كتب محمد الصفدي …دلالات التوحش الحربي بهدف إيلام بيئة المقاومة

كاتب ومحلل مقدسي

هذه الحرب الطويله جدا تميزت بالوحشيه الحربجيه الهمجيه غير المسبوقه التي لا تعير وزنا لاية معايير اخلاقيه او قانونيه او انسانيه . نتنياهو قام باسقاط وحشيته على ضحيته وارتدى قناع الحضاره الخيره التي تدافع عن وجودها بوجه الهمجيين والاشرار وذلك حتى يشرعن ما يرتكبه من جرائم ويشيطن خصمه ويحشد العالم الغربي حوله . الوحشيه الحربجيه التي تتلفع برداء الحضاره والرقي المصطنع تنفلت من عقالها كلما تازم وضع اسرائيل واستطالت الحرب وتلقت الصفعات الموجعه ميدانيا ومعنويا . هي تسعى بلا شك لتحقيق هدف انتقامي يعيد لجمهورها معنوياته وثقته بدولته والى ايلام بيئة المقاومه حتى تفصلها عن المقاومه او تؤلبها عليها وتحريك الطابور الخامس حتى يدلي بدلوه ويؤدي دوره المنوط به بعد تجاهله وصمت المطبق على ما يجري وتفرجه المريب لينتقل الى مرحلة البكبكه وذرف الدموع على الضحايا وتلويم المقاومه واتهامها بالتسبب بالكارثه ! وفق المعزوفه الامريكيه ،ومن ثم يلحن للاجهاز عليها وتجاوزها وكانها لم تعد موجوده ! طارحا مواقف تتطابق وتتكامل مع شروط اسرائيل واهمها التخلص من سلاح المقاومه . هذه الوحشيه ” الحضاريه ” تنحو لتحصيل غايات سياسيه تفاوضيه اذ تزيد من ضغطها على المقاومه حتى تتنازل وتقبل المطالب السياسيه التي تطرحها اسرائيل بعباءة امريكيه وابواق داخليه متامركه . بالايام الاخيره زاد البطش بشكل غير مسبوق في شمال غزه وفي لبنان اذ شمل مناطق جديده في الضاحيه وصور . التوحش والفتك يلقى صمتا دوليا لافتا مغطى من فوق وتحت الطاوله من العرب الخيانيين ومن الدول الغربيه التي تتمنى القضاء على المقاومه في المتطقه . لاحظوا كيف يترافق القصف الوحشي مع تحركات وزيارات متناغمه من امريكا واوروبا والعرب ومن تحركات الخفافيش الظلاميه في لبنان وفلسطين التي تحاول استثمار الحرب والضغط الحربي وضائقة الناس وغياب القيادات الوازنه التاريخيه وترجمتها الى نصر سياسي استراتيجي لاسرائيل . اول امس قصفوا الضاحيه قبيل وصول هوكشتين للضغط على الحزب حتى يركع وامس قصفوا مناطق اغلبها مواليه لامل للضغط على نبيه بري وتحريك بيئته ضده واليوم قصفوا صور لتاليب الناس هناك ضد المقاومه واليوم يوسعون تدميرهم للابراج لتحريك الطابور الخامس والمعارضين وراسالمال ضد المقاومه وتوسيع الشرخ .

التوحش المتغطرس المرخص والمشرعن من الغرب المتحضر ،مكشوف الغايات والمرامي مهما تذاكى ، وكلما ازداد عنفا ازدادت دلالات الضائقه التي تعيشها اسرائيل التي تراوح في جنوب لبنان وتتردد وتنزف دما في غزه يوميا . حرب الاستنزاف والميدان البري هي التي ستضعف هذا الكائن المدلل المدعوم من الغرب كله ومن معظم الانظمه العربيه ، واثارها ستظهر عليه رويدا رويدا فلا مقارنة بين مقاومه فدائيه شعبيه لم يعد لديها ما تخسره وبين دولة “عظمى ” مدلله ذات مقدرات واستثمارات وارتباطات ضخمه ومستوى معيشه مرتفع وبذخ فوق العادي . اسرائيل تعودت وتكيفت مع نموذج الحروب السريعه الحاسمه التي لا تؤثر كثيرا على روتينها الحياتي اما في هذه الحرب فقد مرت سنه ومازالت المقاومه قوية مؤثره وجاهزه وقادره على امتصاص الضربات وتضميد الجراح . اسرائيل لم تبني نفسها لمثل هذه الحروب الطويله خلافا للمقاومه التي تعد نفسها للحرب الشعبيه طويلة الامد .
التوحش وارتفاع صوت الطابور الخامس من امثال السنيوره وجعجع وانضمام الانتهازيين لهم من امثال باسيل او المجعجعين في الجانب الفلسطيني وطعنهم للمقاومه وتلويمها هو جزء من المخطط المتكامل وتبادل الادوار الذي ضاق ذرعا بصمود المقاومه وبدا يخشى من علامات الضائقه الاسرائيليه خصوصا مع دخول اسلحة نوعيه جديده للمعركه ومع تزايد اعداد الجنود القتلى الذين يتكشف عددهم رغم الرقابه الشديده والسرديه الكاذبه .
لا تصدقوا السرديه الاسرائيليه الامريكيه المزيفه بالتفوق والسيطره وتحقيق النصر ، ولا تخافوا من تزايد مستوى التوحش والغطرسه الاسرائيليه ومن جعجعة الطابور الخامس فهي كلها دليل ضعف لا دليل قوه وستزداد همجية كلما تلقت اسرائيل الضربات في الميدان والرهان كما يقال يبقى عى الميدان …

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر كاتبها وليس عن وجهة نظر المسار الإخباري