الصحافة العبرية…الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت احرونوت 8/8/2024

التقدير في إسرائيل: نصرالله يعتزم الرد قبل طهران

بقلم: يوآف زيتون

في جهاز الامن في إسرائيل يسيرون على الخط مع نصرالله ويؤكدون بان قسما كبيرا من انجاز حزب الله تحقق منذ الان: الثأر الذي على الطريق يبقى على رأس جدول الاعمال الإعلامي في إسرائيل يوما بعد يوم – دون أن يطلق بعد صاروخ واحد، كجزء من عملية الرد على تصفية مسؤول حزب الله فؤاد شكر في الضاحية.

التأهب الأقصى لسلاح الجو، قيادة الجبهة الداخلية وقيادة المنطقة الشمالية يدخل الأسبوع الثاني له منذ التصفية المزدوجة. إجراءات الجاهزية استكملت في نهاية الأسبوع، والزمن المتبقي حتى الرد من لبنان ومن ايران مكرس لتوثيق وتحسين التنسيق مع الحلفاء في المنطقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة على أمل أن تنال إسرائيل هذه المرة أيضا مظلة جوية وعمق استراتيجي تصد بهما الهجوم المتوقع.

السيناريو الأسوأ من ناحية الجيش الإسرائيلي هو هجوم متداخل منسق وسريع من ايران ومن لبنان معا، لكن الان يقدرون في القيادة الأمنية السياسية بان احتمال ذلك منخفض. في اليوم الأخير تزايد التقدير بان حزب الله سيهاجم أولا، بينما في ايران يترددون اذا وكيف الرد على تصفية هنية.  في “واشنطن بوست” يقولون ان محافل في البيت الأبيض تعتقد بان جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن للجم رد ايران تعطي ثمارها، وهم يعيدون النظر لخطة الرد.

بالنسبة لحزب الله الصورة مختلفة، والتقدير هو أن الرد جاهز منذ الان والقرار بشأنه اتخذ في قيادة المنظمة. في إسرائيل يقدرون بان رد حزب الله سيكون قويا لكنه سيركز على اهداف عسكرية في الشمال ويحتمل مع التشديد على منطقة حيفا، حيث يوجد للجيش عدد من القواعد والمنشآت العسكرية. الى جانب ذلك يحتمل ان تكون محاولة لتوسيع المعادلة واطلاق رمزي لصواريخ نحو هدف جنوب حيفا، ربما في الشارون.

في حزب الله يحققون منذ الان الجانب المتعلق بالوعي في عملية الثأر من خلال إبقاء التوتر الأمني في رأس جدول اعمال إسرائيل، حتى وان لم يكن لذلك تأثير على الجمهور العام. التشويش الوحيد الملموس على بضع عشرات الاف الإسرائيليين يتعلق بإلغاء مئات الرحلات الجوية في مطار بن غوريون في ذروة موسم السياحة. لكن غياب قيود في الجبهة الداخلية يبقي روتين الحياة لمعظم الإسرائيليين بلا تغيير. أيام الانتظار في بداية نيسان أعطت الجمهور مناعة، ولا يبدو ملموسا هلع بين المواطنين لشراء الغذاء وإلغاء مناسبات كبرى في الجبهة الداخلية.

أما بالنسبة للهجوم الذي قد يأتي من ايران فهناك اكثر من تفاؤل في الجيش الإسرائيلي. فالمسافة عن ايران، نحو 2000 كيلو متر ستسمح بوقت انذار بين 10 – 15 دقيقة للصواريخ الباليستية و 8 ساعات للمسيرات.

مهما يكن من أمر، في إسرائيل لا يغلقون الباب امام خطوة يحتمل أن تكون تنسج من خلف الكواليس: استغلال هذه الأيام المتوترة بالذات لتنفيذ اغلاق متداخل ومتعدد الساحات لعشرة اشهر على القتال المتفجرة التي لم تتدهور بعد من خلال صفقة مخطوفين مع حماس تعيد على الأقل بضع عشرات منهم احياء. صفقة مع حماس كفيلة بان تقيد حزب الله الذي سيضطر لان يتجلد، وتؤدي بذلك الى وقف نار في الشمال مع مفاوضات بوساطة أمريكية لابعاد حزب الله عن الحدود. هذا السيناريو تدفع باتجاهه محافل امنية رفيعة المستوى يمكنه أن يسرق الأوراق إيجابا ويهديء الشرق الأوسط كله، بدلا من جر إسرائيل الى حرب متعددة الجبهات- مع التشديد على لبنان – بشروط ادنى للجيش، في ظل هجر القتال في غزة وإبقاء المخطوفين في وضع سيء لاشهر طويلة أخرى، وربما سنين، في انفاق حماس.

——————————————–

معاريف 8/8/2024

ليس هكذا يهزم الارهاب

بقلم: يوسي هدار

في زمن كتابة هذه السطور ينتظر مواطنو إسرائيل بقلق ضربة تأتي من ايران ومن حزب الله، الشمال يواصل الاشتعال، العمليات الاجرامية تعربد، القتال في الجنوب يستمر، و 115 من مواطني إسرائيل لا يزالون مخطوفين لدى حماس منذ عشرة اشهر، يعانون التنكيل ويوجدون في خطر موت دائم. يبدو ان الوضع الأمني لإسرائيل لم يسبق أن كان سيئا بهذا القدر وهذه الفوضى تقع في وردية نتنياهو. من الصعب التصديق بان رئيس الوزراء المسؤول عن الكارثة الأكبر في دولة اسرائيل لا يزال باقيا على كرسيه وليس فقط لم يستقل بل يدير الحرب بشكل فاشل على نحو مخيف، بتردد لا نهاية له، بارتجال وبمصالح سياسية وشخصية ضيقة اعتاد عليها. ليس هكذا يهزم الإرهاب.

لئن كان بعد عشرة اشهر من الحرب لا تزال حماس تطلق النار نحو بلدات السهل الساحلي ولا تزال تسيطر في قطاع غزة بلا جدال، فلا مفر من القول انه صحيح حتى هذه اللحظة، رغم الإنجازات التكتيكية الهائلة للجيش الإسرائيلي، فشلنا في اختبار النتيجة ويجب إعادة احتساب المسار. التفويت الأكبر هو في ترجمة إنجازات الجيش الى نصر سياسي وتغيير الحكم المدني في القطاع، مما كان سيقضي على القوة العسكرية لحماس او على الأقل يمس بها مسا شديدا. ان رفض نتنياهو الحديث عن اليوم التالي وإدخال فلسطينيين معتدلين وقوات عربية ودولية الى القطاع هو ما أدى الى إبقاء حكم حماس والى الحاجة الى حملة إضافية في المستقبل القريب. كما أن الإدارة الفاشلة للحرب التي بدأت بقوة عالية جدا، فقط في شمال القطاع وليس أيضا في رفح وفي محور فيلادلفيا، منعت عنا إنجازا اكبر بكثير. تردد نتنياهو أدى الى ان فقط بضعة اشهر من العشرة اشهر من القتال حتى الان كانت قوية حقا. لا غرو أنه من التحقيق الذي نشرته الـ “سي.ان.ان” هذا الأسبوع يتبين أنه رغم الضربة الهائلة التي اوقعها الجيش الإسرائيلي على حماس، فان نصف كتائبها على الأقل لا تزال عاملة الامر الذي هو بعيد جدا عن تصريحات نتنياهو في أن “النصر المطلق” قريب. كتائب كثيرة، حسب التحقيق، “قتالية بشكل ناجع” والكثير منها اعيد ترميمها.

على نتنياهو أن يفهم بانه اذا لم ينتصر في عشرة اشهر فانه لن ينتصر على الاطلاق واحد ما آخر يتعين عليه أن ينهي المهمة. كان ينبغي لنتنياهو أن يتعلم من ارئيل شارون كيف الانتصار على الإرهاب. في 2002 قاد شارون حملة “السور الواقي” وفي 43 يوما أوقع ضربة هائلة على الإرهاب في معظم المدن الفلسطينية في الضفة. غير أنه حتى بعد حملة ناجحة للغاية، الإرهاب ينبغي معالجته كل الوقت – قص العشب هكذا بحيث أن الإعلان عن “نصر مطلق” هو خداع، حيلة تسويقية مكشوفة ورخيصة وذر الرماد في عيون الجمهور.

على خلفية كل هذا يبرز كما أسلفنا التفويت الهائل في هزيمة الحكم المدني لحماس، وانطلاقا من فرضية انه سيتطلب الامر المزيد من الاعمال الكثيرة لتصفيتها، فليس منطقا وليس أخلاقيا تأخير صفقة المخطوفين بهذه الحجة. في الأيام الأخيرة يبرز في صفحة الرسائل البيبية الإصرار على البقاء في محور فيلادلفيا. كما أسلفنا محور فيلادلفيا هام بقدر لا مثيل له وخسارة انه لم يتم الاستيلاء عليه في بداية الحرب، غير أنه يجب أن نتذكر بانه على مدى 15 سنة من ولاية نتنياهو منذ 2009، لم يحرك ساكنا كي يعيد السيطرة على هذا المحور وكان منشغلا في الهدوء الزائف الذي اشتراه من حماس بحقائب الدولارات التي نقلها من قطر وبامتناعه عن تصفية السنوار.

