
الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
إسرائيل اليوم 4/2/2025
احتياحات السعودية تخدم الاقتصاد الاسرائيلي
بقلم: نيتسان كوهن
الكثير على الطاولة: هذه الليلة (بتوقيت إسرائيل) يلتقي رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. على جدول الاعمال مواضيع ثقيلة الوزن وبينها أيضا الامكانية للتطبيع مع السعودية والتي يمكنها أن تحول إسرائيل الى اقتصاد مختلف تماما عن ذاك الذي عرفناه.
نيلي، بتسور – فرانس، المديرة العامة لشركة الاستشارات “تيفن” تستعد منذ الان لمثل هذا التطبيع، سواء كان كاملا أم جزئيا، وسلسلة من زبائن شركة الاستشارات بدأوا منذ الان الاستعداد لذلك.
تعالي نتحدث للحظة عن الإمكانيات الاقتصادية الكامنة لاتفاق مع السعودية. ماذا يوجد هناك؟
“الامكانية الكامنة دراماتيكية. توجد إمكانية كامنة عالية تنبع من احتياجات السعوديين التي تستقر بالضبط على نقاط قوة الاقتصاد الإسرائيلي. الناتج القومي الخام هناك هو اكثر من تريليون دولار، وهو يستند الى عالم النفط. حتى 2030 يريد السعوديون ان يقوموا ليس فقط على أساس النفط بل وأيضا على السياحة وعلى التكنولوجيا المتقدمة في مجال المواصلات والى عالم متطور من حماية الجبهة الداخلية والأمن. هم يريدون تكنولوجيا عليا وطاقة متجددة.
“مثال على ذلك هو مشروعهم الجبار، مدينة نيوم، القريبة منا أيضا. فهم يريدون أن يقيموا هناك منطقة تكنولوجية متطورة تستند الى الطاقة المتجددة والزراعة المتطورة. وإسرائيل هي احدى الدول المتطورة في العالم في هذه المجالات. السعودية وضعت على هذا المشروع الكثير من المال بحيث ان من يلمسه تكون له فرص لصفقات بمليارات عديدة، ونحن سوبر أقوياء هناك.
“في مدينة نيوم وحدها يمكن تقدير إمكانية كامنة من 500 مليار دولار، والتقدير الحذر هو أننا سنحصل على الأقل على 10 – 20 في المئة من المشروع. في مجال الامن والدفاع عن الجبهة الداخلية يريد السعوديون هذا جدا، وتوجد هنا إمكانية كامنة بعشرات مليارات الدولارات على الطاولة. في مجال حماية البيئة والطاقات المتجددة وضعوا ميزانية 30 مليار دولار. لا يوجد في منطقتنا أي لاعب في عالم المضمون هذا، ونحن لاعبون أقوياء جدا. يوجد هناك مئات مليارات الدولارات هي في غاية الأهمية. وايضا في مجال السايبر، في حماية الجبهة الداخلية توجد بضع مليارات الدولارات. وبالتالي يمكن لنا أن نفهم التوازنات”.
علامات استفهام كثيرة
تعالي نتحدث للحظة عن مخاطر الصفقات مع السعودية.
“الخطر الأكثر أساسية هو الا يكون اتفاق، رغم أننا نحتاجه. توجد علامة استفهام على جوهر الاتفاق وهل سيكون هذا مثل هذا على الاطلاق. على الشركات في إسرائيل أن تفهم بانه توجد هناك أنظمة مختلفة، فهم يعملون بشكل مرتب جدا وهناك حاجة لفهم سياقاتهم. سيكون صعب عليهم قبول المختلف في الشرق الأوسط لكن من تعلمهم يفهمون بان ليس لهم بديلا في عوالم التكنولوجيا ونحن شركاؤهم.
“على الجميع أن يفهم بانه مطلوب هنا عمل لبناء علاقات طويلة المدى – لنظهر أننا نسير معهم دون أن نهاجم. إذ ان هذه علاقات ينبغي ان يتم تطويرها بحذر وعلى مدى السنين.
“في نهاية المطاف هم ونحن على حد سواء ينبغي أن نفهم بان علاقات طويلة المدى ستكون ممتازة للجميع، وأنا أشدد مرة أخرى على أن الامكانية الكامنة الدرماتيكية – للطرفين.
——————————————-
هآرتس 4/2/2025
ترامب ونتنياهو يتطلعان الى تطبيع له شارة ثمن سياسية وهو سيتقرر في السعودية
بقلم: تسفي برئيل
حتى 7 اكتوبر كان التطبيع بين اسرائيل والسعودية يعتبر شرط ضروري لتشكيل تحالف اقليمي، وتاسيس حلف دفاع بين امريكا والسعودية، وتوفير تكنولوجيا نووية امريكية للرياض. ولكن خلال الحرب اصبح التطبيع اداة ضغط سياسية، التي يمكن ليس فقط أن تحدد مصير وقف اطلاق النار وصفقة المخطوفين واستئناف الحرب، بل ايضا املاء على اسرائيل سياسة جديدة فيما يتعلق بالنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
في العام 2002 وضعت السعودية على طاولة النقاشات الاقليمية والدولية رؤية سياسية واستراتيجية اصيلة وجريئة، على شاكلة “المبادرة العربية”. هذه المبادرة تضمنت اعترافا عربيا باسرائيل و”حزام دفاع” مقابل الانسحاب من كل الاراضي واقامة الدولة الفلسطينية. بعد ذلك تقلصت الطلبات.
اعلانيا، السعودية ما زالت تتمسك بالمبادرة العربية كاساس لحل النزاع. ولكن كما اوضح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قبل الحرب كانت مستعدة للاكتفاء بخطة “تجعل ظروف حياة الفلسطينيين افضل”، بدون تفسير هذه الشروط، وبدون ذكر مفهوم “الدولة الفلسطينية”. منذ ذلك الحين، على خلفية عدد القتلى الكبير والتدمير في غزة، عادت السعودية لوضع اقامة الدولة الفلسطينية كشرط على موافقتها على التطبيع. ربما أن السعودية ستوافق على “الموافقة على دفعات”، موافقة ستلزم اسرائيل بالاعتراف المبدئي بحق الفلسطينيين بالدولة، في حين على الشروط لتجسيدها سيتم اجراء مفاوضات منفصلة. ايضا هذا التصريح الضبابي يمكن أن يكلف الائتلاف في اسرائيل حياته. عرض دونالد ترامب، الذي لم يولد في فراغ، اخلاء القطاع من سكانه ونقلهم الى مصر والاردن، يدفع السعودية الى الزاوية. الآن يجب عليها الدفاع ليس فقط عن مستقبل الفلسطينيين السياسي، بل ايضا عن مصر والاردن ازاء ما يعتبر بالنسبة لها تهديد امني وحتى وجودي.
ترامب على قناعة بأن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر والاردن ستجبرهما على الموافقة على طلبه. ولكن ازاء الدعم الكبير لمعارضتهما، الذي حصلت عليه من السعودية وقطر والامارات، فان مسار الترانسفير سيتبين أنه طريق مسدود. اقتراح ترامب يضع بن سلمان في معضلة، ونتيجته يمكن أن تكون تقويض المكانة الاقليمية للسعودية.
بناء هذه المكانة احتاج الى أن يدفع محمد بن سلمان رسوم تعليم مرتفعة بشكل خاص. فقط قبل ست سنوات كان هو الشخص الاكثر كرها في العالم. قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، الذي حسب المخابرات الامريكية تم بتعليمات من ابن سلمان، جعله شخص غير مرغوب فيه في معظم دول العالم، لا سيما في الادارة الامريكية والكونغرس. الحرب الفاشلة في اليمن التي بادر اليها بمباركة امريكية أدت الى تجميد صفقات السلاح بين الولايات المتحدة والسعودية. وابن سلمان الذي هاجم الحوثيون دولته اضطر في نهاية المطاف، بضغط من امريكا، الى اجراء المفاوضات مع الحوثيين والتوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار.
في العام 2017 حاول ابن سلمان املاء السياسة الداخلية في لبنان واخراج حزب الله من الحكومة. بعملية فظة ومتغطرسة ادخل في حينه رئيس الحكومة سعد الحريري الى الاقامة الجبرية في فندق في الرياض وأمره بتقديم استقالته. حتى هذه المناورة انتهت بفشل ذريع صارخ.
هذا الفشل يضاف الى الحصار الذي فرضته السعودية على قطر في نفس السنة، هي ودولة الامارات ومصر والبحرين. هذا الحصار انتهى بعد اربع سنوات بدون النجاح في تحقيق اهدافه. وبدلا من فصل الدوحة عن طهران ووقف تدخلها في السياسة الاقليمية، فان علاقاتها مع ايران وتركيا توطدت وقطر اصبحت دولة رئيسية في ادارة النزاعات، بدءا بليبيا ومرورا بسوريا وانتهاء بغزة. خلافا للدوحة فان السعودية تقوقعت على نفسها. وفقط في 2022، بعد اندلاع الحرب في اوكرانيا التي أدت الى ازمة في الطاقة، تم تصدع الشرخ الاول في العلاقة بين ابن سلمان والادارة الامريكية. هكذا كان الامر عندما ذهب الرئيس جو بايدن لطلب العفو من السعودية، وصافح ابن سلمان وطلب منه التكرم بزيادة انتاج النفط كي ينخفض سعره في السوق العالمية. بايدن تم الرد عليه بصفعة صارخة. ولكن العلاقات بين الادارة الامريكية والمملكة تم استئنافها وتوطدت وحولت ابن سلمان الى حليف حيوي في خطة تشكيل تحالف اقليمي، الذي يمكن أن يشكل الدرع الواقي امام ايران.
ملخص الفصول السابقة للعلاقة بين جو بايدن وترامب وابن سلمان هو ضروري لفحص وزن واستعداد السعودية للمساعدة في حل النزاعات الاقليمية والمشاركة في “الدرع الواقي” ضد ايران، التطبيع مع اسرائيل وصب اساسات حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. يجب تسجيل في صالح ابن سلمان منحنى تعلمه السياسي الذي يمكن أن يملي استمرار خطواته، سواء في الساحة الفلسطينية – الاسرائيلية أو في الساحة الايرانية. بشكل عام ولي عهد السعودية اصبح زعيم اكثر حذرا بكثير، الذي يصنف ويصفي بحرص الساحات التي يختار دخولها، ويبدو أنه يفضل مسار الدبلوماسية على مسار القتال.
