فلسطيني

الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية يحيي الذكرى الـ60 لتأسيسه ويؤكد استمرار نضاله من أجل الحقوق الوطنية والاجتماعية

المسار :  أصدر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بيانًا بمناسبة مرور ستين عامًا على تأسيسه، أكّد فيه مواصلة نضاله الوطني والاجتماعي والحقوقي، باعتباره أحد الأعمدة الجماهيرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشددًا على دور المرأة الفلسطينية الثابت في معركة التحرر والبناء.

واكد الاتحاد في بيانه الذي وصل المسار نسخه عنه، ان المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، التي قال إنها كانت ولا تزال شريكة أساسية في مسيرة الكفاح الوطني، في وقت تواجه فيه النساء الفلسطينيات أشكالًا متصاعدة من الإبادة والتهجير والاستهداف المباشر، لا سيما في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة شاملة منذ أكثر من 21 شهرًا، وفي ظل تصاعد جرائم الاحتلال في القدس والضفة الغربية.

وأشار البيان إلى أن تأسيس الاتحاد في تموز/يوليو عام 1965 جاء كاستجابة لقرار المجلس الوطني الفلسطيني، حيث شكّل منذ انطلاقته إطارًا وطنيًا جامعًا لنضال المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتعزيز حقوقها في مختلف الميادين.

وأكد الاتحاد أنه كان حاضرًا في كافة محطات النضال الفلسطيني، من مقاومة الاحتلال إلى دعم الأسرى والشهداء واللاجئين، وحماية الهوية الوطنية، والدفاع عن حقوق المرأة ومناهضة العنف والتمييز.

نص البيان كاملا :

ستون عاما من الثبات والمثابرة في ميادين النضال الوطني والاجتماعي والحقوقي

بيان صادر عن الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية

بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية

يصادف هذا العام الذكرى الغالية على النساء الفلسطينيات بمرور ستين عاما على تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، القاعدة الجماهيرية والنضالية كقاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الفاعلة، مذكرة بالرد الذي قدمته الجدات والأمهات في الاستجابة السريعة على قرار التأسيس الصادر عن اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني بتجسيد إطلاق الاتحاد العام للمرأة في منتصف تموز من العام 1965 إطاراً وطنياً جامعاً لنضال المرأة الفلسطينية وتنظيمها والدفاع عن حقوقها ومصالحها الوطنية والاجتماعية.

في هذه المناسبة الوطنية الهامة، تحيّي المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، التي كانت ولا تزال شريكة أساسية في مسيرة النضال الوطني والتحرري، وأحد صانعي التاريخ الفلسطيني المعاصر في ميادين الكفاح، والعمل السياسي، والاجتماعي، والثقافي، في ظل تصعيد الاحتلال الاستعماري الصهيوني منذ واحد وعشرين شهرا بعد جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة الحبيب وصولا إلى هدف التهجير القسري، ووضع الاحتلال النساء في دائرة استهدافهن بالإبادة بعد حملة من الشيطنة ضدها بهدف تشريع قتلها وتمريره دون عقاب أو مساءلة جراء ارتكابه الجرائم والانتهاكات التي ترتقي إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وبالتوازي مع استباحة قطاع غزة، يشن الاحتلال وقطعان المستوطنين حملتهم المسعورة على القدس العاصمة والضفة الغربية بجميع مدنها وقراها ومخيماتها لاستكمال جريمة الفصل العنصري والتطهير العرقي واستكمال ضم الأراضي وتهويدها والسيطرة على المواطنين-ات الفلسطينيين-ات واستهدافهم بالاعتقال والقتل والحصار وتقطيع الأوصال ومنع حرية الحركة وتضييق سبل العيش.

كل ما سبق، كان الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية طيلة العقود الستة الماضية حاضراً بقوة في كل محطات النضال الفلسطيني، بدءاً من مقاومة الاحتلال، إلى دعم الأسرى، والشهداء، واللاجئين، وحماية الهوية الوطنية في وجه محاولات الطمس والتشويه إلى جانب تعزيز دور المرأة في الحياة العامة، والدفاع عن حقوقها السياسية والاجتماعية، ومناهضة التمييز والعنف، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة.

