إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 13/1/2025 

هكذا تسير الامور في الهايتك الإسرائيلي

بقلم: يردين بن غال هرشهورن

هل درست البرمجة في المدرسة؟ كيف مستواك في الإنجليزية؟ أين عملت سابقاً؟ أين خدمت في الجيش؟ هل تعرف أمير كوهين؟ كل هذه الأسئلة، التي تبدو عادية للغاية بالنسبة للعاملين في قطاع الهايتك الذين يديرون شبكة علاقات مهنية أساسية، قد تثير الكثير من عدم الراحة لدى مرشحين آخرين: العرب والعربيات الذين أنهوا درجة البكالوريوس في مجالات الهايتك (البرمجة أو الهندسة) ويخطون خطواتهم الأولى في هذا القطاع..

العوائق التي تمنع العرب والعربيات من الاندماج في قطاع الهايتك معروفة وتمت مناقشتها لسنوات في منتديات حكومية وجمعيات متخصصة. تبدأ الفجوات من المدرسة، ومن الثقافة داخل المنزل، وتستمر لاحقاً إلى الجامعة وسوق العمل. ولكن فريقاً من الباحثين من جامعة حيفا قرر الغوص من المستوى الكلي إلى المستوى الجزئي لفهم كيف تؤثر فعلياً المعايير السائدة في قطاع الهايتك على دمج العرب الذين من المفترض أن يكونوا مرشحين مناسبين له.

بين جميع الفئات السكانية في إسرائيل، هناك فجوة كبيرة بين التعليم والتدريب وبين سوق العمل. من جهة، نسبة الأكاديميين الإسرائيليين عالية جداً مقارنة بالدول الأخرى، لكن من جهة أخرى، مهاراتهم المطلوبة لسوق العمل المستقبلي تُصنَّف بمستوى منخفض جداً. هذه الفجوة لا تستثني المجتمع العربي: على مدار سنوات، كان هناك ارتفاع كبير في عدد العرب والعربيات الذين يدرسون علوم الحاسوب والهندسة في الجامعات، لكن نسبة اندماجهم في قطاع الهايتك لا تزال منخفضة، حيث تبلغ حوالي 2% فقط (معظمهم من الرجال).و لم ينجحوا في تحويل التعليم الأكاديمي الذي حصلوا عليه إلى وظائف ذات جودة عالية.

 لقد تم إجراء البحث من قبل الدكتورة عينات لافي من قسم الخدمات الإنسانية، البروفيسور أساف ليفنون من قسم علم الاجتماع، داريا غوملسكي-حيفي، طالبة دكتوراه في قسم علم الاجتماع، وروان كعبية، طالبة بحث في درجة الماجستير بجامعة حيفا، والتي تعمل أيضًا في وحدة تعزيز الحياة المهنية بالجامعة. تحدثت روان عن سبب إجراء هذا البحث قائلة: “من خلال البيانات ومن الواقع، رأينا ارتفاعًا ملحوظًا في توجه الشباب نحو دراسة المهن التكنولوجية. ولكن، رغم ذلك، وبالرغم من وجود برامج حكومية وجمعيات تدفعهم للقيام بذلك، فإن نسبة العرب في قطاع الهايتك (التكنولوجيا المتقدمة) لا تزال منخفضة. الاستنتاج الرئيسي لبحثنا هو أن التعليم العالي وحده لا يكفي للاندماج في سوق العمل – وخصوصًا في قطاع الهايتك.

“كيف تسير الأمور”

لم يتجاهل البحث وجود أسباب هيكلية وراء غياب العرب عن قطاع الهايتك، لكنه أشار إلى أن العديد من العوائق تأتي من نقص المعرفة لدى الشباب والشابات العرب بشأن “كيفية سير الأمور فعليًا” في قطاع الهايتك الإسرائيلي. فالعديد منهم ببساطة لا يعرفون الأعراف السائدة في القطاع، والتي تبدو واضحة تمامًا لكل موظف يعمل فيه بالفعل. أجرى الباحثون مقابلات مع 30 مشاركًا عربيًا، جميعهم حاصلون على درجة البكالوريوس أو أعلى في علوم الحاسوب والهندسة..

أحد الأمور الأساسية التي أشار إليها المشاركون في المقابلات هو أنهم لم يكونوا على علم بوجود علاقة بين مكانة المؤسسة التعليمية التي درسوا فيها وفرصهم المستقبلية في العمل. لم يعرفوا أن شركات التوظيف في قطاع الهايتك تفضل خريجي الجامعات. قال أحدهم: “فقط عندما أنهيت دراستي فهمت أن هناك العديد من الشركات التي توظف فقط خريجي الجامعات ولا تقبل خريجي الكليات. لم يخبرني أحد بذلك مسبقًا”. وقال مشارك آخر إنه أدرك ذلك متأخرًا: “أنا أرسل سيرتي الذاتية باستمرار، لكنهم لا يردون عليّ. آخر مرة دعيت فيها إلى مقابلة عمل كانت قبل سنة ونصف. عندما يرون أن شهادتي من كلية يرفضونني مباشرة”. 

غالبًا ما يدرس الطلاب العرب في كليات أقل شهرة مقارنة بالجامعات، وغالبًا ما تكون هذه الكليات في المناطق النائية – أي في أماكن سكنهم – مما يؤثر بشكل مباشر على قيمتهم في سوق العمل في المستقبل. عادةً ما يكون من الأسهل الالتحاق بها، وتتطلب مهارات أقل في اللغة العبرية والإنجليزية. وأضاف أحد المشاركين في الدراسة: “عندما بدأت دراستي، لم أكن أعرف الفرق بين المؤسسات الأكاديمية. علاماتي في اختبار القبول الجامعي أدت إلى قبولي في كلية معينة (س) والواقعة في[في منطقة نائية]،

  حصولي  ولم أكن مدركًا أن فرصي الحصول على مقابلات عمل ستكون منخفضة جدًا. كنت أعتقد أن شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية ستفتح لي جميع الأبواب، ولكن هذا لم يحدث. لم تتم دعوتي إلى أي مقابلة، في حين أن خريجي الجامعات مطلوبون جدًا”.

وتقول لافي: “الملف الشخصي لهؤلاء الأشخاص يشير الى انهم يحملون شهادات جامعية، مع درجات عالية في المدرسة، الذين يدخلون سوق العمل ويبدؤون من الصفر. هم يرسلون سيرهم الذاتية إلى وظائف كما كان يتم إرسال السير الذاتية سابقًا، ويحصدون العديد من الاخفاقات بعد إرسال السير الذاتية”. هناك العديد من الجمعيات في هذه المجالات، وهي مصدرهم الوحيد للمعرفة عن القطاع، لكنهم في كثير من الأحيان يصلون إليها بعد أن يكونوا قد تعرضوا للعديد من الاخفاقات”.

“غير متمرسين في لينكدإن”

حاجز آخر هو غياب التوصيات أو بمعنى آخر – الشبكات الاجتماعية. العديد من فرص العمل في شركات التكنولوجيا العالية لا تُنشر علنًا، وتعمل بنظام “الواسطة”. أشار المشاركون في الدراسة إلى أنهم كانوا يفتقدون إلى شبكة اجتماعية قوية يمكن أن تزيد من فرصهم في الحصول على هذه الوظائف المخفية. علاوة على ذلك، كان غياب الأشخاص في شبكاتهم الاجتماعية الذين يمكنهم الشهادة على مهاراتهم وأخلاقيات عملهم وشخصيتهم، يعيق مصداقيتهم عند التقديم للوظائف.

ووفقًا لأحد المشاركين في الدراسة: “أداة البحث عن عمل الأكثر فاعلية هي التوصيات، وبسبب العدد القليل نسبيًا من العرب في مجال التكنولوجيا العالية، لدينا فرص أقل للتعيين داخل مجتمعنا. نطاق الشبكات الاجتماعية يؤثر بشكل مباشر على احتمالية تأمين وظيفة، ويبدو أن اليهود لديهم الكثير من العلاقات في هذا الصدد

كعبية تشرح أن طرق البحث عن عمل التي تعتمد على الشبكات الاجتماعية لم تُستغل بما فيه الكفاية من قبل العرب. “معظم الأشخاص الذين قابلتهم قالوا أنهم يعرفون لينكدإن، لكنهم أقل خبرة في استخدامه – هم لا يحدّثون ملفاتهم الشخصية، ولا يستخدمونه بطريقة قد توفر لهم عملاً”، كما تقول..