استئناف العلاقات الدبلوماسية مع قطر في 2021 ورفع المقاطعة عنها، بعد ذلك بسنة مع تركيا وبعد سنة اخرى مع ايران، يميز الخطوط العريضة لسياسته الخارجية، التي محركها الرئيسي هو “صفر مشكلات مع الجيران”، واعادة بناء توازن النفوذ السياسي في المنطقة. مثلا، السعودية هي التي قادت العملية التي اعادت بشار الاسد الى الحضن العربي، بعد شهرين على استئناف العلاقات بين السعودية وايران. ولكن على الفور بعد سقوط النظام في سوريا على يد هيئة تحرير الشام في كانون الاول، سارعت السعودية الى الاتصال مع الرئيس الجديد احمد الشرع والاعتراف بحكمه والوعد بتقديم مساعدات اقتصادية له. أول أمس كان الشرع الضيف لدى ابن سلمان، في الزيارة الاولى له خارج سوريا.
السعودية ايضا كانت متورطة في عملية انتخاب الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، الذي اعلن بعد انتخابه بأن السعودية ستكون الدولة الاولى التي سيقوم بزيارتها. على اعتبار أنها الدولة التي ستساعد لبنان على اعادة الاعمار من دمار الحرب، الرياض ايضا دفعت بتعيين رئيس الحكومة في لبنان نواف سلام، وهي “تتابع عن كثب” تشكيل الحكومة في لبنان. ولكن يجب الانتباه بأنه طالما أن ايران كانت اللاعب الاول في لبنان وفي سوريا فان السعودية فضلت المراقبة من بعيد. ايضا عندما قررت شق الطريق أمام عودة الاسد الى الجامعة العربية فقد تم عرض هذه العملية وكأنها تتساوق مع المصالح الايرانية.
على خلفية ذلك يجب فحص ايضا التطلع الى رؤية في السعودية حجر الزاوية في تحالف عسكري اقليمي ضد ايران. ليس فقط أن السعودية ليست عضوة في التحالف العسكري الذي شكلته امريكا ضد الحوثيين في البحر الاحمر، بل هي ايضا اوضحت لواشنطن بأنها لن تسمح بالهجوم على ايران من اراضيها. يمكن التقدير بأنه حتى لو تحقق حلم التطبيع بين اسرائيل والسعودية، فان الاخيرة ستواصل الحفاظ على الوضع السياسي السليم الراهن لها أمام ايران.
التطبيع بين اسرائيل والسعودية لا يعني لعبة مجموعها صفر امام ايران، السعودية، ومن المهم توضيح ذلك، معنية بحلف دفاع مع الولايات المتحدة، وليس تحالف هجومي ضد ايران. غير المعروف حتى الآن ايضا هو ما هو توجه ترامب بالنسبة للقضية الايرانية. هل سيستأنف سياسة استخدام اكبر قدر من الضغط أم سيحاول عرض على ايران صفقة مفيدة تدفعها الى التوقيع على اتفاق نووي محسن. السعودية اتخذت قرار استراتيجي لتطبيق التطبيع مع اسرائيل، لكن بشروطها وبالوقت الذي تحدده، طالما أن الثمن السياسي مناسب.
——————————————-
هآرتس 4/2/2025
يجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، ومحاربة الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة
بقلم: اهود باراك
دونالد ترامب هو شخص غير متوقع، وهذا جزء من قوته. ربما بعد اسبوعين سنفكر بشكل مختلف. في هذه الاثناء يبدو أن السجاد الاحمر ومراسم التشريف لن تكون غائبة في زيارة نتنياهو. الرزمة ستكون دافئة وشاملة، لكن المضمون في الغرف المغلقة سيكون واضح وحاسم. استمرارا لحملة فيتكوفيف الذي فرض على نتنياهو تطبيق الاتفاق الذي كان في نهاية شهر أيار، والذي هرب منه ودفع ثمن ذلك حياة مخطوفين وجنود، يبدو أن ترامب سيطلب من نتنياهو استكمال صفقة المخطوفين. لن يكون بالامكان استئناف القتال بحجم كامل في غزة، بعد ذلك سيتم ادخال قوة عربية الى الصورة، بموافقة وتعاون السلطة الفلسطينية، وبدعم من الجامعة العربية والولايات المتحدة ومجلس الامن، وهكذا بالتدريج سيتم ايجاد بديل لحماس. قصة الترانسفير من غزة ستتبخر بسرعة. لن تتم المصادقة على الضم في غزة أو في يهودا والسامرة. اسرائيل ستحصل على معدات وسيتم اسماع تهديدات لايران، لكن ترامب سيعمل فيما بعد على التوصل الى اتفاق نووي محسن.
هذه صورة تختلف كليا عما يسوقه نتنياهو للجمهور، لكنه يمكن أن يضطر الى ابتلاع ذلك. من ناحية ايجابية توجد الصفقة مع السعودية، التي ستحصل على حلف دفاع ومفاعل وقود نووي برقابة امريكية، واسرائيل ستحصل على التطبيع مع السعودية وفي المقابل ستتعهد بـ “خريطة طرق” ضبابية، تتساوق مع “صفقة القرن” لترامب و”خطاب بار ايلان”. الولايات المتحدة ستحصل على 600 مليار دولار كاستثمارات سعودية ومنظومة اقليمية متعاطفة مع ترامب، وربما جائزة نوبل. بالنسبة لترامب هذا جزء من رزمة كبيرة، تشمل وقف الحرب في اوكرانيا والامتناع عن المواجهة المادية، خلافا للاقتصادية، مع الصين.
التطبيع مع السعودية سيكون انجاز سياسي مهم. تصميم ترامب يمكن أن يودي بنتنياهو الى انعطافة سياسية كاملة، ودعم العملية بشروط معينة، حتى المبادرة الى اجراء الانتخابات في بداية الصيف القادم، قريبا من موعد التوقيع على اتفاق التطبيع. ولكن هذا الانجاز توجد فيه شوكة. فالانقلاب النظامي يستمر بشكل كثيف تحت غطاء الحرب ويمكن أن يؤدي الى جعل اسرائيل ديكتاتورية بحكم الواقع وبرعاية من العملية السياسية. الاحتجاج وحده يعطي الصمود لحراس العتبة ومن يدافعون عن الحرية. ولكن هناك صعوبة اصيلة في اثارة الاحتجاج عندما يقاتل اشخاص من كل شرائح المجتمع معا، وعندما تحدث عملية سياسية مهمة. نتنياهو لن يتردد في استغلال ذلك.
سياسيا نتنياهو يوجد في ضائقة. كل وكلاء ايران انهاروا، لكن حماس ما زالت تسيطر في غزة بسبب عجزه استراتيجيا. يوجد امامه تحدي تحرير المخطوفين ومسألة استئناف الحرب في غزة وقانون الاعفاء من الخدمة والميزانية والضغط من اجل تشكيل لجنة تحقيق رسمية – كل ذلك يهدد بقاء الحكومة، ومن الجيد أن الامر هكذا.
احتمالية أنه رغم شجاعة وتضحية الجنود والمقاتلين والتجربة المؤلمة التي عاشها المجتمع منذ 7 اكتوبر، أن نفقد حريتنا وهويتنا كمجتمع حر بروحية وثيقة الاستقلال، هو أمر لا يمكن تخيله ويجب أن لا يحدث.
الاستنتاجات: أولا، ترامب سيقوم بلي ذراع نتنياهو، لكن وقف السير بسرعة نحو الديكتاتورية هو من مسؤوليتنا. ترامب لن يفعل ذلك من اجلنا. ثانيا، يجب على المعارضة التعهد بتقديم “شبكة امان” من الخارج للصفقة مع السعودية. ولكن اذا قام بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب فانه محظور دخول بني غانتس الى الحكومة. الى جانب الدعم السياسي للصفقة يجب الاستعداد لاسقاط نتنياهو. يجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، والمحاربة ضد الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة. ثالثا، يجب الاستعداد لعصيان مدني واسع وغير عنيف لاسقاط الحكومة، قبل أن تسقطنا جميعنا في هاوية الديكتاتورية المسيحانية، الظلامية والفاسدة.
——————————————
هآرتس 4/2/2025
التابع ذهب للقاء السيد، فقط كي لا يزعجه
بقلم: نحاميا شترسلر
هذا ليس أمرا بسيطا. فحقيقة أن رئيس حكومة اسرائيل هو الزعيم الاول الذي التقى مع الرئيس الامريكي بعد اسبوعين فقط على أدائه لليمين، هي أمر هام جدا بالنسبة لمكانة اسرائيل في العالم. أحباؤنا (هل يوجد مثلهم؟)، ايضا من يكرهوننا (يوجد الكثيرين منهم) ينظرون ويفهمون الرسالة من اللقاء: الولايات المتحدة تعتبر اسرائيل حليفة هامة جدا ملزمة بالوقوف الى جانبها. هذه هي بوليصة التأمين لنا. مع ذلك، حتى لا يكون سوء فهم، الحديث لا يدور عن علاقة بين متساوين. هذه علاقة بين السيد والتابع. نتنياهو سيلتقي اليوم مع السيد وسيحاول المناورة والحصول على اكبر قدر ممكن، لكن في كل الحالات هو لن يستطيع قول “لا” له.
الحديث يدور عن لقاء بين متحايل محلي وبين متحايل عالمي. هكذا يصعب جدا توقع نتائج اللقاء. الكذب والتضليل سيتغلبان على الحقيقة في الطرفين. ففي حين أن المتحايل المحلي يأتي الى اللقاء مع سلة مشتريات كبيرة، فانه يوجد للمتحايل العالمي هدف واحد هو جائزة نوبل للسلام.
نتنياهو يريد تحقيق “النصر المطلق” الذي وعد به، من اجل ذلك يجب عليه اقناع ترامب بأنه في المرحلة الثانية في الاتفاق حماس ستنزل عن الحكم، وسيتم طرد زعماءها الى الخارج والقطاع سيصبح منزوع السلاح. هذا سيكون كافيا من اجل عدم انسحاب بتسلئيل سموتريتش من الحكومة، وهكذا سيضمن الهدف الاساسي: البقاء في الحكم.
تحرير المخطوفين ليس هدفه الاساسي. اذا لم توافق حماس على التنازل عن الحكم فان الحرب سيتم استئنافها ومصير المخطوفين سيكون مثل مصير رون أراد. في نهاية المطاف دائما يجب التذكر بأن المتحايل المحلي يفكر قبل أي شيء آخر بنفسه، بالكرسي والحكومة. الحقيقة هي أنه “وافق شن طبقة”. ايضا ترامب هو شخص نرجسي، يثق بأن الشمس تشرق من اجله.
