إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية .. الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

موقع الون بن مئير 26/6/2025

أرفض الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه

بقلم: الون بن مئير

 لقد أدى رفض إسرائيل الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإنسانيتهم ​​إلى ترسيخ رواية محصلتها صفر، حيث تُبنى سلامة اليهود على موت الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم

لا ينبغي أن يُلهينا هجوم إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، وتداعيات هذه الهجمات التي لا تزال تتكشف، عقب وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب، عن حملة القتل والدمار الإسرائيلية المستمرة في غزة. فمنذ الأول من يونيو/حزيران وحده، قُتل ما يقارب 300 فلسطيني (إضافةً إلى أكثر من ٥٥ ألفًا قُتلوا بالفعل)، وسُوّيت عشرات المباني بالأرض. وتُصرّ حكومة نتنياهو على أن القتال سيستمر حتى تُحقق إسرائيل “نصرًا مطلقاً”، وهو هدف لا يزال بعيد المنال، مع استمرار المذبحة بعد 20 شهرًا.

في مقالي الصادر في 28 يونيو/حزيران بعنوان “إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فما هي؟” أوضحتُ أنه بينما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها والرد على حماس على هجومها الوحشي الذي أودى بحياة 1200 مدني إسرائيلي بريء، فإن سعيها لمعاقبة حماس سرعان ما تحول إلى حرب ثأر وانتقام. وبغض النظر عن براءتهم، قُتل عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين دون تمييز، الأمر الذي، إلى جانب تدمير أو إتلاف 84% من مرافق الرعاية الصحية في غزة، “وفرض… ظروف معيشية محسوبة لإحداث دمار مادي” كما تشير اتفاقية الإبادة الجماعية، مسببةً أضرارًا بدنية ونفسية جسيمة، وأكثر من ذلك، يُعَدّ إبادة جماعية بحكم التعريف. ومع ذلك، أدانني العديد من الأفراد لجرأتي على وصف الحرب الإسرائيلية بالإبادة الجماعية، واصفين مقالي بـ”فرية الدماء”.

على مدار العام والنصف الماضيين، تحدثتُ مع عشرات الجنود الاحتياطيين الذين قاتلوا في غزة وعادوا. إنه لأمرٌ مؤلمٌ الاستماع إلى من وصفوهم بشهود عيان. اعترفوا بأن الأوامر تُصدر بشكل تعسفي في كثير من الأحيان بإطلاق النار أولاً، وعدم طرح أي أسئلة لاحقًا. أدت هذه السياسة مباشرةً إلى مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين، كانوا يلوحون بأعلام بيضاء ويصرخون طلبًا للمساعدة باللغة العبرية عندما قتلهم الجنود الإسرائيليون. إن قصف العديد من المباني المليئة بالمدنيين لقتل عنصر واحد من حماس، مع قتل مئات الأبرياء، يُعدّ بمثابة إبادة جماعية.

أدلى العديد من وزراء الحكومة بتصريحاتٍ تُؤيد نية تدمير الفلسطينيين في غزة، كليًا أو جزئيًا. دافع وزير التراث عميخاي إلياهو عن فكرةٍ جنونيةٍ تمامًا، وهي إلقاء قنبلة نووية على غزة، مؤكدًا نية القضاء على جميع سكانها. كما صرّح بأن أي شخصٍ يلوح بعلمٍ فلسطيني “لا ينبغي أن يبقى حيًا على وجه الأرض”. هذا يُمثل تحريضًا، فالرسالة للجنود واضحة: اقتلوا، لأن لا فلسطيني يستحق الحياة. ومع ذلك، لا يزال إلياهو متمسكًا بالسلطة، في موافقةٍ ضمنيةٍ على تصريحاته.

من بين الأقوال الشنيعة العديدة التي قالها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، يُعدّ من أفظعها الدعوة إلى قتل النساء والأطفال في غزة لمنع هجوم آخر مثل هجوم 7 أكتوبر. إن الترويج لقتل النساء والأطفال دون أدنى شكّ هو إعلانٌ عن نية قتل الفلسطينيين دون تحفظ – وهي علامة واضحة على الإبادة الجماعية.

أدلى وزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، أثناء توليه منصبه، بتصريحاتٍ لا تُحصى مهينة للإنسانية، بما في ذلك وصف المدنيين الفلسطينيين العاديين بـ”وحوش بشرية”. يُحاكي هذا الخطاب المُهين للبشرية الإبادة الجماعية في رواندا، عندما وصف القادة التوتسي مرارًا وتكرارًا بـ”الصراصير”، مما حرّض الهوتو على اعتبار مواطنيهم دون البشر، مُروّجين بنشاط لما أصبح إبادة جماعية مروعة هناك.

ودعا نيسيم فاتوري، عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو ونائب رئيس الكنيست، إلى إعدام كل رجل في غزة، واصفًا إياهم بـ”الحثالة” و”دون البشر”. قال إن كل طفل في غزة “إرهابي منذ ولادته” – ونحن نعلم تمامًا أن السياسيين الإسرائيليين يفضلون إعدام الإرهابيين. لماذا الجدل حول العمر إذا كانت هذه الآراء تحدد مصيرهم مسبقًا؟

قررت الشرطة الإسرائيلية أن تصريحات الحاخام إلياهو مالي، الذي يدير مدرسة دينية تجمع بين الدراسات الدينية والخدمة العسكرية، ويُدرب من قد ينتهي بهم الأمر في غزة، لا تُعتبر تحريضًا. وأضاف أن الشريعة اليهودية تُلزم بقتل كل من في غزة، بمن فيهم الأطفال وكبار السن. “من جاء لقتلك، فاقتله أولًا. من جاء لقتلك بهذا المفهوم لا يشمل فقط الشاب الذي يبلغ من العمر 16 أو 18 أو 20 أو 30 عامًا والذي يُصوّب سلاحه نحوك الآن. بل يشمل أيضًا جيل المستقبل (أطفال غزة)، ومن يُنتجون جيل المستقبل (نساء غزة)، لأنه لا فرق”.

هل من وصف لهذه التصريحات الدنيئة سوى التحريض على الإبادة الجماعية؟ مرة أخرى، إذا لم تكن الموافقة الضمنية على دعوته لقتل كل إنسان حي في غزة دعوةً للإبادة الجماعية، فلا شيء يُوصف. وإلا فكيف حدث مقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، في غياب هذه التحريضات؟

أستطيع أن أواصل تقديم الأدلة، ليس فقط من خلال تصريحات المسؤولين الحكوميين، بل أيضًا من خلال تصريحات الجنود الذين ينفذون أوامر رؤسائهم. من يقرأ هذا ويُصر على وصفه بالكذب والافتراء، يبدو أنه يستمتع بالوهم الذي يدفن فيه غالبية الإسرائيليين وغيرهم من منكري جرائم الحكومة الإسرائيلية ضد الإنسانية رؤوسهم.