كما أن نكران الجميل تجاه بايدن لا يضيف الى وضعنا الأمني، وبينما الرئيس الأمريكي يخرج عن طوره كي يدافع عنا، يواصل نتنياهو زق اصبع له في العين لأغراض سياسية دنيئة في صالح قاعدته. نتنياهو يصون الفوضى ويبدو أنه يفضل بن غبير، سموتريتش وبقاء حكومته على مصلحة عموم الجمهور.

وفي هذه الاثناء تبقى الحكومة على عادتها وفي ذروة الحرب تواصل الانقلاب النظامي، تجد الوقت لقانون الحاخامين، وبوقاحة تدفع قدما بامتيازات في صالح قناة الحكم التلفزيونية غريبة الاطوار. مؤسف للغاية انه يتعين على إسرائيل ان تكون في حرب ضروس ومهددة فيما هي ليست موحدة حقا وليس فيها من يدير الحرب ضد الإرهاب بحكمة. من اجل الانتصار على الإرهاب يجب دمج الجسارة العسكرية بلا تردد مع الحكمة السياسية والحرص الحقيقي على سلامة الجمهور ورفاهيته.

——————————————–

يديعوت 8/8/2024

إسرائيل قد تتورط في حرب استنزاف طويلة، بالضبط كالحرب الأوكرانية الروسية

بقلم: نداف ايال

امس جاءت اخبار من أوكرانيا: قوة صغيرة نسبيا من ناحية الف مقاتل انطلقت الى هجوم او حملة محدودة في الأراضي الروسية. في الصور المشوشة التي وصلت من ميدان المعركة، بدا مئات الجنود الروسي يستسلمون امام الاوكرانيين، في الأراضي الروسية، على مسافة غير بعيدة عن مدينة هامة.

التسلل الصغير الى روسيا لن يغير الوضع الاستراتيجي للاوكرانيين: فهم يتآكلون واحيانا ينسحبون امام التفوق الاستراتيجي لموسكو. وانتهت أقاول المجد عن طرد سريع لكل جندي روسي، حتى الغازي الأخير. حرب الاستنزاف تتواصل، بلا انقطاع، في داخل الخنادق وخارجها. كما انقضت أيضا الأزمنة التي كانت الحرب الأوكرانية تتلق فيها اهتماما اعلى من وسائل الاعلام العالمية ومن النخبة الثقافية في الغرب. اما اليوم فكل العيون تتجه الى الشرق الأوسط، الى إسرائيل، لبنان وايران.

غير أن أوكرانيا تبقى تشكل شارة تحذير لامعة لما يمكن أن يحصل، وفي واقع الامر يحصل لنا منذ الان: حرب تبدأ كحدث مميز، مركز التقارير والخطاب العالمي، وتصبح رويدا رويدا مستنقع استنزاف. مستنقع يقتل الناس فيه ويقتلون الآخرين، وبكميات. ومثلما يعرف الجميع من شأنها أن تخرج عن السيطرة. في الحالة الأوكرانية لدرجة استخدام السلاح النووي. ورغم ذلك احد لا يعرف كيف ستحل هذه العقدة، وقلة يحاولون التنبؤ.

لاكثر من عشرة اشهر في حرب 7 أكتوبر، وحرب إسرائيل في المنطقة – ضد حماس، حزب الله، ايران ووكلائها – تبدو اقل كحملة سريعة للحسم واكثر مثل الحرب الاوكرانية – الروسية. وهذا هو جوهر الخلاف الأساس والعميق جدا بين بنيامين نتنياهو وبين قادة جهاز الامن. فهم يتبنون نهجا استراتيجيا معاكسا تماما للعنصر الأساسي جدا في الشرق الأوسط – الزمن. نتنياهو مقتنع بان الزمن سيكون في صالحه وفي صالح إسرائيل. في صالحه لان الاستطلاعات تتحسن، والذاكرة تبهت. القصور يبتعد. في صالح إسرائيل، لانه امام القوة الهائلة التي تستخدمها، وفي ظل الاستخبارات الفائقة التي تحت تصرفها، فان دول ومنظمات الإرهاب لن تتمكن من الصمود على مدى الزمن.

نتنياهو بالطبع مسؤول عن القصور. فقد وثق بالعدو وبالتسويات معه وأظهر غطرسة عديمة الأساس تجاه حماس. هو نويل شمبرلينغ، لكنه اقنع نفسه، قبل سنوات عديدة بانه وينستون تشرتشل. ولهذا فان الموقف المصمم، عديم التنازل والنجاة بكل ثمن يعتبر في نظره كزبدة الزعامة في وقت الحرب. لكن تشرتشل مارس تفكرا واقعيا تماما؛ فقد راهن على دخول الولايات المتحدة الى الحرب لتساعده في الحاق الهزيمة بألمانيا النازية. نظرة واقعية، يقول يوآف غالنت، هرتسي هليفي، رونين بار وكل باقي جهاز الامن تستوجب في هذه اللحظة صفقة. وبأسرع وقت ممكن. ليس فقط، بل وربما أساسا، إعادة المخطوفين. لان عنصر الزمن لا يعمل في صالحنا. ومثلما قال لي محفل بارز في الليكود قبل نحو عشرة أيام: الحقيقة هي ان غادي آيزنكوت كان محقا. هو الذي حذرنا من اننا اذا لم نقبل الاقتراحات التي تقدمت بها حماس في مؤتمر باريس الثاني، مثلا، فاننا سنعرض عليهم اقتراحات افضل لاحقا. وضعنا لن يتحسن. هو يعرف. وآيزنكوت كان الوحيد المحق”. هذه هي الفجوة بين قادة جهاز الامن وبين نتنياهو: هذا ليس لانهم يعرفون بان الزمن يعمل في غير صالحنا. هم يعتقدون بانه توجد إمكانية واقعية كهذه. ان تنجرف إسرائيل الى معركة استنزاف لا تنتهي، بينما تتآكل قواها، وتوجد علاقاتها مع الولايات المتحدة في الحد الأقصى. والمجتمع الإسرائيلي متوتر حتى النهاية واقتصادها يتعثر. حتى من أجل إمكانية الا يكون الزمن يعمل في صالحنا – كما يقول قادة جهاز الامن – سِر نحو صفقة الان.

كما نشرت قبل بضعة أيام، ضغطهم وضغط الرئيس بايدن اعطى مؤشراته؛ رئيس الوزراء بعث بالمفاوضين الإسرائيليين مع رد هوائي تماما لحماس. والان ينتظرون. جون كيربي الناطق بلسان مجلس الامن القومي في البيت الأبيض الذي نقل عنه امس كان محقا جدا: الصفقة قريبة. لكني افترض بان الاقتباسات نبعت من سبب آخر، عملي أكثر: إشارة الى المنطقة بانه يوجد مسار خروج من دوامة النار، الموت والدمار التي بانتظار الشرق الأوسط اذا لم يصحُ. هذه هي النقطة في محور الزمن. بانتظار الصفقة، بانتظار الحرب، بانتظار كلتيهما. امس تحدث معي زميل صحافي، من دولة عربية. كان قلقا ومشغول البال. “عندكم توجد ملاجيء، اما نحن فبلا ملاجيء”. لم يعتقد بانه يوجد سبيل يخرج نصرالله من هدف التصعيد ويده هي العليا. هذه ليست حرب لبنان الثانية، هو يقول، هذه حرب لبنان لاولى. وهذه انتهت، كما يذكر، باحتلال إسرائيلي كل الطريق الى بيروت. بالاجمال، لإسرائيل توجد تجربة جيدة مع فترات الانتظار. الانتظار الحالي، ممزق الاعصاب، الرهيب، يذكر بذاك الذي قبل حرب الأيام الستة؛ الناس خافوا في حينه من الإبادة التامة للدولة. قبل ذلك كان الانتظار لاجتياح الجيوش العربية في 1948. ما يميز مثل هذه الفترات هي ان المنظومات الإسرائيلية تتوتر حتى آخر حدود قدرتها. وهي لا يفترض أن تتفاجأ. فهي توجد كل الوقت على مسافة خطوة من ضربة مضادة.

استراتيجيا، هذه ليست المسألة على الاطلاق. المسألة هي الرد الإسرائيلي على الهجوم ضدها. القرارات الإسرائيلية في الأيام القادمة ستنشأ عن مدى الإصابات المحتملة اذا ما وعندما تأتي ضربة حزب الله/ ايران. تلك التي لا تزال غامضة، ويبدو انها ستقع في الزمن القريب حقا. طوفان الأقصى، هذه رؤيا يحيى السنوار الكبرى، أمنيته. انقضاض إقليمي لا ينتهي على إسرائيل – الى أن تتفكك من الداخل.

هذه الرؤيا ستتشوش من خلال احباط مكثف لهجمات محور المقاومة. كسر جيش حماس في غزة وقتل زعمائها، الإبقاء على محور الدول المعتدلة العربية، تطبيع وخلق بديل للنظام الحماس في قطاع غزة. اختبار الاستراتيجية هو الإبقاء عليها ليس عندما يكون هذا سهلا، بل عندما يكون صعبا. الاختبار سيكون في الأيام القادمة.