وكما تقول “العرب والعربيات يتخرجون من الجامعات في سن مبكرة جداً، دون خبرة عملية، دون خدمة عسكرية أو مدنية، ولم يمروا قط بشيء مثل الفحوصات أو الاختبارات النفسية، وهي أمور يمر بها اليهود في الجيش في سن مبكرة. كثيراً ما يبحث أصحاب العمل عن الخبرة التي يكتسبها الشخص في الجيش، وهي شيء غير موجود لديهم. في الأساس، العرب لا يحصلون على أولوية في مجال التكنولوجيا. لكن اتضح أنهم فقط لا يعرفون فعلاً ماذا يفعلون عندما يبدأون في البحث عن عمل – يرسلون سيرهم الذاتية بالطرق الرسمية، ولا يفهمون لماذا لا يتواصلون معهم. برأيي، الأمر المهم هو ألا يذهبوا للدراسة مباشرة في سن 18 – التطوع، القيام بالخدمة الوطنية أو العسكرية، محاولة العمل قليلاً، التعرف على الناس، فهم كيف يعمل العالم، ثم الغوص في الأكاديمية. هناك ضغط كبير من الآباء للدراسة، وغالباً ما يذهبون لدراسة تخصص دون أن يعرفوا عنه شيئاً، ولا يبحثون بما فيه الكفاية..”

العزلة عن الشبكات المهنية مرتبطة أيضاً بعدم وجود شخصية مرشدة تساعدهم في خطواتهم الأولى. ظهرت الحجة التالية في أشكال مختلفة في معظم المقابلات: “أنا خائف من التقدم [لوظيفة في مجال التكنولوجيا]، ليس لدي خبرة في العمل، ولا أعرف حقاً كيف أفعل ذلك. ليس لدي شخص أستشيره.” وقال خريج آخر: “أحد الأشياء التي منعتني، على سبيل المثال، هو أن سيرتي الذاتية لم تُكتب بشكل صحيح، لم تكن مناسبة لوظائف التكنولوجيا. لم يكن لدي من يساعدني، لم يكن هناك من يراجع سيرتي الذاتية”..

——————————————-

هآرتس 13/1/2025

يجب ان يفكر نتنياهو في صفقة شاملة في غزة واتفاق تطبيع مع السعودية

بقلم: رفيف دروكر

بعد بضعة اشهر من بداية الحرب التقى وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرجل المقرر في المملكة. اريد أن افعل هذا، فاجأ ابن سلمان بلينكن. اريد أن أوقع على تطبيع مع إسرائيل وأريد هذا الان. قبل أن نكون قريبين جدا من الانتخابات لديكم ولا يعود هذا ممكنا. ماذا تحتاج كي يحصل هذا؟ سأل بلينكن المتفاجيء. هدوء في غزة ومنحى لدولة فلسطينية، أجاب ابن سلمان.

لماذا تريد دولة فلسطينية، تساءل بلينكن. بالنسبة لي هذا لا يهم، اجابه بصدق ابن سلمان – حسب الوصف المفصل لبوب وود وورد في كتابه الأخير – لكن 70 في المئة من الجمهور في مملكتي اصغر مني. حتى 7 أكتوبر هذا الموضوع لم يعنيهم. منذئذ وهم يركزون على هذا. فضلا عن ذلك، زعماء الدول العربية الأخرى ينظرون الي، ولن أخون ناسي. 

بلينكن تلقى منه الاذن لطرح الموضوع على بنيامين نتنياهو. نتنياهو كان معنيا جدا. حتى ذلك الحين كان يخيل أن 7 أكتوبر احبط الاحتمال الممتاز لاتفاق تطبيع إسرائيل – سعودي. ماذا يقصد حين يقول هدوء في غزة؟ سأل نتنياهو. الا يكون جنود إسرائيليون على ارض غزة، أجاب بلينكن. سنعمل على هذا، أجاب نتنياه وواصل: ماذا يقصد بمنحى لدولة فلسطينية؟ ينبغي لهذا ان يكون واضحا، غير قابل للتراجع، مصداق، حقيقي، أجاب بلينكن. حسنا يمكن العمل على هذا، سنجد صيغة ذكية ما، أجاب نتنياهو. 

لا، لا صيغة، الكل باتوا يعرفونك، قال بلينكن. هذا يجب أن يكون حقيقي ومصداق. نتنياهو، لشدة الأسف، تخلى والفرصة إياها ضاعت. نتنياهو فضل استمرار الحرب على حلف دراماتيكي مع السعودية، وزن مضاد للمحور الإيراني، إعادة المخطوفين ومحاولة إيجاد حكم منافس لحماس في القطاع. 

لشدة الفرح، بخلاف المخاوف (بما في ذلك مخاوفي)، الفرصة لم تضع. ابن سلمان لا يزال معنيا، الرئيس الأمريكي يرى في هذا إمكانية لجائزة نوبل وبالنسبة لنتنياهو هذه فرصة لشطب بعض من عار 7 أكتوبر. في جهاز الامن يعتقدون بان هذا “الكأس المقدس”، ليس اقل. حلف دفاع سعودي امريكي لا يخيفهم. تخصيب نووي على أراضي السعودية – نعم، لكن لا يبدو هذا كعائق غاير قابل للحل. 

في الجانب الأمريكي يوجد تحد غير بسيط، تمرير هذا في الكونغرس. صحيح أن السيطرة للجمهوريين، لكن مطلوب اغلبية نسبية لحلف الدفاع (متعلق باي نموذج يتم اختياره). الديمقراطيون ينفرون من النظام السعودي وبالتأكيد لا مصلحة لهم لاعطاء انجاز للرئيس الجمهوري. ليس صدقة أن تحدث ابن سلمان مع بلينكن عن فعل كهذا قبل الانتخابات.

السؤال الدراماتيكي حقا هو في إسرائيل. اذا كان نتنياهو لا يزال يفكر عقلانيا يفترض أن يكون له منحى واضح: صفقة مخطوفين شاملة، انسحاب من قطاع غزة، وقف نار دائم، ادخال قوة عربية ما الى القطاع، باسناد السلطة الفلسطينية واتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية. هكذا يعيد المخطوفين المتبقين على قيد الحياة ويحسن جدا الوضع الاستراتيجي لإسرائيل. حماس وان كانت ستبقى لكنها ستكون ضعيفة. واذا أوقف نتنياهو هوسه ضد السلطة فحماس أعربت منذ الان عن استعداد للتخلي عن الإدارة المدنية في القطاع لصالح جسم آخر على أن يتمتع بشرعية فلسطينية ما. 

في وضع الاستطلاعات اليوم، لا يقين بان ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يتجرآن على التوجه الى الانتخابات على أساس الاعتراض على هذا المنحى. لكن حتى وان كان كذلك، فهذه ستكون انتخابات بعد نصف سنة على الأقل، وربما اكثر. بكلمات أخرى يمكن لنتنياهو أن يحصل على كل المرابح الهائلة هذه بثمن غير رهيب يتمثل بتقصير الولاية لسنة وبضعة اشهر. فهل لا يزال يفكر عقلانيا؟ 

——————————————-

يديعوت احرونوت 13/1/2025

لم تنشأ في إسرائيل حركة تقول هذه الحرب العادلة استنفدت

بقلم: عيناب شيف

حتى البلاغ عن موت أربعة مقاتلين لم يغير جدول البث الترفيهي لمنتهى السبت. في القناة 12 لم يتوقفوا عن الغناء، هكذا ببساطة. في القناة 13 رأوا أناسا يحاولون “البقاء” في الغابة من أجل المال، وهذا ليس بسيطا، لكنه لا يزال اكثر راحة من البقاء في غابة غزة من أجل الحق في عدم العودة الى الديار في كيس. 

