كتب محمد الصفدي: نور في الظلام والحزب سيتعافى

حزب الله يتعافي تدريجيا وسريعا وعلامات التعافي تتوارد تباعا واهمها المضامين الخطابيه لرموزه وخصوصا الثبات على وصية نصر الله وانتصاره لمظلومية غزه . تعاقب الصواريخ وتزايدها وتوازنها من حيث الاستهداف والوتيره يشير الى ان المنظومه الصاروخيه فعاله ولديها خطه وقياده متناغمه مع القياده السياسيه رغم كل ما حصل والهزة الارضيه التي المت بالحزب .
اطلاق صاروخ نور هو رساله مفادها اننا مستمرون على العهد وان هناك نورا في نهاية النفق وان المطلوب اشعال شمعة بدلا من لعن الظلام والتباكي والندب على سوء الحال وتوجيه الاتهامات الرسائل السلبيه العاجزه .
وان لم يكتفوا بذلك فقد وجه لهم الحزب الذي ادعوا جهارا بانهم حطموا عظامه وقضوا على قوته الصاروخيه والهجوميه رسالة قويه مقلقه جدا ثقيلة الظل عبر اطلاق مسيرة في محيط حقل كاريش الغازي .
اسرائيل تبدا بالادراك بانها قد تسرعت في اعلاناتها عن الانتصار ورفع السقف ونعي الحزب والتعامل وكان الحرب هناك شبه محسومه وان الطريق مشرع نحو الليطاني والضاحيه . هذا الندم يظهر من خلال التغير السريع في تصريحاتهم وتحولها الى تصريحات متانيه متعقلنه واقعيه مثلا يتحول الغزو البري الكاسح الى عمليات بريه محدوده وقدرات الحزب التي ادعوا تدميرها تتحول في تصريحاتهم هم وعرابتهم امريكا الى قدرات فعاله وقادره على توجيه ضربات صعبه الخ الخ الخ…

قريبا جدا ستبدا الاسئله الصعبه في الانهمار على نتنياهو ملك الزمان والعهد الاسرائيلي الجديد : سيسالونه متى ستعيد سكان الشمال يا ملك الزمان ؟ ولماذا لا تكتسحهم بريا وماذا تنتظر طالما ان لك الغلبه والسيطره التامه؟
سياسلونه ايضا كيف يستمر الحزب باطلاق الصواريخ على رؤوسنا يوميا وانت عاجز عن ايقافها ؟ وماذا ستفعل عندما يستخدمون صواريخهم الدقيقه وبكميات كبيره ؟ اهل الرهائن سيسالونه اين ابناءنا واين وعودك باعادتهم قريبا ؟ ولماذا لا تحسم جبهة غزه التي تفترس ابناءنا الجنود يوميا وترهقهم ؟ واين وعدك بفصل غزه عن لينان ؟
ماذا استفدنا من قتل نصرالله وغيره ومن ضربك لليمن وانت لم تغير المعادلات ولم ينفعنا ذلك سوى فشة الخلق والشماته بالعدو وزيادة شراسته وغضبه ؟
نصر نتنياهو المتسرع المزعوم سيتبدد رويدا رويدا مع تواصل الضربات واتساعها من كل الجهات التي تتحول الى جبهات مشاركه وليس فقط مسانده . عندما ستنفس المقاومه بالون الانتصار المتسرع ستتبدد الثقه المفرطه بالنفس والطغيان والجبروت وتوسيع البيكار ليشمل المتطقه برمتها .
وان تجرا نتنياهو على الغزو البري فستانيه الردود المركبه المربكه من الميدان كما حدث مع غزه ولكن بشكل اكبر واوسع وستظهر ورطته في معركة غزه ٢ اللبنانيه .
بشكل اكبر واوسع وستظهر ورطته في معركة غزه ٢ اللبنانيه .
خلاصة القول ان الحزب سيتعافي حسب ما يبدو وسيصبح اكثر عنفوانا وشراسة في ردوده وسيضرب العمق الاسرائيلي في مناطق حساسه وسيصيبها بشكل مباشر بشكل لا يمكن للكذب والتعتيم مهما كان محكما ان يغطيه .
اسرائيل اصيبت بالغرور مؤخرا وامريكا المعجبه دعمتها واعطتها ضوءا اخضر لتوسيع هجومها وتم تفعيل الطابور الخامس والجهله لاحياء الفتنه الطائفيه النائمه والاحقاد والفرقه تماما كما حدث في عشرية النار ومشروع تفكيك الدول المركزيه . قصار النظر ينجرون بسرعه وراء التحريض والتشكيك ويتحولون الى جنود دون ان يدروا في معركة اسرائيل وامريكا ضد المنطقه .

من المعيب التحدث بلغة طائفيه بغيضه والتشكيك فيمن يدعم المقاومه الفلسطينيه ويخاطر بنفسه وبلاده من اجل غزه ويدعم قدراتها ويساندها . البوصله واضحه لمن يريد الحقيقه والشمس لا تغطى بغربال.