عربي

سياسيون تونسيون: غزة هزمت الاحتلال وإعلاميوها أعادوا تعريف مهنة الصحافة

اعتبر حزب العمال التونسي أن دولة الاحتلال الإسرائيلي فشلت في تحقيق أهدافها في حرب غزة، داعياً إلى مواصلة دعم المقاومة وتنوع أشكالها.

جاء ذلك خلال لقاء جمع الأمين العام للحزب، حمة الهمامي، وقيادات أخرى مع وفد من حركة حماس الفلسطينية يضم سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية في الخارج، ويوسف حمدان، نائب رئيس قسم شمال إفريقيا.

وشكل اللقاء «فرصة للاطلاع على سير المعركة التي تقودها المقاومة الفلسطينية الباسلة ضدّ الكيان الصهيوني المجرم المدعوم أمريكياً وغربياً، وأهمية مواصلة حركة إسناد المقاومة وتوسيعها وتنويعها»، وفق بيان أصدره الحزب الأربعاء.

وأكّد الهمامي «ثبات الحزب في دفاعه عن القضية الفلسطينية وفي وقوفه إلى جانب المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلّحة التي تمثّل الشكل الحاسم في المعركة مع الكيان الصهيوني، والتزام الحزب بمواصلة دعم المقاومة بمختلف الأشكال واستثمار علاقاته بالقوى الثورية والتقدمية في العالم في نفس الاتجاه».

كما اعتبر أن «اللحظة الحاسمة هي لحظة فرز بين القوى الوطنية من جهة وبين قوى الخذلان والتواطؤ والتطبيع والعمالة من جهة ثانية».

وأكد الطرفان أن «المقاومة ستستمرّ رغم همجية الكيان الصهيوني الذي لم يحقق ولن يحقّق أيّاً من أهدافه التي أعلنها».

وأعلن ممثلو حركة حماس أنّ «المقاومة أخذت بعين الاعتبار عند تولّيها هذه المعركة مختلف المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى قدراتها الذاتية وقدرات الشعب الفلسطيني على الصمود والمراكمة على طريق التحرّر الكامل».

واعتبر أنّ «مرحلة التحرّر الوطني هذه في حاجة إلى تجميع كلّ القوى الوطنية بمختلف نزعاتها الفكرية والسياسية حول الهدف المركزي وهو التحرّر من الاستعمار الصهيوني النازي وشركائه من الدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

وكتب زهير إسماعيل، القيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة: «إعلاميو غزّة (صحافيون، مصورون، تقنيون) يعيدون تعريف الصحافي والصحافة والخبر والرسالة الإعلامية في عالم سيبراني اهتزت علاقته بالقيم والأخلاق. المجد للشهداء منهم والشفاء للجرحى والعزاء لمن فقد منهم فلذات الأكباد والأمهات والآباء والأحبّة».

وأضاف: «أنتم الصف الأول من النخبة التي تصنع الانتصار التاريخي للكلمة الحرة ولحرية الإنسان وكرامته وأصله الواحد على اختلاف الألسن والأعراق والمعتقدات».

فيما اعتبر عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد، أن فرنسا «لا تملك الأحقِّيَّة الأخلاقيَّة لاتِّهام دولة جنوب إفريقيا الشَّقيقة بـ«تجاوز حاجز أخلاقي غير مقبول» وبتسييس «مفهوم الإبادة»، بعد مُقاضاة الدَّولة القائمة بالاحتلال أمام محكمة العدل الدُّوليَّة ومطالبتها المحكمة باستصدار تدابير احترازيَّة تحفُّظِيَّة لحماية الشَّعب الفلسطيني في غزَّة، بموجب «الاتِّفاقيَّة الدُّوليَّة لمنع جريمة الإبادة والمُعاقبة عليها».

وأشار إلى أن الموقف الفرنسي «ورد على لسان وزير الخارجية الجديد «سيجورني» الَّذي صرَّح أمس أنَّ «اتِّهام الدَّولة اليهوديَّة بالإبادة هو تخطِّ لحاجز أخلاقي»، مضيفاً كنَظِيرته الألمانيَّة: «لا يمكن توظيف مفهوم الإبادة لغايات سياسيَّة»، حتَّى وإن لم يتجرَّأ على تقديم الدَّعم القانوني للدَّولة القائمة بالاحتلال أمام المحكمة.. ولكنَّه يقوم بتسييس «مفهوم الإبادة»، ويحاول بتصريحاته الضَّغط على قُضاة المحكمة وعرقلة النَّظر بوُجداهم الطَّاهر ودون ضغوطات سياسيَّة، في شكوى الشَّقيقة جنوب إفريقيا لإنقاذ الشَّعب الفلسطيني في غزَّة من الإبادة الماثلة أمام أنظار العالم تحت القصف الانتقامي الجُنوني العشوائي والحصار والتَّجويع الإجرامي لشعب كامل».

وأضاف الهاني: «على تونس والجزائر والمغرب وسوريا الَّتي تحرَّرت من براثن وجرائم الاستعمار الفرنسي الغاشم أن تنسج على منوال الشَّقيقة الصُّغرى ناميبيا، وأن نحتجَّ رسميّاً على التَّدخُّل الفرنسي السَّافر في قضيَّة من أنظار المحكمة الدُّوليَّة خاصَّة مع تواجد قاض فرنسي بين القُضاة الخمسة عشر، وخاصَّة أنَّ التَّصريح جاء على لسان دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدُّولي يمكن أن تعُيق تنفيذ قرارات العدالة الدُّوليَّة».

وتابع بالقول: «علينا أن ننزع «الأحقِّيَّة الأخلاقيَّة» عن الدُّول الاستعماريَّة والنَّازيَّة والفاشيَّة سابقاً وحاضراً ولاحقاً، وأن نُعرِّي تاريخها المليء بجرائم الإبادة الجماعيَّة وجرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانيَّة».