تقارير ودراساتفلسطيني

عيد أضحى بلا أضاحٍ في غزة.. إبادة تُطفئ شعائر العيد

المسار الإخباري :في مشهد غير مسبوق، يستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة عيد الأضحى المبارك للعام الثاني على التوالي بلا أضاحٍ ولا مظاهر فرح، تحت وطأة حرب إبادة وحصار خانق فرضته آلة الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 600 يوم.

لطالما كانت أسواق غزة تضجّ في مثل هذه الأيام بالحياة، وتغصّ بالمواشي والعجول، وسط بهجة الصغار وتحضيرات الأهالي لإحياء الشعائر الدينية، إلا أن كل ذلك غاب هذا العام. فالمزارع دُمّرت، والاستيراد توقّف، واللحوم غابت تمامًا عن الموائد.

الدمار طال 95% من قطاع الإنتاج الحيواني في غزة، بحسب وزارة الزراعة، مما حوّل القطاع من مصدر محلي لتوفير 50 ألف رأس عجل و70 ألف رأس غنم سنويًا، إلى أرض خاوية لا تجد فيها سوى بقايا الخراب.

الأضاحي التي كانت متاحةً بأسعار معقولة، أصبحت سلعة نادرة، حيث وصل سعر الخاروف الواحد إلى 5 آلاف دينار أردني إن وُجد، فيما قفز سعر كيلو اللحم الواحد إلى 500 شيكل، ما يعادل 17 ضعف السعر السابق.

الواقع المؤلم يتجاوز غياب الأضاحي، إلى ما وصفه المزارعون بأنه “مجزرة اقتصادية”، إذ قُدّرت خسائر قطاع المواشي وحده بنحو مليار دولار، مع فقدان آلاف العاملين في هذا المجال لمصدر رزقهم، وتحولهم إلى نازحين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة.

ومع تفشي الفقر وتجاوز البطالة 83%، لم يعد بإمكان أكثر من 90% من سكان غزة تحمّل كلفة الطعام اليومي، ناهيك عن الاحتفال أو الشعائر.

عيد الأضحى في غزة هذا العام، ليس سوى يوم آخر من أيام الجوع والحصار، في وقت تستمر فيه مواكب الشهداء، وتغيب أصوات التكبير لتحلّ محلها أصوات الطائرات والقذائف… عيد بلا لحم، بلا فرح، بلا أمل.