا من عدم النظر مباشرة إلى واقع غير مريح. هذا الواقع، الذي حتى بعد 100 سنة على الصهيونية و”نكبة1″ واحتلال والآن “نكبة 2” في غزة، فإنه ما يزال نصف الأشخاص الذين يعيشون بين البحر والنهر هم من الفلسطينيين. الواقع هو أن أسلوب الابرتهايد الذي قامت إسرائيل بتطويره للحفاظ على فجوة كبيرة وثابتة بين المساواة الديمغرافية وبين عدم المساواة السياسية والاقتصادية الذي ينظم كل مجالات الحياة هنا، هو في أساسه طريقة عنيفة، غير ثابتة وخطيرة.

الأقوال أعلاه ليست مجرد رأي، بل هذا هو الواقع وهذه هي الحقائق. خلافا لذلك في عالم الأوهام، التي قمنا بشرائها بلهفة من حامينا. الفلسطينيون الذين لم يستوعبوا الهزيمة ستتم معالجتهم بالقوة، والعالم لن يهتم بذلك. والفجوة الكبيرة بين المساواة الديمغرافية وبين عدم المساواة في أي مجال آخر فإن الضمير الوجودي الذي يحدد من الولادة (أو الهجرة إلى البلاد) إذا كان الشخص سيكون من المتفوقين أو من الرعايا، فقط على أساس الهوية والعرق والقومية، كل ذلك سيستمر ويزدهر وكأنه أمر طبيعي، وبشكل معين يمكن طمسه أو تفسيره.

هناك سبب في أنه كان الكثير ممن اشتروا هذا الوهم الذي تم تسويقه بمهارة من الحامي. ثمن مواجهة الواقع مرتفع جدا. ضعوا جانبا للحظة السؤال المعروف الذي يتعلق بعدد الدول التي يجب أن تكون هنا، حيث إن هذا السؤال أصبح مع مرور السنين أحد طبقات طمس الواقع. السؤال الجوهري هو هل سنعيش هنا في دولة أو دولتين، في كونفيدرالية أو في ديمقراطية متفق عليها؛ في واقع نعتبر فيه الفلسطينيين من بني البشر وهم يعتبروننا من بني البشر، متساوين ولهم وعي وتاريخ وهوية وطلبات سياسية منطقية، التي يجب مواجهتها بنظرة متساوية. اغمضوا العيون وانظروا إلى الوراء، إلى تاريخنا هنا، متى كانت المرة الأخيرة التي نظر فيها أحدنا للآخر بنظرة متساوية، وليس من أعلى نظام التفوق الذي قمنا بتطويره.

أنا أتذكر الخطاب الأخير لرئيس الحكومة إسحق رابين في الكنيست في تشرين الأول 1995، قبل شهر من اغتياله، في النقاشات حول المصادقة على اتفاق أوسلو 2. رابين بدأ أقواله بالكلمات المشحونة “نحن لم نرجع إلى أرض فارغة”. اختيار هذه الكلمات بالتأكيد ليس صدفيا. فهي تنفي بشكل مباشر شعار الصهيونية، “أرض بدون شعب لشعب بدون أرض”، وهي صيغة مبكرة لكذب مهدئ من مدرسة الحامي. ولكن رابين اختار للحظة عدم الكذب وحاول أن يواجهنا مع الواقع. فقد قال “الفلسطينيون كانوا هنا”، حيث إنه بالتحديد كان يوجد شعب هنا في هذه الأرض.

رابين قال في حينه أمور أخرى التي هي جزء من استمرار نظام التفوق اليهودي مثل “كيان فلسطيني”، الذي سيكون “أقل من دولة”، القدس عاصمة إسرائيل فقط، حدود إسرائيل في غور الأردن وما شابه. في الحقيقة هذا لم يكن يختلف كثيرا عن خطة ترامب أو مقاربة نتنياهو “لإدارة” النزاع. مع ذلك، وهذا هو جوهر الأمر، يوجد في هذه الأقوال كلمة المفتاح عن الأرض غير الفارغة.

هذه الكلمات رأى فيها رابين الفلسطينيين. اعتبرهم ليس كمواضيع للطرد، كما أمر أن يتم فعله بآلاف الفلسطينيين في اللد في 1948، بل كبشر، مجتمع، شعب يجب أن نتقاسم معه الوطن. هذا كان يمكن أن يكون، ربما، بداية لطريق مختلفة. بالضبط بسبب ذلك من أجل منع حتى إمكانية تحقق ذلك تم قتل رابين. ليس لأن أوسلو 2 وعد الفلسطينيين بالكانتونات في مناطق أ، بل لأنه قال الخمس كلمات التي تضع الإمكانية لمستقبل سنعيش فيه جميعنا متحررين من قيود وعي التفوق.

