
المسار الإخباري :شهد المسجد الأقصى المبارك اليوم الثلاثاء تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الاقتحامات الاستفزازية، حيث دنس 1712 مستوطنًا باحاته في ثالث أيام ما يُعرف بـ”عيد الفصح” العبري، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، في انتهاك متواصل لقدسية المكان واستفزاز لمشاعر المسلمين.
وأفادت مصادر مقدسية بأن الاقتحامات انطلقت منذ ساعات الصباح عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية كل 10 دقائق، حيث مارس المستوطنون طقوسًا تلمودية علنية، وأدوا صلوات ورقصات وغنوا جماعيًا، إلى جانب محاولات متكررة لإدخال ما يُعرف بـ”قرابين الفصح” إلى المسجد.
في المقابل، فرضت شرطة الاحتلال قيودًا صارمة على المصلين الفلسطينيين، شملت منع الدخول خلال ساعات الاقتحام، واحتجاز الهويات عند الأبواب، وتشديد الإجراءات في محيط المسجد والبلدة القديمة.
وبحسب الإحصائيات، فقد بلغ عدد المقتحمين في الفترة الصباحية حوالي 1200 مستوطن، فيما اقتحم المسجد مساءً 512 آخرون، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال.
كما أدّى مستوطنون طقوسًا عند باب القطانين، وتجمعوا عند باب الأسباط، فيما شهدت البلدة القديمة مسيرات لمستوطنين رددوا خلالها الأغاني وبثوا موسيقى عبر مكبرات الصوت، في مشهد استفزازي يندرج ضمن سياسة تهويد القدس وتكريس التقسيم الزماني والمكاني.
وحذر مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس من خطورة هذه الانتهاكات المتصاعدة، واعتبرها غير مسبوقة، مؤكدًا أن الاحتلال يمنح المستوطنين حرية مطلقة لتدنيس المسجد وأداء طقوسهم داخله، إلى جانب استهداف موظفي الأوقاف وخطباء المسجد وملاحقتهم.
وفي السياق، نددت محافظة القدس بالاقتحامات التي شارك فيها حاخامات وأعضاء كنيست، معتبرةً ذلك محاولة لفرض أمر واقع جديد في الأقصى، وشددت على أن المسجد سيبقى إسلاميًا خالصًا رغم كل المحاولات الإسرائيلية لتهويده.
ومنذ السبت الماضي، يتعرض المسجد الأقصى لتصعيد واسع في الاقتحامات، بالتزامن مع دعوات استيطانية لتحطيم أرقام قياسية في أعداد المقتحمين خلال “عيد الفصح” العبري الذي يستمر حتى الأحد المقبل، وسط دعوات فلسطينية للحشد والرباط والتصدي لهذه الانتهاكات