دولي

رئيس السلفادور نجيب أبو كيله يقدّم نصيحة لترامب حول كيفية “تحرير” 350 مليون أمريكي من الجريمة والإرهاب

المسار الاخباري : صرّح رئيس السلفادور، نجيب أبو كيله، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي يوم الإثنين، بأنه يجب على ترامب “تحرير” 350 مليون أمريكي من الجريمة والإرهاب في الولايات المتحدة.

وقال أبو كيله، وهو من أصول فلسطينية ولكنه “صديق” للاحتلال الإسرائيلي: “ندرك أن لديكم مشكلة تتعلق بالجريمة والإرهاب وتحتاجون إلى المساعدة. ورغم صغر حجم بلادنا، فإننا قادرون على تقديم العون. لقد حوّلنا، كما وصفنا الصحافيون سابقًا، عاصمة جرائم القتل في العالم إلى واحدة من أكثر الدول أمانًا في نصف الكرة الغربي”.

وأضاف: “يسعدني القول إننا حرّرنا بالفعل ملايين الأشخاص”، وذلك في الوقت الذي كان ترامب يعبّر فيه عن إعجابه به.

وتابع أبو كيله موجّهًا حديثه لترامب: “سيدي الرئيس، أمامك 350 مليون شخص ينتظرون التحرير. لا يمكنك ببساطة إطلاق سراح المجرمين وتتوقّع أن تختفي الجريمة بطريقة سحرية، بل عليك سجنهم من أجل تحرير 350 مليون أمريكي يطالبون بوضع حد للجريمة والإرهاب، وهذا أمر ممكن”، وفقاً لشبكة “فوكس نيوز”.

يُذكر أن إدارة ترامب نسّقت مع أبو كيله بشأن رحلات الترحيل، حيث تم إرسال مئات الأشخاص، من ضمنهم أعضاء يُزعم بانتمائهم لعصابة “ترين دي أراغوا”، إلى مركز احتجاز الإرهابيين الشهير في السلفادور المعروف باسم CECOT.

وبحسب ما ورد، انتقدت حملة ترامب الانتخابية لعام 2024 سياسات إدارة بايدن بشأن التعامل مع المجرمين، ولا سيما تلك المتعلقة بالإفراج عنهم عند الحدود، إضافة إلى قوانين إصلاح الكفالة الليبرالية في العديد من الولايات القضائية التي تُجبر الشرطة على إطلاق سراح المشتبه بهم، الذين كثيرًا ما يعودون لارتكاب الجرائم مجددًا.

وسخر ترامب خلال اللقاء، من “المؤسسة الديمقراطية”، مؤكدًا أن البلاد تُدار الآن “بالحسّ السليم” بعد انتخابه.

كما طرح ترامب سؤالًا على أبو كيله قائلًا: “هل تسمحون للرجال بالمشاركة في الرياضات النسائية؟ هل تسمحون لهم بملاكمة النساء؟”، في إشارة إلى الجدل الدائر حول مشاركة الرجال البيولوجيين في المنافسات النسائية.

وردّ رئيس السلفادور قائلًا: “هذا عنف”.

فأجاب ترامب: “إنها إساءةٌ للمرأة”، مضيفًا: “لدينا أشخاص يقاتلون حتى الموت لأنهم يعتقدون أن الرجال يجب أن يكونوا قادرين على المشاركة في الرياضات النسائية”.

وتابع أبو كيله، الذي يصف نفسه بأنه “أروع ديكتاتور في العالم” “قبل نحو عقد، كانت حركة حقوق المرأة تدفع باتجاه قوانين لحمايتهن من العنف الذكوري، والآن نفس الأشخاص يحاولون التراجع عن تلك المكتسبات”. وأكّد أبو كيله اهتمام حكومته الشديد بحماية النساء، مشيرًا إلى أن معظم المسؤولين المرافقين له في اللقاء كنّ من النساء، وقال مازحًا: “وليسوا موظفين من برامج التنوع أو شيء من هذا القبيل”.

ترامب يمتدح النساء في حكومته ويشيد بشراكته مع أبو كيله

دافع ترامب عن تمثيل النساء في إدارته، مشيرًا إلى تعيينه للمدعية العامة بام بوندي، ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.

وقال عن وايلز إنها “أقوى امرأة في العالم، بحسب المجلات. وأعتقد أنها كذلك بالفعل”.

بدورها، شكرت نويم رئيس السلفادور على شراكته، مؤكدة أن ترامب أرسل “رسالة قوية بعواقبها” من خلال إبعاد المجرمين والمغتصبين والقتلة وأعضاء العصابات والإرهابيين عن الأراضي الأمريكية.

ترامب ينتقد سياسة الهجرة في عهد بايدن ويعد بتصحيح المسار

اتهم ترامب إدارة بايدن بالسماح “للناس بالدخول بحرية إلى البلاد” من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وحتى “بعض المناطق الصعبة في أوروبا”، مدّعيًا أن العديد منهم جاء من السجون أو المؤسسات العقلية أو الجماعات الإجرامية.

وقال: “الرئيس السابق جو بايدن سمح بهذا. ما فعله ببلادنا لا يُصدق. نحن الآن نُصحّح المسار. نُبعدهم. ما فعلوه، وما فعله حزبهم بنا، فتح الحدود حتى صار بإمكان أي شخص الدخول. وعندما سمعت بذلك، قلت: ستُخلى السجون في بلدانهم، وهذا ما حصل بالفعل. ونحن الآن نُصلح ما أفسدوه”.

وعندما سُئل عن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين ستُرحلهم إدارته إلى السلفادور، قال ترامب: “سنُرحّل أكبر عدد ممكن ممن سمح لهم بايدن غير الكفء بالدخول إلى بلادنا عبر الحدود المفتوحة”.

ولم يستبعد ترامب أيضًا ترحيل مواطنين أمريكيين أو مهاجرين مجنّسين ارتكبوا جرائم عنيفة إلى السلفادور، لكنه أوضح أن بام بوندي ووزارة العدل لا تزالان “تدرسان الجوانب القانونية” لهذا الإجراء المحتمل.

وختم قائلًا: “لدينا أيضًا أشخاص سيئون جدًا هنا، وأنا أؤيد هذه الخطة تمامًا، لأننا نستطيع التعامل مع الرئيس (نجيب أبو كيله) بكلفة أقل، ونضمن حماية أكبر”، مضيفًا: “أنا أتحدث عن مجرمين من النوع الأسوأ”.