يُرسل الموت والدمار الشامل في غزة موجات صدمة حول العالم، وخاصةً لأصدقاء إسرائيل وحلفائها، الذين لا يدركون كيف أصبح اليهود في إسرائيل، أبناء أولئك اليهود الذين كانوا ضحايا التاريخ، هم الجلادون.

إن ارتكاب مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية، والتي تُرتكب باسم يهود العالم، يُلحق أكبر ضرر بالمجتمعات اليهودية في كل مكان. في مناسبات عديدة، صرّح نتنياهو صراحةً بأنه يتحدث باسم الشعب اليهودي. إن التصاعد غير المسبوق لمعاداة السامية، والهجمات المتكررة على اليهود خارج إسرائيل، هي نتيجة مباشرة لأعمال نتنياهو وعصاباته الإجرامية ضد الفلسطينيين، وأي يهودي ينكر ذلك يكون ساذجًا عن عمد، أو يشعر بالخجل لاعترافه بما لا يُصدق.

إن المأساة التي تسببت فيها إسرائيل نتيجة احتلالها الوحشي المستمر والدمار الهائل والموت في غزة هي رعاية جيل جديد من الشباب الفلسطيني، سينشأ الكثير منهم بمهمة واحدة: الانتقام للفظائع التي حلت بشعبهم. لن يهدأ لهم بال حتى يتحرروا من العبودية والتهميش اللذين خضعوا لهما.

لو أن إسرائيل أنهت الاحتلال الوحشي ومنحته الأمل في مستقبل أفضل وأكثر أمانًا، لما لجأ الشباب الفلسطيني إلى العنف والإرهاب، بل استطاعوا أن ينموا ويزدهروا بسلام جنبًا إلى جنب مع جيرانهم اليهود. إن دعوة الحاخام مالي، “لقتل جيل المستقبل، ومن يُنتج جيل المستقبل لأنه لا فرق”، دعوةٌ فاحشةٌ لا تُصدق. إن قتل الأطفال الأبرياء على افتراض أنهم سيكبرون ليصبحوا إرهابيين، وهو ما ترعاه إسرائيل عمدًا لتبرير احتلالها الوحشي وتهميش الفلسطينيين لأسباب أمنية، هو قمة الانحطاط الأخلاقي الذي سيدفع الإسرائيليون ثمنه غاليًا لسنوات قادمة.

المأساة الأكبر هي ما أنزلته إسرائيل بنفسها وباليهود حول العالم. صورة إسرائيل ملطخة بدماء الفلسطينيين، مما يجعلها دولة منبوذة. علاوة على ذلك، أصبحت إسرائيل عبئًا على يهود الشتات، الذين يدّعي نتنياهو أنه يتحدث باسمهم، وبدلاً من أن يعيشوا بسلام وكرامة، أصبحوا الآن يخشون على حياتهم.

لا تزال الحرب مستمرة، والموت والدمار مستمرين، ولا يزال نتنياهو وعصابته الإجرامية يتلذذون بوهم تحقيق “النصر الشامل”. ومع ذلك، حتى لو قُتل كل عنصر من عناصر حماس، فلن يكون ذلك سوى بداية فصل جديد في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المأساوي الذي لن ينتهي إلا بنيل الفلسطينيين حريتهم.

بدلاً من الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه، تقع على عاتق كل يهودي ذي ذرة من النزاهة مسؤولية جليلة تتمثل في إسماع صوته والدعوة إلى إنهاء هذه الحرب المروعة ودعم حق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم. سيُدين التاريخ نتنياهو وحكومته لجعلهما سلامة اليهود وبقائهم رهنًا بنزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين وموتهم.

 ——————————————

هآرتس 26/6/2025

نتنياهو قاد هذه الحرب، على ذلك هو يستحق كلمة طيبة

بقلم: جدعون ليفي

هل ما زال يمكن قول كلمة جيدة عن بنيامين نتنياهو؟ هو عرف كيف ومتى ينهي الحرب مع ايران. هل يمكن أيضا قول كلمة عن دونالد ترامب؟ لولا دخوله القوي والمحدد لكانت الحرب تحولت الى حرب استنزاف مثيرة لليأس ولانهائية، وكانت ستدمر إسرائيل اكثر من ايران، التي لديها تجربة اكبر بالحروب الطويلة. هناك شك كبير ما اذا كان اسلاف ترامب المترددين، براك أوباما، جو بايدن، سيتجرأون على أمر نتنياهو بوقف الحرب كما فعل وريثهما.

هذه كانت حرب خطيرة لا مثيل لها. لذلك، يجب تقدير من عمل على انهائها. يسهل القول بان تهديد ترامب وقع على نتنياهو ولذلك قام بانهائها. ولكن يبدو أنه وقفت امامه أيضا إمكانية استمرارها، حتى لو لفترة قصيرة أخرى، والتورط فيها.

نتنياهو اظهر قيادة وتصميم بعد ان غرد وزير الدفاع المثير للسخرية في حكومته: “انا أصدرت التعليمات للجيش بالرد بقوة على خرق اطلاق النار من قبل ايران”. في الأمور المصيرية يوجد الآن في إسرائيل الحكومة الأصغر في تاريخها: حكومة شخص واحد.

إسرائيل منقسمة الى قسمين. القسم الأول على قناعة بان كل ما يفعله نتنياهو هو عمل الهي. وفي القسم الثاني على قناعة بان كل ما يفعله هو من عمل الشيطان. نتنياهو ليس أي منهما. المذنب الرئيسي بـ 7 أكتوبر، واكثر من ذلك بالحرب القاتلة التي تشنها إسرائيل منذ ذلك الحين في قطاع غزة، يتخذ بين حين وآخر خطوات، التي يجوز ويجب تقديرها. النهاية السريعة للحرب في ايران هي احدها. نتنياهو جدير بالتقدير لانه لو لم يقم بانهاء الحرب بسرعة لكنا سنتورط بدرجة مخيفة. لقد كان من السهل ان يتم اغراءه ومواصلة غزو سماء ايران المفتوحة وزرع المزيد من الدمار إزاء هتافات وسائل الاعلام المنومة مغناطيسيا من كل طلعة، والمستسلمة بشكل محرج لكل اعلان علاقات عامة صادر عن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي. نتنياهو قرر انهاء الاحتفال حتى عندما أراد اليمين المتعطش للدماء المزيد. هذا كان الخروج الأكثر بروزا في حياته، حتى لو كان ذلك بضغط من ترامب. من المؤسف أن ترامب ونتنياهو يرفضان تنفيذ ذلك منذ اشهر في قطاع غزة.

هناك شك كبير اذا كانت هناك حاجة الى شن هذه الحرب، التي إنجازاتها غامضة، على الأقل معظمها اذا لم تكن كلها. لقد كان يمكن تحقيقها بالدبلوماسية. فقط الزمن سيخبرنا ما اذا كانت هذه حرب خداع، التي لم يتم فيها على الخيار النووي لإيران، وربما حتى قربته، أو انها حرب انهت الحلم النووي لسنوات كثيرة على الأقل. أيضا حجم الاضرار بوكلاء ايران في غزة وفي لبنان ما زال بحاجة الى دليل. ربما اصبح لدينا شرق أوسط افضل وربما لا.

