المسار الإخباري :في تحذير هو الأقسى منذ بدء الحرب، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، مقارنًا إياها بالمجاعات التاريخية التي ضربت إثيوبيا وبيافرا في القرن الماضي.
وقال مدير الطوارئ في البرنامج، روس سميث، إن “ما نشهده في غزة لا يُشبه أي شيء خلال هذا القرن”، مضيفًا: “إنها كارثة تتكشف أمام أعيننا… هذه ليست مجرد تحذيرات، بل دعوة عاجلة للتحرك”.
جاء ذلك عقب صدور تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، الذي أكد أن أسوأ سيناريوهات المجاعة يتحقق الآن، وأن “عتبة المجاعة” تم تجاوزها فعليًا في معظم أنحاء القطاع، مع تزايد الوفيات يومًا بعد يوم.
ويحذر التقرير من أن النساء والفتيات يواجهن خيارًا مرًا: “إما الموت جوعًا في مراكز الإيواء، أو الخروج بحثًا عن الطعام والماء وتعريض أنفسهن للقتل”.
وأكد جان مارتن بوير، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في البرنامج، أن مستويات سوء التغذية وصلت إلى “أسوأ نقطة منذ بداية النزاع”، مشيرًا إلى أن مدينة غزة تحديدًا تخطت في يوليو عتبة المجاعة لأول مرة منذ بداية الحرب.
كما شدد سميث على أن الإسقاط الجوي للمساعدات لا يكفي، بل “ينطوي على مخاطر كبيرة”، إذ سجلت عدة إصابات بسبب سقوط الشحنات فوق رؤوس الناس، لافتًا إلى أن الحل العملي “جاهز عند المعابر، لكنه يواجه عراقيل”.
وفيما تتسارع مؤشرات الجوع والموت، لا تزال الدعوات تتصاعد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق، لوقف ما وصفه التقرير بـ”الانهيار الكامل”.