
المسار الإخباري :تتفاقم الأزمة الصحية والمعيشية في قطاع غزة بشكل كارثي نتيجة استمرار الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية للشهر الثاني على التوالي، ما أدى إلى بدء ظهور أعراض سوء التغذية على الأطفال والنساء الحوامل.
وأوضح رئيس قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، أن أطفال غزة يعيشون أوضاعًا مأساوية منذ استئناف الحرب وإغلاق المعابر، مشيرًا إلى تزايد حالات سوء التغذية التي تتجلى بفقدان الوزن، شحوب البشرة، نقص الفيتامينات وفقر الدم، ما ينذر بكارثة صحية على مستوى جيل كامل.
وأكد الفرا أن نقص الأغذية الأساسية، خاصة المعلبات، وغياب الرعاية الصحية يهددان مستقبل الأطفال، موضحًا أن بعض الأمراض الناتجة عن سوء التغذية قد لا تُعالج حتى مع تحسّن الظروف لاحقًا.
وأشار إلى أن النزوح الجماعي زاد الضغط بشكل كبير على مستشفيات القطاع، حيث ارتفعت أعداد الحالات اليومية في قسم الأطفال والولادة إلى أكثر من 400 حالة، مقارنة بنحو 100 حالة يوميًا خلال فترات التهدئة.
كما حذّر من ارتفاع معدلات الإصابات الخطيرة بين الأطفال، نتيجة الاستهداف المباشر باستخدام أسلحة حارقة تسببت في حروق وجروح بالغة.
من جهته، حذر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، من كارثة إنسانية تهدد حياة مئات الأطفال الخدج مع توقف العديد من الحضانات الطبية بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، محذرًا من “موت محقق” لهذه الفئة الأكثر هشاشة.
وأشار الدقران إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الإجهاض بين النساء الحوامل بسبب سوء التغذية، مع انخفاض حاد في أوزان الأطفال حديثي الولادة، مضيفًا أن استمرار تدهور الأوضاع يهدد حياة آلاف النساء والأطفال قبل وأثناء وبعد الولادة.
وطالب بضرورة تحرك دولي عاجل لفتح المعابر بشكل فوري وتوفير الوقود والمساعدات الطبية والغذائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح في القطاع المنكوب.