أهم الاخبارعربي

مصدر مصري للعربي الجديد: القاهرة غير متحمسة لخطوات أحادية بشأن غزة ، وفتح معبر رفح من جانب واحد قد يؤدي إلى حرب مع إسرائيل

المسار : في سياق وساطتها مع قطر والولايات المتحدة، تحاول مصر تأمين تفاهمات تضع حداً للعمليات العسكرية في قطاع غزة وفي الوقت نفسه منع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع. يقول مصدر مصري مطلع على مسار الوساطة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل للدفع إلى إبرام صفقة تبادل أسرى ومحتجزين ووقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، أمس الاثنين، إن هناك “حسابات دقيقة ومعقدة للغاية تحكم القرار المصري في هذا الملف”. ويوضح لـ”العربي الجديد”، أن “البعض يتعامل مع المسألة من زاوية إنسانية بحتة، متجاهلين الجوانب الأمنية والسياسية الأوسع”.

مصدر مصري: إذا تعرضت شاحنات مساعدات مصرية لقصف إسرائيلي سيكون ذلك بمثابة إعلان حرب

ضغط لإدخال المساعدات إلى غزة

ويشدد المصدر على أن فتح معبر رفح، بين القطاع ومصر، من الجانب المصري بشكل أحادي، خصوصاً إذا تعلق الأمر بشاحنات مصرية رسمية، قد يجرّ معه تبعات خطيرة، مبيّناً أنه “إذا تعرضت هذه الشاحنات للقصف الإسرائيلي، فسيكون ذلك بمثابة إعلان حرب، وهي خطوة قد تشعل المنطقة بأكملها”. ويشير إلى أن مصر تواصل الضغط على الأطراف الدولية، وتنسق مع شركاء إقليميين من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع عبر طرق متفق عليها، لكنه عبّر عن استياء القاهرة من “ازدواجية المواقف الدولية”. وهناك من يطالب مصر، وفق المصدر نفسه، بالمواجهة “بينما يكتفون بإصدار بيانات دعم خالية من أي فعل حقيقي أو التزامات عملية”.

على صعيد آخر تدخل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة دقيقة، في ظل جهود مكثفة يبذلها الوسطاء الإقليميون والدوليون، وفي مقدمتهم قطر ومصر والولايات المتحدة، للوصول إلى صيغة توافقية توقف العمليات العسكرية وتؤسس لمسار تهدئة أكثر استقراراً. يأتي ذلك مع وصول وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة، أمس، لعقد اجتماعات مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، وجهة سيادية أخرى. ووفق مصادر مطلعة، فإن المباحثات تركز على ملفات عدة، في مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار، وترتيبات ما بعد الهدنة، إلى جانب تشغيل معبر رفح البري، وآليات إدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة في شمال سيناء المصرية، إلى القطاع المحاصر. ويأتي هذا الحراك في ظل ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل من أجل التخفيف من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وتحذيرات متكررة من الأمم المتحدة من خطر المجاعة وانهيار المنظومة الصحية في غزة.

مصدر: مقترح اتفاق يتضمن إعادة تشغيل معبر رفح بمراقبة دولية

اتفاق مؤقت

في هذا السياق يكشف مصدر مطلع على مسار المفاوضات، لـ”العربي الجديد”، أن الوساطة تقودها الولايات المتحدة بالتنسيق مع مصر وقطر، وتهدف إلى بلورة اتفاق تهدئة مؤقت يمتد لشهرين على الأقل، يتضمن إجراءات متدرجة من الطرفين.

وتنص المسودة الأولية للاتفاق، وفق المصدر، على أن تبدأ حركة حماس في اليوم الأول من سريانه بتسليم عدد من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، بالإضافة إلى جثامين قتلى إسرائيليين، مقابل انسحاب فوري لجيش الاحتلال من مناطق التوغل الأخيرة في القطاع، والتي دخلها عقب انهيار التهدئة السابقة، منتصف مارس/ آذار الماضي. ويقضي الاتفاق أيضاً بتسليم بقية المحتجزين الأحياء، ويُقدّر عددهم بنحو عشرة، في اليوم الأخير من مدة الاتفاق، إلى جانب الجثامين الأخرى التي لا تزال مواقعها غير مؤكدة. وتتضمن بنود مسودة الاتفاق السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بأنواعها كافة إلى القطاع، بما في ذلك الوقود، من اللحظة الأولى لتنفيذه. كذلك تنص على إعادة تشغيل معبر رفح، ضمن آلية تنسيق ثلاثية بين مصر وإسرائيل، وبمراقبة دولية، إلى جانب السماح بدخول معدات إزالة الأنقاض وفتح الطرق المدمرة، تمهيداً لتحريك جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

المصدر : العربي الجديد