——————————————–

هآرتس 8/8/2024

تعيين السنوار لا يغير مباديء الصفقة وفرص نجاحها

بقلم: تسفي برئيل

الاجراء السريع لتعيين يحيى السنوار في منصب رئيس المكتب السياسي لحماس، لا يتوقع أن يغير مسار المفاوضات أو احتمالية نجاحها. وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، قال فيما يتعلق بالتعيين إنه “يؤكد على حقيقة أنه على السنوار ملقاة مسؤولية القرار اذا كان يجب التقدم في المفاوضات لوقف اطلاق النار”. ولكن هذا التشخيص لا يوجد فيه أي شيء جديد. السنوار، وليس اسماعيل هنية، هو الذي كان طوال الوقت “صاحب القرار”، وهي المكانة التي حصل عليها بفضل الحرب التي شنها ضد اسرائيل وبسبب السيطرة على مصير المخطوفين.

السنوار ايضا هو الشخص الذي قرر بشأن التنازل الكبير في شهر ايار الماضي عندما وافق على تأجيل طلب وقف مطلق للحرب والانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي من قطاع غزة قبل انتقال الطرفين الى المرحلة الثانية للمفاوضات بعد استكمال المرحلة الاولى “الانسانية”. وبذلك فقد اعطى المفاوضات احتمالية اخرى للتقدم. مكانته الجديدة في منصب رئيس المكتب السياسي، وعمليا الزعيم العسكري والسياسي لحماس، لا تغير هذه المعادلة التي تنتظر رد بنيامين نتنياهو.

حسب بيان حماس فان قرار تعيين السنوار جاء بعد التشاور مع جميع اعضاء مجلس الشورى، الجسم الاعلى الذي يحدد الايديولوجيا والسياسة والاستراتيجية للمنظمة. ويشارك في هذا الجسم 320 عضو يوجدون في اربع مناطق وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج والأسرى. بينهم 25 – 50 عضو في “مجلس الشورى المقلص”، نوع من المطبخ الصغير الموسع.  بين هؤلاء الاعضاء حدث خلاف شديد، بين الذين يؤيدون علاقة وثيقة مع ايران مثل هنية وصالح العاروري وبين الذين يفضلون العودة الى “الحضن العربي”، وهو الخط الذي يقوده خالد مشعل.

في الحقيقة السنوار محسوب على الذين يؤيدون العلاقة الوثيقة مع ايران، لكن مقابل هنية وصالح العاروري، اللذين اقاما علاقات وثيقة مع الزعيم الروحي علي خامنئي وتعرفا عليه شخصيا، فان السنوار يعتبر ايران مصدر للتمويل والسلاح، وليس بالضرورة شريكة ايديولوجية، حتى لو أنه عبر مرات كثيرة عن الشكر لها على مساعدتها التي قدمتها. ويبدو ايضا أنه امتنع عن ابلاغ شركائه في حماس وايضا ايران حول تفاصيل الهجوم ضد اسرائيل، وهي الحقيقة التي اغضبت ايران، والتي فسرت بهذا امتناعها عن المشاركة العسكرية المباشرة في منظومة “وحدة الساحات”. هذا الخلاف الداخلي وصل الى الذروة في الانتخابات للمناصب القيادية في حماس في 2021 عندما اضطر يحيى السنوار، الذي كان على ثقة بفوزه، الى التنافس في ثلاث جولات انتخابية قبل الاعلان عن فوزه. في حينه عندما تم تعيينه كرئيس للمكتب السياسي لحماس في غزة عمل على اقصاء مؤيدي هنية من المناصب الرئيسية في القطاع.

لكن بسبب الشراكة الوثيقة بين حماس وحزب الله، واسهامه العسكري المهم جدا في الحرب، وبسبب الحاجة الى الحفاظ على علاقات وثيقة مع ايران امام سيناريو محتمل تطلب فيه قطر خروج زعماء حماس من اراضيها، كان من الواضح أن خالد مشعل، الذي بادر الى مقاطعة سوريا وبالتالي مقاطعة ايران، في العام 2012 على خلفية مذبحة المدنيين السوريين في الحرب الاهلية، لم يكن باستطاعته العودة الى المنصب الذي شغله حتى 2017، الذي فيه هنية حل محله في الانتخابات. ايضا كان من الواضح بأنه في الظروف القائمة ومن اجل منع الانقسام الداخلي في حماس فان اجراء الانتخابات كما يقتضيه ذلك دستور حماس الداخلي لا يعتبر خيار واقعي. النتيجة كانت نوع من التسوية، التي فيها سيبقى مشعل في منصب المسؤول عن “حماس الخارج” ولن يتم تعيين نائب للسنوار في هذا الوقت. هذا المنصب شغله العاروري حتى تصفيته في كانون الثاني الماضي، ومنصب المسؤول عن حماس في الضفة يشغله بصورة مؤقتة زاهر جبارين. في الظروف العادية تعيين السنوار كان يمكن أن يستمر حتى العام 2025، الذي يتوقع فيه اجراء الانتخابات الدورية لقيادة المنظمة. ولكن حتى الآن يبدو أن حماس والسنوار يمكنهم فقط الأمل بأنه حتى السنة القادمة يتبقى أصلا مرشحين للانتخاب.

في كل الحالات، رغم التقسيم الوظيفي بين حماس الخارج وحماس الداخل، وبين الضفة والقطاع، فانه من الآن فصاعدا سيتولى السنوار نفسه كل نشاطات المنظمة على الصعيد العسكري والسياسي. القضية التقنية، أي كيف يمكن للسنوار ادارة شؤون حماس من داخل الانفاق في غزة، لا تعتبر عائق جوهري. فقد نجح في ارسال الرسائل والقرارات بواسطة مبعوثين، وبالاساس بواسطة خليل الحية الذي اعتبر نائبه ومحل ثقته، وأصلا الآن غزة هي القضية الرئيسية التي يجب على يحيى السنوار علاجها.

لكن اضافة الى الخطوات الفورية المتعلقة بالمفاوضات حول تحرير المخطوفين، التي دخلت في هذه الاثناء الى التجميد، وقضية وقف اطلاق النار المرهونة بقرار اسرائيل، فان يحيى السنوار، ومثله قيادة حماس، ملزم بترسيخ الشروط التي ستمنع تفكك المنظمة، وليس فقط سيطرتها في غزة. على سبيل المثال، قيادة حماس ما زالت تفحص احتمالية الدفع قدما بالمصالحة مع فتح؛ هل وكيف سيتم الانضمام لـ م.ت.ف؛ عمليا، مناقشة طريقة ادارة القطاع، في البداية معبر رفح، من قبل ممثلي السلطة الفلسطينية أو جسم فلسطيني بديل؛ بعد ذلك كيف سيتم الاندماج في برامج اعادة اعمار القطاع بعد الحرب.

للوهلة الاولى يبدو أن هذه الاسئلة غير عملية الآن، لكن عندما تجري اسرائيل مع مصر ومع الولايات المتحدة نقاشات حثيثة حول خطط الانسحاب من معبر رفح وربما من محور فيلادلفيا، في اطار اتفاق شامل لوقف اطلاق النار، فربما ادارة غزة ستصبح قضية حاسمة قريبا، وسيكون لقرارات يحيى السنوار فيها دور حاسم لأنها سترسخ اهمية حماس حتى بعد الحرب. يبدو ايضا أن هذه الاعتبارات كانت توجد امام مجلس الشورى عندما قام بتعيين السنوار، حيث أنه الى جانب النية في ارسال رسالة لاسرائيل والولايات المتحدة والجمهور الفلسطيني بأن حماس هي أكثر من مجموع القادة الذين تمت تصفيتهم، كانت هناك حاجة الى اظهار بأن حماس ما زالت تدير معركة سيطرة هرمية، وأن السنوار هو جزء من هذه البنية وليس “حاكم مستقل”، حتى لو كانت هذه مكانته فعليا.

الحديث هنا يدور حول الاعتماد المتبادل الذي فقط من الآن فصاعدا هو آخذ في التعمق، ويمكنه أن يبقي في يد مجلس الشورى دور اساسي في تحديد استمرار طريق حماس. من اجل فهم هذا الاعتماد يجب فحص الفرق بين مكانة هنية ومكانة السنوار. منذ بداية الحرب اعتبر السنوار هنية “مراسل” والـ “الرجل الذي يرتدي البدلة”، الذي مهمته نقل الرسائل من قطاع غزة الى دول الوساطة واعادة الردود عليها اليه. هنية لم يكن باستطاعته فرض ارادته على السنوار أو تحديد مسار الحرب وحجمها وشروط وقفها. في الواقع كان لهنية دور السياسي الذي ادار العلاقات مع رؤساء الدول، ولكنه لم يتحكم بمركز القوة العسكري لحماس. ولكن هنية كان يمتلك ذخر استراتيجي مهم بشكل خاص. فقد سيطر على مصادر تمويل حماس وعلى امبراطورية انتاج الاموال لها.

حتى الآن ما زال يوجد جيش للسنوار، أو على الاقل قوة عسكرية تستمر في الحرب، ولكنه ليس سياسيا. من اجل ادارة البنى التحتية لتمويله ولتمويل كل حماس فانه ايضا سيكون معتمد على هذه المصادر والاجهزة التي تنشغل الآن في ذلك، والتي تمتلك في يدها انبوب الاوكسجين الذي يغذي السنوار ورجاله ايضا. الآن ضرورة الاهتمام بمستقبل الحركة، سياسيا واقتصاديا، يمكن أن تكون أكثر اهمية من الضغط العسكري الذي استخدم على قطاع غزة، وأن تصبح العامل الرئيسي في قرارات السنوار في قضية صفقة التبادل ووقف اطلاق النار. يبدو أن هذا هو الاستنتاج الذي توصلت اليه الادارة الامريكية، التي لم تقم بادانة التعيين كما كان متوقعا، بل بالذات سارعت الى تبني مكانة السنوار الجديدة وأن تؤكد في رسالة اليه على مسؤوليته عن استغلال هذه الفرصة واستكمال المفاوضات حول اطلاق سراح المخطوفين.