——————————————–

يديعوت أحرونوت 11/6/2024

رياح تغيير في أوروبا

بقلم: بن – درور يميني

لا يوجد ما يدعو إلى الاحتفال. حزبا اليمين المتطرف حظيا بإنجاز غير مسبوق – مكان أول في فرنسا، مكان ثانٍ في ألمانيا. لكن كتلة أحزاب الوسط احتفظت بأغلبيتها في البرلمان، وحزب اليسار اللاسامي في فرنسا حظي بإنجاز لا بأس به مع 10 في المائة، ومع ريما حسن، شابة ولدت في مخيم لاجئين فلسطيني في سورية. حسن هي العدو البارز لليهود ودولة اليهود في الخطاب الفرنسي. إلى جانب ذلك، نتائج الانتخابات للبرلمان الأوروبي تشهد على اتجاه الريح.

السبب الأساس لإنجازات اليمين المتطرف هو المهاجرون. نعم، مسلمون أساسا، كثيرون منهم يرفضون أن يستوعبوا. في ألمانيا توجد تظاهرات إسلامية تدعو إلى فرض قوانين الشريعة. في معظم دول الاتحاد هذا هو العنف الذي يوجد في خط ارتفاع، هذه هي التحرشات الجنسية، هذه هي الجريمة وكذا، مظاهرات التأييد لحماس وتصفية إسرائيل أيضا. في منهايم في ألمانيا، قبل أسبوعين فقط، قتل مخرب إسلامي شرطيا وطعن أربعة نشطاء يمين. حول التحقيق إلى دائرة جرائم الإرهاب. ألمانيا هي الدولة القوية في أوروبا. هي التي تصدرت استقال المهاجرين واستوعبت مليون لاجيء في 2025، بالورود، بالسكن وبميزانيات طائلة. بعضهم أعاد للالمان الشر لقاء الخير.

يهود أيضا صوتوا لأحزاب اليمين المتطرف. لكن ثمة حاجة إلى الحذر. يكاد يكون لكل هذه الأحزاب جذور لا سامية او فاشية تحاول أخفاءها. أحيانا بنجاح. لا توجد أيديولوجيا واحدة. حيرتس فلدر، الذي وصل حزبه إلى المكان الأول في الانتخابات في هولندا هو المتحدث الأبرز في تأييد إسرائيل في أوروبا. لكن في أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا وفرنسا ما تزال أصوات لاسامية. فاغشوش براون، لاسامية، عضو البرلمان البولندي انتخب أمس للبرلمان الأوروبي. لا شك أنه سيرتبط بحسن من فرنسا. اللاساميون، من القطبين، يجدون دوما لغة مشتركة.

خطاب الحقوق أدخل أوروبا إلى سبات. فالسلامة السياسية منعت بحثا جديا وموضوعيا في مسائل الهجرة، الثقافة والاندماج. قبل عقدين بالضبط كتب ديفيد غودهارد المثقف البريطاني الليبرالي عن التناقض بين التنوع وبين التكافل. كلما استوعبنا أجانبا أكثر، ادعى، سنفقد التكافل أكثر. أثار المقال في حينه عاصفة. فمحظور قول أمور كهذه. أما الواقع فوفر المزيد من علامات التحذير، وهي لم تجد. تحدثت النخب بلغة واحدة. أما الشارع فشعر بشكل مختلف. هذا هو السبب لصعود اليمين إياه الذي يضع وقف الهجرة في سلم جدول الأعمال. عنصرية؟ رئيس حكومة بريطانيا، ابن لعائلة مهاجرين هنود، بادر بنفسه إلى تشريع ضد الهجرة. لا يوجد هنا تناقض. حزب كبير من مصوتي اليمين في أوروبا لا يعارضون المهاجرين بصفتهم هذه. هم يعارضون المهاجرين الذين يرفضون الاندماج أو يصرخون في ساحات المدن الكبرى برغبتهم في فرض قوانين الشريعة. إذا كان الحال سيئا لكم هكذا هناك، يسأل الأوروبيون، فلماذا تريدون أن تجعلوا المكان الجديد هو المكان الذي فررتم منه؟ جوابا لا يتلقون، لكنهم يتوجهون إلى صناديق الاقتراع.

هل يتعين على إسرائيل أن ترحب بالنتائج؟ البرلمان الأوروبي محكوم في السنوات الأخيرة من كتلة أحزاب الوسط، وهو الآن سيكون أكثر يمينية بكثير. كيف يحدث أنه مع برلمان كهذا يتواصل التمويل لأجسام فلسطينية تعنى بالتحريض وترفض حق إسرائيل في الوجود؟ وبالفعل، البرلمان ليس هو الجسم الأقوى. مفوضية الاتحاد، على مسافة دقائق عن البرلمان، تتخذ سياسة خاصة بها. هذه هي “الدولة العميقة” لأوروبا. التقيت في الماضي مع الموظفين الذين يوزعون الميزانيات. دوما توجد لهم معاذير. هكذا بحيث إن بالتأكيد لن يكون قريبا تغيير. في المدى الأبعد؟ بالتأكيد يحتمل.

——————————————–

إعلام عبري يكشف عن “مأزق كبير” يعيشه جيش الاحتلال

قالت القناة “12” العبرية إن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أبلغ القيادة السياسية بحاجة الجيش إلى 15 كتيبة جديدة، بحجم فرقة عسكرية تضم 4500 جندي حتى يتمكن من القيام بمهامه على عدة جبهات.

وحذر هاليفي في رسالة للقيادة السياسية مما سماه النقص الحاد في القوى البشرية داخل الجيش الإسرائيلي لتحقيق الأهداف المطلوبة.

وحسب القناة، فإن هاليفي أوضح أن النقص ليس فقط نتيجة الحرب، بل أيضا بسبب الحاجة إلى زيادة حجم القوات من أجل المهام الإضافية للجيش.

كما كشف هاليفي أن العمل يجري حاليا على حل مؤقت من خلال إنشاء 5 كتائب تتألف من جنود سبق أن تم إعفاؤهم.

وأشار هاليفي إلى أن أزمة القوى البشرية في الجيش مكلفة للغاية وأن المبلغ الذي تم إنفاقه من خزينة الدولة منذ بداية الحرب لتجنيد قوات الاحتياط جاوز 40 مليار شيكل (الدولار يساوي 3.75 شيكل).

وأوضحت القناة العبرية أن تحذيرات هاليفي جاءت على خلفية أزمة التصويت على قانون يعفي اليهود الحريديم (اليهود المتدينين) من الخدمة العسكرية.

البحث عن متطوعين

وقبل أيام، ذكرت تقارير عبرية أن قوات الاحتياط تعاني من نقص حاد في الجنود، حيث أفادت القناة الـ12 العبرية بأن وحدات احتياط بالجيش بدأت البحث عن متطوعين للقتال بغزة عبر إعلانات على تطبيق “واتس آب”.

وأضافت القناة أن إعلانات البحث عن متطوعين للجيش تأتي في ظل نقص حاد بالجنود في وحدات الاحتياط، مع دخول الحرب شهرها التاسع.

وأكدت أن جنودا في وحدات الاحتياط بغزة والشمال عبروا عن صعوبة الحفاظ على قوتهم طيلة هذا الوقت.

ونقلت القناة عن جندي احتياط قوله إن “هناك حالة استنزاف كبيرة في صفوف الجنود، وضغوطا كبيرة من العائلات وأماكن العمل”.

وقال ضابط بالاحتياط إنه مع بداية الحرب وصلت نسبة الحضور 120%، في حين تكاد تصل حاليا إلى 70% فقط.

وفي وقت سابق، كشف تحقيق أجرته صحيفة “كالكاليست” العبرية عن “تذمر حاد” يسود في أوساط جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي جراء طول مدة الخدمة، وذلك بعد مضي نحو 9 أشهر على بدء حرب غزة.

والتقت الصحيفة ضمن تحقيقها العديد من جنود الاحتياط المشاركين في الحرب على غزة، والذين اشتكوا من طول فترة الخدمة، والعمل لساعات طويلة خلال اليوم، والتمييز بين الجنود في تحمل الأعباء.

وحذر هؤلاء الجنود من أن هذا الأمر يمثل استنزافا لهم، لافتين إلى أنه تسبب كذلك بمشكلات نفسية وزوجية وأخرى طالت حياتهم العملية.