يمكن السجود للموساد والانفعال من القدرة التي اظهرها سلاح الجو. ولكن بدون الإشارة الى نتائج مهمة للمدى البعيد، فانه لا توجد لكل ذلك أي أهمية، باستثناء اللعاب الذي يسيل من فم من يحبون الروايات ويعشقون عرض يوسي كوهين المحرج الذي قدمه في القناة 12. هل الجيمس بونديين الممجدين لدينا حولوا دولة إسرائيل الى مكان أكثر أمنا؟ الزمن فقط سيقول لنا ذلك. على الأقل هذه الحرب لم تكن حرب إبادة. في إسرائيل، التي فيها قطع الأعضاء الجماعي يسمى “عملية البيجرات”، يميلون الى الانفعال بشكل صبياني من كل مشهد للقتل، مع تقنية الأفلام، بدون سؤال ما هي قيمته الحقيقية.

نتنياهو قاد هذه الحرب، ومن يعتقدون أنها كانت جيدة لإسرائيل يجب عليهم الاعتراف بذلك حتى لو اعتبروه “اليهودي الأكثر حقارة في التاريخ”، كما هو سائد في أوساط من يقولون “فقط ليس بيبي”. في المقابل، طائفة اتباعه المجانين مسموح لهم بالادراك ان نتنياهو مسؤول عن جرائم حرب فظيعة في قطاع غزة، جرائم تفاقمت اكثر في ظل الحرب في ايران.

أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله”، كما هو مكتوب في العهد الجديد. هذه الاقوال تنطبق أيضا على قيصر متوحش مثل نتنياهو، وهي تنطبق أيضا على اله متبجح مثل ترامب.

 ——————————————

هآرتس 26/6/2025 

التهديد الوجودي ما زال قائما، لكن من جانب الحكومة الاسرائيلية

بقلم:  يوسي كلاين

الان نحن الدولة العظمى النووية الوحيدة في المنطقة (حسب منشورات اجنبية). اصبع بن غفير قريبة اكثر من أي وقت مضى من الزر الأحمر، لذلك فانه يمكن الافتراض بأن كل المنطقة توجد في خطر وجودي. الدولة التي تسعى للحرب وترفض السلام وتمتلك قدرة نووية، هي خطر على جيرانها. ما هذا، هل نحن نعرض السلام العالمي للخطر؟. نعم، وهاكم التفاصيل.

يمكن سماع صوت البحر في “موكب الجنون” لرفيف دروكر. لديه الأمور هي استراحة كوميدية، يمكن أن تتلخص بثلاث كلمات وهي الاحتلال، الطرد والاستيطان.

التهديد الوجودي يحافظ على اليقظة والانتباه. هو يزيد اعتمادنا على الحكومة، ويرسلنا الى الجلوس صبح مساء امام التلفزيون في انتظار التعليمات. التهديد الخارجي يلغي التهديد الداخلي. التهديد الوجودي يعرض للخطر نمط حياتنا. ما هو نمط الحياة المرغوب لدينا؟ هذا يعتمد على من تسأل. يوجد لسموتريتش رأي يختلف عن نمط الحياة المرغوب فيه عن رأي بهراف ميارا، لكن التهديد الوجودي اكثر أهمية.

التهديد الوجودي مفروض علينا من الأعلى. لا توجد لدينا أدوات لفحص اذا هو حقيقي أم مجرد دعاية كاذبة. ايران كـ “تهديد وجودي” تم قبوله كحقيقة. لم نسأل ولم نشكك. لم نفحص من اين جاءت هذه الثقة بان ايران تريد القضاء علينا. واذا سألنا فانهم يوجهوننا الى خطابات آيات الله. خطابات آيات الله؟ لو اخذنا بجدية كل ما قاله يسرائيل كاتس (أمرت، وأصدرت التعليمات) في الشهر الماضي لكان يمكن القول بثقة بأننا نهدد العالم. ولكن نحن صمتنا. أملنا ان لا يسألوا الى أي درجة نحن نهدد العالم  بسلاح يوم القيامة.

لكن التهديد الوجودي يوجد داخلنا، مع وقف اطلاق النار وبدونه. هو تهديد مجتهد ودائم. لا يتوقف ويتمسك بالهدف. التهديد هو بنيامين نتنياهو. هو الذي فعل مزرعة اجنحة الفراشات التي انتهت بقتل عشرات الآلاف. طالما انهم يوجدون هنا فان التهديد الوجودي قائم.

كيف يمكن تشخيص التهديد الوجودي؟. بالنسبة للمقطوعين عن الواقع يصعب تشخيصه. ونحن مقطوعون عن الواقع. الاستوديوهات مقطوعة عن الواقع. جنرالات كبار السن يتحدثون هناك بعيون لامعة عن قنابل ذكية. لكن ما يهمنا نحن هو الملاجيء، كسب الرزق والتعليم. الدمار في فوردو لم يعوض عن الدمار والموت في بات يم. الحرب هي اجمال للجبهة الداخلية، الاقتصاد والسياسة، لكن في الاستوديوهات استقبل موت الثلاثين مواطن وتدمير الممتلكات والمباني كثمن مقبول على الرأي الذي يقول بتأجيل تخصيب اليورانيوم لسنتين. في الاستوديوهات يحاولون أن نتعود على حرب استنزاف طويلة على نار هادئة. وتحويل الدمار الى ظاهرة طبيعية، مثل رياح الخماسين في الصيف والامطار في الشتاء. من المفاجيء ان القناة 12 تستمر في عرض صور الدمار في بئر السبع ورمات افيف. هذه ليست الرواية التي نريد قصها على انفسنا. هذا يملي “الحدث التاريخي”. لقد نشرنا بان ايران مقطوعة وان النظام يسيطر على الرواية – أيضا لدينا الامر ذلك. النظام لدينا يسيطر على الرواية. أيضا نحن نتعلق برواية عميت سيغل، المرتبط بمن يعرفون. الحكومة تريد تطبيع واقع غير طبيعي. لكن من غير الطبيعي الخروج من الملاجيء وكأنه لم يكن هناك 7 أكتوبر، أو انه لا يوجد جنود يقتلون عبثا، أو مخطوفين يتم التخلي عنهم وتركهم ليموتوا.

لحظة، هل قلت مخطوفين؟ قم بتذكيري ماذا يعني ذلك؟.

من المريح اكثر الوعد بحرب خالدة من التعهد بانهاء حرب. في دولة سليمة الحكومة تعمل على تقصيرها. المواطنون العاديون يطالبون بوقفها، الامر لدينا ليس كذلك. نحن نخاف من ان نظهر وكأننا لا نشارك في الفرحة الكبيرة بـ “الحدث التاريخي” (نوافق على استمرار الحرب في غزة بيأس واستسلام). عندما قالوا لنا: يا لكم من شعب عظيم، صامد!، نحن صمتنا. فقط قمنا بهز الذيل وصلينا كي لا يسقط الصاروخ علينا، بل على غيرنا.