من اجل حصوله على جائزة نوبل للسلام ترامب بدأ مؤخرا ببناء لنفسه صورة المحارب من اجل السلام، الذي يريد انهاء كل الحروب في العالم، في غزة، لبنان، الضفة الغربية، امام ايران وفي اوكرانيا. من اجل ذلك هو سيبذل جهده لتحقيق التطبيع بين اسرائيل والسعودية، الامر الذي سيمكن من اقامة تحالف اقليمي (بتعاون مصر، الاردن والامارات)، الذي سيقف امام محور الشر الايراني، روسيا، الصين وكوريا الشمالية. ايضا يجب الأمل بأن لا ينسى نتنياهو الهدف الاستراتيجي الهام، ايران. يجب عليه اقناع ترامب بفرض عقوبات شديدة على الدولة الاسلامية العظمى المتطرفة. وأن يحصل منه على تعهد بأن يهاجم المنشآت النووية اذا استمرت في التقدم نحو انتاج القنبلة النووية. في نهاية المطاف ايران لا تشكل فقط تهديد وجودي لاسرائيل، (الشيطان الاصغر)، بل هي ايضا تعرض للخطر الولايات المتحدة (الشيطان الاكبر) وكل الغرب. في سلة مشتريات نتنياهو توجد ايضا اهداف اقتصادية مهمة مثل اعفاء اسرائيل من القيود المفروضة على شراء شرائح الذكاء الصناعي المتقدمة، زيادة المنحة الامنية قبل اتفاق جديد. زيادة المساعدات لاسرائيل هذا ليس أمر بسيط، ترامب معني بالذات بتقليص مبلغ المساعدات الامريكية المقدمة لدول اخرى، 200 مليار دولار في السنة. من اجل ذلك هو قام بوقف كل المساعدات الخارجية التي تقدمها امريكا لعشرات الدول، واسرائيل ومصر فقط نجحت في التملص في هذه الاثناء من شر هذا المصير.
صحيح أن الامر يتعلق بمتحايل عالمي غير متوقع، متغطرس، يطلق من الخاصرة، قليل المعرفة، متهور وبسيط جدا. ولكن يجب الاعتراف ايضا بأنه بالنسبة لاسرائيل هو افضل بكثير من كمالا هاريس. معها لم تكن لتبدأ حتى عملية اعادة المخطوفين. هي مقربة من الجناح الديمقراطي التقدمي، وبالتالي، هي لم تكن لتقوم بالغاء القيود التي وضعها جو بايدن على ارساليات السلاح لاسرائيل، الامر الذي قام به ترامب في الاسبوع الاول من ولايته.
الحديث يدور عن رئيس يعتبر العالم منقسم الى قسمين، الاخيار والاشرار. الآن نحن في قسم الاخيار. في اللقاء اليوم يجب على نتنياهو التأكد من بقائه مع الاخيار، وعدم ازعاج السيد غير المتوقع، وبهذا لا ينقلب علينا ويقوم بتحويلنا الى اشرار.
——————————————-
هآرتس 4/2/2025
غولان هو الشخص الصحيح لاعادة ترميم اسرائيل
بقلم: ديمتري شومسكي
قاعة بيت فابزنر في مدرسة هرئيلي في حيفا، الذي استضاف في يوم الاحد في الاسبوع الماضي لقاء الجمهور مع عضوة الكنيست نعمة لازيني ومع رئيس حزب الديمقراطيين يئير غولان، كانت مليئة ومكتظة ولم يبق فيها أي مكان، بالحيفاويين والأمل. بصفتي حيفاوي فخور شعرت بالرضا من أن الديمقراطيين قرروا البدء في حملتهم الجماهيرية في مدينتي، في حين أن أملي الشخصي، كمؤرخ، وجدته بالذات في الاقوال البسيطة والصحيحة لغولان قبيل نهاية اللقاء، التي تحدثت عن التاريخ. لو كنت مؤرخا، قال غولان، كنت سأقول بأنه الآن انتهى عهد الاكاذيب وبدأ عهد الحقيقة. الحقيقة الواحدة والوحيدة، قال في رده على ملاحظة للجمهور، وهي أنه لا يوجد حقائق بديلة.
أنا تساءلت: من أين يستقي غولان الشجاعة والقوة كي يضع على الطاولة الادعاء الذي للوهلة الاولى يبدو مقطوع عن الواقع. ولكن بنظرة عميقة يتبين أنه دقيق ومقنع؟، لأنه كما يبدو نحن غارقون حتى الرقبة في مستنقع الاكاذيب الترامب – بيبية، الذي لا ينوي تركنا والذهاب الى مكان آخر. ولكن المؤرخين يعرفون أنه في لحظة ازمة كهذه تنبثق بعض براعم التجديد.
يبدو أن غولان يستطيع الشعور والترديد بشكل واضح ونقي لحظة الحقيقة التاريخية التي تمر على اسرائيل في هذه الاثناء، لأنه هو نفسه يجسد في شخصيته – ايضا جسد بأمانه في ظهوره في اللقاء المذكور اعلاه – حقيقة سياسية مركبة والقليل من التناقض. ولكنها في نفس الوقت حقيقة اصيلة وحادة، التي يمكنها اختراق اعماق الروح الوطنية الاسرائيلية.
من ناحية اخرى، بدون قول كلمة “احتلال”، فان غولان هو يساري بكل معنى الكلمة. توجد له لغة رجل اليسار، حساسيته وروحه. هذا كان واضح في اسلوبه وقوة اقواله عن المساواة المدنية بين اليهود والعرب، في الدولة التي يجب قيادتها في ظل فظائع قانون القومية، عن المساواة في الفرص وتجديد دولة الرفاه، عن التعليم الديمقراطي الذي يجب تعليمه لابناء اسرائيل (تعليم ديمقراطي، أكد، على تعليم ديمقراطي وليس “تعليم المدنيات” الغامض والمحايد”)، وعن الانفصال عن الفلسطينيين كمحطة مؤقتة في الطريق الى اتفاق الدولتين. اليساريون الذين يشككون في علاقة غولان مع معسكر اليسار، أنا كنت أحدهم لفترة طويلة في عهد ميرتس، يجب عليهم المشاركة في اللقاءات العامة معه كي يبقوا وراءهم التشكك.
من ناحية اخرى، غولان هو رجل الواقع الامني – القومي الاسرائيلي. هو لا يخفي حبه الكبير للجيش الاسرائيلي. (“جيشي الحبيب”، قال بألم بسبب الضربة التي تعرض لها الجيش في 7 اكتوبر). هو يدرك أنه في المجتمع الذي يعيش في حالة ما بعد الصدمة الوطنية يجب فقط “التحدث عن الأمن”. وفوق كل ذلك، بمرافقة غولان لا يمكن عدم الشعور بالثقة بأنه اذا امسك بدفة السلطة فان حدود اسرائيل ستكون محمية اكثر بكثير مما هي في فترة الأمان المصطنع والمتهور لحكومة اليمين.
هل الحديث يدور عن حقيقة لا اساس لها من الصحة؟ ألا يمكن أن يكون عندنا أمان كامل ويسار كامل؟ صحيح أن اليمين البيبي عمل بجهد خلال السنين كي يغرس في وعي الجمهور الرؤية حول الربط التام بين “اليمين” و”الأمن” بشكل عام وبين نتنياهو والأمن بشكل خاص، رغم أنه حتى قبل كارثة 7 اكتوبر الواقع اثبت مرة تلو الاخرى كذبة هذه الرؤية. من جهة اخرى، في اوساط اجزاء من اليسار هناك شك واضح بـ “الجنرالات”، لا سيما الآن، على خلفية همجية الجيش الاسرائيلي في حرب 7 اكتوبر.
لكن الحقيقة الواحدة والوحيدة هي أنه حتى الآن يوجد في اسرائيل جمهور واسع يلتزم بشكل عميق، سواء بالقيم الديمقراطية الليبرالية أو قيم الأمن القومي. هذا الجمهور كان ويستمر في أن يكون القلب النابض لشعب اسرائيل. ولكن هذا القلب محطم الآن في اعقاب الضربة المدمجة التي تسبب بها الكهانيون البيبيون (الانقلاب النظامي)، والمسلمون الوطنيون (7 اكتوبر). لا شك أنه ما زال يمكن اعادة ترميم هذا الجمهور.
غولان هو الشخص الصحيح لقيادة عملية الترميم. وهو المرحلة الحيوية في الطريق الى اعادة اسرائيل الى مسار العقلانية الوطنية، ومن هناك، عندما يأتي الوقت المناسب، الى المسار المأمول، أي العملية السياسية.
——————————————
معاريف 4/2/2025
ترامب والشرق الاوسط
بقلم: يورام اتينغر
تطلع الرئيس ترامب لانهاء الحروب يقف حيال انعدام التعايش بسلام في العالم الإسلامي في الـ 1400 السنة الأخيرة، وميدان تقتيل الملايين في الحروب الإسلامية الداخلية منذ 1948. كما أن ترامب يتصدى لواقع شرق اوسطي يتميز بالتقلبات، بانعدام التسامح، العنف والانشقاقات العرقية والدينية المضرجة بالدماء.
لاجل تقليص الحروب والإرهاب سيتعين على ترامب أن يعمل على تغيير نظام آيات الله الذي أصبح منذ 1979 مركزا عالميا مضادا للارهاب ومناهضا للولايات المتحدة، نشر الأسلحة المتطورة وتهريب المخدرات. 46 سنة دبلوماسية و 40 سنة عقوبات اقتصادية من الولايات المتحدة لم تؤدي الى اعتدال مواقف أيات الله بل الى تطوير قدراتهم. تغيير النظام في طهران سيزيل نير آيات الله عن رقبة السعودية، اتحاد الامارات وكل الدول العربية المؤيدة لامريكا وسيوسع دائرة اتفاقات إبراهيم بانضمام السعودية، عُمان، وربما حتى الكويت، اندونيسيا ودول إسلامية أخرى. لاجل انهاء الحروب وهزيمة الإرهاب سيتعين على ترامب أن يعترف بمركزية الرؤيا المتزمتة التي تعود الى 1400 سنة وتوجه خطى ايران وغيرها من قوى الإرهاب. الرؤيا المتزمتة هامة في نظر الإرهابيين اكثر من الإنجازات المالية والدبلوماسية وتفترض بالإرهاب ان يهزم الغرب “الكافر”. على ترامب ان يكون واعيا للفجوة غير القابلة للجسر بين الكلام المعسول وبين الفعل العنيف في الشرق ا لاوسط، وبخاصة لاستخدام سلاح “التقية” – اللسان المعسول الذي يستهدف التغطية على النوايا وتخدير الخصوم والاعداء وهزيمتهم. مبعوثو ترامب الى الدول العربية يستمعون الى كلام يدعو الى إقامة دولة فلسطينية كشرط لاتفاق سلام. لكن الفعل العربي منذ 1948 يتراوح بين عدم الاكتراث وبين العداء للفلسطينيين. من هنا أيضا ستة اتفاقات سلام بين إسرائيل والعرب دون الشرط المسبق لاقامة دولة فلسطينية.
