فلسطينيفي المواجهة

معاريف”: حماس تستنزف الجيش وتفشل خططه للحسم العسكري في غزة

المسار الاخباري: كشف المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” العبرية، آفي أشكنازي، أن الجيش الإسرائيلي يعاني من إنهاك شديد في قطاع غزة، وعاجز عن تحقيق حسم عسكري ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رغم الضربات المؤلمة التي وجهها لحزب الله في لبنان.

وأشار أشكنازي إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ مساء الأحد غارة جوية دقيقة على مبنى في حي الضاحية الجنوبية ببيروت، دمر خلالها مخزن صواريخ تابعًا لحزب الله، في عملية وصفها بأنها تعكس ثقة إسرائيل بقدرتها على تنفيذ عمليات عميقة داخل الأراضي اللبنانية.

نجاحات في لبنان.. وعجز في غزة

وبحسب المراسل، أظهرت العمليات الإسرائيلية في لبنان قدرة الجيش على إدارة المعركة بحذر ودقة، إذ ركزت الضربات على أهداف محددة لحزب الله دون المساس بالمدنيين، مما ساهم في تعزيز الاستقرار السياسي هناك، وأضعف نفوذ الحزب السياسي والعسكري بشكل ملحوظ.

لكن الوضع في غزة مختلف كليًا، إذ أكد أشكنازي أن الجيش، رغم تدميره لأحياء كاملة وأصول استراتيجية لحماس، لم يتمكن من فرض واقع عسكري حاسم أو إقناع العالم بتحقيق نصر واضح.

وأضاف أن حماس انتقلت إلى تكتيكات حرب العصابات، مما جعل القوات الإسرائيلية عالقة في مواجهات محدودة ومناطق دفاعية صغيرة، دون تحقيق أي تقدم استراتيجي حقيقي.

إرهاق القوات وتآكل المعنويات

أوضح المراسل أن هذا النمط من المعارك استنزف القوات الإسرائيلية، سواء من جنود الاحتياط أو الجنود النظاميين، الذين يمكث كثير منهم في غزة منذ أسابيع دون إجازات أو أهداف واضحة للمرحلة المقبلة. وأكد أن هذا الوضع يهدد بتآكل قدرات الجيش مع مرور الوقت.

وأضاف أن قادة الجيش، رغم محاولاتهم رفع المعنويات، يعترفون بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر طويلاً دون أن يؤثر بشكل خطير على الجهوزية العسكرية.

وأشار إلى أن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط تلقوا أوامر استدعاء إضافية للخدمة لفترات طويلة قد تمتد من 50 إلى 80 يومًا، مما سيؤثر على حياتهم الأسرية وخططهم لقضاء العطلات الصيفية.

وفي محاولة للتخفيف، وزعت وزارة الجيش قسائم ترفيه لعائلات الجنود للإقامة في فنادق حتى عام 2031، إلا أن العديد من الجنود وعائلاتهم قد لا يتمكنون من الاستفادة منها في المستقبل القريب، ما أثار تساؤلات حول جدية هذه الخطوة.

وفي ختام تقريره، حذر أشكنازي من أن استمرار الوضع الحالي في غزة يهدد قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة عملياته بكفاءة، مع تنامي الإنهاك دون تحقيق نتائج ملموسة.