الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                        الاثنين 15/7/2024

 صحيفة هآرتس:

– هل الاغتيال الأخير قتل المفاوضات أيضا

– نتنياهو المحرض الرئيسي والوزراء تخطو كل الحدود في التحريض .. يا للعار

– نتنياهو وجد الطريقة لتخريب الصفقة وبن غفير ليس بحاجة ليشغل نفسه

 يديعوت أحرونوت:

– ترمب: الطبيب قال لي أنت نجوت بأعجوبة

– إحباط في أوساط الجيش بعد نتائج التحقيق في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر

– أهالي المجندات اللواتي قتلن في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر يلتقون غدا مع نتنياهو في القدس

– قائد الشرطة: نحارب عملية تسييس الشرطة بقوة

 معاريف:

– حرب غزة لعبة أطفال مقارنة مع حرب لبنان المقبلة

– وحدات التحقيق الميداني هي التي جعلت حماس مصدومة من كشف تحركاتها

– مقتل مواطن في دير حنا

– ما تفعله إسرائيل في غزة جعل العالم عاجزا عن التعبير

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت احرونوت 15/7/2024

موت اسطورة الجيش الاسرائيلي

بقلم: عيناب شيف

كان هذا متوقعا مثل حالة الطقس، لكن التحقيق في القصور في كيبوتس بيري لم ينجو حتى نهاية أسبوع واحدة في قمة الوعي الوطني. فحتى أولئك الذين لا يزالون ينشغلون به يفعلون هذا في الغالب من داخل التفاصيل التي يقشعر لها الابدان والتي تصفها الوثيقة الثاقبة وعلى رأسها مسألة هل احيق ظلم بمقاتلي الوحدات الخاصة، شلداغ وسييرت متكال التي وصمت بالعار بادعاءات قاسية. هذه بالطبع زاوية هامة من كل ناحية: مهنية، أخلاقية بل وربما قانونية، في ضوء احتمال المس بالسمعة الطيبة للناس.

لكن ما هو غير مختلف عليه هو أن التحقيق أكد ما كان يعرفه كل من نظر الى الواقع بعيون مفتوحة وليس من خلف منظار سياسي، المنظار الوردي للناطق العسكري والعمى المخزي لاجسام واسعة في وسائل الاعلام والتي حتى القصور نفسه لم يغير لديها شيئا. كل من خشي من الفجوة بين التبجحات في نهاية حملات سابقة وبين ما وقع في الميدان، قرأ تقارير مراقب الدولة ومأمور شكاوى الجنود ومجرد طرح أسئلة واجيب بالبربوغندا وتقارير الثناء المتزلف، كان يفترض أن يعرف بان الجيش لم يعد ما يرونه عنه ولا حتى قريبا من ذلك.

في 7 أكتوبر تفجر هذا الفهم الصادم علينا كلنا، وبقوة اكبر على كان النقب الغربي، بقوة تسونامي تاريخي. لكن الزمن الممتد وحقيقة انه باستثناء رئيس شعبة الاستخبارات أمان وقائد فرقة غزة لم يترجم ولا حتى ضابط كبير واحد أخذ “المسؤولية” الى أفعال تخصي الفهم الحرج حقا: القصور اكبر من رئيس الأركان، من قائد المنطقة، من قائد اللواء، من شعبة العمليات وما شابه. فالشجاعة في ميدان المعركة، التي لم تكن تنقص حتى في 7 أكتوبر رغم المهزلة، تطمس الحاجة الدراماتيكية لتحليل طاريء لن ترمم الجيش بل ستنقذه، قبل لحظة من غرقه في المستنقع الذي حملنا الى الهوة. والجمهور أيضا الذي اعتاد على ان يعتمد على الجيش كمخدة مهدئة قبل اليوم من شأنه ان يفزع من التفكير من أننا لعلنا نلقي بالرضيع مع الماء.

غير أن الجيش الإسرائيلي ليس رضيعا. العكس هو الصحيح. الازمة تنبع من حقيقة أننا نتعاطى معه كطفل: ندلله، نفطمه، نستجيب لنزواته، نغض النظر، نثني عليه بانعدام توازن، ننقض على كل من يتجرأ على أن يقول شيئا غير لطيف. وها هو، التحقيق الأول من اصل عشر تحقيقات أخرى ستنشر يدل على أن الجيش فشل في مهمته الأولى والأخيرة، وكلمة الدفاع في “جيش الدفاع الاسرائيل” أصبحت زائدة. فخسوف بهذا المدى لا يقع بسبب مكالمة مؤتمر واحدة في منتصف الليل ولا حتى بسبب تفكر قائد سييرت تحت ضغط ذري بل بسبب سياقات تعفن بعيدة المدى. ونعم، أيضا بسبب نظام اجتماعي كامل رفض حتى التفكير بإمكانية ان يكون الملك عاريا.

وعليه، فان أهمية التحقيق في بيري لا تتلخص بتحليل سلسلة الأخطاء الفتاكة من ساعات الصباح وحتى استعادة السيطرة في الكيبوتس. جوهره أيضا ليس توزيع المسؤولية بين القيادة العليا والمستويات في الميدان. القصة هي الانهيار المدوي لاسطورة الجيش الإسرائيلي التي قامت على أساس تناقض “جيش الشعب” المعفي، زعما، من الثقافة التنظيمية المريضة للدولة، مثل الخلطات، الطمس وبالطبع “سيكون على ما يرام”. اذا لم يكن الاستنتاج من التحقيق في بيري بان الجيش تحطم تماما كجهاز ولي صدفة، وبالتالي فان الإصلاح يجب أن يكون من الأساس، فلا توجد أي أهمية لباقي الخطوات التي ستتخذ: على أي حال في موعد ما سنعود الى النقطة ذاتها.

———————————————

معاريف 15/7/2024

عن التصفيات

بقلم: ميشكا بن دافيد

تجري إسرائيل حملات تصفية في ساحتين أساسيتين – احباط السلاح غير التقليدي واحباط الإرهاب. في الستينيات جند المصريون علماء ألمان في محاولة لتطوير صواريخ أرض أرض. إسرائيل التي رأت في ذلك تهديدا وجوديا – كلفت الموساد باحباط ذلك. بعض من العلماء أصيبوا بمغلفات متفجرة وواحد اختفى. المشروع توقف، لكن العالم العربي واصل محاولة التزود بسلاح الإبادة الشاملة. د. جيرالد بول الكندي طور للعراق مدفعا اعلى قادرا على اطلاق قذائف بوزن 500 كيلو الى مدى يصل الى إسرائيل. وقد صفي في 1990، وتصفيته وضعت حدا للمشروع. المحاولة الإيرانية للتزود بسلاح نووي ولدت بضع حملات ضد علماء وعلى رأسها تصفية “أبو القنبلة الإيرانية” فخري زادة في تشرين الثاني 2020.

لقد نجحت إسرائيل في ان تؤخر تطوير سلاح الدمار الشامل من قبل اعدائها لكنها لم تنجح في منعهم. نحو 40 صاروخ سكاد اطلقه الى إسرائيل العراقيون في حرب الخليج، وليس للايرانيين بعد قنبلة نووية لكن يوجد لهم ما يكفي من اليورانيوم المخصب لعدة قنابل، وكمية كبيرة من الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول الى إسرائيل. وقد زودت حلفاءها بعشرات الاف من صواريخ ارض ارض تغطي أراضي الدولة.

الصورة مشابهة في مجال تصفيات الإرهاب. في السبعينيات انشغل الموساد بتصفية رجال “أيلول الأسود” الذين كانوا مشاركين في مذبحة الرياضيين في ميونخ. المنظمة كفت عن الوجود بعد تصفية بعض زعمائها في حملة “ربيع الشباب” والموساد تحاسب أيضا مع مخطط المذبحة، علي حسن سلامة. لكن واضح أن فتح وم.ت.ف لم تتوقفا عن سياسة العمليات.