——————————————–

هآرتس 8/8/2024

الولايات المتحدة تخشى الانجرار الى حرب وتحاول ردع ايران وحث نتنياهو على وقف النار

بقلم: عاموس هرئيلِ

ديفيد ايغناشيوس، المحلل الدبلوماسي والامني المخضرم في “واشنطن بوست”، كان أمس متفائلا. فبحسبه، الذي يبدو أنه يستند بالاساس الى مصادر امريكية واسرائيلي، ما زال يوجد مخرج محتمل من الاشتعال الآخذ في التصاعد في الشرق الاوسط.

حسب قوله الادارة الامريكية نجحت بأن تردع بدرجة معينة ايران عن القيام بهجوم واسع ضد اسرائيل، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يظهر اشارات مرونة في مسألة وقف اطلاق النار وصفقة المخطوفين مع حماس. المتغير المجهول هو حزب الله. فمن غير الواضح اذا كان حزب الله شريك في مقاربة ايران أو أنه ينوي المخاطرة الى درجة اشعال المنطقة.

حسب اقوال ايغناشيوس فان الذي ما زال يقود جهود التهدئة هو الرئيس الامريكي، جو بايدن، رغم الاعلان بأنه لن يتنافس على ولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني القادم. بايدن يستخدم قناة خلفية غير رسمية مع النظام في ايران وفي موازاة ذلك يضغط على نتنياهو. وبهدف وقف “حرب كارثية” في الشرق الاوسط فقد أمر الرئيس بارسال حاملة طائرات ومدمرات وطائرات قتالية الى المنطقة مع الاعلان بأن الولايات المتحدة ستساعد ايضا في هذه المرة في الدفاع عن اسرائيل.

ايران تفحص من جديد خطواتها، حتى بعد أن تبينت بالتدريج ظروف اغتيال زعيم حماس، اسماعيل هنية، في طهران في الاسبوع الماضي. عملية الاغتيال، حسب محلل “واشنطن بوست” ،كانت بواسطة عبوة متفجرة تم وضعها في غرفة هنية في بيت الضيافة التابع لحرس الثورة الايراني وليس بواسطة صاروخ اطلق من بعيد.

بشكل معين، في اطار قواعد اللعب غير المكتوبة في الشرق الاوسط، هذا يعتبر تحد اخف في نظر النظام في ايران. رسائل التحذير من قبل الولايات المتحدة نقلت بواسطة السفارة السويسرية في طهران، والبعثة الايرانية في مقر الامم المتحدة في نيويورك. الامريكيون قالوا للايرانيين بأن التصعيد الاقليمي سيصعب على الرئيس الجديد مسعود بزشكيان تسلمه للمنصب. وبخصوص نتنياهو فان ايغناشيوس كتب بأنه تراجع عن جزء من طلباته الجديدة بخصوص صفقة التبادل التي كان يمكن أن تعطل المفاوضات.

بخصوص التقرير بشأن نتنياهو لم يتم تسلم أي تأكيد من مصادر اسرائيلية. يصعب استبعاد احتمالية أنه كما حدث أكثر من مرة في السابق، فان رئيس الحكومة مرة اخرى يسوق مواقف مختلفة للاعبين مختلفين. هكذا كان الامر ايضا قبل سفره لالقاء الخطاب في الكونغرس في الشهر الماضي واثناء زيارته. نتنياهو ولد الانطباع لدى مستضيفيه الامريكيين – ولا يقل اهمية عن ذلك لدى عائلات المخطوفين – بأنه في القريب يتوقع حدوث اختراقة في المفاوضات. عمليا، الزيارة انتهت بدون أي تقدم، ومنذ عودته الى البلاد يقوم بعرض مواقف متشددة في المفاوضات. المقربون منه يقولون بأنه مع استمرار الهجمات في غزة واغتيال القادة الكبار في حماس سينجح في أن يفرض على حماس اتفاق مريح أكثر لاسرائيل. في المقابل، كبار قادة جهاز الامن يقولون بأن نتنياهو يمط الوقت بشكل متعمد وأن توجهه هو نحو حرب استنزاف أبدية، بدون صفقة تبادل التي يمكن أن تعرض استقرار حكومته للخطر.

الامريكيون يخشون من أن تبادل اللكمات الاقليمي سيجرهم الى داخل المناوشات بسبب التزامهم (الذي تم التعبير عنه في الفترة الاخيرة) بالدفاع عن اسرائيل. ما تبثه الادارة، حتى بواسطة التصريحات لوسائل الاعلام الامريكية، هو أنه ما زال هناك “مخرج” قبل مسار التصادم مع ايران وحزب الله. واذا وافقت اسرائيل على الدفع قدما بشكل حثيث بصفقة التبادل في الوقت الذي ستستخدم فيه الولايات المتحدة جهود الردع، فربما ما زال يمكن وقف التصعيد الذي يمكن أن يجر الطرفين الى حرب، حتى لو أنهما لا يرغبان في ذلك بسبب قوة الردود المتبادلة.

الامكانية الكامنة في التدهور ستكون مرهونة بأمرين، قوة عملية حزب الله “ونجاحها”، وعلى خلفية ذلك طبيعة رد اسرائيل. في الاشتعال السابق مع ايران في منتصف نيسان الماضي، النجاح في اعتراض معظم الاطلاقات من ايران مكن اسرائيل من الاكتفاء برد معتدل نسبيا، والتوتر تلاشى خلال فترة قصيرة.

في الجيش الاسرائيلي يتم الحفاظ على حالة التأهب، لا سيما في سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي والاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، قبيل أي هجوم محتمل من محور ايران، لا سيما من قبل حزب الله. تقدير الاستخبارات يقول بأن حزب الله ملزم برد أكثر شدة من رد ايران، ازاء الغضب من اغتيال اسرائيل لفؤاد شكر، الذي وصف بأنه رئيس اركان الحزب، في بيروت في الاسبوع الماضي.

جهات امريكية واسرائيلية قدرت بأن الهجوم سيتركز على المواقع العسكرية، لكنها غير واثقة من أن حزب الله سيكون حذرا في مسألة المس بالمدنيين. قواعد الجيش الاسرائيلي في الشمال يمكن أن تكون في مرمى الهدف، لكن ربما تكون ايضا محاولة لضرب اهداف مدنية في المركز، كما ألمح مراسلون مقربون من حزب الله مؤخرا.

——————————————–

 إسرائيل اليوم 8/8/2024

المحور الروسي الصيني يحاول منع ايران من التصعيد

بقلم: داني زاكن

توجد بضعة أسباب لماذا لا يوجد حتى الان هجوم إيراني على إسرائيل ولا يوجد حتى الان هجوم ثأر من حزب الله في اعقاب التصفيات في بيروت وفي طهران.

احد الأسباب هو تدخل عميق وحثيث من روسيا والصين مع القيادة الإيرانية لمنع تصعيد واسع. بين الأسباب الإضافية يمكن أن نحصي الردع الإسرائيلي، الذي اعيد بقدر ما بعد التصفيات وكذا بعد الهجوم في اليمن، الذي اكثر مما لمح لإيران بالاصابات لمنشآتها النفطية وغيرها من المنشآت الهامة، عسكرية كمدنية في ارجاء الدولة. سبب إضافي هو حلف الدفاع الإقليمي الذي اظهر قدراته في نيسان، وفي واقع الامر يقلص جدا نجاعة الهجوم الإيراني. سبب آخر، تكتيكي، هو عمليا جر إسرائيل الى وضع تأهب اقصى – الغاء الرحلات الجوية، المس بالاقتصاد وما شابه. نصرالله تباهى بذلك في خطابه يوم الثلاثاء

وعودة الى السبب الأول المشار اليه وله أهمية حاسمة. الصين وروسيا تحثان ايران على عدم الرد بشكل يؤدي الى تصعيد واسع. لكل واحدة منهما أسبابها الخاصة. علاقات روسيا وايران توثقت جدا بسبب الحرب في أوكرانيا. روسيا تشتري من ايران منظومات سلاح كالمُسيرات الانتحارية من طراز شاهد، التي تستخدم للهجمات في أوكرانيا. وهي ترسل من المصنع الإيراني المتطور في كان، على مسافة غير بعيدة عن اصفهان، ومن مصنع اقاموه في طاجكستان المجاورة.

حلف مناهض لإيران

لكن المصلحة الروسية استراتيجية اكثر. تقدير روسيا، كما يحللون في جهاز الامن هنا، وان تصعيدا حادا سيمس بشدة بايران وبمكانتها كقوة عظمى في المنطقة، وكفيل بان يعزز الحلف الإقليمي المناهض لإيران ويجعله حلف دفاع حقيقي. بوتين غارق في الوحل الاوكراني، ويبدو انه ينتظر الفرصة لانهاء الحرب باتفاق يبقي في يديه معظم الإنجازات الإقليمية، بما فيها شبه جزيرة القرم. تصعيد في الشرق الأوسط الذي ينتمي فيه هو الى الجانب الإيراني، سيمس بفرص تحقيق اتفاق كهذا. لقد بعث بوتين الى طهران بسيرجيه شويغو الذي كان وزير الدفاع. فضلا عن الوعود لارسال منظومات دفاع متطورة ضد الصواريخ والطائرات، نقل شويغو هذه الرسالة الى الزعيم الأعلى آية الله خامينئي.