في ذروة العقد الإسرائيلي الضائع الذي بدأ بانتخابات 2019 أ  عبر سنوات جنون الساحة السياسية واخفاق 7 أكتوبر والنهاية التي لا تبدو في الأفق، الفترة الحالة تتموضع في قمة مسيرة السخافة. مراسلون عسكريون، مراسلون عسكريون زائفون ومراسلون زائفون يروون عن “إنجازات ذات مغزى” في اعقاب الدخول الثالث، الرابع او ربما الثالث والنصف الى مناطق زعم انها عولجت قبل اشهر. بيوت أخرى وأخرى تنهار ونفوس تتحطم. العائلات التاي لها حظ “فقط” فقدت اليوم والليل لشدة القلق اذ ربما للتو سيأتي دورها في المصير. ولما كان هذا حدث بلا نهاية فقد شطبت من تعبير “جدول اليأس” كلمة “جدول”.

لكن الرهيب حقا هو انه في كل هذا الزمن انعرس في التيار المركزي الفهم بانه لا يوجد بديل آخر. مفهوم من تلقاء ذاته بان حتى بحثا جديدا يدعي بان عدد القتلى من الرجال والنساء المدنيين في القطاع اعلى بكثير مما قدر حتى الان (نحو 65 الف معظمهم نساء، أطفال ورجال فوق سن 65) لن يخترق طبقات الحزن والغضب: لكن يتبين أن هذا أيضا لا يلبي الطموح لـ “النصر”. كما أن المبدأ الأساس الذي يطالب بعودة اكبر قدر ممكن من المخطوفين والمخطوفات على قيد الحياة، بعد أن فشلت الدولة في الدفاع عنهم، موضع شك حزين. حسب عدد من الشخصيات عظيمة التأثير، المشكلة هي على الاطلاق انهم يعرضون بحجم اكبر مما ينبغي صورة ليري الباغ البائسة. وها هو، حتى الحساسية الإسرائيلية الشهيرة لحياة الجنود تبددت في مكان ما في اعلى الطريق.

ومع ذلك لم تنشأ حركة وبالتأكيد ليس حركة جماهيرية تقول بصوت عالٍ وواضح: الحرب العادلة استنفدت، والقدرة العسكرية – وليس السياسية – لتحقيق أهدافها المعلنة (وليس الخيالية لاعادة المستوطنات و “تشجيع الهجرة”) حققت حتى منذ زمن بعيد. من هنا فصاعدا هذا هو المجال الرهيب الذي بين الغموض وحرب عابثة حقا يقتل فيها أناس حقيقيون تماما، هم آباء وأمهات، أبناء، اخوان وأحفاد لاحد ما. ينبغي الاعتراف بانه كلما طال القتال، ترتكب أيضا أفعال لا ينبغي ان ترتكب. أمة طبيعية محبة للحياة التي هي ليس فقط نبض فاعل، لا يفترض أن تعاني وضعا كهذا. اعلام حر ونقدي يفترض أن يضرب على الطاولة وليس فقط امام اللاعبين السياسيين الذين لا يعجبهم او التعلق بالتمييز في التجنيد. برنامج ساخر رائد لا يفترض أن يصور رئيس الأركان كشاة ساذجة امام وزير الدفاع. رغم أنها شريكة كاملة لانعدام الجدوى، على المعارضة وزعيمها (باللقب على الأقل) بات زائدا الحديث: النائب عيدان رول أرنا امس كم هم يساوون.

“ينبغي التوقف عن الخوف من كلمة الاحتلال”، قال وزير المالية الأسبوع الماضي بالنسبة لغزة. فليرتاح باله: كما يبدو هذا حاليا، تنقسم اسرائيل في معظمها بين أولئك الذين منذ ستة عقود لم يعودوا يخافون هذه الكلمة – وبين أولئك الذين يكبتون وجوده وآثاره، حتى باثمان صادمة. اذا كان لا بد، فهذه هي الظاهرة التي ينبغي الخوف منها.

——————————————-

معاريف 13/1/2025  

في إسرائيل ينبغي أن يفحصوا عن طرق إبداعية وليس فقط عسكرية لهزيمة حماس

بقلم: افي اشكنازي

“ليته لا يؤلم وكل يحب أخاه. ليته تنفتح مرة أخرى بوابات الجنة. ليته يختلط الشرق والغرب. ليته نجدد أيامنا هنا كما في السابق”.

هذه القصيدة كتبها ايهود مانور لبوعز شرعابي في 1986 قبيل مسابقة ما قبل الايروفزيون. وصلت الاغنية الى المكان الأخير في المسابقة لكنها أصبحت احدى صلوات شعب إسرائيل. في اليوم الأخير تعزف هذه الاغنية في قلوب الكثيرين من مواطني إسرائيل ممن ينتظرون الحسم في المفاوضات لتحرير المخطوفين وانهاء القتال في غزة.

 غير قليل من النقد طرح مؤخرا ضد وزير الدفاع إسرائيل كاتس. لكن هذه المرة يجب أن نعطيه لايك إيجابية. لأول مرة، يتحدى وزير الدفاع العدو. فقد طلب كاتس من الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن اعداد خطة هجومية على غزة في حالة فشل المفاوضات. لأول مرة بعد سنة وثلاثة اشهر تمتشق إسرائيل العصا الى جانب الجزرة. ليس واضحا كم سيؤثر تهديد كاتس او تهديد “بوابات الجحيم” من جانب ترامب، على حماس. مشكوك أن يعرفوا شيئا ما آخر غير الجحيم الذي يسمى غزة. 

المشكلة في هذه اللحظة، على الأقل حسب التقارير في وسائل الاعلام الأجنبية هي ليس كيف نقنع حماس للوصول الى اتفاق بل ممن يخاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر – من الرئيس الأمريكي الوافد دونالد ترامب أو من وزيريه سموتريتش وبن غفير. على هذا السؤال ليس لاحد جواب واع وجدي. وعليه فمطلوب ان ننتظر لنرى.

قصة غزة مركبة. فضلا عن تهديدات الوزير كاتس، القتال في شمال غزة عنيف وصعب. في الجيش الإسرائيلي مصممون على هزيمة كتيبة بيت حانون. الجيش الإسرائيلي سيشدد في الأيام القريبة القادمة اعماله في المنطقة، نار اكثر، غارات سلاح جو اكثر، اعمال مدرعات اكثر. في الجيش مصممون على عدم إبقاء بنية إرهاب لحماس في المكان. 

في الجيش يلمحون بانه من الأهمية بمكان مراجعة موضوع المساعدات الإنسانية الى غزة. مساعدات تمنح دما اقتصاديا وقوة جديدة لحماس، تكاد تساوي في قيمتها حقائب الدولارات التي كانت تصل الى غزة من قطر برعاية وموافقة حكومة إسرائيل حتى 7 أكتوبر. حقيقة أن حماس تتحكم في هذه اللحظة بالدقيق، الخبز والماء تسمح لها بان تقرر الثمن وتجنيد شبان جدد لمنظمة الإرهاب.

في إسرائيل ينبغي أن يفحصوا عن طرق إبداعية وليس فقط عسكرية، لهزيمة حماس. ملزمون بان يدمجوا بين القوة العسكرية والاحباطات المركزة لمسؤولي المنظمة، الى جانب اعمال مصممة في مجالات أخرى. عندها فقط سيكون ممكنا ان نرى المخطوفين يعودون الى الديار. ومثلما في كلمات اغنية ايهود مانور: “ليته لا يؤلم وكل يحب اخاه. ليته تفتح مرة أخرى بوابات الجنة”.

——————————————-

يديعوت احرونوت 13/1/2025  

معارضة غارقة في غزة

بقلم:  ناحوم برنياع

في 7 آب 1970، في منتصف الليل، انتهت حرب الاستنزاف. المصريون أوقفوا النار أولا؛ نحن بعدهم. الف يوم تواصلت الحرب؛ نحو الف إسرائيلي قتلوا فيها، اكثر من ثلثهم في الجبهة المصرية. قتل فيها عشرات الاف المصريين، جنود ومدنيون. نحن، في الجانب الإسرائيلي من قناة السويس، انهينا الليلة بـاحساس من الراحة. مرت سنوات الى أن فهمنا كم كنا اغبياء، كيف قتل وجرح رفاقنا في حرب لم يكن فيها أي عقل او غاية، كيف تركنا لحكومتنا ان تحبط كل مبادرة سلام وكيف اغمضنا عيوننا عن مشاهد الحرب الحقيقية التي ستقع علينا، بعد ثلاث سنوات من ذلك.