في 22/1/1995 نفذ الجهاد الإسلامي عملية انتحارية مزدوجة في مفترق بيت ليد. قتل 22 شخصا. فتحي الشقاقي، زعيم التنظيم، اخذ المسؤولية. بعد تصفيته في 26/10/1995 كف التنظيم عن الوجود، لكن بعد سنوات من ذلك بدأ يعيد بناء نفسه في قطاع غزة، وهو مسؤول عن اطلاق الصواريخ الى إسرائيل وعن عمليات إرهاب، بما فيها المشاركة في مذبحة 7 أكتوبر. في 31/7/1997 فجر مخرب انتحاري نفسه في سوق محنيه يهودا وتسبب بموت 18 شخصا. خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس اخذ المسؤولية. في 4 أيلول نفذت المنظمة عملية انتحارية مزدوجة في شارع بن يهودا في القدس. في ذاك الشهر خرج فريق من الموساد الى الأردن لتصفية مشعل بواسطة السم. أصيب مشعل وانهار، لكنه القي القبض على مقاتلين اثنين. في صفقة عاجلة اعدت بين رئيس الوزراء نتنياهو والملك حسين تقرر ارسال اكسير الحياة الذي انقذ مشعل من الموت، وبالمقابل تحرير المقاتلين.

الجيش الإسرائيلي يقاتل حماس في الأشهر التسعية وعلى ما يبدو نجح في تصفية معظم مقاتليها وقادتها. ويحتمل أن يكون صفى رئيس أركانها. للامر سيكون تأثير على المنظمة، لكن حتى لو كفت حماس عن أداء مهامها كجيش، فان السكان الذين يؤمنون بايديولوجيتها بقوا على حالهم، وبعد وقت سيعيدون تنظيم أنفسهم ضدنا.

في الاتفاق غير المكتوب الذي بين دولة إسرائيل ومواطنيها، فانها ملتزمة بعمل كل ما بوسعها للدفاع عنهم، بما في ذلك تصفية متصدر الإرهاب ومن يطور لاعدائها سلاح الدمار الشامل. لكن لا توجد إمكانية لان نمنع على مدى الزمن التزود بهذا السلاح او تصفية منظمة إرهاب عن طريق الإرهاب المضاد. الحل يكمن في تغيير جوهري للوضع: بالسلام.

———————————————

هآرتس 15/7/2024

بين محاولتي اغتيال

بقلم: عاموس هرئيلِ

رغم الوقت الذي انقضى منذ عملية الاغتيال، تقريبا يومين، فان غياب التأكيد الرسمي ونفي حماس، إلا أنهم في جهاز الامن في اسرائيل ما زالوا يعطون احتمالية عالية لفرضية أن محمد الضيف قد مات في الهجوم الجوي في المواصي أول أمس. بخصوص نائبه، قائد لواء خانيونس رافع سلامة، هناك تأكيد. أمس بعد الظهر اعلن الجيش الاسرائيلي والشباك في بيان رسمي بأنه قتل في الهجوم الذي استهدف الاثنين.

المعلومات الاستخبارية حول وجود الضيف، رقم 2 في قيادة حماس في القطاع، في المنشأة التي استخدمتها حماس في المواصي، اعتبرت معلومات دقيقة. ايضا اصابة القنبلة كانت في المكان المخطط له. الحذر ينبع من سجل الضيف الطويل: هذا الشخص نجا على الاقل من سبع محاولات اغتيال سابقة، لذلك لا يوجد أي تأكيد قاطع بهذا الشأن من جانب اسرائيل. في الجيش الاسرائيلي ذكروا ايضا أن عدد من التقديرات السابقة خلال الحرب الحالية بشأن موت رائد سعد وآخرين، تبين فيما بعد أنها خاطئة بعد نجاتهم من محاولة الاغتيال.

لذلك، في الجانب الاسرائيلي ما زالوا ينتظرون وصول تأكيد آخر لمعلومات مؤكدة من اجل الاعلان عن موته. يجب الذكر بأنه في حالة الضيف، كما حدث عدة مرات في السابق وفي النهاية تبين أنه نجا، بعد محاولة اغتيال في عملية “الجرف الصامد” في 2014 ساد عدم يقين بخصوص مصيره مدة نصف سنة الى أن اعترفوا في الجيش الاسرائيلي بأنه نجا.

اذا كان الضيف قد قتل حقا في هذه المرة فان السؤال الرئيسي الآن هو كيف سيؤثر هذا الاغتيال على سلوك حماس في المفاوضات بشأن صفقة التبادل. التقدير السائد في اسرائيل هو أن عمليات الاغتيال الى جانب استمرار العملية في رفح واقتحام اجزاء اخرى في القطاع، كل ذلك يجدد الضغط العسكري على حماس ويمكن أن يحث رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، على تليين موقفه قليلا في المفاوضات. الضيف تم وصفه ككابح امام عقد الصفقة، الامر الذي عزز التوجهات المتطرفة للسنوار. الامل هو أن تجسد الخطر الشخصي على قادة حماس الكبار سيساعد في دفعهم الى التفاهمات. في المقابل، هناك من يخشون من أن السنوار سيتمسك بخط الشهيد ويعتبر نفسه أنه يحارب حرب مسيحانية ضد اسرائيل حتى لو كلفه ذلك حياته.

بعد محاولة الاغتيال سمعت ردود متناقضة في حماس حول استمرار المفاوضات. في وقت لاحق في هذا الاسبوع كان يتوقع عقد لقاء بين وفد اسرائيل ودول الوساطة في قطر. اذا جرى اللقاء كما هو مخطط له أو تم تأخيره قليلا فسيكون بالامكان الاستنتاج من ذلك بأن حماس لا تعتبر عملية القتل في المواصي (حيث قتل هناك حوالي 70 فلسطيني واصيب عدد كبير)، حدث سيؤثر على المحادثات.

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” السابق، الجنرال احتياط تمير هايمن، كتب أمس في موقع معهد بحوث الامن القومي، الذي يترأسه هو نفسه، بأن “في الحقيقة الضيف كان يعمل بشكل كامل لكنه ليس بصحة جيدة”، نتيجة اصابته في محاولات اغتيال سابقة. لذلك، “يصعب عليه أن يتواجد لفترة طويلة في الانفاق ويجب عليه بين حين وآخر الخروج منها لتنفس الهواء”.

وحسب قوله فان “الضيف غير متقاعد عجوز يشكل مجرد رمز. فهو كان يمكن أن يكون الشخص الذي سيعيد بناء قوة حماس العسكرية بعد الحرب”، كما قام ببناء خطة الاقتحام لبلدات الغلاف في مذبحة 7 تشرين الاول. هايمن قال إن العملية في المواصي ليست “عقبة استراتيجية” في الطريق امام صفقة التبادل، وأن قرار قيادة حماس في القطاع تليين مواقفها قليلا في المفاوضات هو نتيجة الضغط العسكري الذي استخدمته اسرائيل، والخوف من أن هذا سيستمر لفترة طويلة، حتى عندما يقوم الجيش الاسرائيلي بالتدريج في تغيير طريقة العمل في القطاع قبل انتهاء العملية في رفح.

في غضون ذلك ثار توتر جديد بين اسرائيل ومصر. ففي القاهرة يغضبون من التصريحات المتكررة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول تهريب السلاح من مصر الى القطاع. نتنياهو أكد على الحاجة الى شمل السيطرة الامنية الاسرائيلية في محور فيلادلفيا وفي معبر رفح، ازاء التهريب. المصريون احتجوا على اتهامات نتنياهو (التي ترتكز الى الحقائق على الارض) وقالوا بأنهم اصيبوا بالحرج في الوقت الذي يبذلون فيه الجهود من اجل التوصل الى الصفقة مع حماس.

رئيس الاركان هرتسي هليفي قال أمس في نهاية زيارة له في قاعدة بالمخيم لسلاح الجو، بأن تأييد الجيش لصفقة التبادل ينبع من اعتبارات “قيمية واخلاقية”، وأن الجيش الاسرائيلي سيعرف كيفية تنفيذ كل اتفاق واستئناف القتال بعد ذلك عند الحاجة. هذا هو التصريح الثاني لرئيس الاركان بهذه الروحية في هذا الاسبوع، وهو يعكس ايضا موقف كل رؤساء جهاز الامن.

