أهم الاخبارإسرائيليات

وزيران سابقان في دولة الإحتلال : نتنياهو يريد صفقة جزئية و يعرّض جنوده لمحاكمات دولية

المسار :  بعد تقارير عربية متفائلة، في الأسبوع الماضي، وبعد تصريحات لوزير الأمن في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، منذ أيام قليلة، عن قرب صفقة مع “حماس”، تقول مصادر في إسرائيل إن هناك تقدماً في المفاوضات برعاية مصر، وإن هناك أغلبية مؤيدة لها داخل الائتلاف، فيما تصب مصادر أخرى فيها الماء على التفاؤل الحذر المعلن.

وزعمت الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم، أن هناك لهجة إيجابية لدى أطقم المفاوضات، وأنهم في نقطة هي الأقرب للصفقة، لكن الطريق لها ما زالت طويلة، منوهة إلى أن مصر وإسرائيل تنتظران رد “حماس” على عدة أسئلة منها: هل الأسرى الإسرائيليون بيدها؟ هل تقبل ببقاء الاحتلال داخل القطاع في نقاط معينة؟ وهل تتمسك بمطلبها بوقف الحرب أم لا؟ منوهة إلى أن الحديث يدور عن صفقة صغيرة و”حماس” معنية بصفقة أكبر.

مقابل تقدّم كبير في المداولات، يجري الحديث عن صفقة صغيرة “إنسانية” لاستعادة النساء، الكبار، المرضى والجرحى

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، الأحد، عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إنه مقابل تقدّم كبير في المداولات، يجري الحديث عن صفقة صغيرة “إنسانية” لاستعادة النساء، الكبار، المرضى والجرحى. كما تقضي الصفقة المزعومة بوقف النار لسبعة أسابيع مقابل الإفراج عن عدد غير معروف من الأسرى الفلسطينيين، تتيح لإسرائيل معاودة الحرب على غزة.

ونقلاً عن مصدر إسرائيلي، يوضح موقع “واينت” الإخباري أن شحّ المعلومات، أو تناقضها، يعكس رغبة جادة لإتمام صفقة بالتقسيط منعاً لإفشالها، لافتاً إلى أن رئيسي الموساد والشاباك قد أبلغا الكابينت بأن “حماس”، وبعكس الماضي، مستعدة لإحراز صفقة.

وتابع “واينت”: “بعكس تقارير صحفية عربية عن وجود مصاعب كبيرة في الطريق، يمكن، وفق التقديرات، إتمام صفقة خلال أسابيع قليلة”.

كما قال “المصدر الكبير” لـ”واينت” إن ما أدى لتغيير موقف “حماس” هي الضربات الموجعة التي تعرّضت لها، والدخول الوشيك لدونالد ترامب للبيت الأبيض.

وترى مصادر في إسرائيل أنه من شأن هذه “الصفقة الإنسانية” شقّ الطريق لصفقة أكبر تنهي الحرب والتطبيع بين إسرائيل والسعودية، منوهة أنه ليس معروفاً بعد إذا ما كانت “حماس” مستعدة فعلاً لصفقة صغيرة دون إنهاء الحرب، وسط تقارير متباينة حول هذا السؤال.

يشار إلى أن هناك تقارير في إسرائيل تتحدث عن تليين “حماس” لموقفها، وعن موافقتها على بقاء عسكري إسرائيلي محدود في القطاع، وفي المقابل هناك تقارير تتحدث عن موافقة الاحتلال على انسحاب مؤقت من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) دون مصادقة رسمية على هذه التسريبات.

وتشير تقارير في إسرائيل أيضاً إلى أنها تقدّر إتمام الصفقة خلال أسبوعين، وحسب “واينت” هناك أغلبية داخل الكابينت تؤيدها حتى لو رفضها بن غفير وسموتريتش، مرجحة أن الائتلاف اليميني الحاكم يستطيع تمريرها لأن بيده مكاسب كثيرة، بيد أن المشكلة تتعلق باحتمالات تراجع “حماس” كما حصل في الماضي.

حقيقة نتنياهو

لكن، ورغم التسريبات والتصريحات المتفائلة، يبدو أن حسابات حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو، التي أفشلت، حتى الآن، مساعي الصفقة، وحالت دونها، حتى بعدما قبلت “حماس” بمقترح أمريكي جوهره إسرائيلي أعلنه الرئيس بايدن في 27 مايو/أيار الماضي، لا تزال على حالها. ومن المرجح جداً أن جوهر هذه الحسابات السياسية خلف التهرّب من صفقة لدى نتنياهو وحكومته يرتبط بالخوف من صورة الأسرى الفلسطينيين وهم خارجون من سجون الاحتلال يرفعون شارات النصر من نوافذ الحافلات التي ستقلّهم إلى الحرية. مثل هذه الصورة من شأنها المساس برواية الاحتلال حول الحرب، وتبقى راسخة عميقاً في وعي الإسرائيليين، في ظل معركة مستمرة على الرواية، وهذا ما يخشاه نتنياهو المصاب بجنون العظمة المسكون بهاجس التاريخ. ويبدو أن هذا ما يقصده وزير المالية والوزير الإضافي في وزارة الأمن المستوطن باتسلئيل سموتريتش وهو يكرر أقواله، حتى أمس الأول، بأن صفقةً مع “حماس” ستفسد نتائج الحرب وتجهز على مكاسبها.