نحن ما زلنا بانتظار النصر المطلق.

النصر المطلق سياتي عندما نقتل (نصفي) الجميع. نقتل في غزة، في طهران، في نابلس وفي دمشق. اكتشفنا الجمال الذي يوجد في القتل وسهولة ذلك. عرفنا الى أي درجة هي غنية مهمة الجلاد. كم هي عميقة نقاشات الموجودين على المنصة عندما يناقشون قتل (تصفية) خامنئي. عندنا لا يقتلون بشكل عشوائي. يقتلون بحكمة، باعتبارات أخلاقية وليس قبل التشاور مع بن غفير. اذا كنا نقتل فلماذا لا نواصل بهذا الزخم؟ وماذا بشان ميكرون المثير للغضب؟.

 ‏——————————————

هآرتس 26/6/2025 

حسب ترامب لم تعد حاجة الى اتفاق، غير أن التهديد الإيراني ليس نوويا فقط

بقلم: تسفي برئيل 

كعادته أيضا امس، بعد اجتماع رؤساء دول الناتو في هولندا، عقد الرئيس دونالد ترامب احد المؤتمرات الصحفية المطولة والمتطاولة والانتقادية، واحيانا المسلية، التي في نهايتها يصعب فهم توجهه. عندما سئل عن الاتفاق النووي الذي سعى اليه منذ بداية ولايته، الذي هو حجر الأساس في سياسته الخارجية، أجاب “نحن ذاهبون للحديث مع الإيرانيين في الأسبوع القادم. هل نحن نسعى الى التوقيع على اتفاق، أنا لا أعرف. هم حاربوا والآن يعودون الى عالمهم. لا يهمني اذا كان اتفاق ام لا”.

يبدو ان تفسير ترامب يستند الى منطق حديدي. اذا كان هدف الاتفاق النووي الجديد هو منع ايران من التوصل الى السلاح النووي، واذا كان الهجوم الأمريكي – الإسرائيلي، لا سيما الهجوم الكثيف في فوردو مع القنابل التي تخترق التحصينات، قد أدى الى القضاء الكامل على القدرة النووية الإيرانية، فانه لا حاجة الى اتفاق. ولكن على خلفية الاختلاف الاستخباري في الولايات المتحدة حول مسألة “القضاء الكلي” على القدرة النووية لإيران، فان مسالة قدرة ترميم القدرات النووية لإيران ستواصل كونها ذات صلة.

يبدو ان ترامب نفسه، رغم الغاء الحاجة الى الاتفاق، يعترف باهميته. “اذا كانت لدينا وثيقة فهذا لن يكون سيء”، قال. “نحن ذاهبون للالتقاء معهم”. اذا لم تكن حاجة الى الاتفاق فلماذا نضيع الوقت الثمين لستيف ويتكون في اللقاء مع الإيرانيين. الإجابة على ذلك تكمن في أنه يوجد للولايات المتحدة وايران مواضيع أخرى كثيرة لمناقشتها من اجل استكمال مجموعة الضمانات كي لا تشكل ايران أي تهديد إقليمي أو عالمي.

ترامب تناول في أقواله تهديدا واحدا فقط (“نحن لم نرغب في النووي الإيراني، والآن هذا النووي مدمر”)، لكن ما لم يتم تدميره هو القدرة على انتاج الصواريخ البالستية، والتهديد بشل الملاحة في الخليج الفارسي، والامكانية الكامنة في المس بدول المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية. عمليا، هذه هي المواضيع التي طالبت إسرائيل بإيجاد حل لها في الاتفاق النووي الأصلي الذي تم التوقيع عليه في 2015. أيضا بعد ذلك، اثناء استئناف المفاوضات بين الرئيس بايدن وايران، ومؤخرا عندما بدأ ترامب في حملة صياغة اتفاق نووي جديد.

في الأشهر الأخيرة لم يستجب ترامب لمطالب إسرائيل وركز المفاوضات مع ايران حول القضية النووية. وقد كان ذلك في الحقيقة الشرط الرئيسي الذي وضعته ايران لاستئناف المفاوضات، الذي بحسبه ستكون مستعدة لمناقشة فقط قضية تخصيب اليورانيوم وحصر المشروع النووي بالأغراض المدنية، لكن الولايات المتحدة وافقت على هذا الشرط. إمكانية ان نتيجة الحرب ستمكن من توسيع الاتفاق ليشمل قضايا أخرى تتعلق الان بالقرار السياسي الذي سيتم اتخاذه في ايران.

حول التوجه المحتمل الذي تسعى ايران اليه يمكن ان نعرف من القرار الذي اتخذه البرلمان الإيراني، الذي بحسبه الحكومة لن تواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، التي تشرف على المشروع النووي والمنشآت النووية الإيرانية. القرار غير نهائي وحتى الآن هو بحاجة الى المصادقة الرسمية من “لجنة فحص مصالح الأمة”، ومصادقة المرشد الأعلى علي خامنئي. التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة النووية ضروري من اجل تقدير الاضرار التي لحقت بالمنشآت النووية، وفحص بشكل موضوعي القدرة على إعادة ترميم المشروع النووي. وبالاساس التأكد من انه لا يوجد أي تجاوز أو خرق للاتفاق النووي الأصلي الذي ما زال يشكل الأساس الواقعي للمراقبين الدوليين في ايران.

ترامب يمكنه الإعلان عن بطلان قرار البرلمان الإيراني، لانه اذا دمر المشروع النووي الإيراني فلن يكون هناك ما يستدعي الرقابة عليه. ولكن من الوهم الاعتقاد بان الطموح الى تطوير برنامج نووي، وفي نفس الوقت تعزيز القدرات التقليدية لإيران، سيتم دفنه في ادراج معاهد الأبحاث ومكاتب التخطيط في مجلس الامن القومي.

امس نشر كاتب الاعمدة الإيراني امير ثامني مقال في صحيفة “شرق” (التي تعتبر مؤيدة للإصلاح)، كتب فيه ضمن أمور أخرى، بأن “ايران تعتبر دولة عظمى في مجال الصواريخ، ولكن كان وسيكون للعقوبات وعدم القدرة على استيراد التكنولوجيا الجديدة تاثير على السرعة والجودة لتطوير التكنولوجيا المطلوبة. يجب الامل بانه مع انتهاء الحرب التي فرضت علينا وانتهاء الشروط القاسية التي فرضتها على الدولة، ستوضع الأسس لبناء هذه القوة، وبناء منظومات دفاعية – هجومية ناجعة أكثر، التي ستستند الى التكنولوجيا العالمية الأكثر حداثة والى جهود نخب الشباب. ان الحماسة الإيرانية في ظل قيادة من رجال النظام الذين يهتمون يمكن ان تؤدي الى عدم تفكير أي احد بفكرة غزو بلادنا”.