مشكلات من امريكا

محاولة اغتيال الضيف تم وضعها أمس في ظل حدث أكبر، محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، اثناء مؤتمر انتخابي في بنسلفانيا. ترامب، الذي اصيب اصابة طفيفة وتم انقاذه من قبل رجال الخدمة السرية الذين قاموا بقتل منفذ العملية، يمكن أن يحصل الآن على ارتفاع في شعبيته. في المقابل، هناك تقديرات بأنه سيزداد الضغط في الحزب الديمقراطي على الرئيس جو بايدن للانسحاب من السباق. الدعوات لانسحاب بايدن تعززت مؤخرا حول الشك في صحته ووضعه العقلي، بعد ظهوره الفاشل في مناظرة في التلفزيون مع ترامب والتصريحات المشوشة في مؤتمر صحفي.

بالنسبة لنتنياهو، الذي يتوقع أن يلتقي مع بايدن في واشنطن في الاسبوع القادم، يمكن أن تحدث فيما بعد مشكلات مختلفة. على المدى القريب اذا تم استبدال بايدن حقا كمرشح فان الديمقراطيين سيحاولون استخلاص انجاز سياسي من المفاوضات بين اسرائيل وحماس على أمل تحسين قليلا ارث بايدن في مجال السياسة الخارجية وابقاء سجل اكثر ايجابية لوريثه أو وريثته في الحزب. على المدى الابعد اذا فاز ترامب فان نتنياهو لا يمكنه أن يكون هادئا. كرئيس لولاية ثانية هو من شأنه أن يكون اقل توقعا مما كان في السابق، وأن يقدم لاسرائيل طلبات مختلفة. رغم دعم ترامب العلني لاسرائيل إلا أنه كان في السابق توتر مع نتنياهو (بالاساس عندما اعترف الاخير بفوز بايدن في الانتخابات في العام 2020)، والمرشح الجمهوري ايضا اسمع في السنوات الاخيرة تصريحات مقلقة بالنسبة لاسرائيل، بدءا بانتقاد “غباء” القيادة في زمن المذبحة، وحتى التحفظ من حجم المساعدات الامريكية الخارجية لدول اجنبية.

في الوقت الحالي استغل أمس نتنياهو مثل الحكام الديكتاتوريين أو الذين يطمحون لأن يكونوا ديكتاتوريين في دول اخرى، استغل الفرصة من اجل مقارنة نفسه بترامب. في جلسة الحكومة تم ارسال التهنئة لترامب على نجاته، وعلى الفور جرى نقاش لمدة ساعتين تقريبا في مسألة التحريض الخطير ضد نتنياهو، مع ذكر محاولة الاغتيال في بنسلفانيا. الوزراء تنافسوا فيما بينهم بالتحذير من عنف اليسار والاحتجاج، وصبوا غضبهم على الشباك وعلى المستشارة القانونية للحكومة والمدعي العام للدولة، بذريعة أنهم لا يفعلون بما فيه الكفاية من اجل حماية رئيس الحكومة وعائلته.

لا شك أنه يوجد تطرف في الاجواء وفي التصريحات العلنية ضد نتنياهو، بما في ذلك دعوة غير ظاهرة للعنف في بعض الخطابات في المؤتمرات، ولا نريد التحدث عن التحريض في الشبكات الاجتماعية. في المقابل، نتنياهو يحظى بالحماية من قبل الشباك، ولم يتم أي توثيق لمحاولة للمس به بشكل عنيف اثناء فترة الانقلاب النظامي وفترة الحرب. في المقابل، تم تسجيل عنف ممنهج لمؤيدي اليمين ضد المشاركين في الاحتجاج، وحتى ضد ابناء عائلات المخطوفين. قرار تكريس ساعتين للتباكي على معاناة رئيس الحكومة يعبر مرة اخرى عن الانغلاق الفظيع للحكومة الحالية، التي تسجل اخفاقات فظيعة في التعامل مع سكان بلدات الغلاف والجليل، وأبناء عائلات المخطوفين وقتلى الحرب.

في الوقت الذي بقي للنقاش أمس اهتمت الحكومة بالدفع قدما بقانون تمديد الخدمة الالزامية للجنود باربعة اشهر، لتصل الى 3 سنوات. هذا يحدث في حين أن نتنياهو وشركاءه في الائتلاف يحاولون ايجاد طرق لتجاوز قرار المحكمة العليا الذي يلغي تشريع التهرب من الخدمة للشباب الحريديين.

——————————————–

هآرتس 15/7/2024

الكشف عن مخطط لبناء 483 برجاً سكنياً ستغير وجه القدس

بقلم: نير حسون

يتم التخطيط لإقامة 483 برجاً سكنياً في القدس على مدى السنوات القريبة القادمة، في إحدى العمليات الأكثر دراماتيكية لتغيير وجه المدينة، هذا ما بينته وثيقة وصلت إلى “هآرتس”. تبين الوثيقة أنها أبراج قد تشمل 60 ألف وحدة سكنية، هي تقريباً ربع إجمالي الوحدات السكنية الموجودة في القدس الآن.

الوثيقة التي أعدتها البلدية تلخص المخططات لإقامة الأبراج، سواء للسكن أو المكاتب، ضمن إجراءات تخطيط مختلفة. هكذا يتبين أنه يخطط لبناء 483 برجاً في المدينة، كل برج يشمل 18 طابقاً وربما أكثر. في القدس اليوم عدد قليل من الأبراج بمثل هذا الارتفاع، تقريباً 30 برجاً. هذه حقيقة تشير إلى قوة التغيير المقترحة لوجه المدينة.

متوسط عدد الطوابق في هذه الأبراج، مثلما تقترحه الوثيقة، هو 26.7 طابقاً، تشمل 58.728 وحدة سكنية. هذا بدون خطط بناء أخرى يتم الدفع بها قدماً في المدينة، لكنها غير موجودة في إطار البناء العالي. إضافة إلى السكن، سيخصص في هذه الأبراج 2.5 مليون متر مربع للتشغيل. معظم الأبراج التي يخطط لبنائها قد تبنى بطريقة إخلاء – بناء، بدلاً من المباني القائمة، التي هي على الأغلب مبان من الخمسينيات. والأحياء الرائدة لإقامة الأبراج هي “كريات يوفيل”، التي يخطط لبناء فيها 73 برجاً، و”تلبيوت” (65 برجاً)، و”غيلو” (43 برجاً)، والقطمون (39 برجاً). وتشمل القائمة أيضاً 41 برجاً يخطط لبنائها في الحي الجديد المتوقع إقامته على أراضي المطار القديم في “عطروت” [قلنديا]. هذا الحي مخصص للحريديم، وهو يواجه معارضة شديدة من المجتمع الدولي ومن الإدارة الأمريكية لكونه حياً يهودياً جديداً كبيراً خلف الخط الأخضر.

يخطط لبناء الأغلبية الساحقة من الأبراج في أحياء يهودية غربي المدينة وشرقيها. أربعة أبراج فقط يخطط لبنائها في حي عربي، شعفاط، في شمال القدس. مع ذلك، تم بناء عشرات الأبراج في السنوات الأخيرة في الأحياء العربية الواقعة خلف جدار الفصل، مثل كفر عقب، ومخيم شعفاط للاجئين. أغلبية هذه الأبراج تشمل أقل من 18 طابقاً، لكن جميعها بنيت بدون تراخيص.

معظم الأبراج الموجودة في القدس بنيت في السنوات الأخيرة، حتى نهاية التسعينيات كانت في القدس معارضة كبيرة للبناء المرتفع، بالأساس لاعتبارات المس بطابع المدينة والمشهد الطبيعي. توسع المدينة وتهديد المناطق المفتوحة والحاجة إلى التحديث الحضري، كل ذلك أضعف معارضة البناء المرتفع، ولكن بدأت خطط لإقامة الأبراج صادقت عليها البلدية، حتى لو كان ذلك بوتيرة بطيئة. بدأت الانعطافة السياسية عند استكمال الخط الأول للقطار الخفيف قبل 13 سنة، مع المصادقة على البناء بارتفاع 18 طابقاً إلى 30 طابقاً في المناطق القريبة من خطوط القطار، سواء القائمة أو المستقبلية. ولأن في القدس شبكة لخطوط القطارات، فقد دخلت مناطق واسعة في المدينة تحت هذا التعريف، وبدأ الكثير من المقاولين ورجال الأعمال، بتشجيع جهات التخطيط، في تقديم مخططات لإقامة الأبراج.

