المسار الإخباري :عاد الصحفي المغربي محمد البقالي إلى مطار شارل ديغول في باريس، بعد احتجازه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقب اعتراض السفينة “حنظلة”، التي أبحرت من إيطاليا في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
البقالي، الذي كان ضمن طاقم السفينة، تحدث عن تفاصيل الاقتحام، مؤكدًا أن العملية وقعت في المياه الدولية بعد مرافقة مكثفة من الزوارق الحربية الإسرائيلية استمرت قرابة 12 ساعة. وأضاف أن أفراد الطاقم كانوا مستعدين للاقتحام، وارتدوا سترات النجاة قبل إعلانهم الإضراب عن الطعام احتجاجًا على ما وصفه بـ”العرض الدعائي” الذي اعتادت عليه قوات الاحتلال بتصوير توزيع المياه والطعام لإظهار معاملة إنسانية زائفة.
وأوضح أن الرحلة لم تكن لتهريب أي سلاح أو خرق الحدود، بل كانت رسالة رمزية وإنسانية لكسر جدار الصمت الدولي عن معاناة سكان غزة، مؤكدًا أن الرواية التي حملوها كانت أقوى من أي سلاح، وأنها تكشف للعالم جرائم الحصار والإبادة.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تعاملت بفظاظة منذ اللحظة الأولى، وتم استقبالهم في ميناء أسدود وسط تهديدات مباشرة، وظروف اعتقال قاسية. وذكر أن الاتهامات التي وُجهت لهم كانت “عبثية”، منها حيازة مخدرات أو الانتماء لتنظيمات إرهابية، رغم الطابع الإنساني للرحلة.
ووفق روايته، فإن بعض المعتقلين مازالوا محتجزين في سجن “جفعون”، ويواصلون إضرابهم عن الطعام احتجاجًا على الترحيل القسري وسوء المعاملة. وشدد على أن الإفراج عن عدد من النشطاء – ومن بينهم نائبة فرنسية ومواطنون من أمريكا وإيطاليا – لا ينهي القضية، بل يفتح الباب لسرد جديد، مؤكداً أن الحصار لا يمنع الحقيقة من الوصول.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع استعداد تحالف دولي لإطلاق أكبر قافلة بحرية مدنية تضم زوارق من 39 دولة، في محاولة رمزية جديدة لكسر الحصار، ولفت أنظار العالم إلى المأساة الإنسانية في القطاع.
مركز حقوقي أكد من جهته أن النشطاء رفضوا التوقيع على أوراق الترحيل، وأصروا على حقهم القانوني في الدفاع عن تحركهم السلمي.
واختتم البقالي حديثه بالقول إن “المعركة لم تعد فقط لكسر الحصار البحري، بل لكسر جدار التواطؤ الدولي، وإعادة الاعتبار لصوت الشاهد في وجه منظومة لا تريد أن تُفضَح”.