اذا كان ثامني يعكس امنيات من يعتبرون اصلاحيين، فان خطاب المحافظين الراديكالي يضع طموحات بعيدة المدى بشكل اكبر، التي تشجع النظام على استئناف القدرة النووية وزيادة ترسانة السلاح التقليدي، وبالاساس عدم الخضوع للضغط الذي سيستخدم من الآن على ايران. ولكن كما ثبت في السابق فانه توجد فجوة بين الخطاب العلني والإعلامي وبين متخذي القرارات. المعضلة الرئيسية امام القيادة ستكون من الآن فصاعدا هي كيفية جعل الولايات المتحدة تقوم برفع العقوبات، وهو نفس الهدف الاسمى الذي كان من شان المفاوضات حول الاتفاق النووي ان تحققه. المشروع النووي الإيراني، الى جانب عامل الردع والدفاع العسكري، كان المقابل الذي كانت ايران مستعدة لمناقشته من اجل ان تستطيع إعادة تاهيل الاقتصاد وتحييد التهديد على استقرار النظام كنتيجة للازمة الاقتصادية.

الحرب ازاحت، على الأقل حتى الان، عامل الردع الإيراني – من هنا جاءت الرافعة الأساسية، “النووي مقابل العقوبات”، التي احتفظت بها ايران في ايديها من اجل تحقيق هدفها. يبدو ان الوضع الذي نرى فيه ان ايران بحاجة اليه الآن الى اتفاق مع الولايات المتحدة اكثر مما هي الولايات المتحدة بحاجة اليه (كما يشهد ترامب)، يوفر للرئيس الأمريكي فرصة طرح النقاش في مواضيع حاسمة التي منذ البداية لم يكن ينوي التعامل معها. ولكن ايران تحاول الان الاظهار بانها بعيدة عن الهزيمة وانها لا تنوي الخضوع للضغوط التي تستهدف “المس بقدرتها على الدفاع عن نفسها أو من اجل تدمير النظام، سواء من قبل ناخبي مسعود بزشكيان كرئيس أو من قبل معارضيه” (حسب صحيفة “اطلاعات” المقربة من النظام، التي نشرت امس عدة مقالات تثني على تضامن الجمهور ودعم النظام). بزشكيان بالمناسبة ايد الحوار مع الولايات المتحدة منذ بداية ولايته. وقد دعا رجال اعمال أمريكيين للاستثمار في ايران، وحتى أنه حصل على الدعم من خامنئي.

في الوقت الذي فيه النظام في ايران متردد حول كيفية إدارة اللقاء القريب مع الأمريكيين، فان ايران حظيت بهدية مجانية من ترامب، الذي اعلن بان الصين يمكنها شراء النفط من ايران بدون قيود. هكذا فقد أزال بضربة واحدة احد أسس سياسة “الحد الأقصى من الضغط الذي استخدمه على ايران”. ربما يجب عدم الاستغراب، لانه حسب منطق ترامب اذا لم يكن لدى ايران نووي، فلا توجد حاجة الى العقوبات.

 ——————————————

هآرتس 26/6/2025

الآن يجب على يئير غولان الوقوف ضد كذبة “شعب كالاسد”

بقلم: ديمتري شومسكي

يئير اسولين تساءل في مقال نشره هل رئيس حزب الديمقراطيين يئير غولان سيتجرأ على خيانة قصة حياته (“هآرتس”، 29/5). وهل سيكون لديه الشجاعة الكافية لتطليق بصورة لا رجعة عنها الجهاز العسكري، ونظرية الامن الإسرائيلية، والروح الأمنية – العسكرية الإسرائيلية، التي تشكل العامل الأساسي في هويته الشخصية وصورته العامة.

هذه الأسئلة تؤطر “قصة حياة” غولان، ضمن اطار مفاهيم شامل ومجرد نسبيا، في قصة الامن القومي الإسرائيلية، وفي خضم ذلك فقدان قصة حياته الملموسة والواقعية. في نهاية المطاف في قصة حياته هذه قام غولان بخيانة، بشكل مكشوف واستفزازي وجريء، خطاب “إجراءاته” في الاحتفال بيوم الكارثة في 2016 عندما كان في حينه نائب رئيس الأركان والمرشح الأبرز لمنصب رئيس الأركان.

كيف كان يجب ان تكون مسيرة حياة غولان اذا لم تكن مثل رحلة شاؤول موفاز، موشيه (بوغي) يعلون، بني غانتس، غادي ايزنكوت وغابي اشكنازي (الذي ربما هو بالذات ما زال يتوقع ان يسمع ذات يوم صوت ذا صلة)؟. هذا صعود مستمر في السلم العسكري الى قمة رئاسة هيئة الأركان، ومن هناك الى السياسة، وظيفة مدنية رفيعة، من المفضل ان تكون هذه الرحلة بدون رؤية زائدة لانه توجد لرئيس الأركان بدلا من الرؤية “قصة حياة”.

ها هو غولان يحطم هذا الاطار المعياري في اللحظة الحاسمة، لحظة قبل الصعود الى القمة العسكرية، من خلال رفضه العلني لقواعد اللعب المهنية. إضافة الى ذلك حفل الوداع العلني لغولان من قصة حياة على صيغة “ليس لدي ما أقوله. فقد كنت رئيس الأركان”، وهذه مجرد مقولة فكرية قاطعة وواضحة، خدمته سواء كاداة لتحطيم قصة حياة مزيفة أو بمثابة دعوة أيديولوجية قوية جدا للعمل.

اسولين كتب انه من اجل التحول الى “زعيم للتغيير” فانه يجب على غولان إعادة النظر بشكل جذري في سيرته الذاتية والتشكيك بهويته. هنا يطرح سؤال مهم وهو هل الطريق الى التغيير الحقيقي في الواقع السياسي والاجتماعي تتطلب مراجعة شاملة وجذرية للماضي – على أي حال، الماضي القريب، الوطني والتاريخي، لمجتمع الدولة القومية – كما يعتقد اسولين؟. أو انه من اجل ان يكون التغيير قابل للتحقق يجب الدفع به قدما من خلال محادثة يقظة ودائمة مع المستويات العميقة للرواية الوطنية، التي تم الدفع بها الى الزاوية وسحقها وتشويهها كليا؟.

يبدو ان غولان قد اختار الطريقة الثانية. خطابه الراديكالي الذي لا هوادة فيه تجاه المسيحانية الانتحارية ينبع من أعماق “هويته الشخصية”، كجزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مثلما ان اشمئزازه من الاثنية، القومية المتطرفة، العنصرية والاستيطانية، ترضع من مصادر التراث المنسية والمقموعة للقومية الصهيونية الليبرالية.