سياسة بناء الأبراج في القدس تدفع بها قدماً اللجنة اللوائية برئاسة شيرا بباي، التي تحصل على دعم من رئيس البلدية موشيه ليون. كلاهما يعتبران الأبراج حلاً للمشكلات في المدينة. وبحسبهما، فإن الاكتظاظ ضروري لمنع توسع المدينة إلى المناطق المفتوحة. العرض الكبير للوحدات السكنية وفضاء التشغيل سيجذب للمدينة سكاناً أثرياء وسينعش الاقتصاد في القدس. هناك جهات في البلدية تعترف سراً بأن خوف الحريديم من السكن في طوابق مرتفعة هو حظر استخدام المصعد في أيام السبت، وهو أفضلية في كل ما يتعلق ببناء الأبراج، ما يمنع جعل الأحياء حريدية.

في المقابل، يعمل في المدينة ائتلاف واسع من النشطاء والمخططين والمهندسين الذين يعارضون الإفراط في بناء المباني المرتفعة. حسب ادعاءاتهم، فإن خطط إقامة الأبراج تنبع من الضغط للمصادقة على أكبر عدد من الوحدات السكنية مع تجاهل الاحتياجات الأخرى لسكان الأحياء في المستقبل. مثلاً، ستؤدي الخطط إلى كمية أكثر من 70 وحدة سكنية في كل دونم. وهذا اكتظاظ غير معروف تقريباً في إسرائيل. يقول المعارضون أيضاً إن معنى هذا الاكتظاظ من ناحية البنى التحتية والمواصلات والمدارس والمباني العامة، لم يؤخذ في الحسبان عندما صودق على بناء الأبراج.

وثمة مشكلة أخرى تتعلق بالتكلفة المرتفعة لصيانة الأبراج، والخوف من عدم تمكن العائلات التي تعيش الآن في المباني المنوي هدمها، من تلبية هذه التكلفة. هذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور المباني وخلق أحياء عمودية فقيرة. كل ذلك إضافة إلى معارضة مبدئية بسبب المس المتوقع بالمشهد الطبيعي وطابع المدينة. أشار المعارضون أيضاً إلى أنه رغم المصادقة على بناء الأبراج الكثيرة، فإن أجهزة التخطيط تمضي بخطط في المناطق المفتوحة والخضراء، على رأسها خطة لإقامة حي في غربي المدينة باسم “ريخس لفان”.

في غضون ذلك، صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء هذا الأسبوع على بناء البرج الذي أصبح رمز البناء المرتفع في القدس، المجمع السكني والفنادق في جبل هرتسل، الذي حصل على اسم “برج خليفة القدس”. قد يكون هذا البرج الأعلى في القدس، وسيكون بارتفاع حوالي 50 طابقاً بالمتوسط، لكن مكان إقامته على خط سلسلة الجبال المرتفعة في القدس، بعيداً عن متحف “يد واسم” وعن المقبرة العسكرية، يثير معارضة كبيرة. حوالي 200 منظمة ومواطن قدموا اعتراضاً على الخطة، من بينهم نقابة المهندسين وجمعية “يد للأبناء”، التي سحبت الاعتراض قبل ثلاثة أسابيع. في بيان الجمعية للجنة اللوائية، كتبت أنه “بعد فحص عميق لوثائق الخطة، توصلنا إلى استنتاج بأنه تم إجراء التوازن والإجراءات المطلوبة لمنع المس بمشاعر العائلات والحفاظ على طابع الجبل”. يوم غد، ستناقش اللجنة اللوائية الاعتراضات على هذه الخطة.

——————————————–

يديعوت احرونوت 15/7/2024

يطلقون النار ويبكون

بقلم: ناحوم برنياع

الثواني التي تلت محاولة اغتيال ترامب وهو محوط بالحراس تكشف عن سياسي يتميز برباطة جأش وضبط للنفس. “دعوني آخذ حذائي”، يقول لهم، وقبل ان يخلوه عن المنصة يتذكر بان يرفع قبضته ويقول للجمهور “قاتلوا، قاتلوا”. قولوا ما تشاؤون عن ظاهرة ترامب – فهو يعرف كيف يلعب اللعبة حتى تحت النار.

في ساعة كتابة هذه السطور ليس واضحا بعد ما الذي أراده مطلق النار، فهل أراد ان يغتال ترامب السياسي أم ترامب الشهير، هل دافعه كان سياسيا أم نفسيا. الشرطة عرفت الحدث كعملية انتحارية، لكن في وعي الجمهور استقبلت كاغتيال للرئيس، فصل آخر في التاريخ المضرج بالدماء للعنف السياسي في أمريكا. ترامب يدافع في خطابه بحماسة عن الخفة التي يمكن بها شراء حماس، بما في ذلك السلاح الاوتوماتيكي، واذنه تعرف الان التداعيات.

كما كان متوقعا، رد الفعل على الحدث كان الصدمة والشجب، من الحائط الى الحائط. في الدولة الديمقراطية يتم تغيير الواقع بقوة صندوق الاقتراح وليس بقوة السلاح، قال الجميع عن قصد واسع. لكن من يتوقع لاطلاق النار في المهرجان في بنسلفانيا ان يغير في شيء ما القوانين او الثقافة السياسية فانه يكون يعاني من التفاؤل الزائد. التحريض في الشبكة سيتواص كالمعتاد؛ وكذا الاستقطاب؛ وكذا الخطابات الحماسية لترامب. لا خيرا سينشأ حاليا في السياسة الامريكية.

حكومة إسرائيل انعقدت امس في بحث في اعقاب النار في بنسلفانيا. السرعة مذهلة: فالدم لم يكن جف بعد عن اذن ترامب وحكومة إسرائيل تستخلص الدروس. خسارة أنهم لا يبدون عجلة كهذه في التحقيق في قصورات 7 أكتوبر. سكرتير الحكومة عرض على الوزراء فيلما قصيرا اطلق برشقة واحدة تصريحات ضد نتنياهو – صيغة المكتب لفيلم الناطق العسكري، عن فظائع حماس – ودعي الوزراء للحديث. هذه المرة كان اجماع عام: كلنا ضحايا، ونتنياهو على الرأس. كما تحقق اجماع حول المذنبة: غالي بهرب ميارا. من الصعب أن نفهم العلاقة بين القاتل من بنسلفانيا والمستشارة القانونية للحكومة، لكن الوزراء يفهمون.

الحقيقة، يوجد حق في اقوالهم. الاحتجاج ضد نتنياهو وحكومته ينزلق أحيانا الى تعابير متطرفة واحيانا حتى الى دعوة للعنف. هكذا أيضا الاحتجاج المضاد، من جانب البيبيين. النيابة العامة والمحاكم ترد بشكل عام بضبط للنفس. الأسباب معروفة: أولا، تقديس حرية التعبير، بالهام من أمريكا. ثانيا، غياب خلفية جنائية في ماضي الداعين الى العنف؛ ثالثا، الفرضية الخفية تم اليهود لن يرفع يدا على يهودي وبالتأكيد ليس على رئيس وزراء يهودي، رابعا، غياب القوانين المناسبة.

