
المسار الإخباري :الخليل – في مثل هذا اليوم قبل 31 عامًا، ارتكب المستوطن الصهيوني باروخ غولدشتاين مجزرة مروعة داخل المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، حين أطلق الرصاص على المصلين وهم سجود، فقتل 50 فلسطينيًا وأصاب أكثر من 150 آخرين، في واحدة من أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
ورغم مرور العقود، لا تزال سياسة الاحتلال مستمرة في القتل والتهويد والاستيطان، حيث فرضت قوات الاحتلال عقب المجزرة تقسيمًا للمسجد الإبراهيمي، ومنحت المستوطنين السيطرة على نحو 60% من مساحته، إلى جانب فرض إجراءات عسكرية مشددة تهدف إلى تفريغ المسجد والبلدة القديمة من الفلسطينيين.
مجزرة دموية وتواطؤ دولي
في فجر 25 فبراير 1994، خلال شهر رمضان، وقف غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد، وانتظر حتى سجد المصلون، ثم فتح نيران رشاشه عليهم، بينما أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد لمنع إنقاذ الضحايا. ومع تشييع الشهداء، أطلق جنود الاحتلال الرصاص على المشيعين، ما أسفر عن استشهاد 21 فلسطينيًا آخرين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 60 شهيدًا.
ورغم حجم الجريمة، لم تتخذ سلطات الاحتلال أي إجراءات ضد المستوطنين، بل واصلت حمايتهم وفرضت إجراءات تهويدية قاسية على المدينة والمسجد.
استهداف المسجد وتهويده
بعد المجزرة، فرض الاحتلال قيودًا صارمة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الإبراهيمي، ونصب كاميرات مراقبة، وبوابات إلكترونية، وأجهزة استشعار، وأغلق الأسواق والطرقات المحيطة، وعزل البلدة القديمة عن محيطها.
واليوم، يقف المسجد الإبراهيمي شاهداً على الجريمة المستمرة، وسط تصعيد في جرائم الاحتلال، سواء في الخليل أو في القدس وغزة، حيث تتواصل سياسات القتل والتهجير والاستيطان بحق الشعب الفلسطيني.