أيضا خطاب غولان المؤسس في احتفال وداعه لـ “قصة حياته” في 2016، تساوق بشكل واضح مع التيارات التحت أرضية للوعي القومي اليهودي الحديث. منتقدو الخطاب (أنا من بينهم)، ركزوا على الإشكالية التاريخية للتناظر بين المجتمع الإسرائيلي في الوقت الحالي وبين النازية، ولكنهم اضاعوا الأساس. بروحية الخوف من إمكانية انه خلال تجسيد المشروع الصهيوني فان من شان الشعب اليهودي الذي بعث من جديد في ارض إسرائيل ان يتشابه مع من اضطهدوا اليهود على مر الأجيال، بهذه الروحية حذر غولان من الخطر الأخلاقي الكبير من انه نتيجة عملية الكهننة فان دولة إسرائيل يمكن أن تتحول الى شبيه المارق النازي. هكذا فان هذا الخوف والتردد المتجذر بعمق في الخطاب الصهيوني استبدل في هذه الأيام بالتطلع المكشوف الى تبني مسار حماس الابادي.

في نهاية المطاف اذا تبين ان الحرب الخاطفة لإسرائيل ضد ايران هي خدعة القرن فانه يتوقع ان يقف غولان امام “خيانة” مصيرية بشكل خاص. لأنه في الوقت الذي فيه رغبة ايران في الحصول على السلاح النووي لا يمكن القضاء عليها بالقوة، يتبين أنه يوجد لعملية “شعب كالاسد” أيضا اهداف غير مباشرة، مبالغ فيها اكثر، التي لا احد يتوقف عندها الان في ظل نشوة “تدمير المشروع النووي الإيراني”.

هذه الأهداف هي منع حل الكنيست (مثلما شهد على ذلك علنا المتحدث باسم نتنياهو عومر دوستري في مقابلة مع راديو “صوت حي”). وسيطرة نتنياهو على تعيين رئيس الشباك بذريعة “المصلحة الأمنية” (مثلما يمكن ان نعرف من طلبه من المحكمة العليا رفض موقف المستشارة القانونية للحكومة الذي يقول بانه لا يمكنه تعيين رئيس للشباك في اعقاب وجود تضارب مصالح).

يجدر ادراك مغزى العملية الأخيرة جيدا. الحديث لا يدور فقط عن دفن “قطر غيت”، بل أيضا بطريقة موثوقة القضاء على وجود انتخابات ديمقراطية بواسطة جهاز شباك سياسي ومسيحاني، ومن هناك استكمال الانقلاب النظامي.

إزاء كل ذلك لن تكون بعيدة اللحظة التي سيكون فيها على غولان ركل وخيانة بشكل علني كذبة حرب “شعب كالاسد” التي يقف وراءها الآن مثل رجل واحد اشد معارضي نتنياهو. هذا يمكن لغولان فعله بشكل مقنع فقط من خلال الإخلاص لقصة حياته الاصلية كمحارب وعسكري، واستراتيجي عسكري لامع، مثلما شهد على ذلك في حينه وزير الدفاع السابق افيغدور ليبرمان، الذي عمل معه.

بسبب ذلك ومن اجل ان يكون بامكانه انقاذ الدولة من الوحش البيبي في اللحظة التي يبدو فيها انه هزمنا بشكل نهائي ومطلق، فانه محظور على غولان خيانة قصة حياته.

 —————————————–

إسرائيل اليوم 26/6/2025 

هذه الحرب أيضا هي مقدمة لتلك التي بعدها

بقلم: اللواء احتياط غيرشون هكوهن

ليس مفاجئا أن الحرب مع ايران انتهت بشك في هل تم نصف عمل فقط. هكذا هو الحال مع نهاية الحرب. فبنو البشر يتوقعون بشكل طبيعي تماما ان تكون الحرب التي انتهت هي الحرب الأخيرة.

حين يتبدد الغباب بلا ضمانة للازالة المطلقة بتهديد الحرب تنبعث أصوات النقد على حرب انتهت في وقت مبكر. في نهاية الحرب العالمية الثانية أيضا، استسلام غير مشروط لألمانيا في قلب برلين، حذر تشرشل من التهديد السوفياتي المتعاظم في ظروف نهاية الحرب ووجد صعوبة في أن يسلم بسيطرة الاتحاد السوفياتي على بولندا مثلما على كل باقي دول شرق أوروبا. الجنرال باتون الأمريكي أيضا لم يسلم بوضع النهاية للحرب. أحيانا يبدو بالفعل بان الدوافع للحرب انتهب مع السنوات مع بعد الحرب. هذا ما يحاولون ان يرووه لانفسهم مواطنو أوروبا الغربية. لكن هناك أيضا توجد نظرة أخرى.

في العام 1996 رافقت في الجولان زيارة لرئيس الاستخبارات الألمانية BND شخص ذو قامة كان أيضا د. في الثيولوجيا. في اثناء الجولة اهتم باسئلة عديدة عن الصهيونية والايمان. عند الوداع قال لي شخصيا: “بودي ان احذركم. لا تتوقعوا هنا سلاما أوروبيا. عندنا حاليا يوجد هدوء. هذا صحيح، لكن 1945 قتل كثيرون، الأرض كانت مضرجة بالدماء، الان يستريحون. والاستراحة تسمى سلام. حاليا لا يوجد في أوروبا نزاع. لا على المقدرات، لا على الأراضي والولادة تنخفض. لكن اذا كان نزاع جدي فسيقاتلون من جديد. هنا في محيطكم يوجد نزاع متعدد الابعاد وهو ديني أيضا. عدد السكان يزداد، المقدرات تنقص، فكيف فكرتم في أن تقيموا هنا نظاما أوروبيا؟”. كانت هذه زاوية نظر شخص لم يخشى التعبير عن واقعية سياسية. منذ الحرب في أوكرانيا، في أوروبا أيضا تغير الوضع.

بعد يوم من احتلال ايلات، في العام 1949، مع نهاية حرب الاستقلال، أصدرت دائرة التعليم في الجيش الإسرائيلي منشورا تضمن اقوالا لبن غوريون: طالما لم ينتهِ خطر الحرب في العالم، والغير يرفع سيفا على الغير سيكون واجب علينا ان نضمن سلامة الدولة بقوة السلاح الإسرائيلي”. لقد انهى بن غوريون حرب الاستقلال بعلم واضح بان تهديد الحرب القادمة سيبقى قائما.

في هذا الجانب، فان الوضع الأساسي للوجود البشري هو بالذات عدم الاستقرار. فاذا ما نشأ للحظة استقرار، فهو نتيجة توازن آني، مثل لحظة هدوء على وجه البحر. وحتى الانتصارات في المعركة لا تلغي خطر الحرب التالية.

يمكن لنا أن نتشجع من ان الحرب انتهت بانجازات غير مسبوقة لدولة إسرائيل. صحيح انها لا يمكنها أن تضمن الغاء وضع القتال مع أعداء إسرائيل، لكن دولة إسرائيل تحفزت ببطولة وعلمت اعداءها عظمة قوتها وروحها.

ان مفهوم الحرب لدى زعماء محور المقاومة استند الى رؤية المجتمع الإسرائيلي كخيوط العنكبوت. في اثناء كل اشهر الحرب منذ 7 أكتوبر، وبالتأكيد في الأيام الأخيرة، هذه النظرية انهارت. الأعداء لم يتخلوا عن حلمهم لابادة إسرائيل، لكنهم على وعي بانهم في الظروف الجديدة الناشئة هم مطالبون بفهم جديد للحرب. وفي هذه الاثناء يوجد أساس للامل في أن تحظى دولة إسرائيل بفترة شفاء للترميم، الازدهار والامن.