كل التعليلات الجميلة هذه تحتاج الى مراجعة متجددة: أولا، حرية التعبير أصبحت في عصر الشبكة الاجتماعية حرية شقاق. هذا الوباء يهدد مجرد وجود الديمقراطيات، بما في ذلك ديمقراطيتنا؛ ثانيا، الاوسمة التي تلقاها المهدد الدوري في الجيش تجعله هو ومتابعيه بريئا؛ ثالثا، الفرضية بان اليهودي لن يرفع يدا على رئيس وزراء يهودي دحضها يغئال عمير مرة واحدة والى الابد؛ فضلا عن كل هذه، مطلوب المساواة امام القانون؛ فلا يمكن اعتقال عربية تعربد في الشبكة وتجاهل يهودية تقع في خطيئة تعبير مشابه؛ رابعا، لا توجد قوانين مناسبة لان نتنياهو بحاجة لمواقع ودية لالة السم لديه، فهو لن يسارع الى التورط مع أصحاب الشبكة الاجتماعية.

لو لم يكن الضحك علينا، لكان هذا مضحكا: جلسة عصبة محرضين محميين بحصانتهم وتصرخ صرخة السليب. هم يروون الواحد للاخر تجارب صادمة قبل عشرين او ثلاثين سنة. ايتمار بن غفير مثلا: مجرم مدان. هو يشكو من ان زوجته اعتقلت ذات مرة حين تظاهرت ضد الحكومة. هو، المسكين، اضطر لان يزورها في المعتقل. أو سموتريتش، الذي تفادى بمعجزة الاعتقال على جريمة إرهاب خطيرة، يشكو من انهم اعتقلوا امرأة هاجمت وزير العدل من عصر سابق؛ او نتنياهو، الذي يبدي تفهما كبيرا لكتابات التحريض للابن من ميامي لكنه لا يمكنه ان يحتمل الاهانات التي يتعرض لها في الشبكة؛ او آفي ديختر، الذي يفقده تطلعه لان يخلف غالنت صوابه. بداية أضاف كلمة “امن” باسم وزارة الزراعة. على ان يفهم نتنياهو التلميح. “التحريض ضد نتنياهو هو 80 ضعف ما تعرض له رابين”، قال، ليس اقل، ونسي من حرض في حينه، وكيف انتهى هذا. وميري ريغف، بالطبع، في حالتها غني عن التفصيل.

لقد بقوا لاكثر من ساعة. بعد ذلك اقروا، في غضون دقائق، تمديد الخدمة لجنود الجيش النظامي. لا حاجة للتحريض ضد الحكومة الفريدة هذه. تكفي الحقائق.

——————————————–

هآرتس 15/7/2024

اسرائيل لا تكترث بـ “الاضرار الجانبية” لعمليات التصفية، حتى لو كانت حياة المخطوفين

بقلم: يوسي ميلمان

رغم أنهم في اسرائيل يستمرون في استخدام كلمة “تصفية”، وتصريفها كفعل، فان ما حدث في يوم السبت في خانيونس، على فرض أن محمد ضيف قد قتل حقا، لم يكن تصفية، بل هو كان هجوم من الجو رسالته هي أن الهدف يبرر كل الوسائل. ايضا قتل واصابة العشرات، وربما المئات، يبرر الفعل. هكذا تكون اسرائيل قد اجتازت طريق طويلة منذ ولادة مفهوم، اغتيال، تصفية وتصفية مركزة.

التصفية المركزة الاولى التي نفذتها اسرائيل كانت في العام 1956 عندما قام عملاء وحدة الاستخبارات 504 التابعة لـ “امان” بارسال مصحف مفخخ للكولونيل مصطفى حافظ، الضابط المصري في غزة، الذي كان المسؤول عن ارسال خلايا تخريبية (فدائيين) الى اسرائيل. منذ ذلك الحين وخلال عشرات السنين استمر الجيش الاسرائيلي، الشباك والموساد، بمصادقة من المستوى السياسي، في اتباع نهج التصفية المركزة ضد الارهابيين، وفي احيان نادرة ايضا ضد علماء المانيين أو مجرم حرب نازي، وحسب منشورات اجنبية، عالم سلاح كندي، وفي العقدين الاخيرين علماء ذرة ايرانيين. ولكن معظم هذه العمليات، مثل اسمها، هي عمليات مركزة.

الهدف كان المس فقط بالهدف الذي كان يجب تصفيته، والامتنناع عن المس بأبرياء. لذلك، ايضا السلاح الذي تم اختياره كان وفقا لذلك، رزم مفخخة، مسدسات، سم واحيانا في حالات نادرة، سيارات مفخخة. مقاربة اسرائيل كانت أن الاغتيال هو المخرج الاخير، وفقط عندما لا يكون هناك أي خيار آخر يجب المس بقادة الارهاب انفسهم.

الانعطافة في هذه المقاربة كانت بعد اتفاقات اوسلو، على خلفية ارهاب الانتحاريين الذي بادرت اليه ونفذته حماس والجهاد الاسلامي، الذي عمل على تصعيد الانتفاضة الثانية. اسرائيل حولت التصفية المركزة، أي استخدام بالقطارة، الى عمليات اغتيال بالجملة. في حينه ايضا تم تبني مفهوم “الاضرار الجانبية” الذي تم استيراده من امريكا.

مع ذلك، باستثناء حالات شاذة ، ايضا المستوى السياسي، لا سيما جهاز الامن، صادق على مثل هذه العمليات بعد التأكد من بذل كل الجهود للامتناع عن المس بالابرياء. كان هناك ايضا عدد غير قليل من الحالات قررت فيها اسرائيل الغاء العملية بسبب “اخطار جانبية” كبيرة جدا.

لكن في الحرب الحالية في غزة حررت اسرائيل كل الكوابح. الامر الذي بدأ قبل عشرات السنين بالتصفية المركزة وانتقل الى التصفية غير المركزة تطور الى سياسة التسليم بالمس بالابرياء، بما في ذلك الاطفال والنساء، مقابل تصفية شخص ارهابي. عملية الحيونة هذه والرغبة في الانتقام هي تقريبا طبيعية ومفهومة ضمنا، وهي غير منفصلة عما تمر فيه اجزاء واسعة من المجتمع الاسرائيلي، الذي اصبح منذ سنوات الى عنيف اكثر فأكثر، ليس تجاه الفلسطينيين في المناطق فقط، بل بواسطة خطاب الكراهية في الشبكات الاجتماعية ضد اجزاء واسعة في الجمهور الاسرائيلي، وايضا في السلوك المدني في الحياة اليومية.

لا حاجة الى الاعتذار عن تصفية محمد ضيف، اذا حدثت كما يقدرون في جهاز الامن. فقد كان مسؤول عن موت آلاف الاسرائيليين، وبشكل غير مباشر عن موت عشرات آلاف الفلسطينيين. ولكن المشكلة هي أن اسرائيل تعشق عمليات التصفية. ذات مرة كانت التصفية هي وسيلة لتحقيق اهداف عسكرية، سياسية واستراتيجية أكبر. ولكن كما نشاهد في عمليات الجيش الاسرائيلي في غزة وفي لبنان فان عمليات التصفية هذه اصبحت تشمل كل شيء، هدف بحد ذاته، سياسيون، معظم جهاز الامن، الجيش الاسرائيلي، وسائل الاعلام، اجزاء واسعة من الجمهور، جميعهم يتفاخرون بها ويتمسكون بها مثل القشة للغريق وكأنها ستحل مشكلات اسرائيل في الحرب. على مدى سنوات أنا اكتب بأن التصفيات، وبالتأكيد التصفيات بالجملة، لا تخدم أي هدف سياسي، ولا توجد لها فائدة، وحتى على المدى البعيد هي تزيد العنف واعمال الارهاب.

إن الاعتماد على التصفيات هو عرض عبثي وخداع للنفس. نحن شاهدنا ذلك بالفعل من خلال عشرات عمليات التصفية لشخصيات رفيعة وقادة، الذين تبين أن تأثيرهم في المنظمات الارهابية هو مؤقت وقصير المدى، وأنه سيتم تعيين بدائل لهم قريبا. حماس هي حركة شعبية جذورها مغروسة في التراث الفلسطيني، وهي ستتغلب على تصفية محمد الضيف مثلما تغلبت على تصفية مؤسس الحركة، احمد ياسين، وقادة آخرين مثل محمد الجعبري ومروان عيسى وسلسلة اسماء طويلة لم يعد أي أحد يتذكرها.

