تقارير ودراسات

باحثون: حرب غزة تقترب من 100 ألف شهيد وتُسجّل أعلى نسبة ضحايا مدنيين في القرن الـ21

المسار الإخباري :كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير استقصائي مدعوم بدراسات دولية، أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 تقترب من حاجز 100 ألف، لتصبح حرب غزة من أكثر النزاعات دموية في القرن الحادي والعشرين، لا سيما من حيث النسبة غير المسبوقة للضحايا المدنيين.

وبحسب التقرير، فإن وزارة الصحة الفلسطينية نشرت مؤخراً قائمة تفصيلية محدثة تضم آلاف الشهداء، متضمنة أسماءهم الكاملة، وتواريخ ميلادهم، وأرقام هوياتهم. ومع ذلك، تؤكد الصحيفة أن هذه الإحصائيات قد تكون أقل بكثير من الواقع.

واعتمد التقرير على دراسة موسعة أعدها البروفيسور البريطاني مايكل سباغات من جامعة لندن بالتعاون مع فريق باحثين فلسطينيين من بينهم الدكتور خليل الشقاقي، وتوصلت إلى أن نحو 75,200 شخص استشهدوا نتيجة أعمال عنف حتى يناير 2025، في حين أن العدد الإجمالي للوفيات، بما في ذلك الناجمة عن المرض والجوع والظروف الإنسانية، بلغ نحو 83,740 وفاة، وفقًا لنفس الدراسة.

وترجح الدراسة أن العدد الحقيقي قد تجاوز الآن 100 ألف شهيد، مع استمرار ارتفاع الوفيات غير المباشرة بسبب الجوع، وانهيار النظام الصحي، والنقص الحاد في الغذاء والدواء، والتشريد الجماعي لنحو 90% من سكان القطاع.

ويشير سباغات إلى أن 56% من الضحايا هم من النساء والأطفال دون سن الـ18، وهي نسبة استثنائية لم تُسجل في أي نزاع مسلح منذ الحرب العالمية الثانية، متجاوزة النسب التي سُجلت في صراعات مثل سوريا، العراق، السودان وكوسوفو

وتواجه التقديرات الإسرائيلية الرسمية، التي تتحدث عن مقتل 20 ألف عنصر من حماس وفصائل المقاومة، تشكيكًا واسعًا، إذ لم تقدم تل أبيب حتى اليوم أي قوائم موثقة بالأسماء. ويرى الباحثون أن إسرائيل تلجأ إلى تصنيف المدنيين العاملين في المؤسسات الحكومية كمقاتلين، إلى جانب اعتبار كل من يُقتل في مناطق معينة بأنه “عدو”.

ويرجح الخبراء أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت أنقاض المباني المدمّرة، أو دُفنوا دون تسجيلهم في مستشفيات القطاع، نتيجة انهيار النظام الصحي أو فقدان أفراد العائلة الذين كانوا سيُبلّغون عنهم.

واختتم سباغات بالقول إن الأرقام تشير إلى أن غزة قد تكون ساحة القتل الأكثر كثافة بالضحايا المدنيين في العالم خلال القرن الحالي، سواء من حيث عدد القتلى إلى عدد السكان، أو من حيث النسبة بين المسلحين وغير المقاتلين.