حرب الاستنزاف كانت تمرينا قبيل حرب يوم الغفران. حملات عسكرية لامعة، إنجازات تكتيكية، أفعال بطولة مجيدة، صفر استراتيجية، كارثة متواصلة – تماما مثل حرب الاستنزاف التي تدور رحاها في هذه اللحظة في غزة. 

الإسرائيليون الذين دخلوا القطاع في الأشهر الأخيرة، مقاتلون، قادة، وزراء، صحافيون، ينقسمون الى مجموعتين: أولئك الذين يمرحون لمشهد المدن المدمرة، والسكان المطرودين، الجيبات التي تندفع في الرمال وأولئك الذين يتذكرون المخطوفين الذين لم يعودوا، المقاتلين الذين قتلوا، بتنقيط يومي، غير المشاركين الغزيين الذين يقتلون بارقام وحشية والفشل في القضاء على حماس وطرح بديل سلطوي مكانها.

بخلاف حرب الاستنزاف إياها، في هذه الحرب كل شيء كان واضحا ومعروفا فورا في البداية. القارىء رون غارلتس بعث لي باقتباس من مقال لي نشر في الصحيفة قبل سنة بالضبط: “نتنياهو خلق توقعات لا يوجد سبيل لتحقيقها. وهكذا قضى علينا بحرب لا نهاية لها”، كتبت في حينه. لم اكتشف أمريكا: كثيرون، في هيئة الأركان العامة، في الكابنت، في الاعلام اطلقوا تحذيرات مشابهة. 

القتال في غزة يجب أن ينتهي. لا حاجة لتكرار المبررات – فهي معروفة للجميع: المخطوفون، عائلاتهم، الضحايا في الجيش الاسرائيلي، العبء على الجيش، المقاطعة في العالم. فعلنا لهم منذ الان هيروشيما. ماذا سنفعل لهم اكثر؟ ناجازاكي، ثأرنا بما يكفي؛ أبدنا بما يكفي. لا يهم كم سنقتل، طالما لا يوجد بديل ستواصل حماس التجنيد، ستواصل الاطلاق، ستواصل الحكم. الحرب عادلة. فهل هي حكيمة أيضا؟

أطرح سؤالا فقط: اين المعارضة؟ اين لبيد، غانتس، غولان؟ هم يعرفون ما اعرفه انا واكثر. اين حركة الاحتجاج؟ اين هرتسوع” الخوف من أن يظهروا في الشبكة الاجتماعية كانهزاميين، كخونة، كنخبة، والأخطر من هذا، كيساريين، يشلهم. كل واحد منهم يتطلع لان يصل الى رئاسة الوزراء من الوسط، محمولا على هتافات الحرب؛ كل واحد منهم يسعى لان ينفخ صدره ويهجم على العدو. بينيت ايضا، بطل الاستطلاعات في هذه اللحظة لا يتجرأ على الانفصال عن القطيع. 

هم لا يفهمون بانه لا يوجد وسط – الوسط هو التسعينيات من القرن الماضي، قبل الشبكة الاجتماعية، قبل نتنياهو. من يدعي انه زعيم يجب ان يختار طرفا. هذا بالتأكيد صحيح حين تكون المسألة ما هو الصائب لإسرائيل ان تبحث عنه اليوم في غزة. لا يسار، لا يمين – عقل سليم. بعد سنتين من صعود نتنياهو وائتلافه، حين تشير الاستطلاعات الى ازمة ثقة عميقة، متواصلة، تجاه الحكومة وتجاه رئيسها، حين يكون قانون التملص يثير الحفيظة ويشق مصوتي اليمين، فان المعارضة بالذات تتفكك. لبيد يخطب خطابات لامعة في هيئة الكنيست لكنه يضمحل في الجمهور؛ انسحاب عيدان رول من حزب أمس يدل على ان البنيان الذي بناه على مدى السنين آخذ في التشقق. غانتس غارق في تجريداته: يتبين أنه لاجل الصمود على مدى الزمن كزعيم سياسي لا تكفي النوايا الطيبة، المزاج المريح والمظهر المبهر، هناك حاجة أيضا الى فكر. غولان اكثر حدة من غانتس لانه يخاف ان يخسر مظهره القتالي. هو لم ينزع بعد البزة التي لبسها في 7 أكتوبر.

بالنسبة لهرتسوغ هو يقول كل الاقوال الصحيحة عندما يكون فات الأوان للتأثير. هذه طبيعته؛ هكذا يرى منصب الرئيس. مثل محامي خبير يؤمن بانه في نهاية كل صراع يوجد حل وسط يرضي الجميع. لشدة الأسف لا يوجد حل وسط يرضي الجميع في الانقلاب النظامي ولا يوجد حل وسط يرضي الجميع في غزة. أحيانا ينبغي اتخاذ موقف والقتال عليه.

——————————————

يديعوت احرونوت 13/1/2025  

استيطان في مسار سريع

بقلم: اليشع بن كيمون

مسألة البناء خلف الخط الأخضر هي من المسائل الأكثر حساسية في الدولة. في الماضي تسببت بأزمات مع الولايات المتحدة، جدالات سياسية وتوترات سياسية وأمنية. إقامة مبان في الضفة وصلت أحيانا حتى إقرار رئيس الوزراء. اما الان فان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يتولى أيضا منصب وزير في وزارة الدفاع سيحدث ثورة في الموضوع ويسعى لتوسيع ذي مغزى في مدى البناء. 

منذ بداية كانون الأول وحتى اليوم جرى الدفع قدما في كل أسبوع بعشرات ومئات وحدات السكن الى مراحل الإقرار المختلفة. مديرية التسوية التي أقامها سموتريتش والمؤتمنة على البناء في المستوطنات تعمل على إقامة آلية تمنح تراخيص بناء على أساس اسبوعي، الامر الذي كان يمكن في الماضي ان يستغرق اشهر عديدة. عمليا، في ستة الأسابيع الأخيرة فقط دفع قدما بـ 2.377 وحدة من قبل مجلس التخطيط الأعلى. هدف المديرية هو الإبقاء على وتيرة انعقاد اللجنة على أساس اسبوعي وبذلك تطبيع اذون البناء التي خلقت دوما توترا مع الأمريكيين. فمثلا يوم الأربعاء الماضي فقط دفع قدما بـ 440 وحدة سكن الى مراحل الاذون المختلفة. 

في المديرية كان يجري في الماضي تمييز بين مجلس تخطيط اعلى – “كبير”، كانوا يقرون فيه مئات والاف وحدات السكن وكان ينعقد مرة كل ثلاثة اشهر، وبين مجلس تخطيط اعلى “صغير” كان ينعقد في أحيان اكثر تواترا ولكنه يبحث في عدد صغير من وحدات السكن. الان يوحدون ظاهرا الصغير والكبير، ويخلقون مجلس تخطيط واحد يلتقي على أساس اسبوعي ويقر إقامة وبناء وحدات السكن. المنحى الحالي على أساس اسبوعي من المتوقع له أن يزيد كمية الوحدات التي تدفع قدما في 2025 مقابل السنوات السابقة. يذكر بانه في العام 2023 دفع قدما بـ 12.349 وحدة سكن وفي العام 2024 طرأ انخفاض ما وفيها اقرت 9.884 وحدة سكن. وتقدر محافل في الاستيطان بانه في الصيغة الأسبوعية سيكون ممكنا إقرار بناء بحجوم اكبر. 

يدور الحديث عن دراما حقيقية في كل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات. كما يذكر في حزيران 2023 أقرت الحكومة قرارا وبموجبه الوزير سموتريتش وحده سيكون من يقر الدفع قدما بوحدات السكن دون حاجة لموافقة رئيس الوزراء. بمعنى أنه في الماضي كل اجتماع لمجلس التخطيط الأعلى لاقرار بناء وحدات سكن في الضفة كان يحتاج لاذن خاص من المستوى السياسي وبعد التعديل الاجتماعات لاقرار البناء في الضفة تتم وفقا لقرارات المستوى المهني ولا تحتاج الى إذن من المستوى السياسي. إضافة الى ذلك، في الماضي، حسب الالية التي تقررت مع الأمريكيين، اقرت الحكومة الدفع قدما بوحدات سكن خلف الخط الأخضر مرة كل بضعة اشهر فقط، أي كل ثلاثة – حتى اشهر بالمتوسط. وأثار الامر غضبا بين المستوطنين الذين انتظروا اشهرا طويلة الى أن أخرجت خطط البناء الى حيز التنفيذ. 