مقارنة بالغرب الذي يركز على تصريحات فلسطينية معتدلة، يركز العرب على السلوك الفلسطيني العنيف على المستوى العربي الذي جعلهم نموذجا للتآمر، للارهاب وللخيانة. مثلا، إرهاب فلسطيني في مصر وفي سوريا في الخمسينيات والستينيات. المحاولة لاسقاط النظام الهاشمي (“أيلول الأسود في 1970”) اشعال الإرهاب والحروب الاهلية في لبنان (“1970 – 1982”)، وخيانة الكويت السخية مع غزو العراق لها في 1990.
العرب، وبخاصة عرب الخليج، يقدرون بان السلوك الفلسطيني يدل على أن دولة فلسطينية ستشكل حكم اعدام للنظام الهاشمي المعتدل وستجعل الأردن ساحة إرهاب إسلامي يتسلل الى سيناء، الى مصر وبخاصة الى شبه الجزيرة العربية. الامر من شأنه أن ينقل السيطرة على نحو نصف احتياطات النفط العالمي الى أنظمة راديكالية، إيقاع ضربة شديدة على الاقتصاد والامن الداخلي في الغرب، والدفع قدما بمكانة ايران، روسيا والصين. انهاء الحروب والإرهاب من جهة ودولة فلسطينية من جهة أخرى هي الامر ونقيضه.
صحيح أن ترامب يتطلع الى وضع حد للحروب من خلال المفاوضات والاتفاقات، لكن هو أيضا يفهم بان النمر لا يصبح أليفا الا تكتيكيا.
——————————————
هآرتس 4/2/2025
نتنياهو سيطلق في واشنطن حملته الانتخابية بمساعدة خطة الترانسفير لترامب
بقلم: ألوف بن
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيطلق اليوم في البيت الابيض حملته الانتخابية للكنيست الـ 26، حيث يكون الى جانبه الرئيس الامريكي دونالد ترامب. نتنياهو انتظر عودة شريكه الايديولوجي الى السلطة كي يستطيع القول لناخبيه في اسرائيل بأنه هو فقط يعرف كيف يتدبر امره مع معبود اليمين في امريكا وفي العالم. كما هو معروف فان ترامب قام بدعوة نتنياهو الى البيت الابيض قبل أي زعيم اجنبي آخر. بعد لحظة سيخرجون من الدرج لافتة “دوري آخر”، باستثناء أنه في هذه المرة اصبح نتنياهو وترامب اكبر سنا مما كانا في المرة السابقة.
الحكومة “اليمينية المطلقة” تقترب من نهاية الطريق، وتبكير الانتخابات في الصيف القادم سيلغي عدد من المشكلات التي تزعج نتنياهو. سيكون بالامكان مثلا أن يدحرج الى السنة القادمة الانشغال بتهرب الحريديين، لأنه بعد حل الكنيست سيتم تجميد عمليات سن القوانين، واضافة الى ذلك سيحاول بالتأكيد تأجيل محاكمته بذريعة أن المحكمة العليا سمحت له بالتنافس في الانتخابات، وأن مثوله لتقديم شهادته ثلاث مرات في الاسبوع يمس بحقه في أن ينتخب. الاكثر اهمية هو أنه لا يوجد الآن أي منافس يمكنه الوقوف امام نتنياهو على رأس قائمة منظمة وأن يطرح رسالة تختلف عن رسالته. ما الذي سيقوله نجم الاستطلاعات نفتالي بينيت؟ هل سيقول بأنه سيتملق ترامب اكثر؟.
حتى قبل اللقاء قدم ترامب لنتنياهو الرسالة الرئيسية في الحملة. وهي نقل مليون ونصف فلسطيني من القطاع. فكرة الترانسفير، بلغة مغسولة، التطهير العرقي لارض اسرائيل من السكان العرب، غير جديدة في الخطاب السياسي الاسرائيلي. ولكن الى أن قام ترامب بتبنيها عند عودته الى البيت الابيض فانهم تحدثوا عنها فقط في دوائر اليمين الكهاني. في هذه المرة يوجد تطور في طرح الفكرة. فبدلا من الحديث عن “ارض اسرائيل لشعب اسرائيل” و”الحق الحصري للشعب اليهودي في هذه البلاد”، يعرضون الطرد كجميل للفلسطينيين، الذين سيتم انقاذهم من اكوام الانقاض في قطاع غزة وارسالهم الى حياة أفضل.
من السهل رفض فكرة الترانسفير لترامب والقول إنها شعار آخر لن يتحقق. أو كعنزة تم ادخالها الى النقاش فقط من اجل التنازل عنها مقابل السلام مع السعودية. ربما هذا ما سيحدث حقا، مثلما اتفاقات ابراهيم في 2020 تنازلت عن فكرة نتنياهو ضم الضفة الغربية مقابل رحلات الطيران الى دبي ومراكش. ولكن ضم الضفة لم ينزل عن جدول الاعمال. بالعكس، الفكرة فقط تطبعت ويتم تطبيقها بتصميم وبدون اعلانات. هكذا ايضا الترانسفير لن يختفي من الخطاب. صحيحة أن الدول العربية المعتدلة، بقيادة السعودية، سارعت الى الاعلان عن معارضة اعادة توطين الغزيين بشكل جماعي ونقلهم الى مصر والاردن. يبدو أنهم في الرياض والقاهرة وعمان لا يعتقدون أن هذا مجرد امر عبثي.
من ناحية نتنياهو فانه يوجد للترانسفير افضلية سياسية بارزة. فكرة “الاخلاء الانساني” من غزة تحصل على دعم واسع في المجتمع اليهودي في اسرائيل، وايضا خارج كتلة المؤيدين في الائتلاف. الاوائل الذين طرحوا بعد اندلاع الحرب اقتراح اخلاء سكان غزة بشكل طوعي الى الخارج عضوي الكنيست رام بن براك (يوجد مستقبل) وداني دنون (الليكود)، في مقال نشر في “وول ستريت جورنال” في تشرين الثاني 2023، بعد مرور خمسة اسابيع على 7 اكتوبر. الامر الذي يشكل قاعدة لائتلاف مستقبلي لليمين والوسط.
مع ذلك، حتى الآن نتنياهو يحذر من تبني الفكرة بشكل علني. لذلك، مهم رؤية كيف سيتطرق اليها في اللقاء في البيت الابيض. خطواته وتصريحاته في ادارة الحرب من البداية اظهرت أن خطة “اليوم التالي” في قطاع غزة تؤدي الى احتلال اسرائيلي دائم لاجزاء منه، والاعداد لامكانية الاستيطان اليهودي في مكان البلدات الفلسطينية التي تم تدميرها. المرحلة الاولى في صفقة التبادل دحرجت الى الوراء هذه الفكرة بعد أن سمحت اسرائيل للفلسطينيين بالعودة الى شمال القطاع في اطار الاتفاق. الآن نتنياهو يحاول التملص من المرحلة الثانية، التي يمكن أن تشمل الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي من القطاع.
اذا تم تطبيق المرحلة الثانية وتمت اعادة جميع المخطوفين الى اسرائيل فان النزاع لم ينته. التأخير والصعوبات المتوقعة في اعادة الاعمار استهدفت دفع الفلسطينيين الى الهجرة “بشكل طوعي”، أو دفع السعودية نحو التطبيع من اجل انقاذ الغزيين من نكبة ثانية. على أي حال، نتنياهو يمكنه عرض على ناخبيه انجاز: الترانسفير أو السلام.
العلاقة بين ترامب ونتنياهو عرفت صعود وهبوط في الولاية الاولى لترامب، الرئيس غير المتوقع والذي يحب اطلاق النار من الخاصرة. لذلك فانه لا يجب الانفعال كثيرا من الود الذي سيتم بثه من واشنطن. في المقابل، محظور ايضا التأثر من الامل الجديد الذي نشأ في المعسكر المناويء لبيبي، وهو أن ترامب سيقوم بلي ذراع نتنياهو بالقوة نحو اليسار، ويتسبب بأقوال الهراءات في انهاء الحرب، اعادة المخطوفين، السلام مع السعودية، القضاء على المشروع النووي الايراني وتبادل الحكم في القدس. كل ما ينقص هو الجنيات ووحيد القرن. وحتى ذلك الحين نتنياهو يأمل بأن تساعد صوره وعناقه مع ترامب الجمهور على نسيان مسؤوليته عن كارثة 7 اكتوبر، الامر الذي سيسمح له بحل الكنيست والعودة الى نشاطه المفضل جدا وهو ترشحه في حملة انتخابات اخرى.
——————————————
معاريف 4/2/2025
حماس لم تُهزم
بقلم: موشيه بوزايلوف
في المعركة على الوعي العام تنطلق أصوات تعلن ان حماس هُزمت. لكن هذا الادعاء بالحد الأدنى سابق لاوانه، وعمليا – كاذب. الحسم بالمعنى الحقيقي لا يجد تعبيره في اعداد مصابي حماس او بحشد الدمار في غزة بل في قدرة إسرائيل على أن تفرض على حماس ارادتها بحيث تكف عن أن تكون تهديدا استراتيجيا وتجبرها على التخلي عن امساكها بالحكم.
من يفهم هذا جيدا هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طرح على البحث إمكانية توزيع سكان غزة في أرجاء العالم – الخطوة التي تستند الى فهم استراتيجي عميق للشروط اللازمة للحسم الحقيقي. في كتابه “حرب واستراتيجية” يصف البروفيسور يهوشفاط هركابي الحسم بانه لا ينتهي بتحقيق إنجازات تكتيكية أو بضربة عسكرية شديدة للعدو. يوجد اختباران جوهريان لتحديد النصر:
تحقيق الأهداف التي وضعت للمعركة – بشكل غير قابل للتغيير من قبل العدو.