مع تحديد كل الضجة وتعظيم الذات، وعلى فرض أن الضيف قتل بالفعل، فان السؤال هو اذا كان القضاء عليه سيعزز صفقة المخطوفين والنظام في غزة. ونتيجة لذلك ايضا تعزيز النظام في لبنان. حسب رأيي لا. فحرب غزة تثبت أن اسرائيل اصبحت مجتمع لا يهتم بحياة الانسان، أو حياة مواطنيها ومن بينهم المخطوفين. هل تمت تصفيته أم لا، بدون وقف الحرب لن تكون صفقة لاطلاق سراح المخطوفين. انهاء الحرب سيؤدي الى انسحاب ايتمار بن غفير، وتوأمه الباهت بتسلئيل سموتريتش، من الحكومة. انسحابهما سيؤدي الى تبكير موعد الانتخابات التي سيهزم فيها نتنياهو. لذلك فان رئيس الحكومة، الذي كل شخصيته مبنية على البقاء واستمرار حكمه، لن يسمح بهذه العملية. ننتنياهو واستمرار الحرب توأمان سياميان لا يمكن فصلهما. ونحن سنكتشف ذلك بسرعة عندما نحصل على تأكيد حول تصفية محمد ضيف، وحتى اذا تم القضاء على يحيى السنوار نفسه.

——————————————–

منشورات مركز بحوث الامن القومي (INSS): 15/7/2024

عملية تصفية الضيف: عن العمل الاستخباراتي واتخاذ القرار

بقلم: تمير هايمن

النشاط العملياتي لإستهداف محمد ضيف ليس معجزة. هذا عمل استخباراتي عالي الجودة يبدأ بتنظيم مشترك: المسؤولية الرسمية عن إغتيال كبار أعضاء الجناح العسكري لحماس تقع على عاتق الشاباك، ولصالح هذه المهمة الهامة، يتم حشد كافة قدرات اسرة الاستخبارات لذلك، مع التركيز على 8200.

منذ بداية الحرب، كان هناك مسعى متعدد الاجهزة يركز على هذا الهدف. في الواقع، خلقت المؤسسة الأمنية سلسلة من الكمائن الاستخباراتية، وبصبر الصياد القديم انتظروا الفرصة الأولى

على الرغم من أن الضيف عمل بشكل مثالي، إلا أنه ليس سليما ومعافى تمامًا ويصعب عليه التواجد تحت الأرض كثيرًا، ويجب عليه أحيانًا الخروج لاستنشاق الهواء. كان من الضروري أن يتم القبض عليه في شبكة الكمائن التابعة لمؤسسة الدفاع، وأن يتم اغتياله من خلال اتصال سريع بالشؤون العملياتية المثيرة للإعجاب للقوات الجوية.

الضيف ليس متقاعدا عجوزا لا يشكل الا مجرد رمزا . إنه قائد قاس، وإرهابي نشط وخسيس، كان من المفترض أن يكون الرجل الذي سيعيد بناء القوة العسكرية لحماس بعد الحرب. إنه الرجل الذي بنى الذراع العسكرية لحماس، وهو الرجل الذي بنى خطة مهاجمة إسرائيل التي أتت بثمارها في 7 تشرين الأول (أكتوبر). ومن الجيد جداً ألا يكون هناك في اليوم التالي.

هل ستؤثر الإجراءات المضادة على صفقة الاختطاف؟ في رأيي، حتى لو كان هناك الآن تحول ما في هذه العملية، الا انه ليس تحولا استراتيجيًا. الأسباب التي دفعت حماس إلى التنازل عن مطالبها في الصفقة تنبع من الضغوط العملياتية التي تتعرض لها، والخوف من تزايد الضغوط العملياتية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، وفهمها أن المرحلة الثالثة هي مرحلة قوية، تتضمن غارات كبيرة وتدابير فائقة.

وكلمة أخيرة بشأن اتخاذ القرار: فهو ابن موت. إن قرار تنفيذ عملية الاغتيال هو في الأساس قرار بسيط على المستوى السياسي، وخاصة عندما لا يكون لدى الضيف مختطفون إلى جانبه. هذه ليست القرارات الصعبة التي تواجه الحكومة الإسرائيلية. الآن، يتعين على المستوى السياسي الاستفادة من الإجراء للوصول إلى القرار الصعب حقًا، وهو صفقة الرهائن التي لا تزال على جدول الأعمال.

——————————————–

مركز بحوث الامن القومي (INSS): 15/7/2024

ايران في قارة افريقيا

بقلم: داني سيترينوفيتش

بينما يتركز الاهتمام الإسرائيلي هذه الأيام بشكل رئيسي على المساعدات التي تقدمها إيران للوكلاء في إطار نظام “السيوف الحديدية”، تواصل طهران توسيع أنشطتها في جميع أنحاء القارة الأفريقية، بما يزيد من التهديد السياسي للمصالح الأمنية والاقتصادية الاسرائيلية في هذه القارة. وفي ضوء ذلك، يتعين على إسرائيل صياغة استراتيجية تمنع إيران من تحقيق أهدافها في أفريقيا.

منذ بداية حرب “السيوف الحديدية” بل وأكثر من ذلك منذ هجوم 14 نيسان/أبريل الذي نفذته إيران ضد إسرائيل باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار، يبدو أن الاهتمام الإسرائيلي في السياق الإيراني يتركز بشكل أساسي على المساعدات التي ترسلها طهران إلى وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط من أجل الضغط على إسرائيل لوقف الحملة في قطاع غزة وبالتالي إنقاذ حماس، فضلاً عن احتمال نشوب حرب شاملة بين البلدين. إن تركيز إسرائيل على النشاط الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى إغفال اتجاه مهم للغاية في السياق الإيراني – الا وهو تزايد النشاط الإيراني في القارة الأفريقية في الأشهر الأخيرة. وهذا النشاط يعرض للخطر عددا من المصالح الأساسية لإسرائيل في جميع أنحاء القارة.

لقد كانت أفريقيا قارة “مفضلة” لأنشطة إيران منذ بداية الثورة الإسلامية، ويرجع ذلك إلى مجموعة واسعة من الأسباب: فقد رأت إيران هوية أيديولوجية بينها وبين العديد من البلدان في أفريقيا، في ضوء رغبتها المشتركة في محاربة ” الغازي الغربي الأجنبي”؛ بل إن طهران أرادت حماية الأقلية الشيعية الكبيرة في جميع أنحاء القارة، كما سعت إلى استغلال موارد القارة لتلبية احتياجاتها الخاصة. هذه الأسباب والقرب الجغرافي لأفريقيا من الشرق الأوسط جعل من أفريقيا قارة جذابة بشكل خاص في نظر القيادة الإيرانية.

وحتى في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، زادت إيران بشكل كبير من نشاطها السياسي في جميع أنحاء القارة الأفريقية، ولكن يبدو أن الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، أخذ الفكرة عدة خطوات إلى الأمام. وفي إطار رغبته في تعزيز العلاقة مع “الجنوب العالمي”، كبديل سياسي واقتصادي للغرب، اعتبر رئيسي تعزيز العلاقات مع أفريقيا الهدف السياسي الأول والأهم لرئاسته وعمل على تعزيز العلاقات مع العديد من الدول. في القارة، عقد العديد من المنتديات المشتركة بين إيران وأفريقيا وزار عدة دول في هذه القارة.

وفي الأشهر الأخيرة، زادت إيران أنشطتها في أفريقيا. ولا يتعلق الأمر بتعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية فحسب، بل يتعلق أيضا برغبة إيران في توسيع مبيعات نفطها إلى العديد من دول القارة من أجل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية من هذه المبيعات. وهذا الاتجاه ملحوظ بشكل خاص في منطقة شرق أفريقيا، ولكن يمكن ملاحظة الزيادة في النشاط الإيراني بشكل عام في جميع أنحاء القارة. داخل مثل:

وفي منطقة القرن الأفريقي وشرق القارة، تواصل طهران توسيع علاقاتها مع السودان وتنقل إلى أيدي الجيش السوداني طائرات بدون طيار من نوع مهجر 6، لتعزيز قدراتها في إطار العمل المدني حرب في البلاد ومع الاعتقاد أنه بهذه الطريقة ستتمكن إيران من جني مكاسب سياسية وأمنية – تجديد العلاقة السياسية بين الدول وإنشاء ميناء لاستخدام طهران في منطقة بورتسودان، وتشبه هذه العملية إلى حد كبير المساعدة التي قدمتها إيران للرئيس الإثيوبي آبي، كجزء من الحرب الأهلية التي شنها ضد المتمردين من مقاطعة تيغراي – وهي المساعدة التي أدت إلى تحسين قدرات الجيش الإثيوبي بشكل كبير.