الى جانب ذلك، هناك نقد على نتيجة بناء واسع النطاق كذاك الذي يجري الدفع به قدما. في حركة “السلام الان” انتقدوا ذلك وقالوا ان “هذا المسار السريع للبناء في المستوطنات هو خطوة أخرى في ضم واقعي تعمل عليه حكومة إسرائيل. فتطبيع كامل للتخطيط والبناء في المستوطنات وبالتوازي منع الرقابة الجماهيري والدولية يؤدي الى ضم هو الاخر يقودنا الى طريق سياسي مسدود في افضل الأحوال وكارثة سياسية امنية في أسوأ الأحوال”.

——————————————

هآرتس 13/1/202

“كدت أطلق النار على رأسي”.. جنود إسرائيليون: قيادتنا حرمتنا تلقي العلاج النفسي

بقلم: توم لفينسون

كان يوماً حاراً. السماء صافية والعصافير تغرد؛ إذا استثنينا الأصوات من حولي، كان الجو رائعاً تماماً. بطاقة بريدية مصورة للحرب، يقف أمامها خمسة جنود عند مدخل أحد الكيبوتسات على الحدود الشمالية محدقين. تنعكس في عيونهم منازل إحدى قرى جنوب لبنان. جنود لواء جولاني الذين أنهوا كميناً للتو، وقفوا هناك لفترة طويلة، خلافاً للأوامر، مكشوفين. يقول ناعوم (اسم مستعار، مثل الأسماء الأخرى في المقال) وهو أحد الخمسة: “الحقيقة أننا لم نكن خائفين”. كانت لدينا نكتة ثابتة مفادها أن القتال مثل لعبة النرد. يمكنك أن تصبح المقاتل الأفضل في العالم، ولكن في النهاية إذا حصلت على نرد سيئ فسينتهي الأمر”.

قبل لحظة من توجههم إلى المبنى المتروك الذي ناموا فيه، قرر أحد ما في حزب الله رمي النرد، وسمع صوت صفارة هادئة: يتذكر ناعوم قائلاً: “لقد أصابت الطائرة منزلاً قريباً منا، ولكن لم يكن لدينا وقت للانحناء”. يسترجع ناعوم “أتذكر أن قلبي كان ينبض بجنون، وكنت على يقين بأنني سأموت”.

كما يبدو، لم يحدث شيء. لم يصب أحد. “عاد الجميع مباشرة إلى ضحكاتهم المعتادة، ولكنني شعرت بأن كل شيء يضيق الخناق علي”، يقول. بعد عدة ساعات عانى فيها من الدوخة والشعور بالخوف، استجمع شجاعته ليتحدث مع قائد فصيله. طلبت أن أرى قادة الأمن. وبدأ يقول لي جملا مثل “هنا هذا جولاني، الجميع هنا مجانين، ولكن المخنثين هم من يذهبون إلى ضابط الصحة النفسية. بعد إصراري، اختفت ابتسامته وبدأ يهددني”.

حدث هذا في أيار الماضي. بعد نصف عام من الحرب. في الوقت الذي مر منذ أن بدأت، تفاخر الجيش الإسرائيلي، بعشرات المنشورات التي أصدرها، بالثورة في مجال الصحة النفسية. يتحدث الجيش عن توسيع جهاز ضابط الصحة النفسية إلى ألف معالج، وكذلك يتحدثون عن إنشاء مراكز تعطي إجابة للجنود الذين لديهم متلازمات ما بعد الصدمة، ويتحدثون عن تشغيل مركز للدعم النفسي. ولكن على الأرض، بعيداً عن أروقة وزارة الدفاع وتل هشومير، تتضح أمامنا صورة مختلفة. تحدثت “هآرتس” مع جنود وضباط ورجال صحة نفسية، وهؤلاء شهدوا على سلسلة حالات منع فيها الضباط العلاج النفسي عن الجنود خلال الحرب. عدد منهم هكذا يتضح من الشهادات، فعلوا ذلك بسبب نقص متزايد في القوى البشرية في الألوية المقاتلة، ما يصعب استكمال المهام؛ وآخر بسبب اعتقادات قديمة فيما يتعلق بمجال الصحة النفسية.

حالة ناعوم تطرح اندماجاً ما بين ظاهرتين. حسب أقواله، فإن قائد الفصيل -وهو ضابط بدرجة ملازم وهو أكبر منه بعام وربما بعامين- اتهمه باختلاق الأمور، وأنه يحاول إيجاد الذرائع للذهاب إلى البيت. “لقد هاجمني واتهمني بأنني أخون زملائي لأني أزيد من نوبات حراساتهم، وأنني إذا تجرأت على الاحتجاج فلن يذهب أي منهم إلى المنزل. في النهاية، قال لي: سيظل هذا بيننا، وإذا تجاوزتني وذهبت إلى قائد السرية وطلبت منه، فإنني أقسم بأنني سأجد طريقة لإلقائك في السجن. لا تحاول معي، هذا خط أحمر بالنسبة لي”.

هذه المحادثة التهديدية فعلت فعلها، وبدلاً من مقابلة شخص مهني شق ناعوم طريقه نحو نوبة حراسة أخرى في أحد المواقع المرتجلة التي أقيمت في الكيبوتس. “جلست هناك ليلاً، هدوء تام. هو يسترجع. سرعان ما بدأ كل شيء يطفو. المخاوف، وكذلك المحادثة مع قائد الفصيل. “هذا قضى علي. لقد جعلني أشعر وكأنني صفر لا قيمة له. أذكر أنني نظرت داخل فوهة السلاح وبدأت بالتفكير في الطريقة الأفضل لقتل نفسي. لقد ترددت هل من المفضل إطلاق النار على رأسي أم صدري، وما الطريقة الأفضل للتصويب؟ أخرجت المخزن، فككته وبدأت أجرب”. في مرحلة ما، حضر زميلي في الفصيل ليحل محلي في الموقع. “صرخ: ما الذي تفعله؟ ومباشرة، اخترعت ذريعة بأنني كنت أنظف السلاح. اليوم، يبدو لي هذا بأن فيه بعض الغباء. ولكن، لو لم يأتِ، فلا أعرف ماذا حدث. أتذكر أنني شعرت تماماً بأن ليس لدي سبب للاستمرار وأنني أريد الموت.

——————————————

هآرتس 13/1/2025

رئيس حزب إسرائيلي لنتنياهو وائتلافه: حرب زائدة.. وحياة جنودنا أهم من حكومتكم

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء نتنياهو، وحكومته ملزمون بالتوصل إلى صفقة لتحرير المخطوفين المحتجزين لدى حماس ويضعفون من ساعة إلى ساعة. كل يوم يمر دون صفقة، يقلل احتمالات نجاة المخطوفين الأحياء.

إن وقف الحرب في قطاع غزة هدف بحد ذاته: لوضع حد للقتل والدمار في القطاع وسقوط جنود الجيش في المعركة. أول أمس، قتل أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، كانوا جنوداً من قوة لواء “الناحل”، أصيبوا بعبوة ناسفة كبيرة زرعت في المكان وفُعّلت عن بعد ضد قافلة مركبات غير محصنة. عدد القتلى في الحملة في شمالي قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر الماضي وصل الآن إلى 50. منذ الدخول البري إلى القطاع في 27 أكتوبر 2023 قتل 400 جندي في أراضيه.

إذا لم يوقف نتنياهو الحرب، فسيستمر القتل. سيتعذب المخطوفون في الأنفاق، أو سيقتلون على أيدي رجال حماس، وسيموت أطفال آخرون من سكان قطاع غزة من البرد والجوع أو إصابة الجيش، وسيتعرض جنود الجيش الإسرائيلي للقتل.

