
المسار الاخباري: يشكل حساب “غزة وود” على منصة إكس إحدى الأدوات الدعائية العديدة التي لجأت إليها “إسرائيل” لبث سرديتها وتبرير حربها الإبادية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكن تقريراً صدر عن منصة فوربيدن ستوريز، خلال الأسبوع الماضي، بيّن كيف أن منصة تقصي الحقائق المزعومة هذه مسؤولة عن نشر الكثير من المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ويحاكي اسم الحساب “غزة وود” اسم مركز صناعة السينما الأميركية “هوليوود”، على سبيل السخرية من ما يعانيه الفلسطينيون في غزة، عبر الادعاء بأنّ مقاطع الفيديو الواردة من غزة ليست واقعية.
لفت “فوربيدن ستوريز” إلى أنّ الزعم بأنّ الفلسطينيين يزيفون مأساتهم أمام الإعلام، وهو ما يحاكيه اسم الحساب “غزة وود”، يعود إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000. آنذاك، هزّت اللقطات التي بثتها قناة فرانس 2 لقتل قوات الاحتلال الفتى الفلسطيني محمد الدرة بين أحضان والده العالم.
في الوقت الحالي يملك حساب “غزة وود” أكثر من 70 ألف متابع على “إكس”، ويصل العديد من منشوراته إلى أكثر من مليون مستخدم على المنصة. يتبنى القائمون على الحساب الرواية الإسرائيلية بالمطلق. ويهدف الحساب إلى “تصوير كل ما يصدر عن غزة على أنه كذب”.
تمكنت منصة “فوربيدن ستوريز” ومنصات شريكة من تحديد هوية صاحب الحساب: إيدان كنوخين، وهو يهودي أرثوذكسي من القدس، عرف بتأليف روايات خيالية للقراء الشباب في السابق.
أكّد كنوخين هذه المعلومة، لكنه رفض إجراء مقابلة وأحال صحافيي المنصة إلى شخص آخر مشارك في مشروع “غزة وود”.
وأوضح كنوخين أن العميد الإسرائيلي السابق والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، يوسي كوبرفاسر، شارك أيضاً في مشروع “غزة وود”. لكن الأخير ادعى أنه غير مشارك بشكل مباشر، وزعم أن دوره اقتصر على ربط لانديس بأشخاص مختلفين، رفض الإفصاح عن أسمائهم، “لعرض الفكرة عليهم.
وعلى الرغم من بقاء هؤلاء الأشخاص مجهولي الهوية، إلا أن نفوذ “غزة وود” لا يُنكر، وفقاً لـ”فوربيدن ستوريز”: إضافة إلى حساب “إكس”، يُدير “غزة وود” موقعاً إلكترونياً وقناة عامة على منصة تليغرام. كما يعتمد على شبكة من المؤثرين يملك بعضهم أعداداً كبيرةً من المتابعين، لإعادة نشر محتواها وإيصاله لأكبر عددٍ ممكن من المتابعين.
وعلى الرغم من ادعائها أن مهمتها كشف “التمثيل والكذب الفلسطيني”، إلا أن منصة “غزة وود” مصنعٌ للأكاذيب، بحسب ما بيّنته عملية تحليل منشوراتها.
وكشفت مراجعة 731 منشوراً على حساب “غزة وود”، بين 25 ديسمبر/ كانون الأول 2023 و25 أغسطس/ آب 2024، أن عدد المنشورات الحقيقية بينها لا يتجاوز 42 منشوراً، أي أن نسبة المنشورات الموثوق بها من الحساب لم تتجاوز 5.75%. أما باقي المحتوى، فيعتمد على “البحث عن أكثر المعلومات سخافة داخل الفيديو للادعاء بأنه مزيف، وهذه ليست آلية تدقيق الحقائق”.