وقدر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة “تل أبيب” أنه تم في بداية الحرب تجنيد 300 ألف من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى، وشنت هجوما على مستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الإسرائيليين وأسرت آخرين، ردا على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

ومنذ ذلك الحين، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا على غزة خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

——————————————–

معاريف 11/6/2024

لا علاقة بين عملية الإنقاذ وبين إدارة الحرب

بقلم: ران أدليست

إحساس تنفس الصعداء الوطني والارتياح في الاستديوهات بعد عملية الإنقاذ كان حقيقيا. فعودة كل مخطوف هي كأن أخاك هو أيضا عاد وكأن قصة الـ “معا” الإسرائيلية عادت هي الأخرى. في واقع حرب يأجوج ومأجوج يتحطم الـ “معا” اللحظي امام النتائج الحقيقية، وعملية الإنقاذ كانت هدنة تنفس في فيلم رعب (ربما ضرورية في ضوء وضع الأمة). منذ الأزل كانت العمليات الخاصة والموضوعية تشكل نوعا من حقنة تفاؤل لتخفيف الآلام والمخاوف في الحروب والتي منذ الأيام الستة نحن نخسر معظمها. هل هذا يعني انه كان ينبغي التخلي عن العملية؟ ان نرى أحدا ما يخرب فرحة العائلات التي عاد اعزاؤها من اللظى هل العملية فشلت بسبب موت ارنون زمورا وأكثر من 100 غير مشاركين؟ لا . من ناحية الجمهور فان الثمن الدموى العملية الحالية، عندنا وعندهم، محتمل. والترف في التشكيك بضرورة العملية ليس الا لمن يقترح بديلا، كذاك الذي عرض هنا منذ بداية المناورة البرية الكل مقابل الكل. الآن.

الفرضية الأساس، في حينه مثلما هي اليوم، هي أنه لا يمكن إعادة المخطوفين فى صفقة وخوض عملية

برية في نفس الوقت وان العنصر الأهم في الطريق الى الإصلاح والشفاء هو وقف القتال. الان السبيل للمطالبة بوقف القتال هو رؤية الوضع بعموميته والفهم بان لا علاقة بين العملية وبين إدارة الحرب.

الفهم منذ اليوم بان ما كان في غزة هو ليس أكثر من عملية محلية تعقدت عقب معلومات استخبارية ناقصة عن حجوم وقدرات غزة السفلى. وأدى التورط الى دمار وقتل اوصلنا حتى لاهاي. دخول حزب الله الى القتال كان ممكنا منعه بسهولة لو كانت إسرائيل بادرت الى تبادل كل السجناء مقابل كل المخطوفين زائد هدنة عشر سنوات حين كان واضحا ان حماس تشتري ذلك والحكومة تتفكك ما الضير؟

السبب الذي جعلنا لا نفعل ما هو مفهوم من تلقاء ذاته هو أن نتنياهو وشركاءه بخاصة الجناح القومي- المسيحاني، رأى في ذلك استسلاما يؤدي الى شجب نتنياهو ومنحى بايدن ودولة فلسطينية. ما جلبنا الى الاستمرار في قتال عدم الجدوى والمنفعة والاضطرار الى عمليات تبقينا في الصورة في نظر الجمهور. وليس ثمة مثل بيبي كي يجعل كل عملية من الأفلام (وهي هكذا بالفعل) نصرا مطلقا. مخصيوه يخرجون عن أطوارهم كي يثبتوا بان زعيمهم يأخذ مسؤولية ويخاطر بالفشل. أحقا؟ الرجل الذي يجمع بحماسة كل فتات شرعية ما كان ليجرؤ على ان يري وجهه لو كانت العملية فشلت بل كان سيتهم رئيس الأركان والشباك.

وكل هذه الحملة يديرها في هذه الأيام بينما إسرائيل تفقد حضورها في العالم مجلس الامن كفيل، بامتناع الولايات المتحدة بأن يفرض عقوبات؛ الأمين العام للأمم المتحدة أضاف إسرائيل الى “القائمة السوداء” للدول التي تمس بالأطفال في مناطق النزاع مع حماس، داعش وبوكو حرام. جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، ينظم قوة كيدية ضد الجيش الإسرائيلي في رفح. المحكمة في لاهاي تبحث في إصدار أوامر اعتقال لنتنياهو وغالنت، ناهيك عن الفيل الفلسطيني الذي يصبح دولة دون تدخل إسرائيل في الجانب الصحيح، بمعنى في ظل التعاون مع العالم. لأجل التصدي لهذا التسونامي فان شعب إسرائيل (دولة إسرائيل لا تؤدي مهامها) ملزم بان ينطلق الى العملية الوحيدة الكفيلة بان تنقذنا من سجن الوعي. انتخابات الآن.

——————انتهت النشرة—————-