بخلاف تصريحات قيادة إسرائيل، لا جدوى حقيقية من الحرب في قطاع غزة. لا أهداف للحرب ولا غايات. ما زال الجيش الإسرائيلي في القطاع لأن شروط الصفقة لم تنضج بعد، سواء لأسباب سياسية داخلية بسبب إصرار حماس على إنهاء الحرب فيما نتنياهو غير مستعد لذلك، أم لأن إسرائيل ترفض السماح بدخول قيادة بديلة إلى قطاع غزة. في خلفية الأمور، ننتظر دخول الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض. وفي هذه الأثناء، يتعرض الجيش الإسرائيلي لخسائر فادحة مثلما في حرب عصابات.

رئيس حزب “الديمقراطيين” يئير غولان، من القلائل الذين يصفون الأمور كما هي. “الحرب العسكرية في غزة انتهت منذ زمن بعيد، وسبب عدم اتخاذ هذه الحكومة خطة سياسية تستنفد الإنجازات العسكرية إنما هو لغرض بقائهم في الحكم وهذيان إعادة الاستيطان في غزة”، كتب في حسابه على منصة X. في مقابلة في “لقاء الصحافة” السبت، قال غولان إن “كل جندي آخر يقتل في قطاع غزة يعد موتاً عابثاً”. كما شرح غولان بأن “من واجب الحكومة إنهاء الحرب، وإلا تواصل سفك الدم عبثاً”.

ينبغي أن ينضم لأقوال غولان أعضاء المعارضة الأخرون وأعضاء الائتلاف ممن يفهمون بأن دم جنود الجيش الإسرائيلي يسفك الآن دون أهداف حقيقية. وأساساً، يجب أن ينضم إلى هذه الأقوال الجمهور الملزم بأن يوضح للحكومة أن ليس له أبناء لحروب زائدة. الحرب في قطاع غزة يجب أن تتوقف.

——————————————

يديعوت 13/1/2025

استمرار الحرب: إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً

بقلم: إفرايم سنيه

المصلحة السياسية، وليس الوطنية، هي التي تحكم نتنياهو، وهي مصلحة البقاء في السلطة.

وإنهاء الحرب يعرّض استمرار حُكمه للخطر لسببين: من الصعب المطالبة بإجراء انتخابات جديدة، أو تشكيل لجنة تحقيق، ما دامت الحرب مستمرة؛ وشركاؤه في الائتلاف يرون في الحرب فرصة للعودة إلى الاستيطان في غزة.

إن إفراغ مساحات واسعة من القطاع من السكان يشجع على السيطرة العسكرية عليها، وبعدها إضفاء الطابع المدني على المنشآت العسكرية وتحويلها إلى مستوطنات.

لهذا السبب، يهدد الوزراء المسيحانيون بإسقاط الحكومة، إذا التزمت صفقة الأسرى وقف الحرب، ولهذا السبب سيفعل نتنياهو كل ما في وسعه لكي لا تنتهي هذه الحرب.

إذا كان في الإمكان إعادة كل المخطوفين والاستمرار في الحرب ستُعقد صفقة شاملة لإعادة المخطوفين. وإذا كان في الإمكان الاستمرار في الحرب وإعادة قسم منهم، فستُبرم الصفقة.

انطلاقاً من هذا المنظور، يعارض نتنياهو أيّ مبادرة تهدف إلى إدخال طرف مدني ليحكم غزة، عربياً كان، أو فلسطينياً معارضاً لـ”حماس”.

وبهذه الطريقة، يستمر التعاون غير المكتوب بين نتنياهو و”حماس”.

لقد حرص نتنياهو، حتى 7 تشرين الأول على إدخال المال القطري، وامتنع من القضاء على كبار قادة الحركة، وبعد 7 تشرين الأول يمنع بقوة دخول أيّ سلطة إلى القطاع غير “حماس”.

إن عرقلة صفقات المخطوفين هي الأكثر إيلاماً من بين الأثمان التي تُدفع في مقابل إطالة أمد الحرب، لكنه ليس الثمن الوحيد. اليوم، يوجد في قطاع غزة أكثر من مليونَي فلسطيني، من دون مأوى، أو مصدر رزق، وبصورة موضوعية جداً من دون أيّ شفقة. وهذه المشكلة الإنسانية الصعبة موجودة على حدودنا تماماً، وهي تزداد تفاقماً بمرور الوقت.

إن المسؤولية الأخلاقية عمّا يحدث للغزّيين تتحملها “حماس” ومؤيدوها، لكن هذا لا يعفينا من تحمّل المسؤولية العملية عن معالجة حاجات السكان، إذا كنا مصرّين على حُكم في غزة. والمجتمع الدولي لن يقدم لنا أيّ تنازلات، بل العكس.

إن إعادة الإعمار الحضري والاقتصادي هي الأساس الضروري لحل المشكلة الإنسانية. وحيث لا يوجد حُكم، أو إدارة مدنية، لا يوجد إعمار، والأمران مرتبطان ارتباطاً وثيقاً.

إن رفض نتنياهو القاطع البحث في “اليوم التالي” ومسألة كيفية إدارة غزة، مدنياً، وإعادة إعمارها، سيحكمان على إسرائيل بعزلة خطِرة، حتى الرئيس ترامب لا يستطيع إنقاذنا منها.

ونظراً إلى الوقت الضائع، سيكون من الصعب بناء آلية لإعادة إعمار غزة وإدارتها، بالاعتماد على الدول العربية، وبمساعدة المجتمع الدولي، من دون حدوث تحرّك مهم نحو إقامة دولة فلسطينية في المستقبل. والحكومة الإسرائيلية الحالية غير قادرة على الموافقة على مثل هذا الأمر، حتى لو تلميحاً إلى وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وهذا سبب آخر لرغبة نتنياهو في حرب لا نهاية لها، انتهى مبرّرها العسكري منذ أشهر عديدة.

وبغياب سلطة مدنية بديلة من “حماس”، وعدم وجود نهاية للحرب، تسير الحكومة، نظرياً وعملياً، نحو حُكم عسكري في غزة. وسيكون لهذا ثمن سياسي ومالي باهظ. لكن الأخطر منه، بصورة لا يمكن تصوّرها، هو الثمن الذي سندفعه من حياة جنودنا وأبنائنا وأحفادنا، إنه أكثر الأثمان المسيحانية فظاعة وثقلاً.

——————————————

الإذاعة الإسرائيلية تؤّكد حدوث “اختراق” في مداولات الصفقة.. وسموتريتش يعتبرها “كارثة” و”استسلاما” لإسرائيل

وديع عواودة

الناصرة- “القدس العربي”:

تتواصل التقارير الإعلامية المتفائلة عن “تقدم مداولات الدوحة”، وتقول مصادر إسرائيلية إنها موجودة اليوم في النقطة الأقرب من الصفقة، وإن الضغط الأمريكي يلعب دورا في ذلك، وسط تباين التقديرات عن احتمالات إتمامها قبل دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض بعد أسبوع.

 من جانبه قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي لوكالة بلومبرغ نيوز، اليوم الاثنين، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن بالإمكان التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هذا الأسبوع على أقرب تقدير.

وأضاف أنه لا توجد ضمانات على موافقة الطرفين على هذا الاتفاق.

وذكر سوليفان خلال مقابلة مع بلومبرغ أن إدارة بايدن تتواصل مع فريق الرئيس المقبل دونالد ترامب بخصوص هذه المسألة.

وربما يعبّر رسم كاريكاتير في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم الإثنين، عما يحصل وراء الكواليس، ويفسّر هذا “التقدّم”. إذ يبدو نتنياهو في الرسم مقابل قيادي حمساوي حول طاولة مفاوضات وبينهما رأس ترامب مفخّخ كقنبلة موقوتة.

وتفيد تسريبات إسرائيلية أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، الذي وصل على متن طائرته الخاصة من الدوحة لتل أبيب، وعاد إلى قطر بعد ساعات، قد أبلغ نتنياهو برسالة ترامب الصارمة، بأنه يريد إنهاء ملف الحرب وتبادل الأسرى.