وإلى جانب تعميق العلاقات مع السودان، جددت طهران علاقاتها الدبلوماسية مع جيبوتي العام الماضي بعد انقطاع دام سبع سنوات. وكان موقع جيبوتي الاستراتيجي بالقرب من مضيق باب المندب أحد الأسباب الرئيسية لرؤية طهران لتجديد هذه العلاقات. علاوة على ذلك، وإلى جانب هذه الجهود، تعمل طهران على تعميق علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة، من خلال مجموعة واسعة من القنوات.

إن تعميق العلاقات مع الجيش السوداني، والرغبة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وتجديد العلاقة السياسية مع جيبوتي، يسمح لإيران بزيادة تواجدها الأمني ​​في هذه المنطقة الاستراتيجية. وستخدم هذه الخطوة عددًا من الأغراض المهمة من وجهة نظر إيران، من بينها زيادة “الحصار الاقتصادي” على إسرائيل، وإعادة بناء قنوات لنقل الذخيرة إلى حماس في قطاع غزة، فضلاً عن تحسين القدرة على زيادة إسقاط قوتها. القوة البحرية في هذا المجال، من خلال البحرية الإيرانية.

وحتى في شمال أفريقيا، تواصل إيران توسيع علاقاتها السياسية مع تونس، ومؤخرًا تم إلغاء شرط التأشيرة للمواطنين الإيرانيين الذين يسعون لدخول البلاد، وذلك على ما يبدو بهدف تسهيل بناء العلاقة الاقتصادية بين البلدين. ويضيف توسيع هذه العلاقات أيضًا إلى العلاقات الاستراتيجية التي بنيت في السنوات الأخيرة بين إيران والجزائر، وكذلك إلى البصمة الأمنية والسياسية التي تتمتع بها طهران في ليبيا. ومن خلال القيام بذلك، تحاول إيران بناء “سلسلة متصلة إقليمية” في البلدان الشمالية من القارة، مما يسمح لها ليس فقط بالوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ​​ومضيق جبل طارق، بطريقة تزيد من التهديد الذي تتعرض له القارة الأوروبية، بل ولكن بالأساس لزيادة الضغط العسكري على المغرب، الذي تعتبره القيادة الإيرانية معقل النشاط الإسرائيلي/الأمريكي في هذه القارة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الوجود الإيراني يسمح لها بزيادة المساعدات العسكرية لمتمردي البوليساريو، الذين يقاتلون الوجود المغربي في منطقة الصحراء الغربية. وإلى جانب ذلك، تحاول إيران أيضا توسيع علاقاتها السياسية مع موريتانيا وبالتالي زيادة “الشعور بالحصار” على المغرب من جانبه الغربي أيضا.

وإلى جانب هذا النشاط في القرن الأفريقي وشمال أفريقيا، تعمل إيران على توسيع علاقاتها الاقتصادية مع مختلف البلدان في شرق القارة، بما في ذلك كينيا وأوغندا وزيمبابوي. إلى ذلك، تحاول طهران استغلال الفراغ الناجم عن “انسحاب” الوجود الفرنسي في منطقة الساحل، وكما هو الحال مع الصين وروسيا، فإنها تحاول أيضاً الحصول على حصة اقتصادية وسياسية في تلك الدول. ومن الأمثلة على ذلك النيجر، حيث لدى إيران عدد كبير من المصالح مثل خامات اليورانيوم، التي يمكنها شراؤها لاستخدامها في برنامجها النووي. وفي الواقع، لم يتم الإبلاغ إلا مؤخرًا عن توقيع اتفاقية بين البلدين حول هذه القضية.

ويجب أن تثير هذه التطورات قلق إسرائيل بشكل خاص، لأنها تزيد من التهديد العسكري لإسرائيل من منطقة القرن الأفريقي وتهدد قدرة إسرائيل على مواصلة الاتجاه نحو تشديد العلاقات السياسية مع العديد من الدول في جميع أنحاء القارة. وفي هذه الأثناء، تعمل إيران على الإضرار بالجهود السياسية التي تبذلها إسرائيل، وخاصة تجاه منظمة الدول الأفريقية، من خلال الجزائر وجنوب أفريقيا، اللتين يُزعم أنهما تفرضان ثمناً من دول القارة مقابل دعمها لإسرائيل (المغرب على سبيل المثال). علاوة على ذلك، تستخدم إيران علاقاتها معهم للتحايل على العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب، وقبل كل شيء لتعزيز مكانتها باعتبارها مصدرًا رائدًا للأسلحة في العالم، وذلك بشكل أساسي من خلال تصدير الطائرات بدون طيار التي تمتلكها إلى أي شخص يريدها.

وفي ضوء ذلك، فمن الصحيح أن تفكر إسرائيل في بناء استراتيجية هدفها الحفاظ على قدرتها على النفوذ في القارة الأفريقية إلى جانب تقليص كبير لقدرة إيران على النفوذ في أفريقيا. ولأن التوقيع السياسي لإسرائيل في هذه القارة محدود للغاية (لدى إسرائيل 10 تمثيليات في القارة الأفريقية وحدها)، فمن الصحيح دراسة الخطوات التالية:

التعاون مع دول الخليج، التي تنظر أيضاً بعين الشك الشديد إلى النشاط الإيراني في أفريقيا، والذي يعرض مصالحها الأساسية في القارة للخطر.

تعميق التنسيق مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول التي تخشى النشاط الإيراني وخاصة لتحقيق أسعار الربح (أو الخسارة) لأي دولة تختار عدم التعاون مع إيران

تعميق العلاقات الأمنية مع دول القرن الأفريقي ودول شرق أفريقيا لمنع إيران من “السيطرة” على البحر الأحمر لتلبية احتياجاتها الخاصة، وفي الوقت نفسه تعزيز التنسيق مع مصر فيما يتعلق بالبحر الأحمر. منع الزحف الإيراني في هذه المنطقة.

تكثيف كبير للحملة السياسية الرامية إلى منع إيران من تصدير الأسلحة النووية التي تمتلكها وبالتالي تحسين وضعها الاقتصادي والأمني ​​(من خلال تبادل هذه المساعدات).

وتوسيع المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها لدول القارة التي تعارض الوجود الإيراني فيها، والتي اختارت الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل، رغم “إغراءات” تعميق التعاون مع طهران.

خلاصة القول، إن توسع النشاط الإيراني في جميع أنحاء أفريقيا يعرض مصالح إسرائيل المهمة في القارة للخطر. ومن دون بناء استراتيجية واسعة مع دول أخرى، يكون هدفها تحدي هذا النشاط، قد تستخدم إيران موطئ قدمها في أفريقيا لزيادة التهديد العسكري والاقتصادي لإسرائيل، ولثني الدول الأخرى عن التعاون معها، ولإقناع الدول الأخرى بعدم التعاون معها. وتحصيل ثمن من تلك الدول التي اختارت زيادة التعاون مع إسرائيل. وعلى الرغم من تنوع التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل هذه الأيام، فإن تجاهل أنشطة إيران في أفريقيا

——————————————–

هآرتس 15/7/2024

قتلة رابين ودوابشة يناقشون مآلات التحريض: قد يصيب رئيسنا ما أصاب ترامب

بقلم: أسرة التحرير

لا يفوت المحرض الوطني نتنياهو فرصة لممارسة طبعه في قلب الأمور رأساً على عقب وعرض المعتدي كضحية. فقد حطم هو ووزراؤه أمس رقماً قياسياً ذاتياً في انعدام الخجل ببحثهم في التحريض ضد رئيس الوزراء على خلفية إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. “نعيش في تطبيع للتحريض”، قال طابع الكهانية وأساليب تشهير “آلة السم” أثناء جلسة الحكومة. ” عدم وقوع ما وقع في الولايات المتحدة حتى الآن يعد معجزة. حذرنا من وقوع الأمر نفسه عندنا، فجهاز القضاء ترك رئيس الوزراء لمصيره”، قال وزير العدل يريف لفين، الذي سيسجله التاريخ أنه مهندس الانقلاب النظامي الذي مزق الدولة إرباً.