إننا، في ذكرى التأسيس العزيزة، وبعد ستين عاما من النضال والثبات على الحق الوطني والاجتماعي، لا يمكن المرور العابر على المناسبة دون تذكر أخواتنا المؤسسات والمناضلات: عصام عبد الهادي، سلوى أبو خضرة، نجلاء ياسين، نهاية محمد، جميلة صيدم، ربحية دياب، سميحة خليل، مي صايغ، مها نصار، يسرى البربري وديعة خرطبيل ورقية الحوري وزينب ساق الله وسميرة جبريل وغيرهن كثيرات من اللواتي حضرن المؤتمر الأول للمجلس الوطني والمؤتمر الأول للاتحاد، اللواتي بذلن الغالي والنفيس من أجل رفع صوت المرأة الفلسطينية في المنابر العالمية والاقليمية وهن اللواتي انخرطن بين نساء شعبهن ليقوموا بواجبهم الوطني في بناء الاتحاد كلبنة أساسية في صرح مؤسساتنا النضالية العامة، وهن من مسحن دموع أهالي الشهداء والأسرى ووقفن إلى جانبهن، وضحوا من أجل ومن أجل أن تحتل المرأة موقعها النضالي والاجتماعي في المبنى السياسي والوطني، فلأرواحن وذكراهن العطرة ألف سلام ورحمة، ونعاهدهن كما نعاهد نساء شعبنا في كل مكان على ما يلي:

أولا: الوفاء لتاريخ الاتحاد المجيد وانطلاقته للرد على النكبة من خلال تعزيز دوره في المرحلة المقبلة، والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. باعتبارهم الركيزة الأساسية للبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ثانيا: الضغط على المجتمع الدولي بوقف الحرب على غزة والاستيطان وضم الأراضي ومصادرتها في الضفة الغربية والقدس المحتلة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإيقاف دعم الاحتلال ودعمه بالتسليح والتمويل ورفع الحصار وتقطيع التواصل الجغرافي ومنع حرية الحركة.

ثالثاً: التمسك بالدور الوطني للمرأة الفلسطينية بالتوازي مع النضال الاجتماعي والحقوقي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة، والمشاركة الوازنة في مواقع صنع القرار.

رابعا: الضغط من أجل استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة ما تم التوصل له من اتفاقيات وتطبيقها والعمل على حفظ السلم الأهي وتعزيز الوعي بتداعياته.

خامساً: لا نختم بيان الذكرى دون توجيه تحية الصمود إلى النساء في محافظات قطاع غزة الخمس، وفي القلب منهن فروع الاتحاد وسائر المؤسسات النسوية العاملة، اللواتي لا يمكن التعبير عن تضحياتهن الجسام وعن صمودهن الأسطوري في وجه الآلة العسكرية الهمجية التي استهدفت حياتهن عن سبق إصرار وترصد، ودفعن أثماناً باهظة وتكبدن عذابات لا تنتهي خلال حرب الإبادة، فقدن فيها حياتهن وحياة أحبابهن جراء عمليات القتل الممنهج التي يقعن تحت وطأتها منذ أكثر من ستمئة وخمس وأربعين يوما حتى اليوم..كما نوجه التحية للمرأة في الضفة الغربية وخاصة في مخيمات الشمال، جنين وطولكرم ونور شمس، الصامدات في وجه الاحتلال وممارساته الهادفة إلى تكريس نظام الفصل العنصري وكذلك فروع الاتحاد في بلدان اللجوء والشتات اللواتي يقمن بدورهن في استنهاض الحراكات المساندة للقضية الفلسطينية وخاصة الرائدات المناضلات من أمثال المناضة المحامية فرانشيسكا ألبانيزي التي تتعرض إلى حملة تحريض وتشويه نتيجة وقوفها مع الحق الفلسطينية وتكشف جرائم الاحتلال.

وفي الختام، ونحن نحيي الذكرى الستين للتأسيس، لا يسعنا سوى بعث الذكرى الطيبة للمناضلات، والشهيدات والأسيرات، وإلى كل المساهمات في بناء هذا الصرح الوطني، وأن يبقى الصوت القوي في ساحات المجتمع الدولي حتى نيل الحرية والاستقلال، والمضي قدماً على درب الحرية والكرامة حتى نيل حقوق شعبنا كاملة غير منقوصة، مجددات العهد بأن يظل الاتحاد في طليعة المدافعين عن الحق والحياة والكرامة لشعبنا، والاستمرار في بعث الذكرى بكل قيمها النضالية والتاريخية الملهمة والإرادة الحرة التي تقف خلفها معانيها.

المجد للشهداء والشهيدات

الحرية للأسرى والأسيرات

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

والنصر لقضيتنا العادلة

والتحية للمرأة الفلسطينية في كل مكان