في الجانب الصيني المصلحة الأساس هي النفط. الصين هي الزبون الأساس وشبه الحصري للنفط الإيراني، بثمن زهيد لكن بكميات كبيرة ومتزايدة. إدارة بايدن توقفت عمليا عن فرض العقوبات على بيع النفط من ايران، مصدر الدخل الأساس للدولة. ايران تعيش في ازمة اقتصادية عميقة في اعقاب خروج ترامب من الاتفاق النووي، وسعر عملتها تدهور من 420 الف ريال للدولار في 2018 الى اكثر من 700 الف اليوم. بيع النفط يتم في قسمه الأكبر في صفقات تبادل للبضائع مقابل النفط، لكن أيضا بالدولار من خلال تجاوز آليات التحويل المالي الدولية وتبييض التجارة المحظورة بالنفط.

بعض الأرقام. الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 والغى العقوبات ضد ايران جلب لإيران مداخيل سنوية لاكثر من 60 مليار دولار من تصدير النفط. بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الخروج من الاتفاق في 2018 هبطت المداخيل السنوية الى نحو 15 مليار دولار. بعد تغير الإدارة في البيت الأبيض عادت المداخيل في عهد بايدن الى الارتفاع وبلغت في 2024 نحو 50 مليار دولار. 90 في المئة من النفط يصدر كما اسلفنا الى الصين بسعر زهيد جدا عن السعر في الأسواق الدولية، وهو يحرك الصناعة الصينية. التهديد على هذا التوريد هو تهديد على الاقتصاد الصيني.

إضافة الى ذلك، وقعت الصين مع ايران على اتفاق استثمار اقتصادي ضخم قبل ثلاث سنوات، واستثمرت حتى الان مليارات الدولارات في منشآت بنى تحتية وفي صناعة النفط أساسا – التي تحت تهديد إسرائيلي مباشر في الرد على هجوم إيراني. لقد أصبحت الصين عمليا شريكا لإيران في صناعة النفط وفروعها – وهي تريد ان تدافع عن استثماراتها. وحسب تقارير في وسائل الاعلام المقربة من المعارضة الإيراني كان في الأيام الأخيرة تبادل للرسائل بين بيجين وطهران تضمنت القلق الصيني من التصعيد. كل هذا لا يشكل بوليصة تأمين ضد هجوم إيراني. الإيرانيون ملزمون بالرد، في رد لا يعتبر “رفع عتب”. الإمكانيات التي طرحت برد محتمل من طهران هي عملية او هجوم نوعي ضد هدف ذي مغزى عسكري أو رمزي للحكم الإسرائيلي. لكن لإيران يوجد الكثير مما تخسره في تصعيد حقيقي، وعليه فهذا غير مرتقب قريبا.

——————————————–

هآرتس 8/8/2024

إنجازات بوتين تدفع قدما برؤياه: نظام عالمي جديد

بقلم: ليزا روزوفسكي

الجيش الروسي يواصل التقدم البطيء في شرق اوكرانيا ويزيد الضغط على الجنود الاوكرانيين المنهكين على طول خطوط الجبهة. الانجازات الجغرافية في الواقع ضئيلة، وابعاد القتل في الطرف الروسي كبيرة. ولكن خلال الاشهر الاخيرة فقدت اوكرانيا عدة بلدات وهي تخشى من أن تضطر مرة اخرى للدفاع عن مناطق رمزية تم تحريرها من يد الروس في الخريف قبل سنتين تقريبا، من بينها مدينة كوفيانس في اقليم خاركوف، وهذه الخسارة هي انجاز للمعنويات الروسية.

في منتصف شهر تموز الماضي المح الرئيس الاوكراني، فلوديمير زيلانسكي، بأنه مستعد للانضمام بمحادثات سلام بمشاركة مباشرة من روسيا، وحتى أنه معني بذلك. هذه هي المرة الاولى التي عبرت فيها اوكرانيا عن مثل هذا الاستعداد منذ تفجر المفاوضات بين الدولتين في ربيع 2022. في حزيران الماضي عقدت في سويسرا مؤتمر قمة للسلام، الاول من نوعه، لكن روسيا لم تتم دعوتها اليه. وفي مؤتمر صحفي قال زيلانسكي بأنه يعتقد أن موسكو يجب عليها أن تكون ممثلة في مؤتمر القمة الدولي الثاني، الذي تأمل اوكرانيا عقده قبل شهر تشرين الثاني القادم.

بعد ذلك، في مقابلة مع وسائل الاعلام الفرنسية قبل اسبوع، تحدث بشكل صريح اكثر وقال إنه بسبب أن معظم دول العالم تريد رؤية روسيا في محادثات السلام، فان اوكرانيا لا يمكنها معارضة ذلك. اضافة الى ذلك المح الى أن انسحاب روسيا من اراضي اوكرانيا التي احتلت منذ العام 2014 لم يعد شرطا مسبقا للمحادثات. هذا حدث رغم أنه في خريف 2022، بعد اعلان بوتين عن ضم الاقاليم الاوكرانية الاربعة خلافا للقانون الدولي، وقع زيلانسكي على أمر يعلن بأن اوكرانيا لن تجري المفاوضات مع روسيا تحت رئاسة بوتين.

خلال اشهر كثيرة نثر الكرملين تصريحات حول الاستعداد لمحادثات سلام، لكنه الآن غير مستعجل في الرد على الدعوة. وحتى لو كان يصعب الافتراض أن بوتين لا يسارع الى الذهاب الى أي مكان، إلا أن هذا هو الانطباع الذي يحاول خلقه. بعد أن اكتسب صورة “المجنون العالمي المناوب” الذي يده على الزر النووي عندما أمر في شباط 2022 بالغزو الواسع لاوكرانيا، فان بوتين يحاول العودة وترسيخ صورته في الغرب وفي العالم كزعيم براغماتي، وربما حتى متزن.

صفقة ضخمة

في الاسبوع الماضي تم اجراء صفقة مؤثرة لتبادل الاسرى بين روسيا وروسيا البيضاء من جهة والدول الغربية من جهة اخرى، على رأسها الولايات المتحدة والمانيا. في وسائل الاعلام تم وصفها بـ “الصفقة الاكبر منذ فترة الحرب الباردة”. لكن عمليا الحديث يدور عن الصفقة الاكبر في نوعها منذ الأزل. بالاجمال تم اطلاق سراح 24 سجين، 16 من يد الجانب الروسي، واحد من يد بلاروسيا و8 من يد الغرب. باستثناء صحفي الـ “وول ستريت جورنال”، ايفان كيرشكوفيتش، سلمت روسيا للغرب بعض الشخصيات الرمزية في المعارضة الروسية المنحلة. والبارز من بين هذه الشخصيات، السياسيون والمقاتلون بدون وجل ضد نظام روتين، فلادمير كارا مورزا وايليا ياشين.

بعد عملية التحرير صرح ياشين بأنه عارض تضمينه في الصفقة، وأنه يعتبر تحريره طرد من الدولة. السجناء المحررون ايضا طلبوا من الغرب مواصلة النضال لانقاذ سجناء سياسيين آخرين من روسيا، الذين عددهم اكثر من 700 سجين، هذا حسب منظمة حقوق الانسان الروسية “ممورئيل”. الرئيس الروسي السابق دمتري ميدييديف اضاف ملاحظة خاصة به عندما قال في تهديد صريح له بأنه من الافضل ينضم الخونة الى برامج حماية الشهود.

بوتين من ناحيته تسلم عدد أقل من الجواسيس والمحتالين الرئيسيين، والقاتل فادين كارسكوف، الذي اغتال في 2019 القائد السابق في جيش المتمردين الشيشان زليمخان خنغوشفيلي في برلين. من ناحية بوتين فان عميل جهاز الامن الفيدرالي الروسي (اف.اس.بي) كرسيكوف، هو أخ في السلاح، وتحريره كان بالنسبة اليه موضوع كرامة ومكانة. المحللون يتناقشون الآن حول أي جانب ربح أكثر في الصفقة. ولكن واضح للجميع بأن بوتين سجل انجاز مهم. فقد اثبت أنه يمكن عقد صفقات معه، وأن الغرب ما زال معني بذلك. كل ذلك والعدو اللدود في الداخل، الكسيه نفلاني، الذي كان يجب شمله في صفقة التبادل، لم يعد من بين الاحياء ولن يتم اطلاق سراحه أبدا.

الشرق الاوسط الذي يوجد على شفا الاشتعال الاقليمي وفر لبوتين نجاح دولي آخر. ففي الوقت الذي فيه التوتر في ذروته، هبط في طهران سكرتير مجلس الامن القومي الروسي ووزير الدفاع السابق سرجيه شفيغو، حيث التقى هناك مع نظيره الايراني ومع الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان.