——————————————

معاريف 26/6/2025

فشل مطلق في غزة

بقلم: افي اشكنازي

منذ 629 يوما والجيش الإسرائيلي يقود الحرب في غزة. 1905 جنود ومدنيين قتلوا في هجمة 7 أكتوبر وفي اثناء الحرب. 50 مدنيا وجنديا يحتجزون مخطوفين في ايدي حماس. حان الوقت لتوجيه نظرة مباشرة والقول بصوت عال: إدارة الحرب في غزة هي فشل مدوٍ لحكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو.

في غزة إسرائيل لا تنتصر، هي تغرق في الوحل. في ايران، سوريا ولبنان – إسرائيل سجلت إنجازات عسكرية. انتصرت بشكل واضح قاطع وجلي. لكن ليس هكذا في غزة. ليس لإسرائيل اهداف واضحة للحرب في غزة. “ممارسة الضغط على حماس لتحرير المخطوفين” هذا ليس هدف حرب، هذه امنية.

المستوى السياسي برئاسة نتنياهو يجب أن يقف امام المستوى العسكري، امام الجمهور وان يحدد ما هو هدف القتال في غزة. بعد 629 يوما، بعد 1905 قتيلا ومغدورا – هو مطالب بان يعلن ما الذي يريد أن يحققه – احتلال غزة؟ تغيير حكم حماس وجلب السلطة الفلسطينية بدلا منها؟ إقامة حكم عسكري؟ ضم غزة الى إسرائيل وإقامة مستوطنات في خانيونس، رفح وجباليا؟ ام فقط تحرير المخطوفين؟

يدفع الجيش الإسرائيلي ثمنا باهظا في الأيام الأخيرة. 20 جنديا قتلوا منذ بداية هذا الشهر في غزة. 20 عائلة تفككت وابدا لن يعرفوا ما هو “النصر المطلق” الشعار الذي حاول ان يبيعه لنا رئيس الوزراء في كانون الثاني 2024. شعار واضح اليوم انه عديم أي أساس في الواقع. شعار كاذب.

الجيش الإسرائيلي لم يصل جاهزا الى المعركة في غزة. فقد فوجيء في 7 أكتوبر. كما أنه لم يكن جاهزا لحرب طويلة من سنتين. لم يكن جاهزا لقدرات العدو الحماسي، لنطاق الانفاق والتحصينات التحت أرضية لقدرة صمود حماس والسكان المؤيدين لها في غزة. لقد احتل الجيش الإسرائيلي أجزاء من غزة عدة مرات حتى الان. في جباليا نقاتل للمرة الرابعة، خانيونس نحتلها للمرة الثانية، رفح نطهرها للمرة الثالثة حتى الان.

لقد استخدم الجيش الإسرائيلي في غزة خمس فرق. الان، بسبب الحرب مع إيران تقلصت القوة الى أربع فرق. بعد أيام سيصل الى غزة جنود احتياط لجولة رابعة او خامسة من القتال. يوجد مقاتلون نظاميون ما ان ينهوا تأهيلهم كمقاتلين حتى يجدوا أنفسهم في قتال متواصل لاشهر على أشهر، فقط في غزة. بدون تدريبات، بدون نشاط عملياتي آخر في خطوط عملياتية اقل. والى هذا ينبغي ان نضيف تآكل العتاد في الجيش الإسرائيلي. اضافة الى ذلك، للجيش يوجد نقص خطير في الوحدات وفي الجنود.

القصة الأليمة لمقاتلي الهندسة القتالية في خانيونس تجسد الوضع. ينقص الجيش الإسرائيلي كتيبتا هندسة قتالية. على مدى سنوات اعتقدت هيئة اركان الجيش الإسرائيلي بانه لا حاجة لوحدات مدرعات وهندسة في ميدان القتال المستقبلي وانه باهظ جدا انتاج دبابة مركبا او مجنزرة نمر. اما الان فيكتشفون العكس تماما. من يقومون بالعمل الأساس في غزة في هذه الحرب هم مقاتلوا الهندسة القتالية والمدرعات. هم رأس الحربة، قبل الكل بكثير.

الان يفهمون بانه لم يكن للجنرالات فكرة خضراء كيف يخططون ويفهمون المعرك على غزة. لقد كانوا عميانا قبل 7 أكتوبر وهم يواصلون المعاناة من نقص الرؤية لواقع القتال في غزة بعد ذلك ايضا. الحقيقة هي ان مقاتلي رأس الحربة يناورون في آليات هندسية قديمة انتجت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

يدور الحدث عن دبابة سنتريون القديمة التي قاتل بها الجيش الإسرائيلي في حرب السويس وفي حرب الأيام الستة. في الثمانينيات من القرن الماضي نزعوا عنها تاجها وجعلوها مجنزة لمقاتلي الهندسة. غير أن هذه الالية لم تعد تتناسب وتحديات القتال الحالي.

امس اتحد الجميع حول الألم على سقوط سبعة مقاتلين من أفضل أبناء شعب إسرائيل. الى جانب الألم على الجمهور أن يطالب بتفسيرات من المستوى العسكري والسياسي عن إدارة الحرب في غزة وعن اهداف الحرب بعد 629 يوما من القتال، 1905 شهيدا ومغدورا و 50 مخطوفا لا يعادون الى الديار.

——————————————

يديعوت احرونوت 26/6/2025 

لا يكفي الاكتفاء بتقليص قدرات النووي الايراني يجب ربطها بالمجال الباليستي

بقلم:  آفي كالو

تصريح رئيس الأركان زمير أمس بان نتائج حملة “شعب كاللبؤة” تشير الى “ضربة شاملة” للبرنامج النووي تعكس الإنجازات الدراماتيكية للجيش والموساد في المعركة. هكذا أيضا جاء على لسان لجنة الطاقة الذرية، احدى الوكالات المعتبرة في العالم في مجالها، ان الهجوم على موقع التخصيب في فوردو “جعل المنشأة غير قابلة للاستخدام” وان البرنامج النووي تراجع “سنوات الى الوراء”.

لكن الى جانب الثناء على القيادة العسكرية، مقاتلي وضباط الاستخبارات والتنسيق بين القيادات في اثناء المعركة، من الصواب النظر الى الامام بعيون مفتوحة في ضوء علامات الاستفهام والتحديات الكفيلة بان تثور مع ترسب غبار المعركة.

ان عالم تخطيط المعركة يتضمن اهتماما بترجمة الخطوة العسكرية الى فعل سياسي؛ من تصريح رئيس الوزراء نتنياهو أول أمس كان واضحا ان الانشغال بالمنحى السياسي للمعركة لم يستكمل بعد. هذه فجوة إشكالية، إذ ان وقف النار لا يوجد في فراغ، وتطلع ايات الله الى النووي ايضا لا يقف وحده. المدرجات المرغوب فيها بعد الإعلان عن وقف نار هش، يجب في عالم سليم ان تمر عبر قرار لمجلس الامن يحدد تفاصيل وقف النار وحتى اتفاق بين القوى العظمى يعيد تعريف قواعد اللعب واليات الرقابة النافذة. اتفاق محسن للقوى العظمى مع ايران.