خلق واقع استراتيجي جديد لا يمكن للعدو فيه أن يواصل كونه تهديدا ذا مغزى.
يكشف هذا الاختبار أن اعلان النصر على حماس في هذه المرحلة ليست سوى وهم خطير. رغم الضربة الشديدة التي تلقتها حماس وزعماؤها، تواصل المنظمة احتجاز الرهائن، تفعيل خلايا إرهاب والإبقاء على قوتها السياسية والاجتماعية في القطاع. طالما لم تتغير هذه الشروط فان حماس لم تهزم.
المناورة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أضرت بشكل شديد بالقدرات العسكرية لحماس، لكن الاختبار الحقيقي هو هل كفت المنظمة عن أن تكون عنصر تهديد. عمليا، لا تزال حماس قادرة على أن تطلق الصواريخ، تنفذ العمليات وتحكم سكان غزة. المؤشر الواضح على أنه لم يتحقق الحسم بعد هو رفض حماس تحرير المخطوفين، او وضع سلاحها. منظمة لا تسارع للتخلي عن وجودها وعن مراكز قوتها لا يمكن هزيمتها فقط بوسائل عسكرية جزئية، ثمة حاجة لعملية أوسع وأعمق.
اذا كانت تريد ان تدفع حماس الى هزيمة حقيقية عليها، بالمشاركة مع الولايات المتحدة، ان تُفعل تهديدا عسكريا ذا مغزى وأصيل يدفع قيادة حماس لان تفهم بان لا مفر امامها غير الاستسلام بشروط إسرائيل. لا يدور الحديث فقط عن قصف إضافي او احباطات مركزة بل عن خلق واقع لا يطاق بالنسبة لحماس يضعضع امساكها بالحكم ويتسبب بانهيارها الداخلي.
صحيح حتى الان توجد إسرائيل فقط في منتصف الطريق الى هناك. من يدعي ان حماس هزمت منذ الان ينشر وهما خطيرا يعود مصدره الى المفهوم المنقطع عن الواقع – مفهوم يروج له منتدى “القادة من اجل امن إسرائيل” في ظل اغماض العيون امام الواقع على الأرض. ان الإصرار على الإعلان عن النصر قبل ان تتحقق الشروط الموضوعة لهركابي معناه التنكر للواقع بدلا من ادارته بشكل استراتيجي.
لاجل الوصول الى الهزيمة الحقيقية لحماس، إسرائيل ملزمة بان تحقق كل اهداف الحرب في غزة: إبادة القدرات العسكرية والسلطوية لحماس، تحرير كل المخطوفين وخلق واقع لا تكون فيه غزة تهديدا على إسرائيل – الان والى الابد. طالما لا توجد هذه الشروط، حماس لم تهزم. كل محاولة للادعاء بشكل آخر تنبع من أوهام او من مصالح سياسية.
كما فهم ترامب فان الحل الحقيقي لتصفية حماس يكمن في خلق شروط لا تسمح ببقائها على مدى الزمن سواء من خلال ابعاد سكان غزة ام من خلال تهديد عسكري ملموس وبلا هوادة. هكذا فقط يكون ممكنا الوصول الى حسم حقيقي، كما عرفه هركابي – حسم يغير وجه الواقع الاستراتيجي وليس فقط يوفر إحساسا بإنجاز لحظي.
——————————————
يديعوت احرونوت 4/2/2025
مستقبل المنطقة في لقاء واحد
بقلم: ايتمار آيخنر
يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الليلة في الغرفة البيضوية ثنائيا مع زعيم الدولة الأقوى في العالم. لعل هذا هو اللقاء الأكثر مصيرية بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس امريكي يصممان فيه بكل معنى الكلمة وجه الشرق الأوسط بعد حرب طويلة وقاسية غير وجه المنطقة كلها.
في اثناء زيارته الى الولايات المتحدة يلتقي نتنياهو مع محافل أخرى في الإدارة الامريكية كوزير الدفاع، مستشار الامن القومي وبالطبع المبعوث الخاص الى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف الذي التقاه امس. في مبادرة ويتكوف ترامب سيشاهد شريط فظاعة 7 أكتوبر قبل اللقاء مع نتنياهو.
التهديد الإيراني
الموضوع الأول والأكثر الحاحا لرئيس الوزراء هو النووي الإيراني. سيحاول نتنياهو اقناع ترامب في أنه في سلم الأولويات في الشرق الأوسط – مفضل وصحيح البدء بمعالجة التهديد الإيراني. هذا يستوي بالنظرة الإسرائيلية مع مصالح حلفاء آخرين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية. فمعالجة التهديد الإيراني في رأس سلم الأولويات سيعطي زمنا باهظا في الرؤية الإسرائيلية لمعالجة غزة واليوم التالي. ترامب يرى في ايران دولة خطيرة لكن يحتمل أن يمتنع عن عملية عسكرية ويفضل فرض عقوبات عليها. في إسرائيل يريدون أن يروا هذه العقوبات مع خيار عسكري مصداق – خيار كان ينقص في ولايته الأولى. من جهة أخرى من غير المستبعد ان يفضل ترامب ان تعالج إسرائيل التهديد الإيراني وسيكون مستعدا لان يوفر لها السلاح والعتاد الذي تحتاجه. منطق ترامب هو أنه لن يبدأ حروبا بل فقط أن ينهيها – لكن ان يساعد إسرائيل على القيام بهذا العمل القذر هو شيء ما يمكنه أن يحل هذا التناقض. نتنياهو سيشدد على أن معالجة جذرية لإيران ستسهل لاحقا على إدارة ترامب خلق أثر دومينو لتطبيع يضم ليس فقط السعودية بل وأيضا دولا إسلامية وعربية أخرى، مثل اندونيسيا، ماليزيا، سوريا، لبنان، الكويت وعُمان.
الرياض تنتظر
الرئيس ترامب مصمم على مواصلة المهمة التي بدأها في ولايته الأولى في شكل اتفاقات إبراهيم وتحقيق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. ويرى في تطبيع العلاقات بين الدولتين كمفتاح لجائزة نوبل. الطريق الى الرياض مليئة بالتحديات. من جهة، علم في الماضي بان السعودية ستشترط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمسار سياسي ما للفلسطينيين وكذا وقف الحرب في غزة. اما اذا فضل ترامب ان يبدأ بالذات مع السعودية وليس مع ايران، فمن شأن هذا ان يضع حكومة نتنياهو في اختبار وجودي إذ ان محافل في الائتلاف مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعارض كل إمكانية لوقف الحرب ومسيرة سياسية مع الفلسطينيين.
صفقة المخطوفين
بينما المرحلة الأولى من الصفقة في ذروتها فان استمرار الصفقة والمفاوضات على المرحلة الثانية التي كان يفترض أن تبدأ أمس يوجد في مركز الزيارة السياسية. نتنياهو معني بتغيير الاتفاق لاعادة المخطوفين وإعادة ترسيم شروطه من جديد كي لا يهز استقرار ائتلافه. وهو سيعرض على ترامب الشروط الإسرائيلية لمواصلة الصفقة: تجريد القطاع، نفي زعماء حماس، عدم تدخل حماس في اعمار القطاع وفوق كل ذلك تحرير كل المخطوفين. في إسرائيل يفهمون بان احتمال أن توافق حماس على هذا طفيف، وعليه فلن يكون مفر من العودة الى القتال. نتنياهو سيحاول تحقيق إقرار من ترامب لوعده بانه اذا لم يكن ممكنا الوصول الى اتفاق على المرحلة الثانية يمكن لإسرائيل أن تعود الى القتال.
في الخلفية، سيبعد رئيس الوزراء رئيس الشباك عن فريق المفاوضات وسيعين مقربه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. التقارير عن نية نتنياهو تغيير فريق المفاوضات، بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى وفي موعد قريب من بدء المحادثات على المرحلة الثانية تثير الأسئلة. فعلاقات الثقة التي خلقها رئيس الشباك ورئيس الموساد في السنة الأخيرة مع الوسطاء هي جزء هام يسمح للصفقة بان تخرج الى حيز التنفيذ. مثلما هو أيضا الدور المركزي لرئيس الشباك في قائمة السجناء الذين يمكنهم أن يتحرروا ورقابة الجهاز عليهم في الميدان. يمكن التساؤل هل اخراج قادة الأجهزة من الفريق يستهدف المس بمحادثات المرحلة الثانية من الصفقة بل واحداث تفجير وعودة الى القتال في قطاع غزة. الى جانب ذلك ليس مؤكدا ان هذا يستوي مع خطط ويتكوف وترامب لرؤية استمرار الصفقة وتحرير كل المخطوفين. من غير المستبعد ان يحاولا الحديث عن صفقة صغرى او مواصلة المرحلة الأولى. أمس، قبل اللقاء تحدث ترامب في الموضوع وقال انه “لا ضمانات لان يصمد وقف النار في غزة”. ومع ذلك يحتمل ان يصر ترامب على انهاء الحرب ويقول لنتنياهو اذا لم يوافق على ذلك – فلن يحصل على شيء: لا السعودية ولا ايران.
مستقبل قطاع غزة
موضوع سيبحث بتوسع في اللقاء هو اعمار غزة. فاحاديث ترامب عن نقل السكان لاجل اعمار غزة ليست نكتة. حتى لو لم تكن حتى الان أي دولة عربية مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، يواصل ترامب طرح هذا – ربما أيضا لاعتبارات أمريكية داخلية. في نظر الأمريكيين لن يكون ممكنا اعمار غزة دون اخلاء السكان. فالارض ملوثة وغير مناسبة للسكن. وسيستغرق سنوات اخلاء الأنقاض وتطهير الأرض. فاين سيكون في هذه الاثناء ملايين الغزيين؟
من اقوال ويتكوف يمكن أن نفهم بان الإدارة لا تريد أن ترى عودة الى القتال بسرعة وتريد أن تستنفد المفاوضات ولكن من الجهة الأخرى اذا ما استمعنا الى ما قاله وزير الخارجية ماركو روبيو يبدو أن إدارة ترامب تشك في القدرة على التنفيذ الكامل للاتفاق وتفهم بانه ينبغي العودة الى القتال لاجل تقويض حماس. الامريكيون يكررون موقفهم في أنه ينبغي التأكد من الا تكون غزة ملجأ آمنا للإرهابيين.
