مقالات

كتب محمد الصفدي …سوريا من البؤريه الى الأقلمة

المسار الاخباري: منذ ان تم تجميد الصراع في سوريا على اساس الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه ضد اكبر مؤامرة عالميه يشهدها العصر الحديث وقامت روسيا بهندسة التفاهمات مع القوى الاقليميه -الدوليه الفاعله حتى تمكن الدوله السوريه من التقاط انفسها بعد عشرية النار الجنونيه، والساحه السوريه لم تهدا فعليا واخضعت لضغوط خانقه بدءا من المقاطعه ومرورا بقانون قيصر الخانق وانتهاء بسيطرة امريكا ووكلاؤها على منابع النفط في الشمال . بين الحين والاخر كانت امريكا تحرك عصاباتها هنا وهناك لابقاء سوريا ضعيفة منهكه وواصلت اسرائيل توجيه الضربات الممركزه اليها او الضربات الداعمه لتحركات داعش والكرد ومن لف لفيفهم .
يبدو ان التفاهمات التي هندسها بوتين قد نصت على امتناع سوريا عن الرد وتحديد سلاحها المضاد للطيران لئلا تتورط روسيا وقواتها في الصراع كما يرغب بايدن – نتنياهو .
امريكا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا والاطلسي حاولوا مرات كثيره قطع طريق التواصل بين ايران -العراق -وسوريا -لبنان وضربوا الحشد الشعبي على الحدود والمعابر . بوتين حاول قبل حين نسج تفاهمات ببن الاكراد – قسد وببن الدوله السوريه وكبح جماح انفصال الكرد ولم يفلحوا . وحينئذ قامت امريكا وحلفهما بتحريك الدروز ضد النظام في السويداء جنوبا . الدوله السوريه حاولت احتواء الدروز المنقسمين الى تيارين وما زالت . ومنذ حين قام بوتين رغم انشغاله باوكرانيا بمحاولة مسج تفاهم تركي سوري لاحتواء الشمال كله دفعة واحده لكن الامر لم ينضج بعد لسببين عدم مصداقية اردوغان واطماعه واشتراط السوريين بانسحابه من اراضيهم في الشمال .
طوفان التقصى خلط الاوراق واظهر قوة وحضور محور المقاومه وصولا الى اتفاق وقف اطلاق النار الاخير وتجميد الجبهه اللبنانيه .
هجوم الدواعش والمعارضين وجبهة النصره بعد الاتفاق مباشرة بشير الى ان غرفة العمليات العليا المناهضه لسوريا ايران روسيا ومحور المقاومه قد قررت كما هدد نتنياهو استغلال رحيل بايدن لاشعال الجبهه السوريه والقاء كتلة النار السوريه في حضن ترامب لتوريطه كما فعلوا مع اوكرنيا عندما اعطوها اسلحه كاسره للتوارنات . اشعال سوريا قد يشمل قريبا تحريك المناهضين في الجنوب ودرعا وزج السويداء والدروز في نرىزاع مسلح . اشعال هذه الجبهه من شانه ان يضعف محور المقاومه الذي سيقف الى جانب سوريا ويضعف الامدادات لحزب الله الذي سيسعى لتجديد قوته وترسانته سريعا ومن شانه ان يضعف روسيا ويشاغلها وينزع منها ورقة سوريا التي ربحتها فاما ان تنسحب للتركيز على اوكرانيا واما ان تتورط بتسليح سوريا باسلحه كاسره للتوازنات على غرار خطوة الاطلسي مع اوكرنيا وتزج بالمزيد من قواتها في النزاع الشرق اوسطي واخيرا سيورط ايران في الصراع مباشرة .
كل هذا التصعيد تمهيد لقدوم ترامب وفرض لحقائق جديده توريطيه ستحول دون مساعي ترامب لاطفاء الجبهات المشتعله كما يتوقع .
لو انتصرت اسرائيل في لبنان لما اشتعلت ساحة سوريا ولبقيت على نار هادئه وانتقل محور امريكا لمهمات التطبيع . صمود حزب الله في الحرب البريه والمناكفات الجويه هو الذي فرض وقف اطلاق النار وأجبر نتنياهو على التنازل عن تحطيم حزب الله الى التعايش معه ومحاولة الالتفاف علبه من الرئه السوريه الرديفه.
من الان فصاعدا ستدخل المنطقه في حرب سوريا ٢ الاقليميه وسنعود لمسلسل التحريض الطائفي وعودة شعارات “الثوره ” المزعومه والضخ الاعلامي للتغطيه على مجازر غزه والاستفراد فيها وحسمها ومشاغلة الراي العام الدولي .
التفاهم الايراني السوري السعودي وتعاظم تكامل محور المقاومه وصموده وحضوره بما فيه انضمام حماس لهذا المحوز قد يحول دون تمرير هذا المخطط الخبيث .
عندما سياتي ترامب سيختار واحدا من امرين اما ان يركب موجة التصعيد ان اغرته انجازاته واما ان يسعى للتبريد وصباغة التفاهمات وتوازن المصالح حفاظا على الشريان الاقتصادي النفطي الاقليمي