
المسار الاخباري : يوجّه رجل الأعمال الإسرائيلي البارز، الطيار العسكري في الاحتياط كوبي ريختر، إصبع الاتهام إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب المتوحشة على غزة لدواعٍ شخصية.
ويقول المستثمر والسياسي والطيار العسكري السابق كوبي ريختر، في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الجمعة، إن الفرصة الوحيدة لإطلاق جميع المخطوفين الإسرائيليين هي إنهاء حكم حركة حماس في غزة من خلال اتفاق، بحيث لا يبقى هناك مَن يحتجز مخطوفين يشكّلون «سلاحه التفاوضي الوحيد».
ويُوضّح أنه «لا توجد أي وسيلة ممكنة للقضاء على حركة «حماس» بالضغط العسكري، لأنه قد يؤدي إلى مقتل المخطوفين»، منوّهًا إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب السعودية ومصر، قادرة على فرض تسوية تؤدي إلى إنهاء حكم حركة «حماس» من خلال اتفاق، وإلى تحرير جميع المخطوفين.
كما يقول كوبي ريختر إنه يمكن أن تقوم السعودية باستئجار قطاع غزة مدة 50 عامًا، على أن يوقّع عقد الإيجار كلٌّ من السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر بصفتهم المؤجّرين (تمت صفقة تأجير مماثلة لجزيرتي تيران وصنافير سنة 1956 بين مصر والسعودية، وأُعيدت الجزر للسعودية سنة 2017).
مستثمر وطيار عسكري إسرائيلي في الاحتياط
ويمضي في مقترحاته: «سيُعاد قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية بعد انتهاء فترة الإيجار، بشرط أن توافق إسرائيل والسعودية على أنه لم تعد هناك مشكلة أمنية، وخلال السنوات الخمسين المقبلة، ستكون السعودية «المالك السيادي» للقطاع، والملتزمة بالسلام مع إسرائيل. وخلال فترة حكم السعودية في غزة، ستتولى بنفسها عملية إعادة الإعمار، وستدعو جهات أخرى (الولايات المتحدة وأوروبا والإمارات؟) إلى المشاركة في إعادة إعمار القطاع. وفي الفترة نفسها، ستستخدم السعودية إدارة فلسطينية، نظرًا إلى الكفاءة الاقتصادية في تقديم الخدمات، ولتعاطفها مع حلّ القضية الفلسطينية. وبعد انطلاق ناجح للمخطط، يمكن الأمل أنه في الوقت المناسب، سيكون بالإمكان تطبيق النموذج أيضًا في الضفة الغربية، مع استبدال مصر بالأردن».
ويقول ريختر إن هذا المخطط «يُحقق الشروط الأساسية التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرغبته في إيجاد حل من دون حرب، ويُحقق الشروط الأساسية لإسرائيل التي ستحصل على استبدال حركة «حماس» بدولة مسؤولة، ترى أن محاربة «الإرهاب» و»الإخوان المسلمين» أمر بالغ الأهمية، تمامًا كما تراه إسرائيل».
ويُضيف: «كذلك، يُحقق هذا المخطط الشروط الأساسية للسعودية التي تسعى لأن يُنظر إليها كحامية لحقوق الفلسطينيين، وتدفع نحو حل الدولتين. وسيلبّي الأفق الاقتصادي المنطقي، الذي من شأنه رفع مستوى المعيشة في غزة والضفة الغربية إلى مستوى يُتيح حلًا سلميًا (ثابتًا، حتى لو كان باردًا، مثلما هي الحال مع مصر والأردن)».
ويُشير إلى أن مثل هذا المخطط، الذي سيفتح مسارًا لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وسيلحق ضررًا بمصالح إيران في الإبقاء على وكلائها ودعمهم، وهم الذين نشأوا بدعوى القتال من أجل حقوق الفلسطينيين. كما سيسهّل ذلك على ترامب التوصل إلى اتفاقيات مع إيران وكذلك مع السعودية.
وطبقًا للمستثمر الإسرائيلي كوبي ريختر، فإن الجهة الوحيدة التي لا يتماشى هذا المسار مع أهدافها هي بنيامين نتنياهو، لأن وقف الحرب يتعارض مع مصالحه الشخصية، وهنا يأتي دور مصلحة ترامب الذي يمتلك القوة لتجاوز هذه العقبة.
ويمضي كوبي ريختر في اتهام نتنياهو قائلًا: «سيكون أمام نتنياهو خيار: إما أن يوافق ويحصل على جائزة نوبل للسلام مع ترامب، أو أن يُرغم على ترك نوبل لترامب وحده».
واللافت للنظر في الأمر، كما يقول ريختر، أن مصر استأجرت جزُرًا من السعودية لتخوض حربًا مع إسرائيل، في حين أن السعودية ستستأجر غزة لتصنع السلام معها.