
المسار الإخباري :حلّ عيد الأضحى هذا العام حزينًا ومثقلاً بالألم على مخيمات شمال الضفة الغربية، حيث يستقبله السكان وسط ركام منازلهم المدمّرة، وتحت حصار مشدد أجبر الآلاف على النزوح. وللعام الثاني على التوالي، تُطوى فرحة العيد في هذه المناطق خلف مشاهد الخراب والتهجير القسري.
في مشهد يعيد للأذهان أوجاع النكبة، دُمّرت 7 من أصل 19 مخيمًا فلسطينيًا في الضفة، معظمها في جنين وطولكرم، ضمن عمليات عسكرية إسرائيلية وُصفت بأنها الأشد منذ الانتفاضة الثانية. مخيم جنين، الذي صار رمزًا للصمود والمأساة، يشهد عيدًا ثانيًا دون سكانه، بعدما دُمرت 80% من مساحته وأُجبر أكثر من 22 ألفًا على النزوح.
رئيس بلدية جنين محمد جرار أشار إلى أن الاحتلال لا يزال يمنع النازحين من العودة، في ظل تدمير شبه كامل للبنية التحتية، والخدمات، ومنازل العائلات.
الأمر ذاته ينسحب على مخيم نور شمس شرق طولكرم، الذي تعرّض لعمليات عسكرية متكررة أفضت إلى تدمير أحياء بأكملها. وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، إنّ أكثر من 11 ألف مواطن أُجبروا على ترك منازلهم، فيما تواجه العائلات صعوبات بالغة في السكن والمعيشة.
وفي نابلس، ازدادت معاناة السكان مع التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي شمل اغتيالات واعتقالات وتفجير مداخل الأحياء، وسط دمار للبنى السكنية والتجارية.
اقتصاديًا، يعيش الفلسطينيون في الضفة أزمة خانقة، إذ ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى نحو 507 آلاف عامل، فيما بات 38% من الأسر تحت خط الفقر. وبحسب شاهر سعد، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، خسر العمال الفلسطينيون أكثر من 1.35 مليار شيقل شهريًا منذ بدء العدوان، نتيجة فقدان فرص العمل ومنعهم من دخول أراضي 48.
العيد في شمال الضفة لم يحمل هذا العام سوى المزيد من الأوجاع، بين أطلال البيوت المحطمة، وحكايات النزوح، وفقدان الأحبة، ليبقى العيد مجرد تاريخ على التقويم، لا تطرق أفراحه أبواب المخيمات المحاصرة.