ان النقاش في مسألة عمق وطبيعة الاتفاق لتقييد البرنامج النووي هو نقاش ملتوٍ، لكن التركيز على النووي وحده كفيل بان يفوت صورة التهديد. وحسب دوائر في الغرب، تتطلع طهران لتوسيع اسطول الصواريخ الباليستية في السنوات القادمة الى اكثر من عشرة الاف (!) صاروخ؛ وتسعى الى انتاج صواريخ خرم شهر الجبارة، التي تعرضت منشآت انتاجها الى الهجوم في المعركة. قوة تقليدية بهذا الحجم الهائل يرتقي الى تعريف “تهديد وجودي” لدولة إسرائيل مع وحتى بدون ان يتزود الصاروخ الباليستي برأس نووي.

“اليوم التالي” للمعركة يشكل فرصة نادرة لاعادة تصميم مفهوم التهديد، من الداخل ومن الخارج. نظرة أولى الى نتائج المعركة تفيد بانه ينبغي تعديل التهديد المتوقع للصواريخ الإيرانية. والدليل هو أن “تقنين صواريخ الاعتراض” طرح علامة استفهام على عمق قدرة الصمود امام تهديد باليستي واسع النطاق مما يشكل دعوة لتسريع مزيد من الحلول بالليزر للصواريخ الباليستية بل وللجيل التالي من التهديد: صواريخ فرط صوتية.  هذه وغيرها تحتاج مزيدا من الدقة لنتائج “لجنة نيجل” لبناء القوة التي تبلورت قبل المعركة. من الخارج، التحدي لا يقل تعقيدا: يجب العمل والتجنيد لحلفائنا في الغرب وتأكيد إحساس الالحاح لمعالجة التهديد الصاروخي الإيراني في ظل عرض الارتباط الوثيق بينه وبين البرنامج النووي. تصوروا سيناريو رعب تطلق فيه على إسرائيل (او على أوروبا، موضوع سيصبح ملموسا في السنوات القادمة بغياب احباط مناسب). عشرات ومئات الصواريخ في وقت واحد، بعضها يحمل رؤوسا نووية.

حسب ميثاق الأمم المتحدة، فان واجب المؤسسات في المنظمة ضمان السلام العالمي. المعركة الحالية تدل كم هو التهديد الصاروخي الإيراني خطير، مدمر مقوض للاستقرار العالمي من الدرجة الأولى. على الاسرة الدولية ان تعيد احتساب المسار في هذا الشأن وان تحاول الوصول الى توافقات مع ايران في هذا الموضوع او ان تشدد العقوباتعلى القطاع الصناعي الإيراني وتحدد معايير لاستخدام القوة عند احتدام صورة التهديد الصاروخي. بمعنى انه لا يكفي تقليص القدرات في عالم النووي استنادا الى تفاهمات متجددة بل من الصواب ربط هذه الالتزامات بالمجال الباليستي أيضا. على إسرائيل ان تصر على تغيير جذري في النهج الدولي لفهم التهديد التقليدي من ايران – والا فان الامر كفيل بان يرتفع الى مستوى تهديد حقيقي على إسرائيل واصدقائها في الغرب.

——————————————

هآرتس 26/6/2025

بكلمة أوقف حرب دولتين.. أصوات في ائتلاف نتنياهو: شيء ما إزاء غزة يخفيه ترامب

بقلم: أسرة التحرير

سبعة مقاتلي هندسة قتالية قتلوا في جنوب قطاع غزة بانفجار عبوة ناسفة ألصقت بالمجنزرة التي كانوا يستقلونها. أضيفت أسماؤهم إلى قائمة الضحايا الطويلة للحرب التي خرجت منذ زمن بعيد عن حدود المنطق العسكري. منذ خرق وقف النار مع حماس في آذار، قتل 28 من رجال قوات الأمن في القطاع.

ليس الإسرائيليون هم من يموتون عبثاً في قطاع غزة؛ فعدد القتلى الفلسطينيين لا يهم الجمهور الإسرائيلي – المقتنع بأنه لا أبرياء في قطاع غزة، لكن المعطيات صادمة؛ فوفقاً لمعطيات وزارة الصحة في القطاع، قتل منذ بداية الحرب أكثر من 50 ألف فلسطيني. منذ بداية القتال في إيران، قبل أقل من أسبوعين، قتل في القطاع 1.063 فلسطينياً، حوالي 242 مدنياً قتلوا وهم في طريقهم لتلقي الغذاء أو المساعدة الإنسانية. هذا وضع لا يطاق.

الفجوة بين القدرات التي أبداها الجيش الإسرائيلي في إيران تلك الدولة الشاسعة البعيدة، وبين الغرق الفتاك في قطاع غزة أمام فلول منظمة إرهاب، ليست صدفة. فبينما اتخذ عمل عسكري دقيق ومنسق وقصير ومحدود في إيران، فالقوة العسكرية في غزة مرهونة لغاية سياسية مشوشة أو مسيحانية. والنتائج تتناسب مع ذلك.

بعد الهجوم الأمريكي على فوردو، قرر ترامب أن الهدف تحقق، وينبغي الانتقال للدبلوماسية. النصر، كما أوضح ترامب، غاية لها نهاية. وبالفعل، أعلن عن لقاء مع الإيرانيين الأسبوع القادم لمواصلة محادثات النووي. أما في قطاع غزة، بالمقابل، فلا غاية واضحة؛ نغرق في حرب بلا اتجاه سياسي وبلا جهد دبلوماسي، ولهذا لا نرى نهاية. وفي هذه الأثناء، نُقتل في الطريق إلى “النصر المطلق”.

عقب سقوط المقاتلين السبعة، قام اثنان من أعضاء الائتلاف وقالا الحقيقة. “لا أفهم حتى الآن علام نقاتل ولأي حاجة، ما الذي نفعله هناك وجنودنا يقتلون كل الوقت”، قال موشيه جفني، “هناك حاجة ما لترامب، لكن على ما يبدو لم نحظ بها بعد”. وانضم إليه النائب يانون أزولاي بدعوة “إنهاء الحرب وإعادة المخطوفين”.

يا للعار، تهجم عليهما على الفور أعضاء من الائتلاف، بدلاً من الانضمام إلى دعوتهما، لاستغلال الزخم حيال إيران والتعاون مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

كانت تكفي تغريدة من ترامب لوقف النار في الحرب في إيران. وكلمة واحدة منه يمكنها أيضاً إيقاف الحرب في قطاع غزة. حان الوقت لوقف سفك الدماء. نحن ملزمون بوقف الحرب، وإعادة المخطوفين، وسحب الجيش الإسرائيلي من غزة فوراً.

—————–انتهت النشرة—————–