“نداء فلسطين”: نرفض الحلول الامبريالية ومشاريع اليوم التالي في غزة

رفضت “نداء فلسطين” الحلول الإمبريالية ومشاريع ما يعرف باليوم التالي لغزة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المخول برسم ملامح المرحلة القادمة.

وشددت في بيان لها، على ضرورة تشكيل جبهة وطنية عريضة من كافة القوى والفعاليات المدنية والحراكات الاجتماعية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، لمواجهة آلة القتل وتعذيب المعتقلين ولتعزيز وتوسيع أدوات المقاومة.

ودعت “نداء فلسطين” ، إلى استعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات نزيهة لكافة هيئاتها التمثيلية.

وأكدت أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية سياسية وحقوق وطنية تاريخية، وليست مجرد قضية مساعدات إنسانية.

نص البيان كما وصل كاملا

ستبقى الإمبريالية العالمية العدو الأول للشعوب الحرة عامة

وللشعب الفلسطيني خاصة

فلسطين المحتلة: منذ اليوم الأول للعدوان الهمجي الحالي الذي تشنه آلة الحرب الصهيونية ضد شعبنا، أعلنت الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هو ديدنها دائماً، الانحياز التام للاحتلال الصهيوني، واصطفافها خلف حكومة وجيش الإجرام الصهيوني، في حرب الإبادة التي أطلقها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، وفي الضفة الغربية المحتلة، حيث تتواصل جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية من قبل الجيش وميليشيا المستوطنين. فقامت الإدارة الأمريكية، والمعروفة بعدائها للشعوب الحرة عامة وللشعب الفلسطيني خاصة، بإغداق الدعم العسكري والسياسي على دولة الاحتلال. فعلى الصعيد العسكري، قامت بتسيير الجسور الجوية التي مدت الكيان الغاصب بالأسلحة الفتاكة التي استخدمت للامعان في جرائم القتل والترويع بحق الفلسطينيين والفلسطينيات، كما قدمت الدعم المادي الذي منع انهيار اقتصاد الاحتلال، سواءً بشكل مباشر، أو عبر أدواتها المختلفة من بعض دول المنطقة. وعلى الصعيد السياسي، وفرت الإدارة الأمريكية الغطاء لدولة الاحتلال في الأمم المتحدة، واستخدمت حق النقض (الفيتو)، لمنع مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يلزم دولة الاحتلال بوقف مجازرها في قطاع غزة ووقف اعتداءاتها في الضفة الغربية المحتلة، ووصلت العنجهية الأمريكية لدرجة إعلان فرض العقوبات على محكمة الجنايات الدولية، ردا على توجه الأخيرة لفتح تحقيق ضد دولة الاحتلال وإصدار مذكرات توقيف بحق مجرمي الحرب الصهاينة من سياسيين وعسكريين.

إننا، في “نداء فلسطين”، وفي الوقت الذي نعلن فيه رفضنا للحلول الإمبريالية ومشاريع ما بات يعرف باليوم التالي لغزة، لنؤكد أن الشعب الفلسطيني وبكافة مكوناته السياسية والوطنية والمدنية والأذرع المقاومة، هو الوحيد المخول برسم ملامح المرحلة القادمة، مرحلة ما بعد العدوان. كما ونؤكد أن هكذا مهمة تتطلب تشكيل جبهة وطنية عريضة من كافة القوى والفعاليات المدنية والحراكات الاجتماعية لتكون بمثابة قيادة موحدة ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية ، لتقود المرحلة الحالية لمواجهة الة القتل وتعذيب المعتقلين/ات ولتعزيز وتوسيع ادوات المقاومة وايضا لانحاز حصاد سياسي يرتكز على حقوق شعبنا الوطنية للمراحل القادمة بوصفها من أكثر المراحل خطورة في تاريخ القضية الوطنية الفلسطينية. كما أن هكذا جبهة وقيادة ممثلة للكل الفلسطيني، هي الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه مشاريع التصفية الصهيونية والإمبريالية للقضية الفلسطينية وما تضمنه خطة الحسم التى اعلن عنها سموتريتش والتى تهدف لتوسيع الاستيطان والتهجير والقمع والضم للضفة الغربية. الامر الذي يتطلب انجاز شراكة وطنية لمواجهة التصفية ولإعادة بناء المنظمة كحركة تحرر وطني بمضامين ديمقراطية. كما نؤكد أن قضية الشغب الفلسطيني هي قضية سياسية وقضية حقوق وطنية تاريخية، أقرتها الشرعية الدولية، وليست قضية مساعدات إنسانية ومحاولة للتخفيف من آثار العدوان، بل إن الحل الحقيقي يتمثل في العمل على إنهاء الاحتلال كظاهرة لا إنسانية ولا أخلاقية.

وفي الوقت الذي تتصاعد وتتعمق فيه حالة التضامن الدولية الشعبية مع الشعب الفلسطيني، وتعالي الأصوات الرافضة لجرائم الاحتلال وحلفائه، فإن “نداء فلسطين”، يرى في ذلك فرصة غير مسبوقة، ولحظة فارقة في تاريخ الصراع مع الصهاينة، وبالتالي، لا بد من قيادة وطنية فلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني، لتلتقط اللحظة ولترتقي لمستوى حالة التضامن الشعبي الدولي، للعبور بقضية الشعب الفلسطيني الوطنية إلى الحرية والاستقلال، والخروج من النفق المظلم الذي زٌجَت فيه، نتيجة للتساوق مع الحلول الأمريكية الصهيونية التصفوية، والتي عززتها حالة التفرد بالقرار السياسي الفلسطيني وعملية فكفكة منظمة التحرير الفلسطينية، وإقصائها من المشهد السياسي وتحييدها، ومراهنة السلطة على الحلول الامريكية المتآلفة مع انظمة التطبيع العربية وعليه، يدعو “نداء فلسطين”، إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية حقيقية من أجل استعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات نزيهة لكافة هيئاتها التمثيلية، ووقف سياسة التفرد في اتخاذ القرار.

كما يتوجه “نداء فلسطين” بالتحية والاعتزاز بكافة مكونات قوى المقاومة التي تقارع الاحتلال في غزة العزة وفي الضفة الغربية المحتلة، ويدعو لأوسع التفاف جماهيري ممكن خلف المقاومة الوطنية الفلسطينية. كما يتوجه “نداء فلسطين” بالتحية للقوى الشعبية العالمية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وللحكومات التي قررت قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني غير الشرعي، ويدعو لمواصلة الجهود في هذا المضمار، لضمان محاصرة دولة الاحتلال ووقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.نداء فلسطين- تموز 2024