الى جانب التقرير الذي نشر في “نيويورك تايمز” بأن ايران طلبت، وحتى بدأت، الحصول على منظومات دفاع جوية روسيا قبل هجوم اسرائيلي محتمل، فان تقرير وكالة الانباء “رويترز” بأن بوتين بالذات نقل للزعيم الروحي الاعلى علي خامنئي رسالة تصالح. حسب التقرير بوتين طلب بواسطة شفيغو أن تكتفي ايران برد منضبط على اغتيال اسماعيل هنية في طهران، وأوصى بعدم مهاجمة اهداف مدنية في اسرائيل. هكذا نجح بوتين في أن يظهر في نفس الوقت وكأنه يقف الى جانب حليفته ايران في ازمتها، وكعامل تهدئة ومصالحة، الذي من شأنه ربما يمنع التدهور الى الحرب الشاملة.

خلال فترة طويلة بعد هجوم 7 تشرين الاول امتنع بوتين عن التماهي علنا بأي شكل مع اسرائيل، واكتفى بـ “التعبير عن القلق” والدعوة الى وقف اطلاق النار وتأييد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. عودة حقيقية الى فترة الحرب الباردة، حيث أيد الاتحاد السوفييتي سابقا نضال الدول العربية والفلسطينيين ضد “العدوان الاسرائيلي”. بعد اسبوع صرح للمرة الاولى بأنه يوجد لاسرائيل حق في الدفاع عن نفسها، ولكن في نهاية نفس الشهر استضافت وزارة الخارجية الروسية في موسكو بعثة لحماس برئاسة موسى أبو مرزوق.

في كانون الثاني الماضي وصلت بعثة لحماس الى موسكو في زيارة ثانية منذ بداية الحرب، بعد أن حصلت روسيا على رصيد تحرير مخطوفين يحملون الجنسية الروسية في الصفقة بين اسرائيل وحماس، التي خرجت الى حيز التنفيذ في نهاية تشرين الثاني. الآن جاءت المناورة العسكرية – الدبلوماسية الجديدة لروسيا. فمن جهة، هي تعزز التحالف مع ايران وترد لها الجميل على ارسالية المسيرات التي تخدم روسيا بشكل دائم في هجماتها ضد المدن الاوكرانية. ومن جهة اخرى، التلميح بأنها البالغ المسؤول في الشرق الاوسط. نوع من انعكاس الرعاية التي توفرها الولايات المتحدة لاسرائيل وللحلفاء الآخرين في المنطقة.

بمعنى معين روسيا تحاول تجسيد الدور الذي لعبته تركيا في النزاع بين روسيا واوكرانيا. فبيد باعت السلاح لاوكرانيا وباليد الثانية ادارت علاقات تجارية متشعبة مع روسيا وساعدتها على تجاوز العقوبات الغربية (التجارة التي تقلصت في بداية السنة بضغط من امريكا). وفي نفس الوقت عملت كوسيط سواء في محادثات السلام الفاشلة في الاسابيع الاولى للحرب أو في “صفقة الحبوب” التي مكنت اوكرانيا من تصدير المحصول عبر البحر الاسود أو في تبادل الاسرى بين الطرفين المتقاتلين.

مشكوك فيه اذا كانت المكانة الدولية المتضعضعة لروسيا ستوفر لها هامش عمل يشبه هامش عمل تركيا، العضوة في الناتو. ولكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن أي اسفين ينجح بوتين في دقه في الشرق الاوسط يعزز نظريته التي بحسبها العالم “متعدد الاقطاب” اصبح موجود هنا، وأن هيمنة الغرب على قيمه هي أمر من الماضي. من هنا فان كل شيء نسبي. فمن يأتي في البداية ومن هو قوي هو الذي يكسب.

——————————————–

هآرتس 8/8/2024

في سديه تيمان التعذيب كان الروتين والسياسة

بقلم: جدعون ليفي

تقرير “بتسيلم” الذي نشر أول أمس بعنوان “أهلا وسهلا بالقادمين الى جهنم”، ليس فقط هو تقرير عما يحدث في منشآت الاعتقال في اسرائيل، بل هو تقرير عن اسرائيل. من يريد معرفة ما هي اسرائيل فليقرأ هذا التقرير قبل أي وثيقة اخرى عن الديمقراطية في اسرائيل.

من يريد معرفة روح العصر في البلاد يجب عليه الانتباه الى أنه كيف أن معظم وسائل الاعلام تجاهلت هذا التقرير، الذي كان يجب أن يهز اسرائيل ويصدمها. ايضا توثيق الاغتصاب الجماعي الذي نشره أول أمس غاي بيلغ في “اخبار 12” لم يظهر فقط “سديه تيمان”، بل اظهر وجه الدولة.

اذا كان تقرير مثل تقرير “بتسيلم” مر هنا بتجاهل مطلق، واذا كان حتى بعد توثيق بيلغ استمر هنا النقاش اذا كان مسموح اعتقال الجنود الاوباش الذين تم توثيقهم فيه – في برنامج الصباح في القناة 12 جرى أمس نقاش حول من هو مع الاغتصاب ومن هو ضده. إذاً فان توثيق بيلغ هو توثيق لوجه اسرائيل 2024 وروحها وصورتها. ايضا بيلغ واصل للاسف الشديد تسمية ضحية الاغتصاب البربري بـ “مخرب” (مع ذلك هو يعمل في “اخبار 12”). رغم أنه قبل ذلك بلحظة كشف أن هذا الشخص ليس من النخبة وليس قائد فصيل، بل ضحية الاغتصاب هو شرطي عادي في قسم مكافحة المخدرات في جباليا. هو ايضا تم انتزاعه من بين عشرات المعتقلين الذين كانوا على الارض وهم مقيدين، ربما بشكل عرضي لأنه كان في آخر الطابور. لم يكن هناك أي عنف أو فوضى كما حاول الادعاء المحامين. ما الذي فعله بالضبط هذا “المخرب”؟ لماذا أصلا هو في السجن؟ هل لأن راتبه دفعته السلطة في قطاع غزة؟ هذه اسئلة لا يجب سؤالها. ولكن صورة جسده الذي كان يهتز بسبب الألم، التي ظهرت للحظة من خلف سواتر الحماية التي اختبأ وراءها المغتصبون، كان يجب أن تؤلم كل ضمير.

يتبين أنها لم تؤلم ضمائر معظم الاسرائيليين. أمس مرة اخرى تم وقف جلسة المحكمة العليا التي ناقشت الالتماس الذي تم تقديمه من اجل اغلاق منشأة التعذيب “سديه تيمان” بسبب صراخ الجمهور. “الشعب هو السيد”، صرخ الجمهور على قضاة المحكمة العليا. في القريب ستتم مشاهدة عمليات الفتك في ميادين المدن. بتنفيذ السيد وبدعم من وسائل الاعلام. في برامج الصباح سيتم اجراء نقاشات حول شرعية الفتك. سيكون هناك متحدث مع ومتحدث ضد، في وسائل الاعلام المتزنة لدينا. شخص يقوم بالضرب يمكن أن يكون ساحر ومثير للاعجاب ومحبوب من قبل كل من يعرفونه؛ اذا قام بضرب زوجته أو أولاده فانه يعتبر شخص عنيف. هذا التعريف يتغلب على كل التعريفات الاخرى، العنف هو الذي يحدد هويته. كل صفاته الاخرى يتم نسيانها بسبب عنفه. “سديه تيمان” يعرّف اسرائيل اكثر من أي صفة اخرى لها. اسرائيل هي سديه تيمان، وسديه تيمان هي اسرائيل. هذه ايضا هي الطريقة التي تعاملوا فيها مع المشتبه فيه بالتحرش الجنسي في حركة “مي تو” الاسرائيلية، التي دمرت حياة الاشخاص المشتبه فيهم فقط، لكن المغتصبين في سديه تيمان ماذا عنهم؟ الامر غير مهم بالنسبة لـ “مي.تو”، لأنهم قاموا باغتصاب “مخرب”.

عندما نقرأ تقرير بتسيلم الذي يتكون من 94 صفحة، قراءة تقض المضاجع، سندرك أن ذلك لم يكن حادث استثنائي، بل هي روتين تعذيب اصبحت سياسة خلافا لتعذيب الشباك الذي كان بالنسبة لهم كما يبدو هدف أمني من اجل انتزاع المعلومات. هنا الامر يتعلق فقط باشباع اسوأ الرغبات السادية. انظروا الى أي مدى يقترب الجنود من رباطة الجأش لتنفيذ خططهم. وهناك عشرات الجنود الآخرين الذين شاهدوا وصمتوا. يحتمل أنهم ايضا شاركوا في طقوس عربدة مشابهة. وفقا للشهادات التي قدمها تقرير بتسيلم فان هذا هو الروتين.

هذه اللامبالاة هي التي تعرف وتحدد اسرائيل. الشرعية العامة هي التي تحدد اسرائيل. في غوانتنامو قتل تسعة سجناء خلال20 سنة، عندنا قتل 60 معتقل في عشرة اشهر. هل نحن بحاجة الى اضافة أي شيء آخر؟.

——————————————–

غضب أوروبي من تصريحات سموتريتش عن “قتل مليوني فلسطيني جوعا” من سكان غزة

أدانت عدة دول غربية تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي قال فيه “إن قتل مليوني فلسطيني بقطاع غزة جوعا قد يكون عادلا وأخلاقيا لإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع”.

