
نابلس – شبكة المسار الإخباري
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عدوانها العسكري الواسع على مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، وسط حالة من الحصار المشدد، والانتهاكات المستمرة بحق المواطنين، والطواقم الطبية، والممتلكات.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن قوات الاحتلال أجبرت نحو 14 عائلة فلسطينية على مغادرة منازلها في المخيم تحت التهديد، لتقوم بتحويل تلك البيوت إلى مواقع عسكرية ومراكز احتجاز ميداني تستخدمها في التحقيق والاستجواب.
وهذا الاقتحام الشرس ،تخلله انتشار كثيف للجيش داخل أزقة المخيم، حيث داهمت القوات عشرات المنازل، واحتجزت عدداً من الشبان، وحققت معهم ميدانياً، وسط منعٍ كامل لحركة الدخول والخروج من وإلى المخيم،، الأمر الذي فرض حصاراً خانقاً على سكانه.
ومن جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال احتجزت طواقمه في حارة الحشاشين، ومنعتهم من التحرك، واستولت على مفاتيح مركبة الإسعاف، ما شكل عائقاً خطيراً أمام تقديم الخدمات الطبية العاجلة للمصابين.
وأوضح الهلال الأحمر أنه تعامل مع 17 إصابة نتيجة اعتداءات مباشرة من قبل قوات الاحتلال، حيث تعرض عدد من الشبان للضرب المبرح، وأصيبوا برضوض وكدمات في أنحاء متفرقة من أجسادهم.
ومخيم، بلاطة الذي يُعد الأكبر في الضفة الغربية من حيث الكثافة السكانية، يعيش أجواء رعب حقيقية، وسط أصوات طائرات الاستطلاع، وانتشار القناصة، واستمرار الاقتحامات الليلية والنهارية، واعتلاء أسطح المنازل، وتحويلها إلى نقاط مراقبة عسكرية.
ويخشى الأهالي من تصعيد أكبر في ظل استمرار هذه العملية، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي وغياب أي تدخل دولي فاعل، في وقت وصف فيه حقوقيون فلسطينيون ما يجري بأنه “عقاب جماعي ممنهج يرقى إلى جرائم حرب”.
ورغم كل ذلك، تبقى حالة الصمود واضحة في المخيم؛ ،فالعائلات التي هجّرت قسراً، وجيرانهم الذين فتحوا لهم بيوتهم، والطواقم التي واصلت محاولاتها لتقديم الخدمات رغم التهديد، كلهم يجسدون وحدة وتماسك الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
ويستمر المخيم بالصمود في وجه واحدة من أشرس الحملات العسكرية، وسط حالة من الغضب الشعبي والدعوات إلى تحرك عاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي لا تستثني أحداً، لا طفلًا ولا شيخًا ولا حتى المسعفين.