نتنياهو كاذب

نتنياهو، الذي اتهم من قبل سموتريتش، وفق تسريب شريط صوتي مسجّل منذ شهور، بأنه “كاذب ابن كاذب”، متهم مجدداً بالكذب من قبل عائلات بعض المحتجزين الإسرائيليين، كما تجلّى في كلمة عيناف تسانغاوكر، والدة الجندي الأسير متان تسانغاوكر، أمام آلاف المتظاهرين في تل أبيب، ليلة أمس، وفيها قالت إنها بعدما تحدثت مع جهات في طاقم المفاوضات اتضح لها أن نتنياهو، في حديثه معها قبل أيام، كان يكذب. واعتبرت تسانغاوكر أن نتنياهو يبحث عن استعادة عدد محدود فقط من المخطوفين، وأن صفقةً جزئية حُكْمُ إعدام على بقية الأسرى. وتبدي جهات سياسية وصحفية إسرائيلية اليوم أيضاً تشكيكاً بحقيقة نوايا وأولويات ائتلاف نتنياهو، ولذا تستمر المظاهرات في تل أبيب وفي القدس وفي بئر السبع وحيفا من أجل توقيع صفقة تستعيد كل الأسرى الإسرائيليين، حتى بثمن إنهاء الحرب والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وهذا ما يؤيده معظم الإسرائيليين وفق استطلاعات متتالية في الشهور الأخيرة.

مصادر في إسرائيل: من شأن “صفقة إنسانية” شقّ الطريق لصفقة أكبر تنهي الحرب وتفضي للتطبيع مع السعودية

الحرب انتهت والموت في غزة لا ينتهي

وهذا ما أكده قائد الجيش السابق الوزير المستقيل غادي آيزنكوت، الذي قال، أمس، إن الحرب في غزة مكلفة، وتستمر دون أي تبرير، وإن مكاسبها تتبدّد بعدما تحققت بالدم والدمع لأن الحكومة تتحرك بدوافع غريبة.

كما تستمر مذابح بحق المدنيين داخل مراكز الإيواء وخارجها في غزة التي تشهد فظاعات إسرائيلية على الطريقة السورية، وهذا ما تؤكده مصادرُ إسرائيلية أيضاً، آخرها وزير الأمن الأسبق موشيه يعلون، الذي عاد وأكّد، أمس، للمرة الخامسة أن الجيش الإسرائيلي لم يعد “الأكثر أخلاقية”، وأنه يرتكب، بتكليف من الحكومة، جرائم حرب منها “التطهير العرقي”.

في محاضرة له قال يعلون، أمس: “نعم صحيح ما قاله آيزنكوت. هذه فضيحة أن تستمر الحرب 14 شهراً. نعم ما يحدث في غزة هو تطهير عرقي. أقول ذلك بعدما توجّه لي ضباطٌ إسرائيليون يشكون تلقيهم تعليمات بطرد الغزيين، ومن جهة أخرى أسمع وزراء أمثال سموتريتش وبن غفير يدعون لذلك، ولذا تتحمل الحكومة مسؤولية ما يجري، وأنا أقول ما أقول دفاعاً عن الضباط والجنود الذين سيرون أنفسهم يحاكمون في محاكم دولية”.

في هذا المضمار، يواصل مؤرخ إسرائيلي في الجامعة العبرية، الدكتور لي مردخاي، فضح وتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، ضمن مسلسل تقارير ينشرها في صفحته تحت عنوان: “هذا ما فعلناه في غزة… يجمد الدم في العروق”.

وكانت صحيفة “هآرتس” قد أشارت إلى قرار وزارة القضاء بعدم فتح ملف تحقيق في مقتل الدكتور إياد الرنتيسي، مدير قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، داخل السجن الإسرائيلي رغم آثار ضرب على جثمانه، معللة ذلك بالزعم أنه لا يوجد سبب لفتح ملف تحقيق جنائي، وأنه جارٍ الفحص لبقية حالات الموت تحت التحقيق. وهذا يذكر بقتل الطبيب عدنان البرش، رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة.

يشار إلى أن آدم بوهلر، مستشار الرئيس ترامب لشؤون الأسرى والمفقودين، من المتوقع أن يصل إسرائيل قريباً جداً، وفيما قال إنها زيارة خاصة، قالت صحيفة “هآرتس”، نقلاً عن مقرّب منه، إنه قدم لمعاينة مداولات الصفقة العالقة.