غضب أوروبي من تصريحات سموتريتش عن “قتل مليوني فلسطيني جوعا” من سكان غزة

وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في بيان “ندين بشدة التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي” التي أدلى بها الاثنين خلال مشاركته في مؤتمر بمستوطنة ياد بنيامين، وسط إسرائيل.

واعتبر بوريل أن قول سموتريتش خلال المؤتمر “قد يكون مبررا وأخلاقيا السماح لإسرائيل بقتل مليوني مدني في غزة جوعا حتى إعادة الرهائن” هو “أمر مخز للغاية”.

وشدد بوريل على أن “تجويع المدنيين عمدا يعد جريمة حرب”.

وتابع “نتوقع من الحكومة الإسرائيلية أن تنأى بنفسها بشكل لا لبس فيه عن كلمات الوزير سموتريتش”.

من جهتها، أعربت فرنسا عن “فزعها الشديد للتصريحات الفاضحة” التي أدلى بها سموتريتش.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى إدانة هذه التصريحات غير المقبولة بشدة”.

فيما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عبر تطبيق “إكس”: “لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتعليقات الوزير سموتريتش”.

ودعا لامي الحكومة الإسرائيلية إلى “التراجع عن تصريحاته وإدانتها” مضيفا أن “تجويع المدنيين عمدا يعتبر جريمة حرب”.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الألمانية تصريحات سموتريتش.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين إن “تصريحات وزير المالية الإسرائيلي غير مقبولة ومثيرة للغضب تماما. نحن نرفضها بأشد العبارات”.

وأضاف المتحدث “أنه واجب إنساني ومبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي الإنساني، أنه حتى في الحرب يجب حماية المدنيين ويجب أن يكون لهم على سبيل المثال الحق في الوصول إلى المياه والغذاء”.

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال الاثنين الماضي إن منع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة “أمر مبرر وأخلاقي”، معتبرا أنه لو كان هناك مستوطنة في غزة، لما حدث هجوم السابع من أكتوبر.

وأضاف سموتريتش، في مؤتمر بمستوطنة ياد بنيامين، وسط إسرائيل: “نحن نجلب المساعدات إلى القطاع لأنه لا يوجد خيار آخر”، مشيرا إلى أنه “لا يمكننا، في الواقع العالمي الحالي، إدارة الحرب. لن يسمح لنا أحد بالتسبب في موت مليوني مدني جوعا حتى لو كان ذلك مبررا وأخلاقيا لكي تتم إعادة رهائننا”.

——————————————–

يديعوت أحرونوت 8/8/2024

لا حياة لإسرائيل إلا بقبولها “المبادرة العربية”

بقلم: أوري بار – يوسيف

هجمة 7 أكتوبر والحرب المتواصلة منذئذ، وضعتا إسرائيل أمام مفترق طرق من ثلاث إمكانيات:

الأولى، لليمين المسيحاني، وتدعو لفرض سيادة إسرائيل على الأرض الإقليمية التي بين النهر والبحر دون إيلاء الانتباه للمشكلة الديمغرافية ولتحديات الأمن الأساسية التي تفرضها مثل هذه الخطوة. يجدر بكل من يؤيدها أن يزور “متسادا” كي يفهم إلى أين تؤدي بنا.

الثانية هي استمرار الوضع القائم ومسيرة تعاظم قوة مكثفة تسمح لإسرائيل بالتصدي للتهديد الوجودي الكامن في سياسة إيران ووكلائها. آري شافيت في كتابه “حرب وجودية” هو من حاملي علم هذا الخط: خدمة إلزامية لثلاث سنوات ونصف، وخدمة احتياط حتى سن 65، وتحويل كل الصناعة إلى صناعة سلاح وغيرها. باختصار، إسرائيل مثل إسبرطة. ليس واضحاً عدد من سيكونون مستعدين لمواصلة العيش في مثل هذه الدولة. ليس واضحاً أيضاً كيف سيساعد هذا إسرائيل في التصدي للقنبلة الإيرانية، فسواء كان للجيش الإسرائيلي أربع فرق أو عشرون، فسيبقى التهديد الوجودي على حاله.

وثمة طريق ثالث، أقترحه أنا في كتابي “خلف الحائط الحديدي”. يقبع في أساس هذا النهج فهم بوجود تطورات إيجابية إلى جانب التهديدات المتعاظمة، لكن إذا لم نستغلها فستعلق دولة إسرائيل بالفعل في ضائقة وجودية. في أساسها مبادرة السلام من الجامعة العربية المطروحة على جدول الأعمال منذ 2002، وفي إطارها كل الدول العربية ومعظم دول العالم الإسلامي أعربت عن استعدادها لإنهاء النزاع مع إسرائيل، والاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها. وذلك مقابل استعداد إسرائيل للموافقة على إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح على أساس حدود الخط الأخضر، في ظل تبادل للأراضي. مثل هذه الخطوة ستشكل ضربة قاسية لليمين الإسرائيلي. ومع ذلك، حسب الاستطلاعات العميقة، نحو ثلثي الجمهور يؤيدون بقدر كبير أو متوسط صيغة هذا الحل. قد نفهم لماذا.

ما الذي تعطيه مسيرة سياسية؟ أولاً، استعداد إسرائيلي لبدء مفاوضات هو كابوس لإيران وحزب الله؛ فهو لن يضعف مكانتهما الإقليمية فحسب، بل ويسحب البساط من تحت أقدام مطلب تصفية إسرائيل. فبعد كل شيء ثمة حد لقدرتهما على أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين. ثانياً، الاستعداد لبدء مسيرة سياسية سيسمح للدول العربية، وأولاً وقبل كل شيء للسعودية أن تدفع قدماً بتعاون أمني علني مع إسرائيل والتعزيز الكبير للمحور الذي سيتمكن من التصدي للتهديد المشترك من جانب إيران. إقامة مثل هذا المحور هو المدماك المركزي في سياسة الولايات المتحدة الإقليمية. وبرأي الخبراء، سيمنع انتشار إيران ويرجعه إلى الوراء. ثالثاً، إن استعداد إسرائيلي للتقدم نحو الصيغة التي يقبلها العالم لحل النزاع سيعزز الدعم الدولي لها ويضع حداً لمسيرة العزلة التي نحن في ذروتها.

وماذا عن الشريك الفلسطيني؟ ستنفذ الخطوة مع السلطة التي تقبل الآن مبادئ مبادرات السلام العربية. فلا شك أنها ستكون مطالبة بتعزيز قوتها، وتكون أكثر نجاعة، وتوقف الفساد، وتصبح أكثر قبولاً لدى شعبها. لكن منذ عشرين سنة، تثبت السلطة استعدادها للعمل ضد الإرهاب بشهادة قادة جهاز الأمن. السلطة ليست حماس. بل شريك.

في الأجواء العامة القائمة اليوم، من الصعب الحديث عن هذا الطريق. لكن إذا كنا نحب الحياة، فلا مفر. هناك حاجة لتغيير استراتيجي، وهذا هو التغيير المطلوب. حان الوقت للحديث عن ذلك.

——————————————–

ميدل إيست مونيتور8/8/2024

حرب غزة تتجاوز نتنياهو

بقلم: رمزي بارود

التطرف العنصري هو سياق طبيعي للأيديولوجيا الصهيونية التي كانت، حتى في لبوسها “الليبرالي”، ملتزمة بالكراهية والتفوق العرقي وممارسة الإرهاب والعنف.

موقع “ميدل إيست مونيتور” ينشر مقالاً للكاتب رمزي بارود يتحدث فيه عن التناقضات الصارخة في الاحتلال وفشل “إسرائيل” وهزيمتها يوم 7 أكتوبر، وعن سيطرة أقصى اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو على قرارت الحكومة.

تطغى على التحليلات السياسة عموماً فكرة مفادها أنّ بنيامين نتنياهو يخوض الحرب العدوانية على غزة لمصلحته الشخصية ليس إلّا. كذلك هو الأمر داخل دولة الاحتلال، إذ تظهر أغلب استطلاعات الرأي التي تُجرى منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة أنّ الأغلبية الساحقة من الصهاينة يعتقدون أنّ قرارات نتنياهو مدفوعة بمصالح شخصية وعائلية لحفظ موقعه السياسي.

لكن هذا الاستنتاج غير دقيق، لكونه يفترض خطأً أنّ الشعب الإسرائيلي يعارض عدوان نتنياهو على غزة، في حين أنّه يؤيد كل ما تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية من جرائم وحشية منذ نحو 9 أشهر. على سبيل المثال، بعد أكثر من 300 يوم من بدء الحرب، أيد 69% من الإسرائيليين عمليات الاغتيال اليائسة التي نفذها نتنياهو، بما في ذلك اغتيال الزعيم السياسي الأعلى لحماس، الشهيد إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران نهاية الشهر الفائت. ورغم أنّ قرار نتنياهو باستهداف زعيم سياسي يعكس فشله ويأسه، فكيف يمكن تفسير حماسة مجتمع الاحتلال لتوسيع دائرة العنف والعدوان؟

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بردّه إلى عملية “طوفان الأقصى” التي هزم فيه جيش الاحتلال هزيمة غير مسبوقة، ما مهد لسيطرة نظرية الانتقام على فهم وتحليل الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، بل إنّ الوقت حان للبدء بالتفكير خارج حدود هذه النظرية.