تواصل الزيارة
كما أسلفنا توجد جملة من المواضيع الأخرى التي ستبحث بين الزعيمين: أوامر الاعتقال ضد نتنياهو في لاهاي وفرض عقوبات على المدعي العام كريم خان وفريقه واستمرار نقل الذخائر من الولايات المتحدة الى إسرائيل، استمرار وقف النار في لبنان. الموقف من الحكومة الجديدة في سوريا وبدء المباحثات على مذكرة التفاهم الأمنية بين الدولتين والتي تنتهي المذكرة الحالية في 2028.
——————————————
هآرتس 4/2/2025
من واشنطن.. عائلات “المخطوفين” لترامب: لا تكن بايدن 2 أمام نتنياهو
بقلم: أسرة التحرير
ليس صدفة أن غريزة الأمومة لدى عيناب تسنغاوكر الموجهة لإنقاذ حياة ابنها متان الأسير في قطاع غزة، قادتها إلى واشنطن؛ فقد أدركت أنها إذا كانت تريد ابنها على قيد الحياة فعليها الالتفاف على حكومة إسرائيل ورئيسها نتنياهو والتوجه مباشرة إلى ترامب. هكذا تملك احتمالاً لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة.
واضح لتسنغاوكر – مثلما لكثير من عائلات المخطوفين والجمهور بعامة – أن الأمور لو كانت منوطة بحكومة إسرائيل ورئيسها، فمن شبه المؤكد أن الصفقة الحالية ما كانت لتخرج إلى حيز التنفيذ. وحده الضغط الذي مارسه ترامب مباشرة على نتنياهو سمح بتنفيذ الخطة التي نسجت بكاملها برعاية إدارة بايدن وكانت على الطاولة منذ أيار. يتلخص الفرق بين منحى أيار والاتفاق الحالي في القائمة الاسمية للمخطوفين، والتي تغيرت عقب قتل المخطوفين في الأسر وإعادة جثثهم إلى البلاد. تسنغاوكر، وعائلات المخطوفين وكثيرون في الجمهور، يدركون بأن الأمور تنطبق أيضاً على تنفيذ المرحلة الثانية. كل تأخير يعرض حياة المخطوفين للخطر، والوحيد الذي يملك الضغط على نتنياهو للقيام بما هو ملقى على عاتقه كرئيس وزراء إسرائيل (بخلاف موقف الحكومة حتى الآن) ولإعادة كل من اختطف تحت ورديته إلى البلاد – هو ترامب.
ولهذا سافرت تسنغاوكر لواشنطن كي تطلب من ترامب “ألا يسمح لنتنياهو بالتضحية بحياة متان وباقي المخطوفين”. تحاول تسنغاوكر توجيه عيني ترامب إلى الحقل السياسي الإسرائيلي لفهمها أن عيني نتنياهو تنصبان حصرياً إلى هناك. “نتنياهو وشركاؤه يحاولون تخريب الاتفاق، والمتطرفون يهددونه بتفكيك الحكومة، والذين هم في محيطه يتحدثون عن وجوب العودة إلى القتال”، وأضافت: “سيحاول نتنياهو خداعك مثلما خدع بايدن – فلا تسمح له”.
تشدد عائلات المخطوفين على موضوع الزخم، وتدعو رئيس الوزراء ألا يخلق “فجوة خطيرة” بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية. غير أن نتنياهو ومحيطه و”مصدر سياسي” وأبواقه، يطلقون الآن رسائل متضاربة كأنهم يرغبون تفويت الزخم عن قصد. بالإنكليزية يقول شيئاً ما، وبالعبرية شيئاً آخر، وبيبياً شيئاً ثالثاً؛ فعيناه لا تركزان إلا على هدف واحد: البقاء في الحكم.
على ترامب أن يعرف أن لنتنياهو شبكة أمان سياسية لإتمام الصفقة، لذا لا توجد معاذير. الطريق إلى الاتفاق مع السعودية، الذي يريده، يمر بالضرورة في إنهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين إلى إسرائيل. يجب الانضمام إلى تسنغاوكر في طلبها: “يا ترامب، لا تسمح لنتنياهو بتخريب الاتفاق وتحقيق الحلم”.
——————————————
معهد دراسات الأمن القومي 4/2/2025
هل سيؤدي وقف إطلاق النار إلى التطبيع مع السعودية؟
بقلم: يوئيل غوزنسكي وإيلان زلايط
منذ بدء الحرب، ازدادت حدة نبرة السعودية حيال إسرائيل، وأصبحت الرسائل العلنية من الرياض انتقادية ولاذعة. لقد وصلت إلى الذروة في تشرين الثاني الماضي، عندما اتّهم وليّ العهد، محمد بن سلمان، الرجل القوي في المملكة، إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين في غزة. ومثلُ هذه التصريحات من الزعيم الفعلي للمملكة لم تسمعه إسرائيل من ذي قبل، وهو يتعارض مع ما سبق أن قاله وليّ العهد في الإطار الإسرائيلي قبل الحرب.
لم يشدد السعوديون نبرتهم فحسب، بل أصبحوا من أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية بشكل لم نشهده من ذي قبل، وهم يريدون الاستفادة من المشاعر المعادية لإسرائيل في المنطقة. وإلى جانب انتقاداتهم، فإنهم يسعون للعب دور أساسي في السياق الفلسطيني، وبادروا إلى إقامة «حلف» دولي، هدفه الدفع قدماً بإقامة دولة فلسطينية. بالنسبة إلى السعوديين، فإن الصورة والشكل أهم من المضمون، وهم يسعون ليكونوا أصحاب الفضل في إقامة الدولة الفلسطينية أخيراً.
منذ بداية الحرب، دعت المملكة إلى وقف إطلاق نار فوري، وعندما تحقّق ذلك، رحّبت الخارجية السعودية به، وأعربت عن أملها بأن يؤدي إلى نهاية «كل الوحشية والعدوان الإسرائيليَّين» في غزة. كذلك، دعت المملكة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ومؤخراً، أضافت مطلباً، هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من «كل الأراضي العربية»، في إشارة إلى الأراضي التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، وفي الجولان السوري. وبذلك، هي تقف صفاً واحداً مع سائر الدول العربية.
المملكة العربية السعودية مهتمة بالتطبيع مع إسرائيل بصورة تؤمّن حصولها على الجزرة الأميركية التي من الصعب أن تحصل عليها من دون ذلك. لكنها منذ بداية الحرب تربط علناً بين التطبيع، أو الاندماج، وبين إقامة دولة فلسطينية، بطريقة لم تكن موجودة قبل الحرب.
لدى النظر إلى نصف الكوب الملآن يمكن القول: إن الاحتضان السعودي للقضية الفلسطينية هو أمر إيجابي، لأنها بذلك تأخذ القضية على عاتقها، وتمنع العناصر الراديكالية من استغلالها للحصول على تأييد. كما ربط السعوديون بصورة واضحة بين وقف إطلاق النار وبين عملية التطبيع، أي أن وقف النار هو شرط ضروري، وأن بداية عملية التطبيع ممكنة.
بعد إعلان وقف إطلاق النار قال وزير الخارجية السعودي: إن للمملكة مصلحة واضحة في التطبيق الكامل لوقف النار، وإن كل الأطراف في المنطقة تتحمل المسؤولية، وذلك في رسالة واضحة إلى «حماس»، وأيضاً إلى أطراف أُخرى، تدعوها إلى عدم تخريب الاتفاق. ومن المعقول أنه سيكون من السهل على الرياض، في ظل إدارة ترامب، النزول عن الشجرة التي صعدت إليها حيال الموضوع الفلسطيني، لكن بالنسبة إليها، هناك شروط ضرورية، وفي طليعتها استكمال وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، وبدء عملية إعادة الإعمار.
وتؤثر سياسة ترامب حيال إيران في المملكة أيضاً. إن تحسُّن الوضع الإستراتيجي للمملكة سيسمح لها بالمخاطرة في موضوعات أُخرى. وكلما كان ترامب صارماً مع إيران وقادراً على منع تقدُّم مشروعها النووي سهّل ذلك على السعوديين، وربما على إسرائيل أيضاً، من أجل إبداء مرونة كبيرة أيضاً في السياق الفلسطيني.
——————————————
عن “N12” 4/2/2025
الاجتماع «الأكثر دراماتيكية» في تاريخ العلاقات الإسرائيلية – الأميركية
بقلم: ياكي دايان
بصفتي شخصاً أعدّ عشرات لا بل مئات اجتماعات وزراء الخارجية مع نظرائهم في فترات دراماتيكية، يمكنني القول، بثقة، إنه لم يسبق لي أن شهدت اجتماعاً دراماتيكياً إلى هذا الحد بين رئيس حكومة إسرائيلي ورئيس أميركي. من المفترض أن يؤدي هذا الاجتماع إلى ولادة شرق أوسط مختلف، شرق أوسط جديد.
سيحظى نتنياهو بكل الحفاوة التي يحظى بها أول زعيم دولة أجنبية يزور واشنطن، وسيحلّ ضيفاً على “بلير هاوس”، وهذا الاستقبال مختلف تماماً عن الاستقبال الذي حظيَ به من الرئيس السابق، جو بايدن. ومرة أُخرى، فإن الصورة في العالم ستكون “الطريق إلى واشنطن تمرّ في القدس”. ومع ذلك، لن يكون هناك توافُق في الآراء بين الطرفين بشأن كل الموضوعات التي سيجري بحثها.
غزة
سيُعقد الاجتماع، اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى. هناك 3 موضوعات يكررها ترامب وموفدوه، بدءاً من ويتكوف وانتهاءً بوزير الخارجية، مارك روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، ومن الضروري أن نصغي إليها:
1- الأميركيون مصرون على استكمال صفقة الأسرى حتى آخر مخطوف، وسيبذلون كل جهد من أجل إتمامها. رأينا في الأسبوع الماضي الموفد الأميركي ويتكوف يعانق سموتريتش، الذي كان محظوراً لوقت طويل في واشنطن. كل ذلك من أجل تمرير رسالة أميركية بشأن مدى تقدير واشنطن لتأييد وزير المال لاستكمال الصفقة. الدلالة العملية المباشرة هي أن الحرب، بشكلها الحالي، انتهت. لكن، و”لكن” هنا مهمة جداً، من الواضح للأميركيين أنه لا يمكن أن تبقى “حماس” في السلطة. ويكرر موفدو ترامب هذه الفكرة مرات ومرات.
