كتب محمد الصفدي…الفوضى وفقدان السيطره

كما هو واضح للجميع تسود الان حالة من الفوضى وشعور بالفلتان وفقدان السيطره نتيجة الهجمات الاخيره منذ امس على بيروت. الحرب هي اصلا حالة طارئه غير اعتياديه يصحبها طابع فوضي وبلبلة بسبب الانفعال وتتابع الاحداث الخوف والقلق .

اسرائيل وحلفها ينشرون الفوضى العارمه عن قصد مبيت مستخدمين اعوانهم وادواتهم ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي يهيمنون عليها بشكل شبه مطلق ويحولونها الى سلاح مؤثر وفعال في مجربات الاحداث .

الحقيقه تصبح مبهمة غامضه مما يزيد من شعور الناس بالخوف والقلق والتوهان وفقدان التحكم فيما يقال ويحدث وعدم القدره على قراءته وتحليله وكيفية التصرف ازاءه.

 

هجمة الامس شكلت ذروة وانعطافه غير عاديه في مجريات الحرب وتصاحبت مع هجمه سيبرانيه الكترونيه حتى تعطي الانطباع بان اسرائيل خارقة القوه وقادره على كل شئ مما يضفي شعورا بالعجز والياس و الضعف وققدان الثقه وبالتالي تصبح الطريق مشرعة امامها لاستكمال هجمتها الانقضاضيه واحكام السيطره على الخصم التائه والمشلول والخائر القوى . ما لم تتمكن الهجمه العسكريه من انجازه يتولى الردع النفسي وحالة العجز وتبادل الاتهامات وفقدان الثقه اكماله .

 

المطلوب هو وقبل كل شئ استعادة السيطره من خلال عدم الانجرار وعدم الانفعال والتمسك بالحقائق للقياس والحكم . وعدم فقدان الايمان والثقه واليقين .

بخصوص هجمات الامس سواء اغتيل نصر الله او اصيب او نجى فالمصدر ليس ما ينشر هنا وهناك واغلبه اسرائيل وانما المقاومه ذاتها بمرجعياتها الموثوقه . وان حدث وتم اغتياله فعلا فالنهج والرساله والمنظومه مستمره والطريق واضح ومعروف وسيتواصل بل انه سيزداد صلابة وعنفوانا كما حدث في الماضي فهدا قانون واضح لا تشكيك فيه . النهج لا يبنى على فرد بعينه .

الانسياق وراء الاتهام والتشكيك والعجز والطائفيه البغيضه انما هو خدمة للعدو وانجرار اما مقصود او غبي وراء ما يبث من تشويه مقصود ومدروس .

الحفاظ على الوحده والثقه والايمان بالعداله والصدق والثقه وتعلم العبر والدروس بسرعه والتماسك هو الكفيل بافشال الهجمه السيبرانيه التشويهيه وافشال هدف الحرب والابقاء على جذوة المقاومه والكفاح الذي لا بديل عنه لدحر الاحتلال . ضعاف النفوس والانهزاميين هم جنود متطوعون في خدمة العدو وخططه وطابوره الخامس المجند والمدرب الذي سيرفع راسه الان اكثر من اي وقت مضى .

بيروت لم تسقط سابقا ولن تسقط الان وسواء عاش نصرالله او اصيب او اغتيل فالنهج والقضيه والمنطومه والمحور باقية كلها وان اصيبت ببعض الضعف او الانتكاس فسرعان ما ستتعافى وتكمل المشوار وااحرب سجال يوم لك ويوم عليك خصوصا عندما يكون النصر الذي تحقق تكتيكيا حتى وان كان نوعيا ذلك لان الاستراتيجيا والنفس الطويل هي الفيصل والامور تقاس بخواتيمها .