شبكة المسار الاخباري:
هل تذكر الضخ المعلوماتي والثقافي الذي تم في السنوات الماضية لتجميل تاريخ بلطجية بني عثمان واعتبارهم المعجزة الاسلامية ونسف كل تاريخ العرب لصالح تاريخ تركيا المستحدث والتاريخ الايراني.
هل تذكر المنشورات التي تتحدث عن علماء فرس وترك ليس بينهم عربي واحد، وكيف ساهموا ببناء حضارة نسبت للعرب زورا رغم جهلهم.
هل تذكر اراء العثمانيون الجدد في ان العرب. خونة خانوا دولة الاسلام وان الدولة العثمانية لم تكن لتسقط لولاهم؟ وان القومية العربية صنيعة غربية لهدم الاسلام والدولة الاسلامية علما ان الحركات الاصلاحية والثورية التركية وجمعياتها القومية سبقت العربية بسنوات طوال ونضال الترك ومنهم من أل عثمان ضد الدولة العثمانية سبق تاريخ التمرد والاعتراض العربي وان والي الشام التركي الذي اعدم كل القيادات الاصلاحية لتآمرها على الدولة هو من عرض على الانجليز التحالف معهم مقابل حكم الشام وجزء من العراق وذهب بجيشه الى السويس وتسبب بمجزرة لجيشه بسبب حماقته وعنجهيته وان العرب حينها لم يعلنوا الثورة ضد الدولة العثمانية الا بعد اعدام قومييها في السادس من أيار، والمفارقة المضحكة أن اعراب بني عثمان يتهمونك كعربي بالتآمر مع الاتحاد والترقي سيئة الذكر عند مشايخ السلطان لان من صنعها يهود غرضهم هدم الدولة العثمانية، علما ان الاتحاد والترقي هم من كانوا يحكمون تركيا اثناء الحرب العالمية الاولى وهم من ثار عليهم العرب، فهم يهود انت تأمرت معهم وقتما يريدون وهم سلاطين الدولة الاسلامية وقادتها التي تآمرت عليهم في وقت آخر، ومع ذلك كان العرب خونة وجمال باشا قائد مسلم بطل.
وستجد ذات الحوار المتناقض حول انكار المجزرة بحق الارمن، فالعثمانية بقيادة الاتحاد والترقي – اليهودـ كما يدعي اعرابهم ارتكبت مجازر بحق الارمن فاذا اعترفت بمسؤولية الدولة بحقها ستجدهم يدافعون عنها متناسين انهم صنيعة الغرب الكافر والبهود وسينكرون ارتكابها لأنهم كانوا يدافعون عن الاسلام، وسينكرون على مرحلتين، الاولى انكار حدوثها والثانية تبريرها دون ادنى شعور بالتناقض والتهمة جاهزة ايضا الارمن خون.
مع ملاحظة مرة أخرى ان الاراضي المعترف بها دوليا على انها تركية من حدود سوريا وحتى انطاكيا هي اراضي سورية مسروقة ومحتلة.
هل تذكر مسلسلات التجميل التركية التي ربطت سذج بني عثمان من عرب بخاتم ارطغرل حتى صدقوا انه حقيقة وصار همهم السفر الى تركيا لشراء الخاتم الاسطوري؟
ـ مع ملاحظة ان هذه الشخصيات التي تعتبر تركية نسبة للشعوب التركية في أواسط آسيا وليس لدولة تركية حقيقية وينقسمون الى سلاجقة الفرس وسلاجقة الروم، وكانوا يتحدثون الفارسية ولم يك أحد يتحدث مع اخيه بالتركيةـ
حتى انك اذا بحثت عن تفسير قصة ياجوج ومأجوج في سورة الكهف ستجد ان ذو القرنين وجد قوما لا يكادون يفقهون قولا ولم يعرف أحد وسيلة للتفاهم معهم فتركهم، فسموا الترك حسبما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية. وفي تلك الفترة كان للعرب تاريخا ولغة.
هل تذكر سرقت شخصية صلاح الدين ـ كرديا مسلما بثقافة عربية ممتدة من الموصل الى الشام وحتى مصرـ واستبدلوا به جحشا تركيا لا يكاد يقدر الأشياء ولا عواقبها يذهب للقتال محتدا وفي خضم المعركة يتوقف لاسباب ساذجة وفي حبكة درامية مضحكة ومملة لتكرارها ليفكر في سياسة الامور وسيف عدوه على رقبته كحل اخراجي للعقدة الدرامية والورطة التي اوقع فيها صلاح الدين التركي نفسه.
واضافوا لشخصيته سرقت تراث الامير الفلسطيني أسامة بن المنقذ الذي كون أول منظمة ” فداوية” لمحاربة الفرنج ودافع عن عسقلان وحده ومجموعته حتى سقطت بعد سنتين، ولم يقفوا عند ذلك فقد أفرغوا الارض من سكانها الا التركي واخترعوا شعبا وثنيا بدائيا وطتوه بدلا من اهلها الأصليين، ليرفعوا نسبة التشويق والاعجاب بالمقاتل التركي، في حين ان قصة نهوضهم اثناء اجتياح التتار والمغول وهم – ترك ايضا ـ ستجد فيها الف علامة استفهام منذ خرجهم من مرو اثناء حصارها.
ومع ذلك انت كعربي خائن لدينك وهم قادة فاتحون غازون.
مع ملاحظة أخرى ان الترويج للعثمانية القديمة لم يتعد اظهار قوتهم في الحروب فستجد سجلا من الحروب والمعارك التي يهلل لها أعرابهم واذا ما سألتهم عن انجازات أخرى اتهموك بالكفر.
لا تستعجب حين اقول اعرابهم فالاعراب لفظ يتعدى الجزيرة العربية وبادية بلاد الشام، ولا يتوقف عندها، فكل امة قوية في فترة زمنية ما لديها قوميات ثانوية تتبعها هؤلاء هم الاعراب، وهذا ليس اجتهادي الشخصي بل هي مقولة الصحابي عبدالله بن عمر حين قال: ألا لا يغضبن أحد علينا بعد اليوم فلكل أمة أعرابها.