وبعد ذلك بادر نتنياهو للقاء الوزيرين المتشددين إيتمار بن غفير الذي عارض في الماضي كل صفقة مع حماس، وبتسلئيل سموتريتش الذي لم يعارض الصفقة الأخيرة، لكنه أعلن معارضته للصفقة المطروحة الآن، وقال اليوم في تغريدة إن الصفقة التي تتبلور هي كارثة للأمن القومي الإسرائيلي، ولن نكون جزءا من صفقة استسلام تتضمن الإفراج عن عن قتلة كبار، وتتضّمن وقف الحرب وتدمير إنجازات تم تحقيقها بالكثير من الدماء، والتخلي عن العديد من الرهائن، وفق تعبيره.

وتابع سموتريتش: “هذا هو الوقت المناسب لمواصلة احتلال وتطهير القطاع بأكمله بكل قوتنا، وسلب حماس سيطرتها على المساعدات الإنسانية، وفتح أبواب الجحيم على غزة حتى تستسلم حماس بالكامل ويعود جميع الرهائن”.

وهذا ما سيقوله بن غفير خاصة أن حساب مزاودة مفتوح دوما بينه وبين سموتريتش، كونهما يتنافسان انتخابيا على ذات الجمهور اليميني، بيد أنهما لا يغادران الائتلاف الحكومي بسبب صفقة مع حماس رغم لغتهما العالية فليس سهلا التنازل اليوم عن مقعديهما الوثيرين وعن تأثيرهما الواسع، وعن احتمالات صب ترامب الماء على طاحونة الاستيطان والتطبيع، وربما تأييد مهاجمة إيران.

ولذا من غير المستبعد جدا أن يبقى سموتريتش وبن غفير داخل الائتلاف الحكومي رغم توقيع صفقة يعتبرانها كارثية، ومثلما أنه من غير المستبعد أن يشاركا بذلك في لعبة تقاسم أدوار مع نتنياهو كي يبدو الأخير عرضة للضغوط الداخلية، مقابل الإدارة الأمريكية الجديدة لتخفيف ضغوط خارجية محتملة عليه، وللفوز بأطماع أكبر مقابل الصفقة مع حماس منها تأييد ضمّ بعض مساحات المنطقة ج في الضفة الغربية واستكمال اتفاقات أبراهام مع السعودية، وربما مشاركة أمريكية مباشرة في مهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية.

إسرائيل تسلمت مسودة اتفاق

قالت وسائل إعلام عبرية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن في اللية الفائتة، تحدث مع نتنياهو عن ضرورة وقف الحرب فورا وإتمام صفقة.

وفي الساعات الأخيرة زعمت إن نتنياهو قال لبن غفير وسموتريتش إنه لابد من التعامل بحذر مع الرئيس ترامب، وإن هناك فرصة لاحقا لتحقيق مكاسب كبرى، لكن لابد من إتمام صفقة في البداية.

بالتزامن، تنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم نقلا عن مصدر دبلوماسي قوله إنه يمكن التوصل لاتفاق خلال أيام، منوهة أنه فيما يستعد الطاقم المفاوض العودة بنتائج من الدوحة في إسرائيل يستعدون لشق طريق ممكن قبل دخول ترامب للبيت الأبيض، لكننا لم نصل هذه النقطة ونجاح الصفقة منوطة بـ”حماس”.

وطبقا للإذاعة العبرية العامة، واستنادا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية، يدور الحديث عن صفقة شاملة متدرجة تشمل وقفا للنار لفترات متباعدة، 42 يوما بين كل مرحلة، وتشمل الإفراج عن نحو 30 من الرهائن الإسرائيليين مقابل نحو 1500 من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم مئات من ذوي المحكوميات العالية.

وتفيد الإذاعة العبرية العامة اليوم الإثنين، أن الاحتلال سينسحب في المرحلة الأولى من المراكز السكنية في كل القطاع، وأن الغزيين سيعودون لشمال القطاع، وأن هناك خلافا حول “جهاز فحص” لهؤلاء العائدين.

وتنّبه الإذاعة العبرية العامة إلى أن الصيغة المتداولة اليوم شبيهة جدا بصيغة طرحها نتنياهو، وأعلنها الرئيس بايدن في السابع والعشرين من مايو/ أيار 2024. كما تفيد أن إسرائيل توافق على وقف الحرب لاحقا  لكنها تبدي عنادا على ضرورة الإبقاء على بعض الأسرى الفلسطينيين البارزين داخل الأسر، وأن هناك مفاوضات جارية حول إعادة بناء القطاع، حيث توافق إسرائيل على بقاء حماس جزءا من حكم جديد في القطاع بالمشاركة مع السلطة الفلسطينية، غير أن الرئيس عباس (وبعض الدول العربية) يعارضون مشاركة حماس في حكومة مشتركة بالقطاع قبل نزع سلاحها بالكامل.

في هذا المضمار، قال محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” دكتور تسيفي بار إيل اليوم تحت عنوان: “شريك في الانتظار” إن السلطة الفلسطينية المعترف بها عالميا ومصنفة إسرائيليا كإرهابية، لابد أن تكون بديلا لحماس أو شريكة معها في حكم مشترك جديد في القطاع.

ورغم النفي الإسرائيلي الرسمي لما قالته وكالة رويترز ووكالات دولية ووسائل إعلام عربية أخرى ظهر اليوم، أكدت الإذاعة العبرية العامة أن هناك اتفاقا مع حماس وأن إسرائيل تسلّمت من الحركة مسودة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الأحياء.

——————————————

مصدر في حماس: “قريبون جدًا من الاتفاق مع إسرائيل”

تقرير: هذه هي الخلافات المتبقية

بقلم: عيناف حلبي موران أزولاي، سيون هيلاي، شيلا بريد

موافقة حماس أيضًا على إحراز تقدم في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق: “نحن قريبون من حرية أسرانا”. وأعلنت “شاس” و”يهدوت هتوراة”: سندعم جميع أعضاء الائتلاف، ومن الليكود أيضًا، تحديد “خطوط حمراء” لرئيس الوزراء. غانتس ولابيد يعدان بدعم سياسي، وليبرمان يدعو لصفقة متكاملة. 

مسؤول حماس لـCNN: الخلافات – حول وقف إطلاق النار والمنطقة العازلة التي تريدها إسرائيل

أكدت حركة حماس ظهر (الاثنين) للمرة الأولى إحراز تقدم كبير في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وأعلنت أن “الحرية لأسرانا الأبطال أصبحت قريبة”. إلى ذلك، دعوا الفلسطينيين إلى “تصعيد المواجهات مع الاحتلال والجيش ردا على الجرائم المتزايدة بحق شعبنا ومقدساتنا وأسرانا”.

وبعد ذلك بقليل، قال مسؤول في حماس لشبكة CNN إن الحركة “قريبة جدًا من التوصل إلى اتفاق” مع إسرائيل. وقال مسؤول في الحركة لوكالة رويترز للأنباء إنه تم إحراز تقدم في بعض القضايا الأساسية، وإنه يجري العمل لسد الفجوات قريبا. في الوقت نفسه، ومع تقدم الاتصالات، بدأت المواقف تتشكل في النظام السياسي، وأصبحت صورة المعارضين أكثر وضوحاً.

وبحسب تقارير أجنبية، فإنه في حال إتمام الصفقة، سيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهر ونصف في قطاع غزة، والإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني. ومن بين هؤلاء الأسرى هناك 48 أسيرا أطلق سراحهم في صفقة شاليط وتم اعتقالهم مرة أخرى؛ حوالي 90 امرأة؛  و 150 إلى 200 أسير حكم عليهم بالسجن المؤبد؛ نحو 350 أسيراً تحت سن 19 عاماً، ونحو 560 أسيراً مريضاً ومسناً.

ومن القضايا الأخرى التي تمت مناقشتها في المرحلة الأولى قائمة أسماء المختطفين الأحياء الذين ستتسلمهم إسرائيل. إعادة تمركز الجيش الإسرائيلي خارج المناطق المأهولة بالسكان في غزة؛ عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد تفتيش مركباتهم من قبل طرف ثالث؛ فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية ومغادرة الحالات الإنسانية المرضية للعلاج.

وتبدأ المرحلة الثانية من الصفقة بعد أسبوع من تنفيذ المرحلة الأولى، ويتم خلالها إطلاق سراح باقي المختطفين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين ووقف ثان لإطلاق النار يستمر لمدة شهر ونصف. وستتضمن المفاوضات في هذه المرحلة مناقشة ترتيبات إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع. أما المرحلة الثالثة فستتم مناقشتها بين الطرفين في حال التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية، وستشمل إعادة الإعمار القطاع وإدارته.