لا حدود للوقاحة؛ الذي دخل السياسة محمولاً على موجات التحريض ضد رئيس الوزراء إسحق رابين، والذي كان من محدثيها الأساسيين – التحريض الذي أدى إلى اغتيال سياسي – ثم رفع شدة التحريض وطوره بإقامة جهاز تشهير حظي بلقب “آلة السم”، يدعي الآن أنه الضحية وينبه بأن حياته في خطر.

ليس هناك تلاعب إلا ويستخدمه نتنياهو وعصبته. وحتى محاولة اغتيال ترامب، تستخدمه على أنه فرصة لعرض اليمين –المعسكر المفعم تاريخه بالعنف السياسي– كضحية لعنف سياسي وهمي من جانب اليسار. وهاكم قائمة جزئية للقتلة من اليمين: يغئال عمير، يونا ابروشني، باروخ غولدشتاين، عامي بوكر، أعضاء التنظيم السري اليهودي، إسرائيل ليبرمان، دافيد بن شيمول، عيدان متان زادا، يعقوب تايتل، قتلة الطفل محمد أبو خضير وقتلة الزوجين سعد وريهام دوابشة من قرية دوما.

لقد غرس نتنياهو ثقافة تحريض، تهجم، شقاق، ملاحقة سياسية، عنصرية و”حيونة”. ليس فقط “يساريون” (“اليسار نسي ماذا يعني أن تكون يهودياً”) وعرب – لا توجد مؤسسة أو جسم أو جهاز سلطوي إلا وتعرض لهجمات لا لجام لها، إذا ما تجرأ على العمل بشكل لا يتطابق ومصالحه. لم يمنع “آلة السم” من التحريض ضد قادة الجيش وعائلات المخطوفين على الفظائع التي وقعت في ورديته. في مداولات أمس، تواصل التحريض ضد المستشارة القانونية للحكومة، التي أبيح دمها منذ زمن بعيد، وتواصلت الدعوات لإقالتها. إن محاولة عرض الاحتجاج ضد رئيس الوزراء كخطر على حياة نتنياهو هو تحريض بحد ذاته. ثمة احتجاج قوي ضد نتنياهو، لكنه ليس عنيفاً ولا يعرض حياته للخطر. هذا احتجاج مشروع ضد رئيس وزراء، قاد دولة إسرائيل إلى الكارثة الأكبر في تاريخها لذا فعليه أن يخلي مكانه.

——————————————–

يديعوت أحرونوت 15/7/2024

“الجيش” محبَط.. لم نتلقَّ أيّ تفسير للفشل الاستخباري في الـ7 من أكتوبر

بقلم: يوآف زيتون

بدأت التحقيقات في وحدة استخباراتية إسرائيلية في الأسبوع الثاني من تشرين أول/أكتوبر، لكن كثيرين من ضباط وعناصر “الجيش” أعربوا عن غضبهم بعد عدم إقالة أو استقالة ضابط واحد من الوحدة ما يشي بفشل التحقيق.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تنشر تقريراً لمراسلها للشؤون العسكرية، يوآف زيتون، يتحدث فيه عن الإحباط السائد بين جنود “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بسبب التحقيق في الإخفاقات الاستخبارية لتوقّع هجوم الـ7 من أكتوبر.

غضب وإحباط في المؤسسة العسكرية بسبب التحقيق في إخفاقات الـ7 من أكتوبر. بدأت التحقيقات في وحدة جمع الاستخبارات الإلكترونية، “8200”، في الأسبوع الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، لكنّ كثيرين من ضباط “الجيش” أعربوا عن غضبهم بعد عدم إقالة أو استقالة ضابط واحد من الاستخبارات العسكرية.

في الوقت نفسه، تشعر الوحدات القتالية بالإحباط من التحقيقات، وأبرزها التحقيق في معركة كيبوتس “بئيري”، والذي نُشر في الأسبوع الماضي.

تحقيق “8200” هو حالياً في مرحلة فحص سلوك الوحدة في اليوم السابق والأعوام السابقة للسابع من أكتوبر، لكنّ الغضب بين كثيرين من الضباط في الوحدة يُبعد إنجازها. ومن المفترض تقديم النسخة النهائية من التحقيق بحلول سنة على اندلاع الحرب، وتحديداً على رأس السنة العبرية المقبلة.

حقيقة عدم إقالة أو استقالة أي ضابط في وحدة الاستخبارات حتى الآن قد تُلمح إلى أنّه لم يتم العثور هناك على أي عيب أو فشل أو إخفاق في سلوك الوحدة “8200”، يبرر الاستقالة أو الرحيل لأحد من القادة. وهذا أحد الأسباب التي تجعل الضباط في قيادة المنطقة الجنوبية يراكمون غضباً كبيراً ضد شعبة الاستخبارات، بالإضافة إلى الغضب الذي تراكم في بداية الحرب، بسبب عدم توجيه الشعبة إنذاراً إلى فرقة غزة.

وقال ضابط كبير في المنطقة الجنوبية، في الأشهر الأخيرة، إنّ “مفهوم الدفاع للجيش الإسرائيلي عند الحدود يستند إلى إنذار استخباري، وإلّا فسنضطر إلى وضع عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود مع لبنان وسوريا وغزة”. وأضاف أنّ “ما حدث يوم 7 أكتوبر غير معقول، وإلى الآن لم يتلقَّ أحد أي تفسير له، ولم يُحاسب أحد”.

كثيرون من القادة والجنود في الوحدة “8200”، المسؤولة عن التنصت على المكالمات الهاتفية وجمع رموز الإشارات وفكها، واقعون في أجواء شلل منذ الـ7 من أكتوبر، بسبب الاشتباه في كبار القادة وتبادل اتهامات داخلية. ومن المفترض أن تتنصت “8200” على الفلسطينيين من أجل تحديد مؤشرات وقرائن مثيرة للشبهة، يمكن أن تؤدي إلى هجوم، فضلاً عن غزو قاتل وجماعي ومتزامن بمشاركة الآلاف من المقاتلين.

قائد “8200” نفسه لم يتقاعد بعد، على الرغم من أنّ الوحدة مسؤولة عن الفشل الاستخباري، الذي يتم التحقيق فيه وفحصه حالياً. كذلك، يجري التحقيق في دور الشاباك، الذي يعمل منذ بداية الحرب فقاعةً لا تدين بأي مساءلة للجمهور.

الإحباط، الذي تراكم في “الجيش” في الأسابيع الأخيرة، وتعزز في الأيام الأخيرة، هو عابر للجمهور والأذرع، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، غضبت وحدة “شلداغ” من أصابع الاتهام الموجَّهة في التحقيق إلى جنودها، الذين هرعوا في صباح يوم 7 أكتوبر كفريق استنفار أول من قاعدة الوحدة في بلماحيم إلى كيبوتس “بئيري”.

زعمت مصادر مقرّبة من ضباط في وحدة الكوماندوس، التابعة لسلاح الجو، أنّ اسم “شلداغ” تم التشهير به من أجل تهدئة غضب الإسرائيليين. وبحسب قولها، تم توجيه الاتهام إلى الجنود الصغار، ومن دون اتخاذ أي استنتاج ضد كبار القادة، المسؤولين عن بناء السيناريوهات واستعداد “الجيش” لمثل هذا الموقف، والذي كان بعيداً عما حدث بالفعل.

——————انتهت النشرة—————-