2- على نتنياهو التأكد من أن إعمار غزة شرطه عدم بقاء “حماس” في السلطة ونزع سلاحها، حتى لو كان المقصود عملية عسكرية أُخرى قبل إعادة الإعمار. و”على نطاق صغير”، يمكن اعتبار النموذج الذي بدأ العمل به في معبر رفح، بمشاركة عناصر من السلطة الفلسطينية وجهات أوروبية وأميركية، النموذج المطلوب. وفي الواقع، المقصود “خدعة غزة”، لأن نتنياهو وعد بألّا تحلّ السلطة الفلسطينية محلّ “حماس”، لكن هذا ما يجري عملياً.
3- يكرر ترامب رغبته في نقل قسم من الغزّيين إلى دول عربية وإسلامية. لقد كرر ذلك عدة مرات، وهو ما دفع وزراء الخارجية العرب إلى الإسراع في إصدار بيان موحد بشأن عدم موافقتهم على ذلك. ترامب، الذي يدخل إلى البيت الأبيض مع هراوة كبيرة جداً، يملك عدداً من أدوات الضغط التي تضمن حدوث هذا الأمر. ومثال ذلك من بين العديد من الأمثلة، هو المساعدة الخارجية الهائلة التي تحصل عليها مصر من الولايات المتحدة، وهي الثانية من حيث الحجم، بعد إسرائيل، والتي تقدَّر بـ1.3 مليار دولار، تُنفَق، في أغلبيتها، على بناء الجيش المصري.
وقّع ترامب مرسوماً رئاسياً بوقف كل المساعدات الخارجية مدة 90 يوماً من أجل مراجعتها، باستثناء دولتين، هما إسرائيل، ومصر بسبب دورها في التوسط في الصفقة. ما يتوجب على مصر أن تفعله هو ما كانت تفعله حتى الآن، أن تفتح بابها في مقابل 5000 دولار عن كل غزّي. أيضاً هناك وسائل ضغط كبيرة على السعودية. وفي مقابل التطبيع مع إسرائيل، تطالب السعودية بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل. ستضطر هي أيضاً إلى تقديم مقابل للسلام مع إسرائيل والاستثمارات الكبرى المخطط لها في الولايات المتحدة (تحدثوا عن 600 مليار دولار، وأعتقد أن هذا المبلغ سيزداد).
السعودية
يؤدي هذا إلى موضوع يريده ترامب كثيراً، وهو توسيع “اتفاقات أبراهام”، واتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل. وهذا سيضمن حصوله على جائزة نوبل للسلام، التي يرى أنه كان يستحقها منذ ولايته الأولى. هذه هي المرحلة المقبلة التي ستسير في موازاة إعادة إعمار غزة. سيضطر نتنياهو إلى قبول أشياء كثيرة لا يرغب فيها، لكن السعودية أيضاً ستضطر إلى إبداء مرونة حيال إعادة إعمار غزة ونقل لاجئين من القطاع. أعلم أنه يجري العمل على تجارب يمكن “التعايش” معها، لكن من المهم إدراج فكرة ترامب بشأن إخراج الغزيين.
إيران
إيران هي التحدي الأكبر، ومن المحتمل وجود فجوة بين موقفَي الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن القضاء على المشروع النووي الإيراني. يصل نتنياهو إلى الاجتماع في وقت وجود إيران في أدنى مستوياتها على صعيد النظام الإيراني، جرّاء هزيمة “الأذرع”، بدءاً من سقوط بشار الأسد، واعتراض قسم كبير من منظومة دفاعاتها الجوية، وعدم شرعية النظام الإيراني في أوروبا بسبب تأييده لروسيا. يمكن القول، إن الوقت لم يكن ملائماً، مثلما هو عليه الآن، من أجل القيام بهجوم مشترك ضد المشروع النووي الإيراني. ومع ذلك، أعلن ترامب أنه جاء لإنهاء الحروب، لا ليفتح حروباً جديدة. هو سيوافق على تسليح إسرائيل عسكرياً، وسيستخدم” الضغط الأقصى”، وسيفرض عقوبات ثقيلة، وسيعمل على تطبيقها، وأيضاً سيعمل على إيجاد تهديد عسكري موثوق به. هذا كله لم يكن موجوداً خلال ولاية بايدن، لكن ترامب لا ينوي الانضمام إلى هجوم مشترك ضد إيران. والتحدي الذي سيواجهه رئيس الحكومة هو إقناع الرئيس بأن الطريق إلى الرياض تمرّ عبر طهران. حتى لو بدأ ترامب بإجراء مفاوضات مع الإيرانيين، فيجب أن تكون محدودة من حيث الوقت.
لبنان وسورية
يموّل الأميركيون الجيش اللبناني، بما في ذلك دفع الرواتب، من هنا يملكون أداة ضغط كبيرة عليه. والضربة القاسية التي لحقت بـ”حزب الله” سمحت بانتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس حكومة، وهذه العملية لم تكن متاحة خلال العامين الأخيرين. وأيضاً في أعقاب التفاهمات مع الأميركيين، من المهم أن تحتفظ إسرائيل بحُرية عمل كاملة في لبنان من أجل منع تمركُز “حزب الله”، وتأمين الغطاء الكامل للوجود الإسرائيلي في سورية، حتى اتضاح صورة الوضع.
موضوعات أُخرى
ساحة الأمم المتحدة: هنا تحظى إسرائيل بدعم كامل من الإدارة الأميركية، من قرار حظر “الأونروا”، حتى استخدام الضغط الكبير على المحكمة في لاهاي. تشكل السفيرة الأميركية، إليز ستيفانيك، قوة مهمة في هذا الدعم والتغيير المطلوب. وهنا سيضطر نتنياهو إلى تجنيد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، لأن القرار الأخير الذي أقرّته أغلبية الحزبين في مجلس النواب، منعه مجلس الشيوخ، ولم يؤيده سوى سيناتور ديمقراطي واحد، هو جون بيترمان.
إن خطة المساعدة العسكرية لإسرائيل، التي كانت مدتها عشرة أعوام، وجرى توقيعها خلال ولاية أوباما، والتي تحصل إسرائيل بموجبها على 3.8 مليار دولار سنوياً (عملياً، أكثر من ذلك) من أجل شراء سلاح أميركي، من المفترض أن تنتهي في سنة 2028. ومن المنتظر توقيع الاتفاق الجديد في سنة 2026. طبعاً، في ضوء الموضوعات المُلحة الأُخرى، من الممكن تأجيل البحث في هذا الموضوع، لكن في ضوء عدم رغبة الرئيس في تقديم مساعدة خارجية كبيرة، يتعين على رئيس الحكومة البدء بإشراكه في هذه المسألة.
أمّا بشأن كل ما له علاقة بمحاربة العداء للسامية في الولايات المتحدة فيجب علينا أن نشكر ترامب على تحرُّكه الحازم وطرد الطلاب المؤيدين لـ”حماس” من الجامعات من حمَلة التأشيرات الطلابية.
في الختام، يصل رئيس الحكومة نتنياهو مع سلة كاملة إلى لقاء أحد أكثر الرؤساء تعاطفاً مع إسرائيل. كل الموضوعات مرتبطة ببعضها، وهناك إمكانات كبيرة لبناء شرق أوسط جديد مع أمير العقارات دونالد ترامب.
——————————————
هآرتس 4/2/2025
يجب القول بصوت مرتفع: نحن قاتلنا في غزة عبثاً
وسفكنا الدماء .. حان الآن وقت السلام
بقلم: زئيف سملنسكي
كم قصفنا مقاتلي حماس وكم أطلقنا النار عليهم. لقد قمنا بمحو مدنهم وقراهم ومخيمات اللاجئين، والأنفاق التي قاموا بحفرها حولناها الى غبار، كم من المواطنين قتلوا في غزة، كم من الاطفال، كم طفل اصبح الآن يتيما أو مبتور الارجل وبدون أفق أو مستقبل ها هي البلاد هدأت وهم يخرجون من مخبئهم بقامة منتصبة وأقوياء ويرتدون الزي العسكري الجديد والمكوي، ويحملون البنادق ويضعون شريط أخضر على الجبين. صفوف حماس امتلأت بالجنود الجدد المشتاقين للانتقام فقط حسب حماس سينهض شيء ما في القطاع المدمر. والجميع يعرفون أنه في القريب ستعود الصواريخ الى سدروت ونير عوز وعسقلان.
هناك من يحسدون الأمة التي يوجد لها مقاتلون كهؤلاء، من بينهم اتباع بتسلئيل سموتريتش، افی ایتام ويسرائيل هرئيل حماس لديها جيش مقاتل وفاخر، يتمسك بالهدف ولديه إيمان متقد. جنودها هم ابطال لا يخشون الموت، وحتى أنهم يتوقون للموت من أجل المبدأ والفكرة المتقدة التي كتبت على اللافتة التي تم وضعها على المنصة التي تم دفع اليها ليري الباك ونعمة ليفي وكارينا ارييف ودانييلا جلبوع: الصهيونية لن تنتصر.
لا يوجد أي شيء يثني مقاتلو حماس عن طريقهم، سواء المدن المدمرة أو الاطفال القتلى أو قادتهم الذين تمت تصفيتهم. هم سیستمرون، سيستمرون الى الأبد، ،، بدون توقف، لا يهم الثمن أو الحياة الاساس هو الفكرة، الايمان وملذاته من أعلى. كم يأسف السموتريتشيون في أوساطنا على أنه لا يوجد في اسرائيل جنود بصوت كهؤلاء، وعلى أنه لا يوجد رئيس اركان لدينا شرس بما فيه الكفاية. كل ما قمنا به حتى الآن لم يكن مرضيا لهم مئة ألف قنبلة لا شيء. هم يريدون مئة مليون قنبلة. قتل عشرات آلاف المواطنين لا يكفي، يجب تدمير مئات الآلاف، وربما الملايين وربما جميعهم.
