نقابات العمال في أمريكيا تدعو بايدن لوقف دعمه لإسرائيل

واشنطن: حث تحالف من النقابات العمالية يمثل ملايين العمال الأمريكيين يوم الثلاثاء إدارة الرئيس جو بايدن على وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل – التي تشن حربا على قطاع غزة – بينما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن العاصمة.

ومنذ أن شنت إسرائيل حربهتا الدامية على غزة في 7 أكتوبر، كان زعماء العمال والنقابات العمالية في الولايات المتحدة من بين الأفراد والجماعات التي تدفع من أجل إنهاء تواطؤ الولايات المتحدة ــ في شكل الأسلحة والدعم الدبلوماسي على الساحة العالمية ــ في ما تحقق فيه محكمة العدل الدولية باعتباره إبادة جماعية.

وتقف وراء هذه الدعوة جماعات ونقابات من بينها، اتحاد عمال البريد الأمريكي (APWU)، وجمعية المضيفات الجويات (AFA)، والاتحاد الدولي للرسامين والحرف المتحالفة (IUPAT)، والرابطة الوطنية للتعليم (NEA)، والاتحاد الدولي لموظفي الخدمات (SEIU)، واتحاد عمال السيارات (UAW)، واتحاد عمال الكهرباء والراديو والآلات في أمريكا (UE).

وفي رسالة موجهة إلى الرئيس الديمقراطي جو بايدن – الذي انسحب يوم الأحد من السباق الرئاسي وأعلن تأييده لنائبة الرئيس كامالا هاريس – دعت النقابات السبع إلى وقف مؤقت للمساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل “كجزء من العمل على تأمين وقف إطلاق نار فوري ودائم في الحرب في غزة”.

وقالت الرسالة :”إن التقارير الأخيرة تؤكد على إلحاح مطالبنا. فما زال عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، وكثير منهم من الأطفال، يُقتلون، وكثيراً ما يُقال إن ذلك يتم باستخدام قنابل أميركية الصنع. كما تهدد التوترات المتصاعدة في المنطقة بإيقاع المزيد من المدنيين الأبرياء في فخ حرب أوسع نطاقاً. وتزداد الأزمة الإنسانية عمقاً يوماً بعد يوم، مع المجاعة والنزوح الجماعي وتدمير البنية الأساسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات. وقد تحدثنا مباشرة إلى قادة النقابات العمالية الفلسطينية الذين أخبرونا بقصص مفجعة عن الظروف التي يواجهها العمال في غزة.

وأكدت الرسالة على أن  “رفض إسرائيل التقليل من الضرر الذي يلحق بالمدنيين وتقييدها الواضح للمساعدات الإنسانية الأمريكية يستدعي وقف المساعدات العسكرية الأمريكية” بموجب قانون المساعدات الخارجية وقانون مراقبة تصدير الأسلحة، مما يتحدى تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في مايو والذي مكن إدارة بايدن والكونجرس من الاستمرار في تسليح القوات الإسرائيلية.

وتأتي دعوة الائتلاف في الوقت الذي يستعد فيه نتنياهو لإلقاء كلمة أمام اجتماع مشترك للكونغرس، وهو الحدث الذي من المتوقع أن يقابله احتجاجات، بما في ذلك من قبل المشرعين. واختارت هاريس – التي تواجه ضغوطًا لمعارضة المزيد من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل – حضور حدث مقرر مسبقًا بدلاً من رئاسة خطابه. ومن المقرر أن يلتقي الزعيم الإسرائيلي مع بايدن، الذي يتعافى من كوفيد-19، في البيت الأبيض يوم الخميس.

وقال مارك ديموندستاين رئيس اتحاد العمال الأميركي في بيان يوم الثلاثاء: “إن نقاباتنا تسمع صرخات الإنسانية مع استمرار هذه الحرب الشرسة. إن العمال ونقاباتنا مرعوبون من أن أموال الضرائب التي ندفعها تمول هذه المأساة المستمرة. إننا في حاجة إلى وقف إطلاق النار الآن، وأفضل طريقة لتأمين ذلك هي قطع المساعدات العسكرية الأميركية عن إسرائيل”.

وسارع أعضاء النقابة وغيرهم من المراقبين إلى الإشارة إلى أهمية رسالة الائتلاف. وقالت ياسمين طيب، المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان : “يا له من أمر مذهل”.

وعبر العمال الذين ينتمون إلى مجموعات في الائتلاف عن فخرهم بالرسالة إلى بايدن، بينما حث آخرون نقاباتهم على أن تحذو حذوها.

أعلنت اللجنة الوطنية للعمل التابعة للاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا : “إن النقابات العمالية الكبرى تتخذ موقفًا ضد الإبادة الجماعية! أوقفوا المساعدات العسكرية لإسرائيل. حرروا فلسطين !”.