على مدى السنوات التي سبقت العدوان الحالي، كانت دولة الاحتلال تزيد تطرفها وفاشيتها، متجاوزة تطرف مؤسسي الدولة الصهيونية الذين قاموا بعمليات التطهير العرقي للفلسطينيين عام 1948. ووفقاً لاستطلاع رأي أجراه نُشر في العام الماضي، فإنّ 73% من الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً ينضوون تحت جناح أقصى اليمين العنصري، وهم من أمثال وزراء حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك، وهم أيضاً من اليمين المتعصب، بمعنى أن نستنتج أنّ غالبية المراهقين الصهاينة يعتبرون أنفسهم متطرفين يمينيين بلا أي ورع، وهؤلاء هم الذين يشكلون نواة جيش الاحتلال الإسرائيلي والحركة الاستيطانية، وهم الذين يرتكبون الإبادة الجماعية في غزة والمذابح اليومية في الضفة الغربية المحتلة، وَيعملون كجنود لحملات العنصرية الواسعة النطاق التي تستهدف الوجود العربي الفلسطيني.

لقد حاول عدد كبير من المحللين تفسير كشف الدولة الصهيونية عن وجهها العنصري الأصيل بجلاء وبشكل علني، وكيف برز الشباب على وجه الخصوص باعتبارهم حراس نسخة الاحتلال من القومية الانتحارية، ولكن التفسير لا بد من أن يكون واضحاً ومباشراً، فالتطرف العنصري هو ببساطة سياق طبيعي للأيديولوجيا الصهيونية التي كانت، حتى في لبوسها “الليبرالي”، ملتزمة الكراهية والتفوق العرقي وممارسة الإرهاب والعنف.

ورغم أنّ الصهيونية الأيديولوجية في كل مظاهرها اتبعت في الأساس مسار الاستعمار الاستيطاني والاقتلاع والتطهير العرقي، فإنها تشكّلت من تيارات تتصارع وتتنافس داخل مجمعات الاحتلال نفسه، إذ يسيطر ما يسمى بالليبراليين على المواقع العليا في المؤسسة العسكرية ودوائر الأعمال مع بعض الجماعات “الوسطية واليسارية”، بغية تصدير صورة توازن بين نظام استعماري قائم على الفصل العنصري في فلسطين المحتلة و”دولة” ليبرالية انتقائية لا تطبق الحقوق إلا على اليهود.

لكن أقصى اليمين الصهيوني كان له وجهة أخرى. ولسنوات، كان هذا المعسكر بتمثيل نتنياهو ينظر إلى أعدائه السياسيين داخل دولة الاحتلال على أنّهم خونة لمجرد تجرؤهم على الانخراط في “عملية سلام” مع الفلسطينيين، حتى لو كانت هذه العملية مجرد واجهة منذ البداية، فقد كان اليمين يريد ضمان أن تكون الدولة امتداداً أيديولوجياً للمستوطنات، وهذا يفسر انتقال المستوطنين ببطء على مر السنين من هوامش السياسة إلى المركز.

وبين أعوام 2019 و2022، شهدت دولة الاحتلال 5 انتخابات عامة. ورغم أنّ تركيز أغلب الناس ظل منصباً على دور نتنياهو في تقسيم المجتمع الإسرائيلي، فإنّ الانتخابات كانت في الواقع بمنزلة معركة تاريخية بين الجماعات الأيديولوجية في “إسرائيل” لتحديد مستقبل احتلالهم واتجاه الصهيونية.

في الانتخابات الأخيرة عام 2022، فاز المتطرفون اليمينيون، وشكّلوا الحكومة الإسرائيلية الأكثر استقراراً منذ سنوات. وبينما كان يهمّون بإحداث تغييرات أساسية لإعادة تشكيل “إسرائيل” في داخل مؤسساتها السياسية والتعليمية والعسكرية، والأهم من ذلك المؤسسات القضائية، وقعت عملية “طوفان الأقصى” التي شكلت تحدياً قوياً للصهاينة كلهم على اختلاف تياراتهم، من الجيش المهان إلى أجهزة الاستخبارات المتدهورة وغيرها من الانهيارات، لكن التحدي الأعظم كان في مواجهة جماعة نتنياهو، الذي كان على وشك أن يشكل مستقبل دولة الاحتلال لسنوات طويلة. وعلى هذا، فإنّ العدوان المستمر على غزة لا يشكل أهمية بالنسبة إلى نتنياهو فحسب، بل وأيضاً لمستقبل معسكر اليمين المتطرف الذي حطمته عملية “طوفان الأقصى” إلى حد يصعب إصلاحه.

ما سبق قد يساهم في تفسير التناقضات الصارخة في الاحتلال، من عدم الثقة بدوافع نتنياهو، مع الثقة بالحرب نفسها، إلى الانتقادات الواسعة النطاق لفشله الشامل، مع الموافقة على أفعاله وغيرها من المسائل. ولا يمكن تفسير هذا الارتباك ببساطة على أساس قدرة نتنياهو على التلاعب بالصهاينة. وحتى لو فقد اليمين الإسرائيلي كل ثقته بنتنياهو، فمن دونه كشخصية تجمعهم، فإنّ فرص معسكر اليمين في إنقاذ نفسه ضاعت، كما ضاع مستقبل الصهيونية ذاتها.

——————————————–

هآرتس 8/8/2024

تعيين السنوار يعني أن الحسم سيتحقق في الميدان وليس بالدبلوماسية

بقلم: جاكي خوري

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العربية في إذاعة “الجيش” الإسرائيلي جاكي خوري، يتحدث فيه عن يحيى السنوار، وما يشير إليه قرار قيادة حماس تعيينه رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية.

ينظر الوعي العام الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي إلى تعيين يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس على أنّه قرار مفاجئ وغير متوقع.

المفاجأة لا علاقة لها بشخصية السنوار أو مدى ملاءمته للمنصب، بل بالنزعة الطبيعية لرؤية رئيس المكتب السياسي كشخصية حكومية ودبلوماسية تتجول بين الدول والمدن، وتلتقط الصور مع قادة، وتردد شعارات، وتحصل على وقت على شاشات التلفزة.

كان هذا هو الحال مع إسماعيل هنية وخالد مشعل قبله. كانا شخصيتين يمكنك التواصل معهما، ولديهما مظهر يناسب منصبهما، إلا أنّ اختيار السنوار يفسد هذه النظرية.

لم يُشاهَد السنوار أو يظهر علناً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. يتم التواصل معه في الظلام، وربما أيضاً باستخدام أساليب بدائية، حتى لا يقدّم معلومات قيّمة عن مكان اختبائه. ومع انتظار بعض وكالات الاستخبارات ارتكابه خطأ، يُقدّر أنّ الرجل، الذي يعد أيضاً الهدف الأول لاغتيال “إسرائيل”، يعيش تحت الأرض أو يختبئ في بونكر سرّي بعيداً عن أي إمكانية الاتصال به.

لكن بصرف النظر عن الظهور والعلاقات العامة في وسائل الإعلام، لم يحصل السنوار على ترقية في مكانته أو سلطة أكبر، فعملياً، كان هو الزعيم الأقوى في حماس، وانتخابه رئيساً للمكتب السياسي أعطاه اللقب الرسمي فقط.

على عكس القيادة الخارجية لحركة حماس، السنوار حكم قطاع غزة الذي كان يقطنه 2.2 مليون نسمة حتّى 6 أكتوبر بجهاز مجهز جيداً. تحت رعايته ومسؤوليته، هناك جيش نظامي وتشكيل سيطرة واسع، بما في ذلك شعبة استخبارات، ولا تملك حماس مثل هذه القدرة في أي ساحة أخرى.

لذلك، يجب فحص التعيين بشكل أساسي من حيث الرسائل وإعلان النيات. تدرك قيادة حماس أنّ وجهة “إسرائيل” ورئيس وزرائها ليست إلى صفقة، وأنّ ما سيحسم المواجهة في النهاية هو الميدان والمعركة العسكرية، وليس الدبلوماسية والنشاط السياسي. في هذا الواقع، تم منح القيادة الميدانية رسمياً زمام الأمور.

وتدرك حماس أنّه لا يوجد ضغط فعّال لإنهاء الحرب، وليس أمام التنظيم خيار آخر سوى الثبات على الأرض. ستحاول قيادة الخارج المساعدة في دفع حوار مع الوسطاء، لكن الحسم سيتحقق فقط بين بيت حانون ورفح.

وتدرك حماس أيضاً أنّ الورقة الرابحة التي تمتلكها ضد “إسرائيل” والولايات المتحدة هي الأسرى، إذا كان لـ”إسرائيل” مصلحة في تحريرهم.

وما يجب فهمه هو أنّ تعيين السنوار لا يغير أي شيء جوهري في المفاوضات. على أي حال، كان الموقف النهائي من الصفقة مشروطاً بموافقة غزة وليس الدوحة، وسيكون هذا هو الحال أيضاً بعد التعيين.

في هذه المرحلة من “اليوم التالي”، سيكون لوجود السنوار أهمية كبيرة، وسيحدد كيف سيُذكر في الوعي الوطني الفلسطيني، وعما إذا كان هو الرجل الذي أعاد حماس والقضية الوطنية الفلسطينية إلى الواجهة. في مثل هذا السيناريو، سيكون لقب رئيس المكتب السياسي لحماس صغيراً عليه.

——————انتهت النشرة——————