يوجد شيء في الايمان الديني الذي يجذب اليه هذه النزعة القاتلة والتوق الى النصر المطلق، بأي ثمن. لو كنت العبد المخلص لإله الحقيقة الوحيد فكيف يمكن لحيوانات العماليق أن تزول من امامي؟ هذا ليس سوى أنه يوجد خونة في اوساطنا، أو اشخاص جبناء أو اشخاص ایمانهم المتقد غير كاف في قلوبهم. يجب علينا أن نعرف الايمان المطلق – لا يوجد شيء كهذا. حتى المعرفة غير مطلقة، والايمان الأخ المتخلف للمعرفة، بالتأكيد ليس هكذا التشكك يسكن قلب كل مؤمن، ومن اجل القضاء عليه يجب أن نصبح أقوى ونتغلب عليه، وأن نقوم بحرق سافونارولا وتقطيع اصابع قدم الحاخام أمنون من مغنيتسا وتدمير كل نفس حية في غزة، كي نتمكن في النهاية، بعون الله، القضاء على الشك المزعج.
لكن من لم يكن ضحية لايمان قاتل وتراجيدي كهذا يمكنه النظر مباشرة في عين الواقع مهما كان صعبا، في محاولة لفهم ما يوجد امامه وبذل الجهود لتمهيد طريق لنفسه الواقع ليس إلا أمر واحد في الحرب مع حماس خسرنا. من الصعب والمؤلم قول ذلك. وصعب ومؤلم ايضا استيعاب ذلك. لكن الحقائق لا يمكن نفيها. صفوف حماس لم تصبح فارغة. وروحها لم تضعف. لا يوجد غيرها في قطاع غزة، وفي القريب في الضفة ايضا من الذي يقوم بتوزيع الغذاء، ويحافظ على النظام، ولديه الاموال، ولديه القوة؟ من الذي يستمر في احتجاز المخطوفين؟ قدرتها العسكرية ضعفت، مخزون صواريخها تقريبا نفد الكثير من الانفاق تم تدميرها، لكن روحها قوية، مثلما في السابق وربما أكثر بالنسبة لرجال حماس عدالة الطريق اصبحت واضحة أكثر مما كانت في أي وقت مضى: الاسرائيليون لا يعرفون إلا لغة القوة. يكفي رؤية الابتسام على وجوه الفلسطينيين الذين يجرون انفسهم وهم عائدون الى انقاض بيوتهم. ماذا يقولون لبعضهم البعض؟. “في كل جيل الاسرائيليون يهبون للقضاء علينا لكن الله ينجينا من ايديهم”. ليس فقط حماس تعززت روحها، بل كل غزة الآن هي مثل قبضة واحدة وموحدة ضدنا، اكثر من أي وقت مضى. إن ذكرى عشرات الآلاف الذين قمنا بقتلهم توحد الغزيين وتشعل النار لأجيال قادمة.
الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة، تحرر وتفتح أفقا جديدا، قال شخص ذات مرة. يجب القول بصوت مرتفع: نحن حاربنا عبثا في غزة، قمنا بسفك الدماء عبثا ولأننا لا نتجرأ على النظر الى الحقيقة بشكل مباشر، ولأننا لا نعرف كيف نفعل أي شيء عدا عن القصف، لو كان لنا شعب اسرائيل، لو كان لزعمائنا الذين تنقصهم الثقة بالنفس، لكنا سنسمح لانفسنا بالنظر في المرآة والقول : لقد خسرنا في هذه المعركة. نحن كنا مجانين، عميان، الآن يجب علينا التوقيع على الصفقة واعادة اخوتنا واخواتنا والتفكير بـ “اليوم التالي”. صحيح أنه من المؤلم أن تخسر، لكن المؤلم اكثر هو بتر قدمك بسبب ذلك.
هيا نقول باستقامة الطرق المقترحة لمعالجة الوضع ليست سوى تهرب من المسؤولية. لماذا ننشغل باقالة المستشارة القانونية للحكومة والمساعدة في تهرب الحريديين؟ لماذا نواصل اطلاق النار على الاطفال في الضفة؟ من اجل ماذا؟ إلى أين سيوصلنا ذلك؟ من اجل ماذا تريدون اقالة رئيس الاركان هرتسي هليفي؟. ليقف الشخص الذي يمكنه أن يقول بصراحة : لو كنت في مكانه لما كان كل ذلك حدث. ليقم يسرائيل كاتس، المتملق، وسموتريتش، الفم الكبير، واسلاف (هليفي افيف كوخافي وغادي ايزنكوت وبني غانتس). اذا كان هناك أي أحد قلب الهزيمة رأسا على عقب فهو رئيس الاركان المستقيل. نأمل أن يكون لوريثه شيء من رباطة جأشه ومهنيته وتواضعه.
ما يجب علينا فعله واضح جدا، الى درجة أنه يجب أن يكون المرء اعمى كي لا يرى ذلك، نحن بحاجة الى طرد حكومة العوام، والموافقة على اتفاق اقليمي، واطلاق عمليات سلام ومصالحة. وفي نفس الوقت تعزيز الامن والمساواة وسيادة القانون والتكافل هل يمكننا فعل كل ذلك؟ لا أعتقد ذلك.
ربما تحدث معجزة والمجنون في الولايات المتحدة، بسبب توقه لجائزة نوبل، سيفرض علينا السلام وسيأتي يوم سيحل فيه السلام في الشرق الاوسط اسرائيل ستمد رغم ارادتها يدا مسالمة لجيرانها، وهم بصك الاسنان سيمدون أيديهم لها. ولكن نحن نحتاج الى اجيال اخرى كي يتنازل الحمساويون في الطرفين عن شهوتهم للقتال، وتجد الخفاشات عندنا وعندهم شيئا آخر لشربه غير الدماء.
——————————————
الأسرار تتكشف.. 6 آلاف قتيل و12 ألف جندي جريح ومعاق للاحتلال بالحرب على غزة
أثيرت تساؤلات كبيرة عن توقيت إعلان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المعين اللواء احتياط إيال زامير عن إحصاءات جديدة بخصوص خسائر الجيش منذ عملية طوفان الأقصى وحتى نهاية العام الماضي.
وقال تقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية أول أمس نقلت فيه تصريحات لزامير الذي يشغل كذلك منصب مدير عام وزارة الدفاع إن 5942 عائلة إسرائيلية جديدة انضمت إلى قائمة الأسر الثكلى خلال عام 2024، بينما تم استيعاب أكثر من 15 ألف مصاب في نظام إعادة التأهيل.
وتأتي تصريحات زامير في معرض إشارته الى عواقب القتال المستمر، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بأسر الجرحى والقتلى، وقال إنه “يتعين علينا ضمان حصولهم على الدعم والمساعدة المناسبين”.
ووفق الخبير بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس فإن تعبير “قائمة الأسر الثكلى” مستخدم في أدبيات جيش الاحتلال كمصطلح يدل على أعداد الأسر التي تأكد مقتل أحد أفرادها من العسكريين خلال الحرب.
وقال أبو العدس إن مصطلح “الانضمام لدائرة عائلات الثكلى” المستخدم في تصريحات زامير يعني عائلات القتلى من الجنود بالجيش وليس المدنيين، لوجود دائرة للقتلى من الجنود باسم “العائلات الثكلى”.
وتعد هذه المعلومات أحدث بيانات للجيش عن خسائره بالحرب، بينما كانت الإحصاءات قبلها تشير إلى أن عدد القتلى منذ عملية طوفان الأقصى فقط 1800 من ضمنهم حوالي 400 جندي بالعملية البرية في غزة.
وأشار أبو العدس إلى أن إفصاح زامير عن هذا العدد ربما يكون بسبب تسرب هذه المعلومات إلى الصحافة، وأنه أراد قطع الطريق عليها، خصوصا مع وجود سوابق لمثل هذه التسريبات في السابق.
من جهته، يرى المختص بالشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد أن تصريحات زامير تأتي في إطار الكشف عن الخسائر الحقيقة البشرية والمادية بعد انتهاء الحرب، وهو المتبع لدى سلطات الاحتلال بشكل عام.
وأضاف أبو عواد أن الهدف من الكشف عن الأرقام الحقيقية هو مصارحة الجمهور في الكيان المحتل “لأن هذه الأرقام ستتسرب بأي طريقة في النهاية، وستبدأ لجان التحقيق بنشر ما لديها”.
واعتبر أن أزمات الاحتلال جراء كل حروبها تبدأ بالظهور مع نهايتها، لذا فإنه بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ فستبدأ الحقائق بالتكشف وسيظهر حجم الخسائر الحقيقي في كل الاتجاهات “وستبدأ الأزمات بالازدياد”.
ورغم التكتم الشديد على حجم خسائر الجيش، فقد نشرت بعض المصادر في كيان الاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي أن نظام الإحصاءات في المستشفيات سجل مجموع قتلى الاحتلال الإسرائيليين نتيجة الحرب في غزة ولبنان والضفة الغربية وصل إلى 13 ألف قتيل.
وكان يوسي يهوشع المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت قد رجح في تقرير سابق أن يكون الجيش الإسرائيلي فقد العام الماضي بسبب الحرب على قطاع غزة المئات من القادة والجنود، إضافة إلى نحو 12 ألف جريح ومعاق.
وذكر جيش الاحتلال يوم 22 كانون الثاني (يناير) الماضي أن لواء غفعاتي -الذي انسحب من قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية- خسر 86 مقاتلا وقائدا خلال الحرب. وتعد الأرقام الجديدة التي نشرها رئيس هيئة الأركان المعين مخالفة تماما لبيانات الجيش السابقة التي كانت تتحدث فقط عن نحو 900 قتيل.
وبقي جيش الاحتلال محافظًا على أرقام قليلة جدا لعدد قتلاه وجرحاه طوال الحرب على الجبهات المختلفة، إلا أن تقريرا نشرته صحيفة هآرتس بمناسبة مرور عام على الحرب تحدث عن 12 ألف جندي جريح ومعاق تم نقلهم إلى قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الجيش.
وذكر التقرير أن 51 % منهم تتراوح أعمارهم بين 18و30 عاما، و66 % منهم من جنود الاحتياط. وقال إن قسم إعادة التأهيل كان يدخل له شهريا نحو ألف من جرحى الحرب، إلى جانب نحو 500 طلب جديد للاعتراف بالإصابة بسبب إصابات سابقة.
وبحسب تقديرات القسم، فإنه بحلول عام 2030 سيكون هناك نحو 100 ألف معاق في الجيش الإسرائيلي، نصفهم من المرضى النفسيين.
واعترفت وزارة الجيش في كيان الاحتلال نهاية الشهر الماضي أنّ “قسم إعادة التأهيل بالوزارة تولى رعاية أكثر من 15 ألف جندي مصاب منذ اندلاع الحرب”
—————–انتهت النشرة—————–