وأشار المصدر في حماس الذي تحدث لـCNN، إلى أنه على الرغم من القرب من الاتفاق، لا تزال هناك عدة نقاط خلاف، بما في ذلك المطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، والتزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وهناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بالمنطقة العازلة التي تخطط إسرائيل لإقامتها في قطاع غزة – على حدودها الشرقية وفي الشمال. وبحسب المصدر، فإن حماس تريد أن تكون المنطقة العازلة كما كانت قبل 7 أكتوبر – حوالي 300 كيلومتر. بعمق 500 متر في القطاع، فيما ترغب إسرائيل في إقامة منطقة عازلة بعمق حوالي 2 كيلومتر في القطاع.

وقال المصدر التابع  لحماس: “نعتقد أن هذا (المطلب الإسرائيلي بالمنطقة العازلة) يعني بقاء الـ60 كيلومترا من قطاع غزة تحت سيطرتهم، وهذا لن يسمح للنازحين بالعودة إلى منازلهم”. وبحسب قوله، فإن الوسطاء يتعاملون الآن أيضًا مع التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، والخرائط التي تشير إلى المناطق التي سينسحب منها جيش الاحتلال

رسالة أعضاء الائتلاف والجدل داخل الحكومة

وفي الوقت نفسه، ظهرت خلافات حادة في الرأي داخل الائتلاف حول الخطوط العريضة التي يجري صياغتها. وأعلن وزير العمل يوآف بن تسور أن جميع وزراء شاس سيدعمون الاتفاق في الحكومة، وأكد أنه يأمل أن يتم التوقيع على الاتفاق “قريبا”. ويعتبر المختطفون ، وهم من أهم الأسرى في اليهودية، أولوية. وندعو الحكومة إلى التحرك بشكل حاسم وسريع، دون تدخل في الاعتبارات السياسية أو المصالح الأخرى. وهذا واجب أخلاقي ووطني”.

من جهة أخرى، وقع عدد من أعضاء الكنيست من الليكود وعوتسما يهوديت و”الصهيونية الدينية” على رسالة اليوم إلى جانب رئيس منتدى جيفورا يهوشوع شاني ورئيس منتدى تكفا تسفيكا مور – تحدد “الخطوط الحمراء”. لرئيس الوزراء.

الرسالة كاملة

ووقع الرسالة أعضاء الكنيست عميت هاليفي، وحنوك ميليبتزكي، وليمور سون هار مالك، ويتسحاق كروزر، وموشيه سعادة، وتسيغا مالكو، وسيمحا روثمان، وموشيه بيسال، وأفيهاي بوفارون، ودان إيلوز. وحددوا أنه “لا ينبغي الوثوق بالآخرين عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل”، وطالبوا بعدم وجود قوة أخرى تحل محل جنود الجيش الإسرائيلي في معبر رفح وفي منطقة نيتساريم وفي أي مكان آخر في قطاع غزة التنازل عن “الأصول الاستراتيجية” دون عودة جميع المختطفين، وإلا فإنه “تخلي فعلي” عن أولئك الذين لن يتم إطلاق سراحهم، كما طالبوا بعدم “عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع”. لأنها ستكون، حسب رأيهم، “خسارة للإنجازات المهمة في الحرب”.

وبحسب قولهم فإن “هذه المبادئ تعبر عن أهداف الحرب كما حددها مجلس الوزراء. إننا نقف في وجه رياح الضعف من الداخل والضغوط العدوانية من الخارج، ونطالب بالقرار الكامل والنصر الشامل. ولكن حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار”. – يجب ألا نتجاوز هذه الخطوط الأخلاقية الحمراء.”

وأعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريش اليوم أنه سيعارض المخطط المقترح، كما فعل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وبحسب سموتريتش فإن هذه “كارثة على أمن إسرائيل”. وبحسب الوزير، وكذلك المعارضين للصفقة من منتدى تكفا ومنتدى جيفورا، فإن الصفقة التي يتم إبرامها هي “صفقة استسلام” لن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع المختطفين بل سيتم إطلاق سراح 33 فقط. في المرحلة الأولى وبثمن باهظ.

وأوضحت مصادر مطلعة على التفاصيل أنه “يجب أن نتذكر أن المفاوضات تجري بشأنهم جميعاً، على جميع الـ 98 الذين تحتجزهم حماس والتنظيمات الأخرى”. ربما تكون المرحلة الأولى من الصفقة موضع التركيز، لأنها هي التي ستبدأ كل شيء. والتوصل إلى نتيجة في هذا الشأن يقترب، لكن المفاوضات تتعلق بالجميع دون استثناء. وفي المرحلة الأولى، بحسب التقارير، هناك 33 مختطفاً تُبذل جهود كبيرة لتعظيم عدد الأحياء . وذكرت المصادر نفسها أن الأمر يعتمد قبل كل شيء على حالة المختطفين. ووفقا لهم، هناك العديد من القضايا الأخرى على جدول الأعمال التي ستحدد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق. وأوضحوا أن الأمر “يتعلق بالوضع في شمال القطاع، وبمحور فيلادلفيا، ومحيطه”. “وكذلك بالنسبة لمفاتيح الأسرى وحق النقض في هذا الأمر. ومصير الأسري الثقيلين أيضًا – إذا عادوا إلى منازلهم أو تم ترحيلهم إلى دولة ثالثة”.

لابيد أبلغ نتنياهو: سنغلق كل شيء خلال نصف ساعة

وعلى خلفية الخلافات داخل الائتلاف، أعلن زعيم المعارضة يائير لابيد اليوم أن عرضه لنتنياهو بشأن “شبكة أمان” لصالح إطلاق الصفقة  لا زال صالحا . وسبق أن وعد رئيس معسكر الدولة بيني غانتس بأشياء مماثلة، وبحسب رئيس المعارضة، فقد أبلغه مسؤول قطري كبير أن حماس غير مهتمة بنسف الصفقة في هذه المرحلة.

وبحسب لابيد، “التقيت بالأمس مع مسؤول كبير في الحكومة القطرية يتعامل مع القضية، وأبلغنا بالوضع الحقيقي لصفقة الرهائن. لا أستطيع الخوض في كل التفاصيل، لكننا علمنا منه”. أن الصفقة ممكنة.” وأضاف لابيد: “التقيت بممثلي العائلات المختطفة، وأخبرهم أنه لن يصمت حتى يعود أحباؤهم إلى ديارهم”.

وصرخ لنتنياهو: “إنه لا يحتاج إلى بن جفير وسموتريش. إذا كان يستطيع ويريد عقد صفقة، فكلانا يعرف كيفية إغلاق تفاصيل شبكة الأمان في نصف ساعة. أعتقد أنه ليس سرا” نتنياهو زعيم فاشل وخطير وغير مسؤول، ولا يصلح لقيادة دولة إسرائيل، لكن ما أفكر فيه أقل أهمية بكثير من عودة المختطفين”.

ودعا رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، الحكومة في اجتماع حزبه، قائلا: “لم يفت الأوان بعد للتوصل إلى اتفاق دفعة واحدة وإطلاق سراح الجميع. ومن يمنع ذلك يفضل مصالح الائتلاف على المصلحة الوطنية”. وبحسب قوله، “هذا هو الأمر الأكثر ضرورة، سواء من حيث الأمن أو من حيث وحدة الشعب”.

وفي اجتماع كتلة رعام، قال رئيس الكتلة منصور عباس: “يجب عدم تفويت الفرصة. يجب ألا تعرقل الاعتبارات الائتلافية والسياسية والضيقة والحزبية والشخصية الخطوة التي تتم في قطر. ويجب على المتطرفين الذين يريدون احتلال قطاع غزة أن يتدخلوا”. ولن يسمح لهم بطرد السكان الفلسطينيين وبناء مستوطنات جديدة وتنفيذ خطتهم”. وبحسب قوله “يجب علينا حماية حياة المختطفين وإعادتهم، ومن المهم أيضا وقف الحرب، وإعطاء أفق سياسي وحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

—————–انتهت النشرة—————–