
المسار الإخباري :كشف تقرير جديد صادر عن مختبرات “سيتزين لاب” الكندية المتخصصة في الأمن السيبراني، عن أدلة حديثة تؤكد تورط برمجيات إسرائيلية خبيثة في عمليات اختراق استهدفت صحفيين ومعارضين للحكومة الإيطالية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية الأوروبية.
وبحسب صحيفة الغارديان، فإن البرمجية المعروفة باسم “باراغون” استُخدمت لاختراق هاتف الصحفي سيرو بيليجرينو، رئيس مكتب نابولي في موقع “FanPage.it”، إضافة إلى صحفي أوروبي بارز آخر فضّل عدم الكشف عن هويته.
ويبدو أن الاختراقات مرتبطة بأنشطة صحفية تنتقد حكومة جورجيا ميلوني، مما يعزز الشكوك بشأن استغلال أدوات تجسس لأهداف سياسية داخل الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك وسط خلاف حاد بين الحكومة الإيطالية وشركة باراغون الإسرائيلية، حيث رفضت إيطاليا عرضًا من الشركة للمساعدة في التحقيقات، مبررة موقفها بمخاوف تتعلق بـ”الأمن القومي”.
ووفقًا لمختبر “سيتزين لاب”، فقد أظهرت التحليلات الفنية أن آثار البرمجيات المستخدمة في الهجمات تتطابق مع تلك التي استُخدمت سابقًا في اختراق هاتف الصحفي فرانشيسكو كانسيلاتو، الذي ينتمي لمؤسسة صحفية معارضة.
اللجنة البرلمانية الإيطالية الخاصة بشؤون الاستخبارات كشفت أن وكالات الأمن الإيطالية وقعت عقودًا مع باراغون في عامي 2023 و2024، وبررت ذلك بملاحقة الإرهابيين والمطلوبين، لكن التقارير تُظهر أن الضحايا شملوا صحفيين ونشطاء حقوقيين على علاقة بقضايا الهجرة واللجوء.
ويزيد هذا الكشف من حساسية ملف التجسس الرقمي في أوروبا، خاصة مع تنامي المطالب بفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة الجهات المتورطة في استغلال أدوات الاختراق ضد الإعلاميين والنشطاء.