اقتصادفلسطيني

بلاها اللحمة في رمضان …حملةٌ شعبية تقودها جمعية حماية المستهلك قُبيل رمضان، لمواجهة ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية

المسار : تشهد أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية ارتفاعاً قياسياً، قُبيل حلول شهر رمضاك المُبارك، حيث ارتفع سعر كيلو الخروف القائم إلى 40 شيكلاً، ما أدى إلى وصول سعر كيلو لحم الخروف إلى نحو 90 – 100 شيكل للمُستهلك النهائي، بينما يُباع كيلو لحم العجل للمُستهلك النهائي بنحو 65 شيكلاً، وتعتبر هذه الأسعار خيالية وتفوق قدرة المواطنين الشرائية، جراء الظرف السياسي والاقتصادي الراهن.

ولأجل ذلك أطلقت جمعية حماية المُستهلك الفلسطيني حملة ترفع شعار #بلاها_اللحمة، ودعت المواطنين لمقاطعة شراء اللحوم للمساهمة في تخفيض أسعارها، كما طالبت الحكومة بالتدخل لضبط الاسواق، وذلك بضخ كميات اضافية إلى الأسواق، مع اقتراب حلول شهر رمضان المُبارك.

– الارتفاعات الكبيرة التي طرأت على أسعار اللحوم الحمراء غيرُ مُبررة
الناطق الإعلامي باسم جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، د. محمد شاهين، يقول إن الارتفاعات الكبيرة التي طرأت على أسعار اللحوم الحمراء غير مُبررة، ولا تنسجم مع القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل حرب “إسرائيل” على اقتصاد الضفة الغربية المُحتلة، وتراجع الأنشطة والمصالح الاقتصادية إلى الثُلث تقريباً، على مدار أشهر العدوان الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين.

– في ظل غياب التخطيط والرقابة.. ما المطلوب لتغطية احتياجات السوق من اللحوم الحمراء وحماية المُستهلكين؟
ويؤكد في حديثه لـ”نشرة وطن الاقتصادية”، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن تجارب المُقاطعة السابقة في فلسطين أثبتت أن التحرك الجماعي، يمكن أن يؤدي إلى خفض الأسعار واستجابة السوق لمطالب المستهلكين، ويقول إن التعويل على المُستهلك يأتي نتاجاً للخلل الكبير في تحمل جهات الاختصاص وفي مقدمتها وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني، لمسؤولياتها بحماية المُستهلكين من الاستغلال قُبيل شهر رمضان.

ويشدد ضيفُنا على ضرورة توفر مُعطيات واضحة لدى جهات الاختصاص حول الوفرة والاحتياج، ليس فقط في أيام الشهر الفضيل إنما على مدار العام، لتغطية احتياجات السوق في كل المواسم، أضف إلى ذلك ضرورة معالجة “كوتا اللحوم”، بما يضمن إحداث حالة من التوزان لتفادي حدوث أي ارتفاعات على أسعار اللحوم.

ويُشار إلى أن وزارة الاقتصاد الوطني بدأت حراكاً لضبط “كوتا اللحوم”، وتوزيعها بطريقة جديدة، من شأنها أن تُحدث أثراً إيجابياً لصالح المستهلكين، ولكن ذلك يحتاج إلى رقابة ومتابعة، ويحتاج إلى تدخلات واسعة ومتعددة من طرف الجهات ذات الاختصاص، احتكاماً لمبدأ الشفافية والمساءلة.

ولأجل ذلك لا بد من تنفيذ عديد التدخلات لتقديم حلول خلّاقة وإجراءات دورية فاعلة، لا تكون في إطار ردات الفعل، وتكون سابقة لأي مؤشرات لارتفاع الأسعار، لسلعة اللحوم الحمراء أو البيضاء أو غيرها من السلع الأساسية، ولا بد أيضاً من خطة استراتيجية لحماية وتمكين المزراعين ومربي الثروة الحيوانية، لتغطية احتياجات السوق وحماية المُستهلكين، يقول شاهين.

– عروض على أسعار اللحوم الحمراء في المتاجر الكُبرى.. ومع ذلك ستبقى اللحوم أمنية صعبة المنال خلال رمضان  
ومن اللافت أن المتاجر الكُبرى تطرح اللحوم الحمراء للبيع بأسعار مُنافسة وتفضيلية، ضمن سلسلة من العروض التي تُنفذها على مدار أيام العام، وتشهد إقبالاً واسعاً وتفاعلاً جيداً، نظراً لاعتدال أسعارها مقارنة بالأسعار المطروحة في الملاحم وأسواق اللحوم، ليبقى ذلك سؤالاً برسم الإجابة، إذ تُباع بأسعار أقل من تلك الأسعار المطروحة في الملاحم وأسواق اللحوم.

ورغم رغم وجود عروض على اللحوم في المتاجر الكُبرى، إلا أن انخفاض الدخل وارتفاع نسب الفقر والبطالة، يجعل أسعارها مرتفعة بالنسبة للكثير من المواطنين، ويجعلها أمنية صعبة المنال في ظل الظروف المعيشية الراهنة، ومما لا شك فيه أن عديد الأسر ستكون غير قادرة على شرائها خلال رمضان القادم.

– التحرك الجماعي ووعيُ المُستهلكين ضرورةٌ لكبح جماح التغول وضبط الاسعار
وخلال حديثه يدعو شاهين جمهور المُستهلكين في الضفة الغربية، للالتفاف حول حملة #بلاها_اللحمة، والاستجابة لدعوتها بمُقاطعة شراء اللحوم الحمراء الطازجة، والتوجه لشراء اللحوم المُجمدة، إذ يُباع كيلو لحم الخاروف المجمد بنحو 50 شيكلاً، بينما يُباع كيلو لحم العجل المجمد بنحو 30 شيكلاً.

ويشير إلى أن وعي المُستهلكين بأهمية قرار المُقاطعة، واتخاذ قرارت شراء ذكية بعد إجراء مسح للأسعار المتوفرة في الأسواق واختيار السعر الأنسب، وعدم القبول بأي غبن أو محاولات استغلال، من شأنه كبح جماح التغول وضبط الاسعار، لا سيّما قبيل شهر رمضان، وتكثر في الاجتماعات العائلية ويزداد فيه الطلب على اللحوم الحمراء.

– الاستجابة مع حملة #بلاها اللحمة ستُفضي بلا شك لتحقيق توازن سعري
وفي ختام حديثه يوجه شاهين رسالتين الأولى للتُجار وأصحاب الملاحم، بتقليل هوامش الربح خلال رمضان القادم، والتحلي بالمسوؤلية الوطنية والاخلاقية بما ينسجم مع الظرف الاقتصادي الراهن، والثانية للمُستهلكين ويقول: “الاستجابة مع حملة #بلاها اللحمة ستُفضي بلا شك لتحقيق توازن سعري”.

المصدر : وطن للأنباء